دفدسفسففدسفدس - Shodhganga

‫‪- 324 -‬‬

‫علم الكالم والفلسفة واملنطق‪:‬‬ ‫الكالم هو أحد أبرز العلوم اإلسالمية الذى يتناول مبحث العقائد اإلسالمية‪،‬‬ ‫وإثباهتا باألدلّة العقلية والنقلية ولذا يقول سعد الدين التفتزاىن‪" :‬الكالم هو العلم‬ ‫بالعقائد الدينية عن األدلة اليقينية"‪ )1( ،‬وقال عضد الدين اإلجيى (املتوىف ‪657‬هـ)‬ ‫بأنه علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد احلجج ودفع الشبة‪ )2(،‬ويقول‬ ‫علماء الكالم بأن علمهم هذا يستمدّونه من األدلة اليقينية النقلية والعقلية‪ ،‬واألدلة‬ ‫العقلية هى استخدام العقل عن طريق النظر ىف العامل اخلارجى‪ ،‬وكذلك األدلة النقلية‬ ‫هى ما ورد من صحيح األحاديث عن نىب اإلسالم حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وكان‬ ‫هذا العلم حماولة لتصدى التحديات الىت فرضتها االلتقاء بالديانات القدمية حينما‬ ‫ظهرت فرق عديدة بعد وفاة النىب صلى اهلل عليه وسلم مثل املعتزلة واخلوارج‬ ‫والزنادقة واجملسمة‪ ،‬ومن مث كانت نشأة علم الكالم ىف التاريخ اإلسالمى نتيجة ما‬ ‫اعتربه املسلمون ضرورة لردّ البدعة والتُّـهم من قِبل بعض الطوائف املخالفة‪ ،‬وكان‬ ‫اهلدف الرئيسى هو إقامة األدلّة‪ ،‬وإزالة الشبهات ىف العقائد الدينية‪ ،‬و حيوى هذا العلم‬ ‫أيضاً علم التوحيد وعلم العقائد وعلم أصول الدين وغريها‪ ،‬مث بعد تواىل األيام صار‬ ‫علم الكالم فناً مستقالً من الفنون اإلسالمية عند املسلمني‪ ،‬وبرز عباقرة العلماء ىف‬ ‫هذا اجملال ومن أشهرهم مثالً أبواحلسن األشعرى‪ ،‬وأبو املنصور املاتريدى والشيخ أبو‬ ‫حامد الغزاىل والشيخ فخر الدين الرازى وغريهم من عمالقة الزمان‪.‬‬ ‫أما الفلسفة اإلسالمية فهو مصطلحٌ عامٌ‪ ،‬ميكن تعريفه واستخدامه بطرق‬ ‫خمتلفة‪ ،‬فيمكن للمصطلح أن يستخدم على أنه الفلسفة املستمدة من نصوص اإلسالم‬ ‫حبيث يقدّم تصوّر اإلسالم ورؤيته حول الكون واخللق واحلياة واخلالق‪ ،‬وىف بعض‬ ‫األحيان تقدّم الفلسفة اإلسالمية على أهنا كل عمل فلسفي قام به الفالسفة املسلمون‬ ‫‪ .1‬اإلمام سعد الدين التفتازاىن‪ :‬هتذيب الكالم‪ ،‬ص‪8 :‬‬ ‫‪ .2‬الشريف اجلرجاىن‪ :‬شرح املواقف ‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪43 :‬‬

‫‪- 325 -‬‬

‫وأقرب كلمة مستخدمة ىف النصوص اإلسالمية لكلمة "فلسفة" هى احلكمة‪ ،‬ولذلك‬ ‫جند الكثري من الفالسفة املسلمني يستخدمون كلمة "حكمة" كمرادف لكلمة‬ ‫"الفلسفة" الىت دخلت إىل الفكر العرىب اإلسالمى كتعريب كلمة "فالسوىف"‬ ‫(‪ )Philosophy‬اليونانية‪.‬‬ ‫وإذا اعتربنا تعريف الفلسفة على أهنا حماولة بناء تصوّر ورؤية مشولية لكون‬ ‫احلياة‪ ،‬فإن بدايات هذه األعمال ىف احلضارة اإلسالمية بدءت كتيار فكرى ىف‬ ‫البدايات املبكرة للدولة اإلسالمية بعلم الكالم‪ ،‬و وصل إىل الذروة ىف القرن التاسع‬ ‫للميالد عندما أصبح املسلمون على اطالع بالفلسفة اليونانية القدمية‪ ،‬والذى أدّى إىل‬ ‫نشوء رعيل من الفالسفة املسلمني الذين كانوا خيتلفون عن علماء علم الكالم‬ ‫السابقني‪.‬‬ ‫و يرى بعض الفالسفة أن الفلسفة اإلسالمية هى جمموعة األفكار الىت أعطاها‬ ‫وأرتاها الكندى‪ ،‬والفاراىب‪ ،‬وابن سينا‪ ،‬وابن تيمية ومن سار على هنجهم ىف اهلل‬ ‫والعامل والنفس اإلنسانية‪ ،‬ويُعطيها الشيخ الرئيسى ابن سينا (‪828‬م ـ‬ ‫‪1346‬م) طابعًا نفسيًا حني يقول‪:‬‬ ‫‘‘احلكمة أو الفلسفة هى استكمال النفس اإلنسانية بتصوّر األمور‪ ،‬والتصديق‬ ‫باحلقائق النظرية والعملية على قدر الطاقة اإلنسانية’’‬

‫ومن أبرز الفالسفة الذين ظهروا من املسلمني ونالوا من الشهرة الواسعة‬ ‫الذائعة ىف العامل اإلسالمى منهم الشيخ أبوحامد الغزاىل(‪ 353‬ـ‪535‬هـ‪/‬‬ ‫‪1358‬ـ‪1111‬م)‪ ،‬والشيخ ابن تيمية (‪771‬ـ ‪628‬هـ‪1274/‬ـ‬ ‫‪1428‬م) وغريمها كثري‪ ،‬وال يناسب هنا ذكر مجيعهم‪.‬‬ ‫تعد الفلسفة اإلسالمية أهمّ احلركات الىت نشأت ىف ظلّ اإلسالم وارتبطت به‬ ‫ارتباطاً وثيقاً‪ ،‬إما بالتفلسف ىف عقيدته وشريعته وإما بالتوفيق بينه وبني فلسفات‬ ‫أخرى‪ ،‬مث انتقل هذا الفن إىل مجيع الدول اإلسالمية وكذلك إىل اهلند‪ ،‬ومل يزل‬

‫‪- 326 -‬‬

‫العلماء و الفضالء من الشبه القارة اهلندية يسامهون فيه منذ أمد بعيد وتركوا تراثًا‬ ‫ضخمًا ىف هذا اجملال السيما ىف حكم املسلمني‪.‬‬ ‫أما املنطق فهو فرع من الفلسفة يدرس صور الفكر‪ ،‬وطرق االستدالل السليم‪،‬‬ ‫واملنطق العرىب اسم يطلق على تلك اجلهود الىت بذهلا الباحثون ىف العامل اإلسالمى ىف‬ ‫جمال الدراسات املنطقية‪ ،‬وما متخضت تلك اجلهود من أعمال ىف هذا اجملال‪ ،‬سواء‬ ‫كانت هذه األعمال ىف صورة مؤلفات أو مترمجات أو شروح أو حواشى تدور حول‬ ‫مسائل منطقية‪ ،‬فإصطالح املنطق العرىب ال يعىن أكثر من جمموعة الدراسات املنطقية‬ ‫الىت متّت على يد العرب‪ ،‬أما الكلمة العربية "املنطق" فهى مشتّقة من "النطق"‪ ،‬ألن‬ ‫النطق يطلق على اللفظ‪ ،‬وعلى إدراك الكليات‪ ،‬وعلى النفس الناطقة‪ ،‬وملا كان هذا‬ ‫الفن يقوى باألوىل اإلدراك‪ ،‬ويسلك بالثانية مسلك السداد‪ ،‬وبالثالثة حيصل بسببه‬ ‫كماالت‪ ،‬اشتق له إسم منه و هو "املنطق"‪ )1(،‬وهنا ال نرى اختالفاً كبرياً بني مدلول‬ ‫لفظ "املنطق" ىف اللغة اليونانية واللغة العربية‪ ،‬ويقول التهانوى‪:‬‬ ‫‘‘اعلم أن الغرض من املنطق هو التمييز بني الصدق والكذب ىف األقوال واخلري‬ ‫والشر ىف األفعال واحلق والباطل ىف االعتقادات‪ ،‬ومنفعته القدرة على حتصيل‬ ‫(‪)2‬‬ ‫العلوم النظرية والعلمية’’‬

‫فاملراد باملنطق أن تكون لدى اإلنسان آلة قانونية تعصمه مراعاهتا من أن يض ّل‬ ‫ىف فكره‪ )3(،‬أما الفروق بني علم الكالم والفلسفة هو أن األول يقوم بالدفاع عن‬ ‫احلقيقة الدينية باحلجج العقلية‪ ،‬والفلسفة تبحث عن احلقيقة سواءاً أكانت حقيقة‬ ‫دينية أم حقائق أشياء مطلقة‪ ،‬وكذلك الفرق بني املنطق والفلسفة هو أن موضوع‬ ‫املنطق هو احلدّ والقياس وما يتعلق هبما من مباحث‪ ،‬وموضوع الفلسفة هو البحث‬ ‫‪ .1‬حممد على التهانوى‪ :‬كشاف اصطالحات الفنون والعلوم‪ ،‬ص‪44 :‬‬ ‫وانظر‪ :‬تطور املنطق العرىب لنيقوال ريشر‪ ،‬دراسة و ترمجة‪ :‬الدكتور مهران ‪ ،1885 ،‬ص‪15:‬‬ ‫حممد على التهانوي‪ :‬كشاف اصطالحات الفنون والعلوم‪ ،‬ص‪45 :‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪ .3‬ابن سينا‪ :‬اإلشارات والتنبيهات ‪ ،‬حتقيق‪ :‬سليمان دنيا‪ ،‬داراملعارف القاهرة‪ ،‬ص‪116 :‬‬

‫‪- 327 -‬‬

‫عن طبائع األشياء وحقائق املوجودات سواءاً كان ىف الطبيعات أم الغيبيات أم‬ ‫اإلهليات‪ ،‬واإلهليات تبحث ىف الفلسفة "العلة" و"احملرك"‪ ،‬وهو أكرب جزء من أجزاء‬ ‫ال‬ ‫الفلسفة‪ ،‬وكان علوم الفالسفة القدماء ختتلف عن علوم الفالسفة املتأخرين مث ً‬ ‫كانت الرياضيات والفيزياء من أساسيات علوم الفلسفة إال أهنا مل تعد كذلك ىف‬ ‫االصطالح احلديث‪ ،‬وموضوع علم الكالم يبحث العقائد الدينية فقط أي مسائل‬ ‫أصول اإلميان وقضاياه‪.‬‬ ‫ونلّخص مما سبق أن علم الكالم يقوم بالدفاع عن احلقيقة الدينية باحلجج‬ ‫العقلية ويقتدر به إثبات العقائد الدينية بإيراد احلجج ودفع الشبهات‪ ،‬والفلسفة تبحث‬ ‫عن احلقيقة سواء كانت حقيقة دينية أم حقائق أشياء مطلقة‪ ،‬واملنطق هو جمموعة‬ ‫قوانني منطقية تعصم الذهن من الزلل‪ ،‬ومييّز الرأى الصواب عن اخلطأ ىف العقائد‬ ‫وغريها حبيث تتوافق العقول السليمة على صحته‪ ،‬فهو وضع القوانني املوافقة للعقل‪.‬‬

‫علم الكالم والفلسفة واملنطق ىف فرجنى حمل‪:‬‬

‫ ‪- 328‬‬‫حني وضع اإلمرباطورية ظهري الدين بابر أسس الدولة املغولية ىف اهلند‪ ،‬فجاء مع‬ ‫جيشه عددٌ كبري من علماء وطنه األصيل‪ ،‬وملا كان لديهم مسعة للعلوم املعقولة‪ ،‬فتروّجت‬ ‫بذلك هذه العلوم على مدى واسع ىف مجيع املناهج الدراسية ىف اهلند ومراكزها وحلقاهتا‬ ‫العلمية‪ ،‬وقد صرّح مؤلف "هفت إقليم" الشيخ أمحد أمني الرازى أنه كان للشيخ عبد‬ ‫السميع األندجاىن يد طوىل ىف تدريس كتب املعقوالت‪ ،‬وكان قد حفظ "شرح‬ ‫(‪)1‬‬ ‫املواقف"‬ ‫وهكذا وصلت املعقوالت خاصة علم الكالم إىل أوج الرقى وقمة اإلزدهار ىف‬ ‫أواخر القرن العاشر للهجرة‪ ،‬كما إعترف ذلك العالمة غالم على آزاد البلكرامى بوضوح‬ ‫حني يقول إن األمري فتح اهلل الشريازى هو الشخص األول الذى جاء بالكتب املعقولة من‬ ‫بالده وأدخلها ىف سائر املناهج واملقررات الدراسية باهلند‪ ،‬وتروج بعد ذلك علم الكالم‬ ‫مع غصون العلوم املعقولة األخرى‪ ،‬وإذادت أمهيتها مبجيئ تالميذ احملقق الكبري جالل‬ ‫الدين حممد بن أسعد الدواىن‪ ،‬وقد كتب الشيخ مال عالء الدين حاشية على شرح العقائد‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ىف هذا العصر‪.‬‬ ‫والسلسلة العلمية الىت سامهت كثرياً ىف تطوير املعقوالت ىف اهلند من بقية مجيع‬ ‫السالسل واحلركات هى ما بدءها الشيخ أمري فتح اهلل الشريازى‪ ،‬مث قدّمها تلميذه الشيخ‬ ‫مال عبد السالم الالهورى إىل األمام‪ ،‬مث قدّمها تلميذه الشيخ مال عبد السالم الديوى‪ ،‬مث‬ ‫تلميذه الشيخ مال عبد احلليم السهالوى‪ ،‬مث تلميذه الشيخ مال قطب الدين الشهيد‪ ،‬مث‬ ‫تلميذه الشيخ مال نظام الدين السهالوى الفرجنى حملى‪ ،‬مث ابنه وتلميذه مال عبد العلى حبر‬ ‫العلوم‪ ،‬مث الشيخ مال كمال الدين السهالوي‪ ،‬فقام مجيعهم بإسهامات جلّى تأليفًا وتدريسًا‬ ‫وتطويراً ىف هذا اجملال‪ ،‬فليس هناك مثة شك أن أشد االهتمام لعلماء شبه القارة اهلندية‬ ‫كان أوالً بالفقه اإلسالمى‪ ،‬وثانياً باملعقوالت ىف كل حقبة من تاريخ اهلند اإلسالمى‬ ‫والثقاىف‪ ،‬وقد صرّح املؤرّخ الشهري ابن بطوطة عما كان لإلمرباطور حممد بن تغلق شغفًا‬ ‫واشتياقاً حنو العلوم العقلية على النحو التايل‪:‬‬ ‫‪ .1‬أمحد أمني الرازى‪ :‬هفت إقليم‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.413 :‬‬ ‫‪ .2‬الشيخ حممد أيوب القادرى‪ :‬تذكره علماء هند‪( ،‬األوردية) هستاريكل سوسائىت‪ ،‬كراتشى باكستان‪،‬ص‪35:‬‬

‫ ‪- 329‬‬‫‘‘فقد رأيت ملك اهلند يتذاكر بني يديه بعد صلواة الفجر مع الناس ىف عدة‬ ‫(‪)1‬‬ ‫العلوم خاصة ىف املعقوالت’’‬

‫وبعد القرن التاسع اهلجرى‪ ،‬صدر ىف اهلند كتاب "شرح هداية احلكمة" للشيخ مري‬ ‫حسن امليبذى‪ ،‬واشتهر هذا الكتاب فيما بعد بإسم املؤلف "شرح املبيذى"‪ ،‬ونال من‬ ‫الشهرة الذائعة ىف اهلند‪ ،‬مث برز بعد قليل عمالقة العلماء ىف املعقوالت الذين قاموا بنشر‬ ‫العلوم املعقولة وتطويرها خبطى حثيثة‪ ،‬وأشاعوها وأوصلوها ىف كل درب من دروب اهلند‬ ‫العلمية‪ ،‬ومن نال شهرة عظيمة منهم الشيخ وجيه الدين العلوى‪ ،‬والشيخ مال عبد السالم‬ ‫الالهورى‪ ،‬والشيخ عبد السالم الديوى‪ ،‬والشيخ مال عبد احلليم السيالكوتى‪ ،‬والشيخ مال‬ ‫كمال الدين الكشمريى‪ ،‬ومال حمب اهلل البهارى‪ ،‬ومال حممد اجلونفورى وغريهم‪.‬‬ ‫على كل حال إن علماء اهلند ومؤلفيها قد قاموا بإسهامات وميضة وإجنازات علمية‬ ‫قيمة ىف العلوم املعقولة‪ ،‬وكذلك كان شأن علماء فرجنى حمل‪ ،‬فإهنم مل يكتفوا على دراسة‬ ‫هذه العلوم وتدريسها فحسب‪ ،‬إمنا كتبوا حواشى وشروحاً على كتب املتقدمني أيضاً ما‬ ‫ال عداد هلا‪ ،‬وكان أسلوب بعضهم فريداً ومنقطع النظري بل ال جند مبثله عند الكثري من‬ ‫علماء العرب أيضاً‪.‬‬ ‫وكان العالمة عبد العلى (حبرالعلوم) الفرجنى حملى ىف طليعة العلماء احلائزين ىف‬ ‫املعقوالت باهلند‪ ،‬وها هو ذا منوذج من حتريره مما يدلّ بوضوح على براعته ىف العلوم‬ ‫املعقولة‪:‬‬ ‫‘‘والثاىن املعىن الذى به االنكشاف‪ ،‬وهو العلم احلقيقى وهو الذى يفحص عن‬ ‫حقيقته أنه الصورة أوغريها ومن ادّعى بديهية‪ ،‬فإن أراد العلم احلقيقى فقد‬ ‫غلط‪ ،‬ومل يعلم حقيقته إال بعد فحص غائر وإن أراد املصدرى فهو حق إال أنه‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ال نزاع بينمه وبني قائلى الكسبية‪ ،‬فإهنم أرادوا العلم احلقيقى‪ ......‬اخل’’‬

‫أما املنطق فإن هذا الفن أيضًا مرّ بعديد من املراحل ىف اهلند‪ ،‬وإن علماء اهلند‬ ‫شهدوا اعتناءاً فعاالً واشتياقاً كبريًا به ما ال يقدر وال خيمن‪ ،‬وقاموا مبساعى وجمهودات‬ ‫‪ .1‬ابن بطوطة‪ :‬رحلة ابن بطوطة‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪181 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة عبد احلئ‪ :‬اجملموعة العجيبة عن مال جالل‪ ،‬ومري زاهد‪ ،‬وحبر العلوم وقاضى مبارك‪ ،‬لكناؤ‪ ،‬ص‪53 :‬‬

‫ ‪- 330‬‬‫فكرية وعقلية وتأليفة موفورة ىف هذا اجملال‪ ،‬وكذلك انتخبوا بأثره ىف تدريس القرآن فقط‬ ‫تفسريين ومها "اجلاللني" و"البيضاوى" ىف مقرّرات الدراسة بسبب أسلوهبما املنطقى املعقّد‬ ‫األكيد‪ ،‬وكذلك كان أكثر من عشرين كتاباً ىف املنطق شامالً ىف املنهج الدراسى‪ )1(،‬ومع‬ ‫كل ذلك مل يكن ليشفى هبذه الكتب غليل القرّاء و الدارسني و املدرّسني‪ ،‬بل كانوا‬ ‫يوجّهون إىل الكتب املنطقية األخرى‪ ،‬ويدل قول األستاذ اهلند العالمة مال نظام الدين‬ ‫السهالوى الفرجنى حملى على أمهية املنطق بني شعب اهلند القدمي بكل وضاحة حني يقترح‪:‬‬ ‫‘‘أما املنطق فإنه يضيف القوة العقلية والذهنية‪ ،‬ومييّز بني احلق والباطل‪،‬‬ ‫والصحيح واخلطأ‪ ،‬وتعصم قواعده من سوء الفهم واإلدراك‪ ،‬ولذا البد لكل‬ ‫طالب أن يتعلم هذا الفن بقدر احلاجة‪ ،‬ألنه من مبادئ أصول الفقه‪ ،‬أما‬ ‫األصول واملبادئ والقواعد الفلسفية أواملنطقية ما ختالف القرآن واألحاديث‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫فإهنا ممنوعة ومردودة على االطالق‪.‬‬

‫وكتاب "سلم العلوم" للعالمة حمب اهلل البهارى هو عمل عبقرى وأروع األعمال‬ ‫اهلندية ىف املنطق‪ ،‬وقد وصل به املنطق ىف أوج التقدم واإلزدهار ىف اهلند‪ ،‬وما زال هذا‬ ‫الكتاب دخيالً ىف املقررات الدراسية ىف مجيع املدارس اهلندية إىل عصرنا هذا‪ ،‬وهناك عدد‬ ‫كبري من الكتب واحلواشى والتعليقات والشروح واملخطوطات الىت تركها علماء فرجنى‬ ‫حمل خلفهم ىف العلوم املعقولة‪ ،‬ولكن مل تنشر ومل تطبع منها إال قليلة‪ ،‬كما بقى معظمها‬ ‫بشكل املخطوطات إىل مدة طويلة‪ ،‬وكذلك ضاع و تلف بعضها بسبب حوادث األيام‬ ‫ونوائبها‪ ،‬وبقت لبعضها أمساء وعناوين ىف كتب التاريخ والتراجم فقط‪.‬‬ ‫واآلن تقدّم بالتايل قائمة علماء فرجنى حمل الذين سامهوا ىف علم الكالم والفلسفة‬ ‫واملنطق مع ذكر ما تركوا ىف هذه العلوم من اآلثار واملؤلفات‪ ،‬مث نستعرض بعض أهم‬ ‫مؤلفاهتم ما تيسّر لنا الوصول واحلصول عليها‪.‬‬

‫(‪ )1‬العالمة عبد احلئ اللكنوى الفرجنى حملى‪:‬‬ ‫‪ ‬تعليق احلمائل على تعليق السيد الزاهد املتعلق بشرح اهلياكل‪.‬‬ ‫‪ .1‬الدكتور مسعود أنور العلوى‪ :‬عرىب زبان وأدب مني أودهـ كا حصه ‪ ،‬ص‪237:‬ـ ‪236‬‬ ‫‪ .2‬العالمة وىل اهلل الفرجنى حملى‪ :‬عمدة الوسائل للنجاة (خمطوطة)‪ ،‬ص‪1 :‬ـ ‪.15‬‬

‫ ‪- 331‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلفادة اخلطرية ىف مبحث نسبة سبع عرض شعرية‬ ‫التعليق العجيب حلل حاشية اجلالل ملنطق التهذيب‬ ‫تعليق على حاشية الزاهد على شرح التهذيب للدواىن‬ ‫تعليق على حواشى الزاهد على شرح املواقف‬ ‫تعليق على حواشى الزاهد على الرسالة القطبية‬ ‫التعليق النفيس على خطبة شرح املوجز للنفيس‬ ‫التعليقات على شرح الصدر الشريازى هلداية احلكمة‬ ‫تكملة حل النفيسى‬ ‫احلاشية لبديع الزمان‬ ‫احلاشية على شرح التهذيب لعبد اهلل اإليزدى‬ ‫احلاشية على شرح مال جالل لكتاب هتذيب املنطق‬ ‫احلاشية على شرح املبيذى هلداية احلكمة‬ ‫احلاشية على الشمس البازغة‬ ‫حل املغلق ىف مبحث اجملهول املطلق‬ ‫دفع الكالل عن طالب تعليقات الكمال على احلواشى الزاهدية املتعلقة‬ ‫حباشية التهذيب للجالل‬ ‫علم اهلدى على حواشى نور اهلدى‬ ‫الكالم املتني ىف حترير الرباهني‬ ‫الكالم الوهىب ىف حلّ بعض عبارات القطىب‬ ‫مصباح الدجى ىف لواء اهلدي‬ ‫املعارف مبا ىف حواشى شرح املواقف‬ ‫مفيد اخلائضني ىف جواب من ردّ على معني الغائصني‬ ‫ميسر العسري ىف مبحث املتناه بالتكرير‬ ‫نور اهلدى حلملة لواء اهلدى‬

‫‪- 332 -‬‬

‫(‪)2‬‬

‫(‪)4‬‬

‫(‪)3‬‬

‫(‪)5‬‬

‫‪ ‬هداية الورى إىل لواء اهلدى‬ ‫‪ ‬احلاشية على حواشى اخلياىل على شرح العقائد‬ ‫‪ ‬احلاشية على شرح العقائد النسفية‬ ‫‪ ‬البيان العجيب ىف شرح ضابطة التهذيب‬ ‫‪ ‬القول احمليط فيما يتعلق باجلعل املؤلف والبسيط‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ ‬التعليق العجيب على منت التهذيب‬ ‫الشيخ مال قطب الدين الشهيد‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية على شرح العقائد للدواىن‬ ‫‪ ‬حاشية على العقائد النفسى (الكالم)‬ ‫‪ ‬حاشية على شرح حكمة العني‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ‬حاشية للتفريعات للبزدوى‪.‬‬ ‫املفىت أصغر بن املفىت أىب الرحم‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية الفوائد الضيائية‬ ‫‪ ‬شرح ضابطة التهذيب‬ ‫الشيخ مال إفهام اهلل بن حممد إنعام اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬رسالة ىف حتقيق الروح‬ ‫‪ ‬حاشية على شرح العقائد النسفية‬ ‫‪ ‬حاشية على القطىب‬ ‫‪ ‬حاشية اخلياىل‬ ‫الشيخ مال حسن بن القاضى غالم مصطفى‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح سلّم العلوم (املنطق)‬ ‫‪ ‬حواشى الزواهد الثالث‬

‫‪ .1‬الشيخ حممد عنايت اهلل الفرجنى حملى‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪143 ،144:‬‬ ‫‪ .2‬الشيخ قيام الدين عبد البارى‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪3 :‬‬

‫‪- 333 -‬‬

‫‪ ‬حواشى على شرح هداية احلكمة للصدرا‬ ‫‪ ‬حاشية على الشمس البازغة (احلكمة)‬ ‫‪ ‬احلاشية على مري زاهد ملال جالل‬ ‫‪ ‬معارج العلوم (املنطق)‬ ‫‪ ‬مدارج العلوم (احلكمة)‬ ‫(‪ )7‬الشيخ مال حيدر بن مال مبني اهلل‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ ‬رسالة ىف املنطق والوضائف احليدرية‬ ‫(‪ )6‬املفىت ظهور اهلل بن مال حممد وىل اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬احلاشية على حاشية الزواهد الثالث‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ‬حاشية على الرسالة القطبية‬ ‫‪ ‬احلواشى على احلاشية الزاهدية املتعلقة حباشية التهذيب اجلاليل‪.‬‬ ‫‪ ‬شرح رسالة الشمس البازغة‪.‬‬ ‫(‪ )8‬الشيخ ظهور على بن مال حممد حيدر‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح اخلطبة لسلّم العلوم‬ ‫(‪ )8‬الشيخ مال عالؤالدين بن مال أنواراحلق‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية على الرسالة القطبية‬ ‫‪ ‬شرح املواقف‬ ‫(‪ )13‬الشيخ مال عبد العزيز بن مال عبد الرحيم‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية على الزيلعى‪.‬‬ ‫(‪ )11‬الشيخ مال عبد الرزاق بن مال مجال الدين‪:‬‬ ‫‪ ‬مقامات الصوفية (التصوف)‬ ‫‪ ‬عمدة الوسائل (التصوف)‬ ‫‪ .1‬العالمة قيام الدين عبد الباري‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪12 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة قيام الدين عبد البارى‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل ‪ ،‬ص‪16 :‬‬

‫‪- 334 -‬‬

‫‪ ‬أحسن اخلصائل شرح عمدة الوسائل (التصوف)‬ ‫‪ ‬أنوار غيبية‬ ‫(‪ )12‬الشيخ مال عبد الوهاب بن مال مجال الدين‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية على حاشية القطىب‬ ‫(‪ )14‬الشيخ قيام الدين عبدالبارى‪:‬‬ ‫‪ ‬اعتصام األزهان (املنطق)‬ ‫‪ ‬رسالة ىف اهليئة اجلديدة والقدمية (احلكمة)‬ ‫‪ ‬تقريب األزهان‬ ‫‪ ‬شرحان اليساغوجى‬ ‫‪ ‬حتفة األحباب (احلكمة)‬ ‫‪ ‬عني الصواب‬ ‫‪ ‬احلاشية النافعة على طفرة الراوية‬ ‫‪ ‬كتاب الفرائض‬ ‫‪ ‬احلاشية السراجية‬ ‫‪ ‬األزهار ىف توريث األمحاء واألصهار‬ ‫‪ ‬غاية الكالم‬ ‫‪ ‬زبدة الفوائد‬ ‫‪ ‬كتاب العقائد‬ ‫(‪ )13‬الشيخ مال عبد احلليم بن مال أمني اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬حل املعاقد ىف شرح العقائد‬ ‫‪ ‬القول األسلم حلل شرح السلم (املنطق)‬ ‫‪ ‬التحقيقات املرضية حلل حاشية الزاهد على الرسالة القطبية‬ ‫‪ ‬كشف املكتوم ىف حاشية حبر العلوم‬

‫ ‪- 335‬‬‫(‪)1‬‬

‫‪ ‬القول احمليط فيما يتعلق باجلعل املؤلف والبسيط‬ ‫‪ ‬اإليضاحات ملبحث املختلطات‬ ‫‪ ‬التوضيحات‬ ‫‪ ‬كشف االشتباه ىف حل شرح السلم ملولوى محد اهلل‬ ‫‪ ‬معني الغائصني ىف رد املغالطني‬ ‫‪ ‬البيان العجيب شرح ضابطة التهذيب‬ ‫‪ ‬األقوال األربعة ىف رد الشبهات املورودة‬ ‫‪ ‬كاشف الظلمة ىف بيان أقسام احلكمة‬ ‫‪ ‬العرفان ىف املنطق‬ ‫‪ ‬حل النفيسي‬ ‫‪ ‬القول األسلم لشرح السلم‬ ‫‪ ‬حاشية على احلاشية القدمية الدوانية‬ ‫‪ ‬التحقيقات املرضية حلل احلاشية الزاهدية‬ ‫(‪ )15‬الشيخ العالمة عبد العلى حبر العلوم‪:‬‬ ‫‪ ‬احلاشية على شرح مري زاهد‬ ‫‪ ‬شرح سلم العلوم‬ ‫‪ ‬احلاشية على شرح ضابطة التهذيب‬ ‫‪ ‬حواشى الزواهد الثالث‬ ‫‪ ‬العجالة النافعة‬ ‫‪ ‬شرح هداية احلكمة‬ ‫‪ ‬التعليقات على األفق املبني‬ ‫‪ ‬حاشية الشمس البازغة‬ ‫‪ ‬احلاشية املتعلقة على احلواشى الزاهدية اجلاللية‬ ‫‪ .1‬الدكتور مسعود أنور العلوى‪ :‬عرىب زبان وأدب مںي أودهـ كاحصه ‪ ،‬ص‪236 :‬‬

‫ ‪- 336‬‬‫(‪)1‬‬

‫(‪)17‬‬ ‫(‪)16‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫(‪)18‬‬

‫(‪)23‬‬

‫(‪)21‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫‪ ‬رسالة ىف وحدة الوجود‬ ‫الشيخ عبد األعلى بن عبد العلى حبرالعلوم‪:‬‬ ‫‪ ‬الرسالة القطبية‬ ‫الشيخ عبد الغفار بن مل عبد اجلامع‪:‬‬ ‫‪ ‬رسالة ىف التصوف‬ ‫الشيخ مال فضل اهلل بن نعمة اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية على احلواشى اجلاللية للتهذيب‬ ‫‪ ‬حاشية على احلاشية الزاهدية‬ ‫الشيخ قطب الدين بن غالم حيى‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح معارج العلوم‬ ‫‪ ‬حواشى على الزواهد الثالث‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ‬شرح ضابطة التهذيب‬ ‫الشيخ مال مبني اهلل بن مال حمب اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح سلم العلوم‬ ‫‪ ‬احلاشية على رسالة مري زاهد‬ ‫‪ ‬حاشية الزواهد الثالث‬ ‫‪ ‬احلاشية على املثناة بالتكرير‬ ‫‪ ‬شرح التبصرة‬ ‫الشيخ مال معني اهلل بن مال مبني اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية شرح هداية احلكمة‬ ‫العالمة مال نظام الدين بن قطب الدين‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح السلم‬

‫‪ .1‬الدكتور مسعود أنور العلوى‪ :‬عرىب زبان و أدب مںي أودهـ كا حصه‪ ،‬ص‪234 :‬‬ ‫‪ .2‬الشيخ حممد عنايت اهلل‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪176 :‬‬

‫‪- 337 -‬‬

‫(‪)24‬‬

‫(‪)23‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫(‪)27‬‬

‫‪ ‬شرح حترير األصول‬ ‫‪ ‬حاشية شرح العقائد اجلاللية‬ ‫‪ ‬حاشية احلواشى القدمية اجلاللية‬ ‫‪ ‬حاشية شرح اهلداية للصدر‬ ‫‪ ‬حاشية الشمس البازغة‬ ‫‪ ‬حاشية احلواشى القدمية الدوانية‬ ‫الشيخ العالمة بركة اهلل بن أمحد اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬حواشى شروح السلم حلمد هلل ومال حسن‬ ‫‪ ‬التحقيق املنطقية على الشرح الشمسية‬ ‫‪ ‬حواشى سلم العلوم‬ ‫‪ ‬تنوير املصباح على مراح األرواح‬ ‫‪ ‬شرح التهذيب‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ ‬ترتيب القوى على الشرح اجلامى‬ ‫الشيخ حممد نعيم اهلل بن مال حبيب اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬رسالة ىف الفرائض‬ ‫الشيخ مال حممد وىل بن القاضى غالم مصطفى‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح سلم العلوم‬ ‫‪ ‬احلواشى على الزواهد القطبية‬ ‫‪ ‬حاشية على الزاهدية التهذيبية‬ ‫مال وىل اهلل بن مالحبيب اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية على حاشية السيد الزاهد املتعلقة بالرسالة القطبية‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ‬اإليقاظات ىف حبث العلم‬

‫‪ .1‬الشيخ حممد عنايت اهلل‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل ‪ ،‬ص‪33 :‬‬ ‫‪ .2‬الدكتور مسعود أنور العلوى‪ :‬عرىب زبان وادب مںي أودهـ كاحصه‪ ،‬ص‪237 :‬‬

‫‪- 338 -‬‬

‫‪ ‬حاشية على حاشية الزاهد املتعلقة باحلواشى التهذيب اجلاللية‬ ‫‪ ‬شرح تذكرة امليزان‬ ‫‪ ‬احلواشى على شرح هداية احلكمة للصدر الشريازي‬ ‫‪ ‬التنبيهات ىف التشكيك‬ ‫‪ ‬احلواشى على حاشية مال كمال الدين الفتحفورى املتعلقة بشرح العقائد‬ ‫اجلاىل‬ ‫‪ ‬شرح سلم العلوم‬ ‫‪ ‬عمدة الوسائل‬ ‫‪ ‬احلواشى على حاشية الزاهدية املتعلقة بشرح املواقف‬ ‫الشيخ مال حممد يوسف بن املفىت حممد أصغر‪:‬‬ ‫(‪)26‬‬ ‫‪ ‬حواشى شرح السلم ملال حسن‬ ‫‪ ‬حواشى شرح السلم للقاضى مبارك‬ ‫‪ ‬تكملة حواشى مال حسن على الشمس البازغة‬ ‫(‪ )28‬الشيخ مال أمني اهلل بن مال حممد أكرب‪:‬‬ ‫‪ ‬حواشى على الزواهد الثالث‬ ‫‪ ‬حواشى شرح اجلامي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ ‬شرح ضابطة التهذيب‬ ‫(‪ )28‬الشيخ ابو السلم مال حممد أسلم بن حممد أكرم‪.‬‬ ‫‪ ‬عمدة الفرائد ترمجة العقائد‬ ‫‪ ‬حاشية ضابطة التهذيب‬ ‫‪ ‬حاشية خمتلطات القطىب‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ ‬حاشية شرح عقائد اجلالىل‬ ‫‪ .1‬العالمة حممد عنايت اهلل‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪48 :‬‬ ‫‪ .2‬نفس املصدر‪ ،‬ص‪48 :‬‬

‫‪- 339 -‬‬

‫(‪)43‬‬ ‫(‪)41‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫(‪)44‬‬

‫العالمة الشيخ روح اهلل بن الشيخ حمب اهلل‪:‬‬ ‫‪ ‬حاشية شرح التهذيب‬ ‫الشيخ عبد القدوس بن حممد يعقوب‪:‬‬ ‫‪ ‬شرح سلّم ملال حسن‬ ‫أبو احلى الشيخ عبد احلليم بن مال عبد احلكيم‪.‬‬ ‫‪ ‬شرح عقائد النفسى‬ ‫‪ ‬شرح اجلامى‬ ‫الشيخ أمحد عبد احلق بن مال سعيد‪:‬‬ ‫‪ ‬تصورات شرح السلم‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ ‬سدة العلوم ىف شرح سلم العلوم‬

‫حملة عن األعمال اهلامة ىف هذا اجملال‪:‬‬ ‫واآلن نستعرض بعض األعمال اهلامة الىت أجنزها علماء فرجنى حمل ىف جمال‬ ‫الكالم والفلسفة واملنطق عرب ثالثة قرون تقريباً‪ ،‬ونقدم استعراضات الكتب الىت تيسّر‬ ‫لنا الوصول واحلصول عليها‪ ،‬ألن معظمها مفقودة‪ ،‬هلذا ما أمكن لنا احلصول عليها‬ ‫إال القليلة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اإلفادة اخلطرية ىف مبحث نسبة سبع عرض شعرية‪:‬‬ ‫هذه رسالة حتقيقية دقيقة معقدة غامضة ألفها العالمة عبد احلئ الفرجنى حملى‪،‬‬ ‫ويتناول فيها حبثاً حول كتاب "شرح اجلغميىن" للشيخ موسى الرومى‪ ،‬و هو كتاب‬ ‫درسىٌ قدمي معروف‪ ،‬كما ألف العالمة املذكور هذه الرسالة املعقدة القيمة بعد أن‬ ‫أصرّ وأحل عليه تالميذه‪ ،‬وقام بإعداد هذا العمل النبيل املمتاز النادر ىف عدة أيام فقط‬ ‫حيث يشرح ويوضّح مشاكل الكتاب املذكور وشبهاته و صعوباته بأسلوب أنيق‬ ‫‪ .1‬الدكتور مسعود أنور العلوى‪ :‬عرىب زبان وادب مںي اودهـ كا حصه‪ ،‬ص‪231 :‬‬

‫‪- 340 -‬‬

‫ولغة سهلة‪ ،‬ويدور الكتاب خاصة حول املنطق وقواعده‪ ،‬وقد قدم العالمة عبد الباقى‬ ‫الفرجنى حملى استعراض هذا الكتاب ىف كتابه الشهري "حسرة الفحول بوفاة نائب‬ ‫الرسول" حيث يقول‪:‬‬ ‫‘‘حتقّق (العالمة عبد احلئ) مبحث نسبة ارتفاع أعظم اجليال كنسبة سبع‬ ‫عرض شعرية الواقع ىف شرح اجلغميىن للشيخ الفاضل الرومى(‪ )1‬واحلق أنه لوال‬ ‫(‪)2‬‬ ‫انتصب لتصنيف هذه الرسالة‪ ،‬ملا وقف أحد على مطالب تلك العضالة’’‬

‫وتفرغ العالمة من تسويد هذه الرسالة وإعدادها ىف يوم اإلثنني‪ ،‬الثالث و العشرين‬ ‫من سفر سنة ‪1283‬هـ‪ ،‬مث طُبعت الرسالة باملطبع اجملتبائى بلكناؤ سنة‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪1427‬هـ‬

‫‪ 2‬ـ تعليق احلمائل على تعليق السيد الزاهد املتعلق بشرح اهلياكل‪:‬‬ ‫إن كتاب "هياكل النور" كتابٌ متداول ألفه لشيخ العالمة شهاب الدين‬ ‫السهروردى بل من أشهر مؤلفاته‪ )4(،‬ويتعلق هذا الكتاب عن مادة احلكمة‪ ،‬مث قام بتحليل‬ ‫هذا الكتاب احملقّق الكبري والعالمة الشهري الشيخ جالل الدين الدواىن‪ )5(،‬وكتب شرحًا‬ ‫ال‬ ‫مستفيضاً على هذا الكتاب‪ ،‬مث كتب عليه التعليقات و احلواشى علماء كثريون منهم مث ً‬ ‫الشيخ مري زاهد اهلروى‪ )6( ،‬الذى كتب عليه حاشية قيّمة‪ ،‬مث جاء العالمة عبد احلئ‬ ‫الفرجنى حملى‪ ،‬وعلّق على هذه احلاشية تعليقة ومسّاها "تعليق احلمائل" الىت حنن اآلن‬ ‫بصددها‪ ،‬وهذه التعليقة اشتهرت بعد ذلك بني األوساط العلمية إىل حد بالغ‪ ،‬وطُبعت‬ ‫‪ .1‬احلاج خليفة‪ :‬كشف الظنون‪ ،‬ص‪ ،1881 :‬وانظر‪ :‬مفتاح السعادة لطاش كربى زاده‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪288 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة عبد الباقى الفرجنى حملى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪18 :‬‬ ‫‪ .3‬الدكتور غالم مرسلني‪ :‬اإلمام عبد احلئ‪ :‬حيات وخدمات‪ ،‬ص‪178 :‬‬ ‫‪ .4‬هوشهاب ابوالفتوح حيىي بن حبش بن أمرياهلسروردى املتوىف‪886‬هـ حكيم وصوىف ومتكلم وفقيه وأصوىل‪.‬‬ ‫‪ .5‬هو جالل الدين بن حممد بن أسعد الدواىن الشافعى املتوىف ‪828‬هـ حكيم منطقى مفسرّ‪ ،‬انظر‪ :‬الضوء الالمع‬ ‫للسخاوى‪ ،‬ج‪ ،6:‬ص‪ ،144 :‬وشذرات الذهب إلبن العماد‪،‬ج‪ ،8:‬ص‪173:‬‬ ‫‪ .6‬هو حممد مري زاهد اهلروى‪ ،‬منطق ٌى شهري توىف بكابل سنة ‪1131‬هـ‪،‬‬ ‫انظر‪ :‬معجم املؤلفني لعمر رضا كحالة‪ ،‬ج‪ ،14/‬ص‪83 :‬‬

‫ ‪- 341‬‬‫مبطبعة فيض سنة ‪1433‬هـ مع الرسائل األربع‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ التعليق العجيب حلل حاشية اجلالل على منطق التهذيب‪:‬‬ ‫ألف احملقق الكبري جالل الدين الدواىن حاشية شاملة على منطق التهذيب‪ ،‬مث حني‬ ‫تلقّاها واستلمها العالمة عبد احلئ‪ ،‬كتب عليه تعليقة دقيقة شاملة‪ ،‬ورتّبها ىف جزء مستقل‬ ‫مسّاه "التعليق العجيب حلل حاشية اجلالل على منطق التهذيب"‪ ،‬وقد نال هذا الكتاب من‬ ‫القبول الفائق بني مجيع األوساط العلمية واحللقات التدريسية‪ ،‬وتفرّغ العالمة من تأليفه ىف‬ ‫ربيع الثاىن سنة ‪1283‬هـ‪ ،‬وقد وجدت نسخة منه بقلم املؤلف ىف مكتبة آزاد جبامعة‬ ‫عليكره اإلسالمية مبجموعة عبد احلئ الفرجنى حملى‪ ،‬وكانت هذه التعليقة مشتملة على‬ ‫‪ 121‬صفحة بقطع كبري‪.‬‬ ‫املالحظة‪ :‬هناك ثالثة كتب ىف املنطق نسبها يوسف إليان سركني إىل مؤلفات الشيخ عبد‬

‫احلئ ىف كتابه املعروف "معجم املطبوعات العربية"‪ ،‬وهى "البيان العجيب ىف شرح ضابطة‬

‫التهذيب"‪ ،‬و"القول احمليط مبا يتعلق باجلعل املؤلف والبسيط" و"التعليق العجيب على‬ ‫منت التهذيب"‪ ،‬غري أن هذا ليس بصحيح ألن الكتابني األولني ألفهما الشيخ عبد‬ ‫احلليم‪ ،‬والكتاب الثالث هو نفس الكتاب الذى عنونه العالمة "التعليق العجيب حلل‬ ‫(‪)1‬‬ ‫حاشية اجلالل على منطق التهذيب"‬

‫‪ 3‬ـ التعليق النفيس على خطبة شرح املوجز للنفيس‪:‬‬ ‫ألف الشيخ عبد احلليم الفرجنى حملى حاشية متداولة على كتاب "النفيسى"ـ‬ ‫وهو كتاب هام من عدة النواحى ـ ولكن مل ميكن له إمتامها‪ ،‬فجاء إبنه العالمة عبد‬ ‫احلئ واستكملها متاماً‪ ،‬وسنعرض هذه احلاشية ىف العنوان القادم‪ ،‬أما هذا الكتاب أي‬ ‫"التعليق النفيس على خطبة شرح املوجز للنفيس" الذى حنن اآلن بصدده‪ ،‬فهو ىف‬ ‫احلقيقة تعليقة على مقدمة العالمة عبد احلليم على كتاب "النفيسى"‪ ،‬وهذا الكتاب حقا‬ ‫ميثّل عن براعة الشيخ عبد احلليم حيث اختار املؤلف أسلوبا بسيطاً‪ ،‬وشرح النقاط‬ ‫‪ 1‬العالمة عبد احلئ اللكنوي‪ :‬مقدمة عمدة الرعاية‪ ،‬ص‪125 :‬‬

‫‪- 342 -‬‬

‫واملسائل بطريقة أنيقة جيدة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ 5‬ـ تكملة حل النفيس‪:‬‬ ‫ألف العالمة واحملقّق برهان الدين نفيس شرحاً وافياً على كتاب هامّ ىف‬ ‫الطب"موجز القانون"‪ ،‬مث جاء العالمة عبد احلليم الفرجنى حملى وهو والد العالمة عبد‬ ‫احلئ‪ ،‬فأراد أن يشرحه بشرح آخر حىت كتب حظاً كبرياً منه إال أن القدر مل ميهله أن‬ ‫يتمّه‪ ،‬ووافته املنية قبل أن يستكمل تأليف هذا الشرح‪ ،‬مث جاء بعده إبنه العالمة عبد‬ ‫احلئ الفرجنى حملى‪ ،‬واستشعر بإمتام نقصه‪ ،‬فجعل يقوم بإيفاءه واستكمله كامالً ىف‬ ‫رمضان سنة ‪ 1288‬للهجرة‪ ،‬وإحدى نسخة منه موجودة مبجموعة عبد احلئ‬ ‫الفرجنى حملى ىف مكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية على رقم ‪.736/35‬‬

‫‪ 7‬ـ التعليقات على شرح الصدر الشريازى هلداية احلكمة‪:‬‬

‫ألف العالمة عبد احلئ هذه الرسالة‪ ،‬وهى ىف الواقع حاشية وتعليقات على شرح‬ ‫هداية احلكمة للشيخ أثري الدين األهبرى‪ ،‬أما شرح هداية احلكمة فألفه العالمة صدر الدين‬ ‫حممد إبراهيم البغدادى‪ )2(،‬الذى اشتهر فيما بعد بإسم "شرح صدرا"‪ ،‬مث كتب عليه‬ ‫(‪)3‬‬ ‫العالمة عبد احلئ هذه التعليقات املتداولة ىف أسلوب سلس ولغة عذبة‬

‫‪ 6‬ـ حاشية بديع الزمان‪:‬‬

‫ألف العالمة عبد اهلل بن احلداد العثماىن شرحاً على ميزان املنطق للشيخ السيد‬ ‫اجلرجاىن‪ ،‬مث حني قرء العالمة عبد احلئ هذا الشرح‪ ،‬فأراد أن يكتب عليه حاشية فألف‬ ‫هذه احلاشية النفيسة‪ )4( ،‬وكان يريد أن تكون هذه احلاشية شاملة ولكن القدر مل ميهله‬

‫‪ .1‬العالمة عبد الباقى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪21 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة صدر الدين حممد إبراهيم البغدادى‪ :‬هداية العارفني‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪268 :‬‬ ‫‪ .3‬العالمة عبد الباقى‪ :‬تكملة خري العمل‪ ،‬ص‪ ، 38 :‬وانظر‪ :‬العالمة عبد احلئ‪ :‬النافع الكبري ملن يطالع اجلامع الصغري‪،‬‬ ‫ص‪ ،152 :‬وانظر‪ :‬العالمة حممد عنايت اهلل‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪144 :‬‬ ‫‪ .4‬العالمة عبد الباقى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪22 :‬‬

‫ ‪- 343‬‬‫إىل ذلك فلم ميكن له إمتامها‪ ،‬فبقى ناقصاً‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ 8‬ـ حاشية على شرح هتذيب املنطق للشيخ مال جالل‪:‬‬ ‫ألف العالمة عبد احلئ هذه احلاشية على شرح هتذيب املنطق للشيخ مال جالل‬ ‫الدين الدواىن‪ ،‬مث نُشرت هذه احلاشية مع الكتاب املذكور ىف جملد واحد مبطبعة أفضل‬ ‫املطابع ىف دهلى سنة ‪1281‬هـ مع احلواشى األخرى للعلماء اآلخرين أيضاً‪ ،‬وال شك‬ ‫أن هذه احلاشية من أروع احلواشى ما كتب على شرح هتذيب املنطق‪ ،‬واألسلوب الذى‬ ‫استخدمه املؤلف طبعًا أسلوبا بسيطًا خاليًا عن الكلفة و الزخرف‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ احلاشية على شرح امليبذى هلداية احلكمة‪:‬‬ ‫ألف العالمة عبد احلئ الفرجنى حملى هذه احلاشية على هداية احلكمة‪ ،‬ومن املعلوم‬ ‫أن "هداية احلكمة" كتابٌ شهري ىف جمال احلكمة ألّفه الشيخ العالمة أثري الدين األهبرى‪ ،‬مث‬ ‫كتب الشيخ حسني بن معني الدين امليبذى(‪ )2‬شرحاً متداوالً على هذا الكتاب‪ ،‬مث بعد‬ ‫مالحظتة هذا الشرح كتب العالمة عبد احلئ حاشية قيمة على هذا الشرح وعنوهنا‬ ‫"حاشية على شرح امليبذى هلداية احلكمة"‪ ،‬وهى حقاً حاشية دقيقة فريدة للشرح‬ ‫املذكور‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ احلاشية على الشمس البازغة‪:‬‬

‫كتب العالمة الشيخ مال اجلونفورى شرحاً لكتاب "احلكمة البازغة"‪ ،‬وعنوَنه‬ ‫"الشمس البازغة"‪ )3(،‬مث جاء العالمة عبد احلئ‪ ،‬وألف على هذا الشرح حاشية جيدة‪،‬‬ ‫ولكن افتقدت هذه احلاشية فيما بعد بني خمازن الكتب وقد حاولت بنفسى ىف العثور‬ ‫عليها ولكن ما جنحت ىف حصوهلا ىف أي مكان‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ احلل املغلق ىف حبث اجملهول املطلق‪:‬‬

‫‪ .1‬العالمة عبد احلئ اللكنوى‪ :‬مقدمة التعليق املمجد‪ ،‬ص‪28 :‬‬ ‫‪ .2‬هوحسني بن معني امليبذى حكيمٌ وصوىف وحنوي شهري توىف‪863 :‬هـ‬ ‫انظر‪ :‬معجم املؤلفني للكحالة‪ ،‬ج‪،3:‬ص‪74 :‬‬ ‫‪ .3‬العالمة عبد احلئ احلسىن‪ :‬نزهة اخلواطر وهبجة املسامع والنواظر‪ ،‬ج‪ ،6:‬ص‪253 :‬‬ ‫وانظر‪ :‬هدية العارفني إلمساعيل باشا‪ ،‬ج‪،1:‬ص‪5 :‬‬

‫ ‪- 344‬‬‫ألف العالمة الشيخ حمب اهلل البهارى (املتوىف ‪118‬هـ) كتاب متداول معروف‬ ‫ىف املنطق ومسّاه "سلم العلوم"‪ ،‬وتناول فيه مباحث علمية عميقة عديدة ومنها مبحث‬ ‫يدور حول اجملهول املطلق‪ ،‬وكان هذا املبحث أكثر عمقاً وصعوباً وغموضاً وهلذا كان‬ ‫حيتاج إىل توضيح وتشريح من عدة اجلوانب منذ أمد بعيد‪ ،‬فقام العالمة عبد احلئ أول‬ ‫مرة هبذه املهمة الغالية‪ ،‬وكتب شرحاً متداوالً له وحللّه حتليالً مستفيضاً ىف شكل الكتاب‬ ‫ومسّاه "حل املغلق ىف حبث اجملهول املطلق"‪ )1(،‬وتلقّى هذا الشرح قبوالً فائقاً بني األوساط‬ ‫العلمية ىف عصره باهلند‪ ،‬وتفرغ العالمة عبد احلئ من تأليفه ىف رجب سنة ‪1287‬‬ ‫هجرية‪ ،‬كما نشر وطبع باملطبع النظامى بـ"كانفور" اترابرديش سنة ‪1438‬هـ‬ ‫وإحدى نسخه موجودة بتحرير املؤلف مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية ىف‬ ‫جمموعة عبد احلئ‪.‬‬

‫‪ 12‬ـ دفع الكالل عن طالب تعليقات الكمال‪:‬‬

‫ألف العالمة احملقّق جالل الدين الدواىن كتاباً معروفاً ىف املنطق‪ ،‬ومسّاه شرح‬ ‫التهذيب‪ ،‬مث جاء بعده الشيخ مري زاهد اهلروى وكتب عليه احلواشى و دوّهنا بشكل‬ ‫كتاب مستقل‪ ،‬مث جاء بعده الشيخ كمال الدين اللكنوى‪ ،‬وكتب تعليقات على هذه‬ ‫احلواشى‪ ،‬وكذلك جاء بعده العالمة عبد احلئ الفرجنى حملى وكتب تعليقات على‬ ‫التعليقات السابقة‪ ،‬مث أعطاها صورة كتاب مستقل ومسّاه "دفع الكالل عن طالب‬ ‫تعليقات الكمال"‪ ،‬ولكن القدر مل ميهله أن يستكمل هذا الكتاب‪ ،‬فبقى ناقصاً وخمطوطه‬ ‫موجود مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية مبجموعة العالمة عبد احلئ اللكنوى‬ ‫على رقم ‪ ،366/8‬غري أن الكتاب مطبوع أيضاً مبطبعة جشمة فيض بلكناؤ سنة‬ ‫‪ 1433‬هجرية مع جمموعة الرسائل األربع ىف جملد واحد‪.‬‬

‫‪ 14‬ـ علم اهلدى على حواشى نور اهلدى‪:‬‬ ‫ألف العالمة عبد احلئ هذه الرسالة سنة ‪ 1432‬هجرية‪ ،‬وهى ىف الواقع‬ ‫مناقشته العلمية مع العالمة عبد احلق اخلريآبادى‪ ،‬مث دوّنت بعد ذلك بشكل كتاب‬ ‫‪ .1‬العالمة عبد الباقى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪21 :‬‬

‫ ‪- 345‬‬‫مستقل‪ ،‬ومن بواعث تأليفه أنه كان العالمة عبد احلق اخلريآبادى عاملاً كبرياً بني معاصريه‪،‬‬ ‫ونشأت بينه و بني العالمة عبد احلئ اللكنوى املعركة و املشادة العلمية الىت استمرت إىل‬ ‫عدة أعوام‪ ،‬وبدءت هذه املناقشة حني ألف العالمة عبد احلئ حاشية على حاشية رسالة‬ ‫مري زاهد للشيخ غالم حيىي البهارى ـ وهى ىف املنطق ـ ومسّاها "هداية الورى إىل لواء‬ ‫اهلدى" حيث الم وانتقد بعض التصرحيات واألخطاء العلمية الىت أوردها بعض العلماء من‬ ‫معاصريه ىف مؤلفاهتم السيما ما أوردها العالمة عبد احلق اخلريآبادى‪ ،‬مث ألف كتاباً آخر‬ ‫حيث انتقده مرة أخرى وكان إسم هذا الكتاب "مصباح الدجى ىف لواء اهلدى" حيث‬ ‫انتقده على بعض اقتراحاته حول قضايا املنطق ومسائلة املعقدة العديدة‪ ،‬وكان هذا نقدًا‬ ‫علمياً الذعاً ما يدل على مدى فطنة العالمة عبد احلئ وبراعته ىف املنطق‪ ،‬و بعد ذلك‬ ‫كتب العالمة عبد احلق املذكور رداً له ىف رسالة‪ ،‬وحني رأى العالمة عبد احلئ هذه‬ ‫الرسالة ىف رده‪ ،‬فكتب كتاباً آخر ىف رده‪ ،‬ومسّاه "نور اهلدى حلملة لواء اهلدى"‪ )1( ،‬وملا‬ ‫رأى العالمة عبد احلق هذا الكتاب‪ ،‬دفعه إىل تأليف رسالة ثانية ىف رده‪ ،‬مث حني تلقى‬ ‫العالمة عبد احلئ هذا الرد الثاىن‪ ،‬فألف إجابة هلذا الرد ىف رسالة مستقلة ومساها "علم‬ ‫اهلدى على حواشى نور اهلدى"‪ ،‬وحني استلم العالمة عبد احلق هذه الرسالة‪ ،‬اختار‬ ‫الصمت والسكوت وانسحب عن احملاجة العلمية‪ ،‬ومل يكتب رداً للعالمة عبد احلئ قط‬ ‫بعد ذاك‪ ،‬و طبعت الرسالة مبطبعة جنم العلوم سنة ‪1432‬هـ بلكناؤ‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ الكالم املتني ىف حترير الرباهني‪:‬‬ ‫كل شيئ يوجد له حدّ يسمّى "املتناهى" أو "التناهى"‪ ،‬والشئ الذى ال حدّ له‬ ‫يسمى "الالمتناهى"‪ ،‬مث حيوى الالمتناهى صوراً عديدة‪ ،‬وكتب العالمة هذه الرسالة‬ ‫وتناول فيها قضية التناهى وأبطل الالمتناهى بأدلة قيمة‪ ،‬وتفرغ العالمة من تأليفها ىف ربيع‬ ‫الثاىن سنة ‪1288‬هجرية‪ ،‬وإحدى نسخها القلمية خبط املؤلف موجودة ىف جمموعة عبد‬ ‫احلئ الفرجنى حملى مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية‪ ،‬والىت تشتمل على ‪63‬‬ ‫‪ .1‬العالمة عبد الباقى الفرجنى حملى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪23 :‬ـ‪،21‬‬ ‫وأنظر‪ :‬كنـزالربكات للعالمة عبد احلئ اللكنوى‪ ،‬ص‪25 :‬ـ ‪28‬‬

‫ ‪- 346‬‬‫صفحة بالقطع الكبري ذات كتابة كثيفة على رقم ‪.836/238‬‬

‫‪ 15‬ـ الكالم الوهىب ىف حل بعض عبارات القطىب‪:‬‬ ‫ألف الشيخ العالمة قطب الدين الرازى شرحاً على الرسالة الشمسية للعالمة جنم‬ ‫الدين عمر القزويىن و اشتهر هذا الشرح بـ"شرح القطىب"‪ ،‬مث أرسل بعض األساتذة من‬ ‫املدرسة العالية بكلكته بعض األسئلة واملشاكل من مباحث هذا الشرح إىل العالمة عبد‬ ‫احلئ ىف ذي احلجة سنة ‪1434‬هـ‪ ،‬وحني تلقى العالمة هذه األسئلة‪ ،‬كتب جلميعها‬ ‫إجابات ىف جلسة واحدة‪ ،‬مث ُدوّنت هذه اإلجابات ىف رسالة مستقلة وطبعت بعد ذلك‬ ‫مع جمموعة الرسائل األربع مبطبعة جشمه فيض سنة ‪1433‬هـ بلكناؤ‪ ،‬وجدت‬ ‫خمطوطها مبكتبة آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية على رقم ‪.366/8‬‬

‫‪ 17‬ـ مصباح الدجى ىف لواء اهلدى‪:‬‬

‫هذه حاشية ثانية على حاشية غالم حيىي البهارى املتعلقة باحلواشى الزاهدية املتعلقة‬ ‫بالرسالة القطبية‪ ،‬وألفها العالمة عبد احلئ‪ ،‬وتناول فيها توضيحاً وشرحاً مفصالً لكثري من‬ ‫املسائل الصعبة الغامضة الواردة ىف حاشية غالم حيىي املذكورة‪ ،‬كما اعترض بنفس الوقت‬ ‫لتصرحيات بعض معاصريه من العلماء ىف الباب الثالث من هذه احلاشية حيث يردّ أقواهلم‬ ‫باحلج و األدلة القاطعة‪ ،‬وتفرغ العالمة عبد احلئ من تأليف هذه الرسالة ىف شوال سنة‬ ‫‪1267‬هـ‪ ،‬وتوجد نسخة منها مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية بقسم‬ ‫املخطوطات على رقم ‪ ،1138/85‬وهى مشتملة على ‪ 75‬صفحة بقطع كبري‪.‬‬

‫‪ 16‬ـ املعارف مبا ىف حواشى شرح املواقف‪:‬‬

‫ألف العالمة عبد احلئ هذه الرسالة ىف حتشية احلواشى الىت ألفها الشيخ مري زاهد‬ ‫اهلروى على شرح املواقف‪ ،‬ولكن توىف العالمة عبد احلئ رمحه اهلل قبل إمتامها‪)1( ،‬فبقى‬ ‫ناقصاً‪ ،‬وطُبعت ونشرت هذه احلاشية مع جمموعة الرسائل األربع مبطبعة جشمة فيض‬ ‫بلكناؤ سنة ‪ 1433‬هجرية‪ ،‬وجدت نسخة من هذه احلاشية مبكتبة موالنا آزاد جبامعة‬ ‫عليكره اإلسالمية بقسم املخطوطات على رقم ‪،66/8‬املشتملة على ‪167‬صفحة بقطع‬ ‫‪ .1‬العالمة عبد احلى‪ :‬املعارف مبا ىف حواشى شرح املواقف‪ ،‬ص‪2 :‬‬

‫ ‪- 347‬‬‫كبري‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ مفيد اخلائضني ىف جواب من ر ّد على معني الغائصني‪:‬‬ ‫هذه رسالة طريفة نفيسة ألفها العالمة عبد احلئ‪ ،‬وهى ىف الواقع ردٌ على‬ ‫اإلعتراضات واإلشكاالت والشبهات الىت ادّعى بعض العلماء بوقوعها ىف كتاب "معني‬ ‫الغائصني ىف رد املغالطني" للعالمة عبد احلليم وهو أبو العالمة عبد احلئ‪ ،‬وقد ردّهم‬ ‫العالمة عبد احلئ ىف هذه الرسالة ىف أسلوب حتقيقي أكيد‪ )1(،‬وحاولت كثرياً ىف العثور‬ ‫عليها ولكن ما أمكنىن احلصول على أية نسخة من هذا الكتاب بني املكتبات و‬ ‫املخطوطات مع ما حصلت على بعض دالالهتا و مراجعها ىف كتب عديدة‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ ميسّر العسري ىف مبحث املثناة بالتكرير‪:‬‬

‫هذه الرسالة ىف الواقع شرح دقيق ملبحث دقيق ألفها العالمة عبد احلئ‪ ،‬و هذا‬ ‫املبحث أهم من مجيع املباحث الواردة ىف شرح هداية احلكمة للشيخ صدر الدين‬ ‫الشريازى‪ ،‬كما هو شهري بإسم مثناة بالتكرير‪ ،‬وتفرغ العالمة عبد احلئ من إعدادها ىف‬ ‫صفر ‪ 1281‬للهجرة‪ ،‬وطبعت ىف نفس العام باملطبع العلوى بلكناؤ‪ ،‬وحصلت على‬ ‫نسخة مطبوعة منها مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية ىف خمطوطات الكتب‬ ‫(‪)2‬‬ ‫العربية بصورة تلفة‬

‫‪ 23‬ـ نور اهلدى حلملة لواء اهلدى‪:‬‬ ‫ألف العالمة عبد احلئ هذه الرسالة حيث تناول اإلجابات عما أورده العالمة عبد‬ ‫احلق اخلريآبادى ىف كتابه من شبهات وانتقادات وإشكاالت حول بعض تصرحيات العالمة‬ ‫عبد احلئ الفرجنى حملى‪ ،‬وقد مضت تفاصيلها ىف الصفحات السابقة‪ ،‬ومن الطريف أن‬ ‫العالمة عبد احلئ يأتى ىف هذه الرسالة بأدلة واضحة قيمة ىف رد أقوال العالمة عبد احلق‬ ‫بطريق علمى‪ ،‬وتفرّغ العالمة املذكور من تأليفها ىف مجادى األوىل سنة ‪1246‬‬

‫‪ .1‬العالمة عبد الباقى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪22 :‬‬ ‫‪ .2‬الشيخ العالمة عبد احلئ‪ :‬مقدمة التعليق املمجد‪ ،‬ص‪28 :‬‬

‫ ‪- 348‬‬‫للهجرة‪ ،‬وطبعت مبطبعة جنم العلوم سنة ‪1281‬هجرية بلكناؤ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ 21‬ـ هداية الورى إىل لواء اهلدى‪:‬‬ ‫هذه تعليقة قدمية على حواشى غالم حيىي البهارى املتعلقة باحلواشى الزاهدية حول‬ ‫الرسالة القطبية‪ ،‬وقد استعرض العالمة عبد الباقى هذا الكتاب ىف مكان حيث يقول‪:‬‬ ‫"صنّفه العالمة عبد احلئ وانتقد فيه بعض العلماء خاصة تصرحيات الشيخ عبد احلق‬ ‫اخلريآبادى"‪ )2(،‬واستكمل العالمة عبد احلئ تأليفها سنة ‪1263‬هـ‪ ،‬وطبعت مبطبعة‬ ‫جنم العلوم سنة ‪1281‬هجرية بلكناؤ‪.‬‬

‫‪ 22‬ـ األقوال األربعة للشيخ عبد احلليم‪:‬‬ ‫هذه رسالة طريفة أنيقة من أهم احملاوالت التأليفية للشيخ عبد احلليم الفرجنى حملى‪،‬‬ ‫وتشتمل على ‪17‬صفحة بقطح كبري ذات كتابة كثيفة‪ ،‬ألفها العالمة ىف الواقع قصدًا‬ ‫إلزالة الشبهات حول كالم الشيخ العالمة حممد يوسف وبعض اقترحاته كما يبدو ذلك‬ ‫من مستهل الكتاب حيث يقول‪:‬‬ ‫‘‘فهذه الورقات إلزاحة الشبهات على كالم اشهر األعالم البارع القمقام‬ ‫(‪)3‬‬ ‫موالنا حممد يوسف ىف "شرح سلم العلوم"’’‬

‫قسّم العالمة عبد احلليم هذه الرسالة إىل أربعة أقوال‪ ،‬وكل قول يعقبه بتحليل مستفيض‬ ‫وتشريح كامل‪ ،‬وهذه األقوال األربعة ىف احلقيقة للشيخ حممد يوسف‪ ،‬والىت تثري الشبهات‬ ‫وااللتباس عند القراءة‪ ،‬مث شرحها العالمة عبد احلليم شرحا قيماً حيث حاول إزاحة هذه‬ ‫الشكوك والغموضات‪ ،‬غري أن املؤلف رمبا يتنحّى عن املوضوع ويبدء بشرح الكون‬ ‫والوجود شرحاً وافياً‪ ،‬وكذلك ال يعلم مىت ألّف هذه الرسالة‪ ،‬وقد وجدت خمطوط هذه‬ ‫الرسالة مبجموعة عبد احلئ الفرجنى حملى ىف مكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية‬ ‫على رقم ‪.1143‬‬ ‫‪ .1‬العالمة عبد احلى‪ :‬عمدة الرعاية لكشف ماىف شرح الوقاية‪ ،‬ص‪48 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة عبد الباقى‪ :‬حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول‪ ،‬ص‪23 :‬‬ ‫وانظر‪ :‬مقدمة الرعاية للعالمة عبد احلئ‪ ،‬ص‪43:‬‬ ‫‪ .3‬العالمة عبد احلليم‪ :‬األقوال األربعة‪ ،‬ص‪1 :‬ـ ‪2‬‬

‫‪- 349 -‬‬

‫‪ 24‬ـ حاشية مري زاهد للعالمة عبد العلى حبر العلوم‪:‬‬ ‫هذه احلاشية من أروع احلواشى املكتوبة بأيدى الشيخ عبد العلى حبر العلوم‬ ‫وأدقها فكرة‪ ،‬وقد اختار فيها أسلوباً سلساً جذاباً ما يلفت اهتمام القراء‪ ،‬وقد عجبت‬ ‫مبهارة املؤلف ىف اللغة العربية حينما قرأت خمطوطة هذه الرسالة ىف مكتبة موالنا آزاد‬ ‫جبامعة عليكره اإلسالمية‪ ،‬غري أن العبارة مل تكن واضحة متاماً بسبب تلفها‪ ،‬وإن العالمة‬ ‫عبد العلى حبر العلوم مل يقسّم هذه الرسالة إىل أي باب من األبواب أو فصل من‬ ‫الفصول‪ ،‬إمنا بدء املوضوع مباشرة بعد املقدمة ونقل فيها األقوال من الكتاب األصيل‪،‬‬ ‫وبعض إقتباساته اهلامة‪ ،‬مث شرحها شرحاً وافياً‪ ،‬واستهل العالمة فيها بتعريف مؤلف‬ ‫"حاشية مري زاهد"‪ ،‬مث ما كان له من القدرة الفائقة ىف العلوم والفنون‪ ،‬ويتناول بعد ذلك‬ ‫املشاكل والغموضات والصعوبات الواردة ىف كتابه املذكور ما حتتاج إىل تشريح وتوضيح‬ ‫وحتليل‪ ،‬مث يذكر عن منهجه ىف تسجيل املشاكل والصعوبات واملعقدات‪ ،‬وكيف تكون‬ ‫رسالته هذه مفتاحاً للكتاب األصيل وكيف يستفاد منه‪ ،‬فيذكر العالمة أوال "يقول‬ ‫الكاتب" مث يشرحه مع ماله وما عليه مث ينوه بأقوال كثرية بالترتيب واحد تلو آخر‪ ،‬واآلن‬ ‫نقدم منوذجاً من عبارة الكتاب الىت متثل عن سالسة املؤلف ىف الكتابة العربية‪:‬‬ ‫‘‘احلاشية متعلقة عن كتاب مري زاهد املنسوبة إىل الفاضل الكامل والبحر‬ ‫األعلم احملقق احلكم والفيلسوف املدقق السيد زاهد قدس اهلل سره منطوقة‬ ‫على زبدة انظار احملدثني‪ ،‬وملخّص آراء القدماء احملققني‪ ،‬وصرفت برهة من‬ ‫الزمان إىل انكشاف خمفيات كنوزه من العلماء‪ ،‬ظهر ىل ما فيها من السرائر‬ ‫واخلفيات‪ ،‬فاقترح ىل عصابة من املشتغلني لقراءة هذه احلاشية أن اكتب هلا‬ ‫حاشية‪....‬اخل’’‪.‬‬

‫وجدت خمطوطة هذا الكتاب ىف جمموعة عبد احلئ مبكتبة موالنا آزاد جبامعة‬ ‫عليكره اإلسالمية املشتملة على ‪ 87‬صفحة بقطع كبري وعبارة كثيفة‪ ،‬وتفرغ العالمة من‬ ‫إعدادها سنة ‪ 1288‬للهجرة تقريباً‪ ،‬كما يبدو ذلك من مقدمة الكتاب ورقم‬ ‫املخطوطة هو ‪.824/274‬‬

‫‪- 350 -‬‬

‫‪ 23‬ـ كاشف الظلمة ىف بيان أقسام احلكمة‪:‬‬ ‫هذه الرسالة من أهم مؤلفات الشيخ العالمة عبد احلليم ويتناول فيها البحث‬ ‫واملناقشة حول أقسام احلكمة ملا يبدو ذلك من عنوان الكتاب‪ ،‬تشتمل الرسالة على‬ ‫كشفني وخامتة‪ ،‬والكشف األول حيتوى على إيضاحني‪ ،‬واإليضاح األول ىف تقسيم‬ ‫احلكمة وما يتعلق به‪ ،‬وقد ذكر املؤلف فيه ثالثة أقسام من احلكمة‪ ،‬واإليضاح الثاىن‬ ‫يتناول الشكوك وإزاحتها وإزالتها‪ ،‬وكذلك يقدم فيه املؤلف مخسة أقسام من الشكوك مث‬ ‫يزيلها ويشرحها باألدلة واألمثلة‪ ،‬والكشف الثاىن ىف بيان شرافة أقسام احلكمة بعضها من‬ ‫البعض‪ ،‬مث يستكمل املؤلف الرسالة خبامتة حيث يكتب عن حال املنطق وتعلمه ويعرض‬ ‫نظرين ىف شرحه‪ ،‬والنظر األول يتحدث عن نوعية املنطق‪ ،‬والنظر الثاىن ىف حكم حتصيل‬ ‫علم املنطق و تعلمه‪ ،‬واستهل العالمة ىف هذه الرسالة باحلمد والثناء على النحو التاىل‪:‬‬ ‫‘‘محداً ملن له البقاء والقدم‪ ،‬وملا عداه الفناء والعدم والصلواة والسالم على‬ ‫احلبيب سيد العرب والعجم‪ ،‬وعلى آله وأصحابه سالكي طريق األمم‪،‬‬ ‫وبعد هذا فإن كاشف الظلمة ىف بيان أقسام احلكمة نظمه ىف سلك البيان‬ ‫من ال بضاعة له إال العصيان الفقري إىل الغىن الكرمي حممد عبد احلليم ابن حبر‬ ‫الفضل واجلاه موالنا أمني اهلل األنصارى نسباً‪ ،‬واللكنوى مولداً‪ ،‬ورتّبته على‬ ‫اخلامتة والكشفني معتصماً حببل خالق الكونني‪ ،‬انظرو فيه بعني اإلنصاف‬ ‫وجتنبوا عن االعتساف’’‪.‬‬

‫استكمل املؤلف تسويد هذه الرسالة وإعدادها ىف ‪ 22‬شعبان سنة ‪1261‬‬ ‫هجرية‪ ،‬كما يصرح ذلك نفسه ىف أخري الرسالة‪:‬‬ ‫‘‘وختتم التحرير وكان االختتام يوم الثاىن والعشرين من شهر شعبان‬ ‫املنسلك ىف السنة احلادية و السبعني بعد األلف واملاتني من هجرة الثقلني‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم تسليماً كثرياً’’‬

‫وخمطوطة الرسالة موجودة ىف مكتبة موالنا آزاد مبجموعة عبد احلئ الفرجنى حملى على‬ ‫رقم ‪.1125‬‬

‫‪ 25‬ـ التنبيهات للشيخ وىل اهلل بن حبيب اهلل‪:‬‬

‫ ‪- 351‬‬‫هذه رسالة طريفة موجزة ألفها العالمة وىل اهلل بن حبيب اهلل حول التشكيك‬ ‫وصوره ونوعياته املختلفة و مىت يلزم الشك و مىت ال يلزم؟ تشتمل الرسالة على عشرين‬ ‫صفحة بكتابة كثيفة‪ ،‬واستهل املؤلف فيها باحلمد والثناء‪ ،‬مث يقول إن مبحث التشكيك‬ ‫هو مبحث جليل الشأن‪ ،‬واعتىن به العلماء منذ القدم‪ ،‬وقد انكشف به العالمة وىل اهلل‬ ‫بضعة أشياء ما يشيد احلق ويزهق الباطل فإن الباطل كان زهوقاً‪ ،‬فأراد أن حيرّر هذه‬ ‫الرسالة وفيها حتقيقات بديعية و نقاط لطيفة‪.‬‬

‫يبدء املؤلف باملوضوع فيشرح الشك وأوجهه وصوره املختلفة واألقوال‬ ‫واألراء الىت قدّمها العلماء ىف بيان نوعية الشك‪ ،‬ومن الطريف أن األسلوب البياىن‬ ‫الذى اختاره املؤلف ىف هذه الرسالة هو أسلوب سهل بسيط خال من الغموض و‬ ‫اإلهبام و الصنعة‪ ،‬وهو أسلوب سلس ما اختاره ابن خلدون ىف كتبه‪ ،‬وجدت‬ ‫خمطوطة الرسالة بتحرير املؤلف ىف جمموعة عبد احلئ مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره‬ ‫اإلسالمية على رقم ‪ 877‬حيث ال يرد تاريخ تأليفه‪.‬‬

‫‪ 27‬ـ العروة الوثقى للعالمة مال كمال الدين‪:‬‬

‫هذا الكتاب من أروع املؤلفات للعالمة كمال الدين السهالوى الفرجنى حملى‬ ‫وأضخمها‪ ،‬والذى يدل داللة واضحة على براعة شخصيته ىف العلوم والفنون واللغة‪ ،‬وهو‬ ‫ىف الواقع جمموعة احلواشى الىت ألفها العالمة على شرح السلم للعالمة مال محد اهلل‬ ‫السنديلوى‪ ،‬ويقول املؤلف ىف مقدمة الكتاب‪:‬‬ ‫‘‘جعلناها مقبولة عند الطالبني كما جعلت الشرح مقبوالً عندهم وانفعهم‬ ‫هبا‪ ،‬فهم إن يطالعوها حق املطالعة‪ ،‬فينكشف هلم الفوائد اجلليلة واملباحث‬ ‫اللطيفة‪ ،‬ومل ينظروا إليه نظر اجلور واإلعناف بل ينظروا نظر العدل‬ ‫واإلنصاف واهلل وىل التوفيق وهو حسىب ونعم الوكيل’’‪.‬‬

‫تناول العالمة ىف هذا الكتاب أقوال الشيخ مال محد اهلل السنديلوى ىف شرح‬ ‫السلم بالترتيب واحد تلو آخر‪ ،‬فيأتى بقول من أقواله مث يشرحه وحيلله ويذكر‬ ‫ماوراءه من العلل واملالحظات‪ ،‬وكل ذلك بتفصيل بسيط ما يشفى غليل القارئ‪،‬‬

‫‪- 352 -‬‬

‫وباجلملة النبالغ إذا قلنا ان هذه احلاشية فريدة بني سائر أخواته وممتازة ىف باهبا‪ ،‬وأهنا‬ ‫أحسن متثيل لرباعة مؤلفها وما كان له من املهارة الكاملة ىف العلوم واألسلوب‪،‬‬ ‫ويشتمل الكتاب على أكثر من مأتني صفحة تقريباً‪ ،‬ورأيت خمطوطته القلمية مبكتبة‬ ‫موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية على رقم ‪ 838‬ومل يطبع هذا الكتاب بأي‬ ‫مطبعة حىت اآلن‪.‬‬

‫‪ 26‬ـ رسالة ىف وحدة الوجود للعالمة عبد العلى حبر العلوم‪:‬‬ ‫هذه الرسالة من أهم مؤلفات العالمة عبد العلى حبر العلوم ىف فلسفة وحدة‬ ‫الوجود‪ ،‬ولغة الرسالة هى الفارسية إال أن املقدمة مكتوبة باللغة العربية الفصحى‪،‬‬ ‫ويبدء املؤلف مباشرة موضوع فلسفة وحدة الوجود‪ ،‬وال يقسّم الرسالة إىل أيّ فصل‬ ‫من الفصول أو باب من األبواب‪ ،‬وإستهل العالمة الرسالة بالكلمات األوىل على‬ ‫األسلوب التايل‪:‬‬ ‫‘‘سبحان الذى تنـزّه عن كل نقص و تقدّس عن كل ما يتوّهم ىف‬ ‫الكائنات من جتدد فهو احملمود ىف كل مظهر وهو العبود ىف كل مسجد‬ ‫وأشهد أن ال إله إال هو وأن حممداً مظهره األمت رسوله وعبده‪ ،‬صلوات اهلل‬ ‫وسالمه عليه وعلى آله وأزواجه وأهليته وأصحابه أمجعني’’‬

‫مث يصرّح العالمة أسباب وبواعثه على تأليف هذه الرسالة فيقول‪:‬‬ ‫‘‘ أما بعد فيقول الفقري إىل اهلل الرمحن الرحيم عبد العلى ابن الواقف على‬ ‫أسرار اهلل نظام الدين حممد األنصارى‪ ،‬إىن كنت صنّفت رسالة ما عليه‬ ‫الصوفية الكرام واألولياء العظام من مسئلة وحدة الوجود وشهود احلق ىف‬ ‫كل موجود مع بيان املزالّت‪ ،‬أليست أىن للذات فيها ظهور وللعباد‬ ‫املصطفني منها للحق شهود‪ ،‬مث أمرىن بأن أحرّر رسالة فارسية ىف تبيان تلك‬ ‫املسئلة من أمره مطاع واملخالفة عند ال يستطاع‪ ،‬الذى أخرج ىف قالب‬ ‫السخاء والنوال أذلس من اجلود وحلية الكمال‪ ،.....‬وجعله مورد عنايات‬

‫ ‪- 353‬‬‫الرحيم األمري النواب واالجاه هبادر بن أنور ‪ ،...‬فامثلث األمر ووجهت‬ ‫التحرير إليها‪ ،‬اللهم اجعلها تبصرة لكل طالب’’‪.‬‬

‫وجدت خمطوط الكتاب موجوداً ىف جمموعة حبيب كنج على رقم ‪24/21‬‬ ‫مبكتبة موالنا آزاد جبامعة عليكره اإلسالمية حيث ال يذكر تاريخ تأليفه‪.‬‬

‫تراجم العلماء ممن سامهوا ىف علم الكالم والفلسفة واملنطق‪:‬‬ ‫لقد سبقت تراجم معظم العلماء من فرجنى حمل الذين سامهوا ىف علم الكالم‬ ‫والفلسفة واملنطق ىف األبواب السابقة من هذه األطروحة و من أبرزهم مثالً العالمة عبد‬ ‫احلئ ومال قطب الدين الشهيد والعالمة مال نظام الدين والشيخ مال حسن والشيخ مال‬ ‫عبد احلليم والعالمة قيام الدين عبد البارى والعالمة عبد العلى حبر العلوم والعالمة مبني اهلل‬ ‫و العالمة وىل اهلل وغريهم كثريون‪ ،‬ألهنم أسهموا ىف العلوم العربية واإلسالمية املتعددة‪،‬‬ ‫ولذلك مرت سريهم ضمن املواضيع والعناوين السافلة‪ ،‬غري أن هناك بعض العلماء الذين‬ ‫أسهموا ىف هذه العلوم‪ ،‬ومل تسبق سريهم حىت اآلن‪ ،‬فنقدم ترامجهم بالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ملك العلماء الشيخ مال حيدر بن مال مبني اهلل‪:‬‬ ‫هو الشيخ الفاضل العالمة مال حيدر بن مال مبني اهلل بن مال حمب اهلل بن أمحد‬ ‫عبد احلق بن مال سعيد بن مال قطب الدين الشهيد امللقب مبلك العلماء‪ ،‬أحدٌ من أعالم‬ ‫علماء فرجنى حمل‪ ،‬قرء سائر الكتب الدرسية على والده وعلى املفىت ظهور اهلل‪ ،‬وحصل‬ ‫منهم الفراغة ىف التدريس والتثقيف حىت برز عاملاً متبحراً وخطيباً مصقعاً‪ ،‬ونال ىف اقل‬ ‫وقت مكانة فريدة عند األمراء والرؤساء‪ ،‬ومتتع حبياة هنيئة ىف حكومة منطقة "أودهـ"‪،‬‬ ‫فمنحته حكومة "أودهـ" فيالً للركوب وقصراً للسكونة كجائزة‪ ،‬وكان هذا القصر فيما‬ ‫بعد ىف امتالك أم الشيخ العالمة قيام الدين عبد البارى‪ ،‬مث كدرت عليه األوضاع حني مل‬ ‫يستحسن احلاسدين مبنـزلته الرفيعة عند األمراء والعوام‪ ،‬فبدءوا يكيدون بينه وبني الوزير‬ ‫حىت ساءت العالقات بينهما‪ ،‬وهكذا فاز احلاسدين ىف هذه املكيدة الشنعاء و وقعت‬

‫ ‪- 354‬‬‫املناقشة ذات يوم بني العالمة وبني الوزير ىف أمر يتعلق بالدين واملذهب‪ ،‬وظهرت العداوة‬ ‫والبغضاء بينهما بعد ذلك‪ ،‬فلم يشعر العالمة بعد ذلك مناخاً مالئماً لسكونته هناك‪،‬‬ ‫وغادر مع إبنه الشيخ غضنفر واألقرباء اآلخرين إىل مدينة "كلكتا" مث قصد إىل احلج‪ ،‬فبدء‬ ‫سفره حنو احلجاز حبرياً وأثناء السفر أصاب لباخرته نقص تقنيقي حىت استقرت ىف موضع‬ ‫"مسقط" لإلصالح‪ ،‬فاضطر العالمة مال حيدر أن ينـزل مبيناء "مسقط" حيث أقام إىل‬ ‫ثالثة أشهر‪ ،‬مث غادر منها إىل مرفأ "موخة حديدية" بـ"مين" مث غادر منها إىل مكة‬ ‫املكرمة ىف مجادى األوىل سنة ‪1233‬هجرية‪.‬‬ ‫أخذ الشيخ املذكور سند احلديث وإجازته عن السيد يوسف بن البطاح األهدل‬ ‫اليمىن ومال عمر بن عبد الرسول املكى مبكة املكرمة‪ ،‬مث غادر إىل املدينة املنورة ىف آخر‬ ‫مجادى األوىل حيث أقام إىل منتصف شهر شعبان‪ ،‬وأخذ أثناء هذه املدة احلديث عن‬ ‫العالمة عبد احلفيظ العجيمى املكى والعالمة الشيخ حممد عابد السندى املدىن‪ ،‬ومن‬ ‫الالفت للنظر أنه كان قد حفظ القرآن خالل سفره‪ ،‬وحني رجع من املدينة إىل مكة‬ ‫املكرمة‪ ،‬فقرءه ىف التراويح باملسجد احلرام كامال‪ ،‬وىف ‪ 26‬ذي احلجة ‪1233‬‬ ‫للهجرة ركب الباخرة من جدة باملدينة املنورة قصداً إىل الوطن‪ ،‬ولكن تنحّت باخرهتم‬ ‫باهلواء املخالف مصادفة عن طريقها‪ ،‬واصطدمت بالشاطئ بشدّة حىت تدمّرت بأكملها‪،‬‬ ‫فغرق كثري من الركاب واملسافرين ومل ينج منهم إال قليل‪ ،‬وذلك إذا أُنقذ بعض األفراد‬ ‫من احلادثة بسفينة طارئة‪ ،‬وكان منهم الشيخ حممد حيدر و أصحابه الذين أرسلوا بعد‬ ‫ذلك إىل جدة‪ ،‬ويقول صاحب آثار األول من علماء فرجنى حمل إنه جتاوز عدد الغارقني‬ ‫من أقرباء الشيخ مال حيدر ىف هذه احلادثة املؤملة على العشرين وكان منهم زوجة عمّه‬ ‫أيضاً‪ ،‬وركب العالمة مع أصحابه اآلخرين الذين ختلصوا من احلادثة على الباخرة مرة ثانية‬ ‫جبدة‪ ،‬و وصلوا إىل مدينة "مومبائى" ىف صفر ‪1231‬هجرية‪ ،‬وكان الشيخ حشمت‬ ‫على من مصاحيب الشيخ مال حيدر‪ ،‬وحني نزلوا مبومبائى فأراد الشيخ حشمت أن يلتقى‬ ‫بأخيه املقيم ىف والية "حيدرآباد" فاستحسن أن يصاحبه العالمة مال حيدر حىت صاحبه‪،‬‬ ‫وقبل أن يصال إىل "حيدر آباد"‪ ،‬مسع مبجيئهما حاكم منطقة "حيدرآباد"‪ ،‬فاستع ّد‬ ‫الستقباهلما بكل محاسة‪ ،‬وخرج نفسه لتهنيهما‪ ،‬كما التقى الشيخ مال حيدر بكل إحترام‬

‫ ‪- 355‬‬‫وتقدير وتعظيم‪ ،‬واستضافه استضافة مثلي‪ ،‬وأصرّه بعد ذلك أن يبقى ىف "حيدر آباد" حىت‬ ‫أرضاه على ذلك‪ ،‬وقرّر له منحة حكومية شهرية كان يتجاوز مبلغها ألف روبية‪ ،‬وبايع‬ ‫الشيخ مال حيدر على يد الشيخ شاه جناة اهلل‪ ،‬وهو خليفة الشيخ شاكر اهلل مث حصل منه‬ ‫اإلجازة‪ ،‬وبعد ذلك انصرف إىل الدراسة والتدريس والوعظ واإلرشاد و التأليف‬ ‫والتصنيف‪.‬‬

‫تزوج العالمة مال حيدر بإمرءتني من وطنه‪ ،‬مث أنكح مع امرءة ثالثة من أسرة‬ ‫ثرية ىف حيدرآباد‪ ،‬ورزق من كل هذه الزوجات الثالث تسعة أوالد‪ ،‬كما أجنب من‬ ‫زوجته األوىل أربعة أوالد وهم مال ظهور ويعرف مبحمد غوث‪ ،‬ومال خادم أمحد‪،‬‬ ‫ومال غضنفر‪ ،‬والشيخ حممد على‪ ،‬مث توفيت له هذه الزوجة وانكح باإلمرءة األخرى‬ ‫الىت أجنبت بنتني وابناً وحيداً إمسه الشيخ أمحد حسني‪ ،‬وتزوج بعد ذلك مع إمرءة ثالثة‬ ‫من حيدرآباد وهى بنت السيد نور األصفياء والىت أجنبت بنتني وأربعة من الذكور وهم‬ ‫الشيخ نور املرتضى والشيخ نور احلسنني والشيخ نور الصديق و الشيخ نور املبني‪،‬‬ ‫وتوىف الشيخ مال حيدر أخرياً ىف ‪ 12‬حمرم سنة ‪ 1253‬للهجرة‪ ،‬وترك خلفه عدة‬ ‫املؤلفات والتعليقات على الكتب الدرسية ورسالة ىف كيفية احلج ورسالة مستقلة ىف املنطق‬ ‫(‪)1‬‬ ‫و رسالة ىف األسانيد والوضائف احليدرية‬ ‫كان الشيخ املذكور حقاً يتمتع حبياة هنيئة غنية بالعلم واملال‪ ،‬ومل يكن سعيداً ىف‬ ‫العلم واملال فحسب‪ ،‬إمنا كان ىف أوالده أيضاً‪ ،‬ألنه بعد أن نال لقب "عمدة العلماء"‬ ‫من قِبل احلكومة حصل أبناءه أيضاً ألقاباً تقديرية‪ ،‬ولقّب الشيخ ظهور على بـ"مشس‬ ‫العلماء" وابنه الشيخ ظهور حسن بـ"جنم العلماء" و ابنه األصغر الشيخ أفضل بـ"فضل‬ ‫(‪)2‬‬ ‫العلماء"‪ ،‬وكذلك يعزى إىل الشيخ مال حيدر بعض الكرامات و األعمال اخلارقة‪.‬‬

‫‪2‬ـ املفىت ظهور اهلل بن املفىت مال حممد وىل‪:‬‬

‫هو العالمة الفاضل و أحد من جنوم أسرة فرجنى حمل الشيخ املفىت ظهور اهلل بن‬ ‫‪ .1‬الشيخ مال قيادم الدين عبد البارى‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪11 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة عنايت اهلل‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪48 :‬‬

‫‪- 356 -‬‬

‫املفىت مال حممد وىل اهلل القاضى غالم مصطفى بن مال أسعد بن مال قطب الدين‬ ‫الشهيد‪ ،‬ولد بفرجنى حمل سنة ‪ 1163‬هجرية‪ ،‬و قرء العلوم والفنون على أبيه و على‬ ‫عمّه الشيخ مال حسن حىت صار ىف أقل وقت عاملاً حائزاً ذا يد طوىل ىف العلوم والفنون‬ ‫املختلفة‪ ،‬كما كان عاملاً بارعاً من علماء السلسلة القطبية‪ ،‬وقد كتب صاحب "خري‬ ‫العمل بذكر تراجم علماء فرجنى حمل" ترمجة مفصلة له فيه‪ )1(،‬و كذلك أعطاه احلكومة‬ ‫منصب اإلفتاء والقضاء العاىل‪ ،‬وقام هبذه املهمة إىل أربعني عاماً متواصالً‪ ،‬ولكن مل متنعه‬ ‫هذه املشغوليات عن التدريس والتأليف أبداً‪ ،‬فكتب الكتب ىف غزارة اإلنتاج‪،‬‬ ‫كانت زوجته األوىل بنت الشيخ حممد يعقوب بن مال عبد العزيز‪ ،‬و رزق منها‬ ‫بنتني‪ ،‬مث تزوج مع امرءة أخرى وأجنب منها بنتاً وحيدةً‪ ،‬وألف العالمة املذكور‬ ‫مؤلفات كثرية تلقّى معظمها قبوالً جيداً بني األوساط العلمية ومن أشهرها احلواشى‬ ‫على احلاشية الزاهدية على الرسالة القطبية‪ ،‬واحلواشى على حاشية الزواهد الثالث ـ‬ ‫وهى أحسن حواشيها ما جتمع الفوائد الفريدة وتكشف املغلقات العسرية‪ )2(،‬وشرح‬ ‫الشمس البازغة‪ ،‬وكذلك ألف غريها من الكتب واحلواشى على الكتب الدرسية الكثرية‬ ‫معظمها ىف الفقه‪ ،‬كان العالمة شخصية حائزة من متعدد اجلهات‪ ،‬غري أنه حصل الرباعة‬ ‫التامة ىف الفقه لكونه مهنته ىف احملكمة‪ ،‬ويقول الشيخ حممد عنايت اهلل على النحو التاىل‪:‬‬ ‫‘‘قرأت حواشى مري زاهد ملال جالل على املفىت ظهور اهلل وهذا الكتاب حقًا‬ ‫يدل على أنه مل يكن للعالمة براعة ىف العلوم العقلية أقل من العلوم الفقهية‪،‬‬ ‫وفيه بعض الفوائد ما ال توجد ىف مؤلفات كبار املؤلفني‪ ،‬وكان يشبه فيه‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أسلوبه التأليفى بأسلوب العالمة عبداحلئ الفرجنى حملى’’‬

‫و كذلك يقول العالمة عبد احلئ ىف"خري العمل بتراجم علماء فرجنى حمل" حنو‪:‬‬ ‫‘‘إن مؤلفات الشيخ املفىت ظهور احلق مشتملة على ما خلت منه كبار‬ ‫الدفاتر وتشهد بأن مؤلفها من أجلة األكابر‪’’.‬‬ ‫‪ .1‬العالمة عبد احلى‪ :‬خري العمل بتراجم علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪15 :‬‬ ‫‪ .2‬حممد عنايت اهلل الفرجنى حملى‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪65 :‬‬ ‫‪ .3‬حممد عنايت اهلل الفرجنى حملى‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪65 :‬‬

‫ ‪- 357‬‬‫و توىف العالمة املفىت ظهور اهلل أخرياً سنة ‪1265‬هجرية‪ ،‬ومل يعقب ولداً من الذكور‪،‬‬ ‫وترك مؤلفات كثرية ىف خمتلف العلوم والفنون مثل ما مرّ بنا ذكرها ىف الصفحات‬ ‫السابقة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الشيخ مال فضل اهلل بن نعمة اهلل‪:‬‬ ‫هو العامل الفذ والنابغ البارز الشيخ مال فضل اهلل بن نعمة اهلل بن نور اهلل بن مال‬ ‫وىل اهلل بن القاضى غالم مصطفى بن مال أسعد بن مال قطب الدين الشهيد أحد أشهر‬ ‫علماء فرجنى حمل‪ ،‬ولد ونشأ بفرجنى حمل لكناؤ‪ ،‬وقرء الكتب الدرسية إىل املطوالت على‬ ‫الشيخ مال عبد الرزاق والشيخ عبد الوحيد والشيخ عبد احلليم وغريهم من األساتذة‬ ‫األجلة‪ ،‬مث قرء بقية الكتب الدرسية على والده الكرمي الشيخ نعمة اهلل‪ ،‬ومل يتفرغ من‬ ‫الدراسة إال صار عاملاً كبرياً وفاضالً فطيناً‪ ،‬وتوسعت حلقة تالميذه مبدة يسرية‪ ،‬كان له يد‬ ‫طوىل ىف العلوم املعقولة السيما ىف الزواهد الثالثة‪ ،‬وكان رمبا ميدحه العالمة عبد احلق‬ ‫اخلريآبادى على استعداده النبيل ىف العلوم املعقولة‪ ،‬فكان خيتلف إليه أحياناً لإلستفادة‬ ‫العلمية والتشاور الدرسي‪ ،‬وقضى الشيخ فضل اهلل مدة طويلة ىف كلية "كينك" بلكناؤ‬ ‫كأستاذ ىف قسم اإللـهيات‪ ،‬وقام مبهنة التدريس فيها إىل آخر عمره‪ ،‬كان له تالميذ‬ ‫كثريون ىف فرجنى حمل أيضاً‪ ،‬كما كان معقولياً كامالً إال أنه كان يكرم الصوفياء‬ ‫والصلحاء واملشائخ‪ ،‬وباألخص كان حيسن اإلعتقاد بالشيخ عبد الرزاق‪ ،‬ولذا يذكر مشائله‬ ‫وأوصافه أحياناً ىف كالمه‪ ،‬وكانت عقدته األوىل مع إبنة عمه الشيخ رمحة اهلل‪ ،‬وأجنب‬ ‫منها بنتني ماتت إحدامها سنة ‪1433‬هجرية عقب الزواج‪ ،‬ويقال إن الشيخ مال فضل‬ ‫اهلل كان يقرض األشعار باللغة األوردية‪ ،‬وترك فيها كثرياً من األغزال والقصائد‪ ،‬ولكن‬ ‫من املؤسف أنه مل يعنت حبفظ مؤلفاته وأشعاره بالضبط‪ ،‬بل هاون أمرها حىت ضاع معظم‬ ‫إنتاجاته القيمة الرائعة‪ ،‬ومل يبق منها إال القليل‪ ،‬ومن أشهرها مثالً حواشى وتعليقات على‬ ‫مري زاهد ملال جالل ومري زاهد‪ ،‬شرح املواقف‪ ،‬وكذلك كتب غريها من الشروح‬ ‫والتعليقات واحلواشى على الكتب اهلامة‪ ،‬إال أن أكثرها ضاع بتواىل األيام‪ ،‬وبقت منها‬ ‫تعليقات على رسالة مري زاهد فقط حبسن املصادفة‪ ،‬والىت طبعت بعد ذلك باملطبع‬

‫ ‪- 358‬‬‫اليوسفى بلكناؤ‪ ،‬وغادر الشيخ مال فضل اهلل إىل احلج سنة ‪1438‬هـ وتوىف أخرياً ىف‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أول ربيع الثاىن سنة ‪ 1412‬هجرية ومل يعقب إال بنتني‬

‫‪ 3‬ـ الشيخ حممد وىل بن القاضى غالم مصطفى‪:‬‬ ‫هو العالمة الفاضل والشيخ الكامل مال حممد وىل اهلل بن القاضى غالم‬ ‫مصطفى بن مال أسعد بن مال قطب الدين الشهيد أحد عمالقة علماء فرجنى حمل‪،‬‬ ‫قرء الكتب الدرسية على خاله الشيخ مال كمال الدين الفتحفورى ـ وهو من‬ ‫التالميذ األقربني ألستاذ اهلند مال نظام الدين السهالوى الفرجنى حملى‪ ،‬وتفرغ عنده‬ ‫من مجيع الكتب الدرسية حىت حصل منه السند أيضاً‪ ،‬وقد صرّح العالمة قيام الدين‬ ‫عبد البارى ىف موضع بأن الشيخ حممد وىل قرء بعض الكتب على أستاذ اهلند مال‬ ‫نظام الدين‪ )2(،‬مث أخذ الشيخ حممد وىل بعض العلوم املتزايدة األخرى عن العلماء‬ ‫اآلخرين من فرجنى حمل‪ ،‬وانصرف بعد ذلك إىل التدريس واملطالعة جبدارة حىت نال‬ ‫املكانة اجليدة بني معاصريه من العلماء‪ ،‬كان جيتهد اجتهاداً متواصالً يعكف على‬ ‫الكتب إىل دياجري اللياىل‪ ،‬وخترج من حلقة تالميذه علماءاً بارعني ونال بعضهم‬ ‫شهرة واسعة ىف اهلند كلها‪ ،‬ومن أبرزهم الشيخ عبد النافع بن عبد العلى حبر العلوم‬ ‫والشيخ فضل إمام اخلريآبادى‪ ،‬والقاضى سراج الدين املرهاىن‪ ،‬والشيخ إحسان اهلل‬ ‫األنامى‪ ،‬والشيخ نظام الدين الديوى‪ ،‬والقاضى ركن الدين الفتح فورى‪ ،‬والشيخ‬ ‫إنشاء اهلل خان‪ ،‬والشاعر عبد الواحد اخلريآبادى‪ ،‬والشيخ لطيف اهلل النكاىل وغريهم‬ ‫كثري‪ ،‬وقد قام نفسه بتدريس إخوهتم الثالثة وتربيتهم وتثقيفهم إىل الشباب‪ ،‬وكانت‬ ‫عقدته األوىل مع ابنة خاله مال كمال الدين‪ ،‬وأجنب منها ثالثة بنني وهم الشيخ عزيز‬ ‫اهلل والشيخ املفىت ظهور اهلل و الشيخ نور اهلل‪.‬‬ ‫على كل حال طار صيت الشيخ مال حممد وىل إىل اآلفاق مبؤهالته العلمية‪،‬‬ ‫‪ .1‬العالمة عبد البارى‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪33 :‬‬ ‫وانظر‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬للشيخ حممد عناية اهلل الفرجنى حملى‪ ،‬ص‪174 :‬‬ ‫‪ .2‬العالمة عنايت اهلل الفرجنى حملى‪ ،‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪174 :‬‬

‫‪- 359 -‬‬

‫وامتدت سلسلة تدريسة ومشعل علمه إىل مجيع أطراف اهلند وأكنافها‪ ،‬وبعد مقتل‬ ‫أبيه‪ ،‬قرّر له حكومة "دهلى" منصب أبيه القضائى الشاغر‪ ،‬وقام هبذه املهنة والوظيفة‬ ‫إىل مدة طويلة‪ ،‬وكانت احلكومة تستخدم منه ىف أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مث حني‬ ‫فقدت الشريعة اإلسالمية أمهيتها ومكانتها ىف احلكومة‪ ،‬استقال بذاته عن هذه‬ ‫الوظيفة وعاد إىل وطنه "لكناؤ" وأقام هناك مستقالً‪ ،‬ألف الشيخ مال وىل مؤلفات‬ ‫رائعة عديدة مثل شرح سلم العلوم‪ ،‬واحلواشى الزاهدية على اجلاللية‪ ،‬واحلواشى‬ ‫الزاهدية على اجلاللية‪ ،‬واحلواشى الزاهدية على شرح املواقف وغريها من الشروح‬ ‫(‪)1‬‬ ‫على الكتب الدرسية‬

‫‪ 5‬ـ الشيخ مال عبد القدوس بن مال حممد يعقوب‪:‬‬ ‫هو العالمة األمثل والنابغ العمالق والعبقرى العصامى الشيخ مال عبد القدوس‬ ‫بن املفىت حممد يعقوب بن الشيخ مال عبد العزيز بن مال سعيد بن مال قطب الدين‬ ‫الشهيد أحد أعالم أسرة فرجنى حمل ومشاهريها‪ ،‬ولد ونشأ ىف بيئة علمية كاملة ىف‬ ‫أسرة عريقة بفرجنى حمل لكناؤ‪ ،‬كان إبناً أكرب للشيخ املفىت حممد يعقوب‪ ،‬وتلقى‬ ‫تربية مثلى وثقافة حممودة ىف صحبة والده الكرمي‪ ،‬وكان أبوه الشيخ عبد القدوس‬ ‫عاملاً جيداً بارعاً‪ ،‬واعتىن بتربيته اعتناءاً حامسًا بالغا‪.‬‬ ‫بدء الشيخ دراسته بتعلم القرآن وحفظه‪ ،‬فحفظه بوقت قليل‪ ،‬مث انصرف إىل‬ ‫الكتب الدرسية‪ ،‬وقرء بعضها على أبيه وعلى الشيخ مال حسن وغريمها من العلماء‬ ‫البارعني احلائزين‪ ،‬مث أخذ علم املناظرة على الشيخ مال غالم حيىي البهارى‪ ،‬ونضجت‬ ‫بعد ذلك قرحيته حىت بزغ ىف ساحة العلوم والفنون كفاضل كبري وعامل جيّد‪،‬‬ ‫وطلعت مشس شهرته ىف مجيع أطراف البالد‪ ،‬وكان له يد طوىل ىف العلوم املعقولة‬ ‫واملنقولة‪ ،‬وتوسعت حلقة تدريسية بسرعة‪ ،‬وكان أبوه حياً عندما جتاوز عدد تالميذه‬ ‫على املآت‪ ،‬وكذلك قام الشيخ املذكور نفسه بتثقيف إخوهتم الصغار‪ ،‬فترباهم تربية‬ ‫‪ .1‬الشيخ قيام الدين عبد البارى‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪8 :‬‬

‫ ‪- 360‬‬‫علمية مثلى‪ ،‬وهناك عددكبري من العلماء والفضالء الذين تنتهى سلسلة تلمذهتم إىل ذاته‪.‬‬

‫كانت عقدته األوىل مع بنت الشيخ روح اهلل البلخى اللكنوى‪ ،‬ورزق منها‬ ‫ابناً وهو الشيخ عبد السالم وبنتني‪ ،‬مث تزوج بعد مدة مع إمرءة ثانية من بلدة‬ ‫"صفيفور" لكنها ماتت بغري أى مولود‪ ،‬مث رغب الشيخ عن الدنيا واختار العزلة‬ ‫والسذاجة والكفاف ىف العيش إىل آخر عمره‪ ،‬وتويف أخرياً بعد أن أمت مثانني سنة من‬ ‫عمره‪.‬‬ ‫وكان الشيخ املذكور معقولياً كبرياً من الصميم‪ ،‬غري أن ذلك مل مينعه عن‬ ‫إكرام الصلحاء واألولياء واألصفياء فكان معتدالً ىف فكره يراعى جلميع املدارس‬ ‫واملذاهب الفكرية‪ ،‬وكان أحياناً خيتلف إىل جمالس العلماء واألصفياء وحيضر ىف‬ ‫جمالسهم وحمافلهم‪ ،‬ولذا بايع على يد الشيخ غالم حيىي البهارى بتوجيه أبيه وإصراره‪،‬‬ ‫س‬ ‫وُفوّض إليه منصب اإلفتاء ىف عهد النواب سعادت على خان‪ ،‬ولكنه رفض وأح ّ‬ ‫أن ذلك يعطبه عن نشاطاته العلمية والتدريسية‪.‬‬ ‫بذل الشيخ املذكور حظاً وافراً من عمره ىف التدريس والتأليف‪ ،‬وكان جييد‬ ‫الكتابة العربية‪ ،‬فله بعض التحريرات اخلطيّة الرائعة باللغة العربية ما تعجب العقول‪،‬‬ ‫وكذلك ألف كتباً عديدة مثل مسلّم‪ ،‬وشرح مسلّم ملال حسن‪ ،‬وشرح جغمىن‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وغريها‪ ،‬والىت متثل عن مدى إتقانه وبراعته وتبحّره ىف العلوم والفنون‬

‫‪ .1‬الشيخ حممد عنايت اهلل‪ :‬تذكرة علماء فرجنى حمل‪ ،‬ص‪121 :‬‬ ‫وانظر‪ :‬آثار األول من علماء فرجنى حمل للعالمة قيام الدين عبد البارى‪ ،‬ص‪18 :‬‬