ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎﻩ Attitude ﺳﻬﺎم إﺑﺮاهﻴﻢ آﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ )رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎهﺮة إن ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎه ﺎت آ ﺎن وﺳ ﻴﻈﻞ ﻣ ﻦ أه ﻢ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ وأآﺜﺮه ﺎ ﺛﺮا ًء ،ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪ هﻲ اﻟﻤﺤﻮر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌﻠﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ،ﻓ ﺎﻷﻓﺮاد ﻳﺤﻤﻠ ﻮن ﺑ ﺪاﺧﻠﻬﻢ ﻋ ﺪدًا آﺒﻴﺮًا ﺟﺪا ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء وﻧﺤ ﻮ ﻏﻴ ﺮهﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد وآ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻮ أﻧﻔ ﺴﻬﻢ أﻳﻀًﺎ ؛ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮاﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻧ ﺴﻌﻰ ﻟﻠﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻵﺧ ﺮﻳﻦ وإﺧﺒﺎرهﻢ ﻋﻦ أﻓﻜﺎرﻧﺎ وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺁراﺋﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺬي ﻧﺴﻠﻜﻪ. )(Pennington, et al, 1999 و ﻗ ﺪ ذه ﺐ ﺟﻴ ﻒ ﺟ ﻲ 2006 Geeﻓ ﻲ آﺘﺎﺑ ﺔ " "The Winner's Attitudeإﻟ ﻰ أن اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد ﺗﻘﺮر ﻣﺪى ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﺘﻮﻳﻴﻦ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ واﻟﺸﺨ ﺼﻲ ،ﻓ ﺈذا آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﺪﻳﻨﺎ اﺗﺠﺎه ﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠﻨ ﺎ ،ﻓ ﺈن ه ﺬا ﺳ ﻴﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻤﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺨﻄ ﻲ واﻟﺘﻐﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ اﻟﻤﻌﻮﻗ ﺎت واﻹﺣﺒﺎﻃ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻮاﺟﻬﻨ ﺎ وﺗﻌ ﻮق ﻧﺠﺎﺣﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ ،أﻣ ﺎ إذا آﺎﻧ ﺖ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻨ ﺎ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻄﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﺘﺒﻨﻲ أآﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻹﺣﺒﺎﻃﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧﻬﺎ أن )(Gee & Gee, 2006: 57- 59 ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﺸﻞ ﻓﻲ أداء هﺬا اﻟﻌﻤﻞ. ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺒﻌﺾ أﻣﺜﺎل ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻧﻴﻠﻲ 2006 Nealyﻣﻘﻮﻟ ﺔ "إﻧ ﻚ إذا ﺁﻣﻨ ﺖ ﺑﻘ ﻮة ﻓ ﻲ أن ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﺎ ﺳ ﻮف ﻳﺘﻐﻴ ﺮ ﻓﺈﻧ ﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﺳ ﻴﺤﺪث رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻏ ﺪًا أو ﺑﻌ ﺪ ﻏ ﺪ وﻟﻜﻨ ﻪ ﺣﺘﻤ ﺎ ﺳ ﻴﺤﺪث ه ﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ" ﻓﺈﻳﻤﺎن اﻟﻔﺮد ﺑﺄﻓﻜﺎرﻩ وﺗﺒﻨﻴﻪ ﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻴﻦ ﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر هﻮ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺪﻓﻌ ﻪ وﻳﻮﺟ ﻪ ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﻬﺪف إﻟﻴﻪ(Nealy, 2006) . وﻳﺆآﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ أهﻤﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎهﺎت آﺪواﻓﻊ ﻟﻠﺴﻠﻮك إذ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻧ ﻮاﺗﺞ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﻨ ﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﻜ ﻮن آ ﻞ ﻓ ﺮد اﺗﺠﺎه ﺎت ﻧﺤ ﻮ اﻷﻓ ﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت واﻟﻤﻮاﻗ ﻒ واﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل :إن آﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع اﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ. وﻗ ﺪ ﺗﻌ ﺪدت ﺗﻌﺮﻳﻔ ﺎت اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺣﻴ ﺚ ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ واﺣ ﺪ ﻣﺤ ﺪد ﻳﻌﺘ ﺮف ﺑ ﻪ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺪان ،إﻻ أن اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺬي ذاع أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ و اﻟﺬي ﻳﺰال ﻳﺤﻮز اﻟﻘﺒ ﻮل ﻟ ﺪى ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ و هﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﻮردون أﻟﺒﻮرت "اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد أو اﻟﺘﺄهﺐ اﻟﻌ ﺼﺒﻲ و اﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺒ ﺮة اﻟ ﺸﺨﺺ ،و ﺗﻜ ﻮن ذات ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﺗ ﻮﺟﻴﻬﻲ أو دﻳﻨ ﺎﻣﻲ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت و اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ هﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ"(O'Keefe, 2002: 6) . و ﻳﻌﺮف اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﺳﺘﻌﺪاد أو ﺗﻬﻴ ﺆ ﻋﻘﻠ ﻲ وﻋ ﺼﺒﻲ ،ﺧﻔ ﻲ ،ﻣ ﺘﻌﻠﻢ ،ﻣ ﻨﻈﻢ ﺣ ﻮل اﻟﺨﺒﺮة ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺤﺒﺒﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺒﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. )زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺠﻴﺮ اﻟﺤﺎرﺛﻲ (53 :1992 ،
وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ آﻤﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ه ﻮ داﻓ ﻊ ﻣﻜﺘ ﺴﺐ ﻳﺘ ﻀﺢ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺪاد وﺟﺪاﻧﻲ ﻟﻪ درﺟﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﺒﺎت ﻳﺤﺪد ﺷﻌﻮر اﻟﻔﺮد ،وﻳﻠﻮن ﺳﻠﻮآﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴ ﺚ ﺗﻔ ﻀﻴﻠﻬﺎ أو ﻋ ﺪم ﺗﻔ ﻀﻴﻠﻬﺎ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ﻳﺤﺒﻬ ﺎ وﻳﻤﻴ ﻞ إﻟﻴﻬ ﺎ )إن آ ﺎن اﺗﺠﺎه ﻪ ﻧﺤﻮه ﺎ إﻳﺠﺎﺑ ﻴ ﺎ( أو ﻳﻜﺮهﻬ ﺎ وﻳﻨﻔ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ )إن آ ﺎن اﺗﺠﺎه ﻪ ﻧﺤﻮه ﺎ ﺳ ﻠﺒﻴﺎ( أﻣ ﺎ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﺷﺨ ﺼًﺎ ﻣﻌﻴﻨ ًﺎ أو ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣ ﺎ أو ﺷ ﻌﺒًﺎ ﻣ ﺎ أو ﻣ ﺎدة ﻋﻠﻤﻴ ﺔ أو ﻣ ﺬهﺒًﺎ أﻳ ﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣ ﺎ أو ﻓﻜ ﺮة ﻣ ﺎ أو )ﻓ ﺮج ﻋﺒ ﺪ اﻟﻘ ﺎدر ﻃ ﻪ وﺁﺧ ﺮون ، ﻣﺸﺮوﻋًﺎ ﻣﺎ وهﻜﺬا ﺗﺘﻌﺪد ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ وﺗﺘﻨﻮع. (23 :1993 وﻧﺠﺪ ﺗﻌﺮﻳﻔًﺎ أﺧ ﺮ ﻳ ﺮى أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻣﻮﻗ ﻒ اﻟﻔ ﺮد إزاء ﻗ ﻀﻴﺔ أو ﻓ ﺮد أو ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ آﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻹﻳﺠﺎب أو اﻟﺴﻠﺐ أو اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ ،واﻻﺗﺠﺎﻩ ﺳ ﻮا ًء أآ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮد أم اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ أو إﺻﺪار ﺣﻜﻢ ﻣﻌ ﻴﻦ ،وآ ﻞ ﺣﻜ ﻢ ﻳﺘ ﻀﻤﻦ ﻗﻴﻤ ﺔ إﻣ ﺎ ﻣﻮﺟﺒ ﺔ أو ﺳ ﺎﻟﺒﺔ وﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ه ﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤ ﺔ ﻳﺘﺤ ﺪد اﻻﺗﺠ ﺎﻩ وﺗﺘﺤ ﺪد وﺟﻬﺘ ﻪ ،واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻗﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ،وهﻨ ﺎك اﺗﺠﺎه ﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺴﺘﻮي اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ،وه ﻲ ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ اﻟ ﺮأي اﻟﻌ ﺎم ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ﺔ ،وﻳﻤﻜ ﻦ ﺗ ﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ أو اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ،وﻳﺘﻮﻗ ﻒ اﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻔ ﺮد أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ آﺜﻴﺮة ﻣﻦ أهﻤﻬﺎ ﻧﻮع وﻣﻘﺪار اﻟﻔﺎﺋﺪة أو اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺛﻢ درﺟﺔ اﻟﻤﺮوﻧﺔ أو اﻟﺠﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ اﻟﻔﺮد أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. )ﺷﺎآﺮ ﻗﻨﺪﻳﻞ ،ﻓﻲ )ﻓﺮج ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر وﺁﺧﺮﻳﻦ .(24-23 :1993 ، وآﺬﻟﻚ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮى أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻴ ﻞ ﻧﻔ ﺴﻲ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋﻨ ﻪ ﺑﺘﻘﻴ ﻴﻢ ﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ ﺑﺪرﺟ ﺔ أو ﺑ ﺄﺧﺮى ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔ ﻀﻴﻞ أو ﻋ ﺪم اﻟﺘﻔ ﻀﻴﻞ ،وﻳ ﺸﻴﺮ اﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ إﻟ ﻰ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴ ﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ،ﺳﻮاء أآﺎﻧﺖ ﺻﺮﻳﺤﺔ أم ﺿﻤﻨﻴﺔ(Eagley, & Chaiken, 1993: 1) . اﻻﺗﺠﺎﻩ" :هﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ درﺟ ﺔ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ إﻣﺎ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب أو اﻟﺮﻓﺾ ،ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺧﺒﺮات اﻟﻔ ﺮد وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗ ﻪ وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻷﺷ ﻴﺎء واﻷﺷ ﺨﺎص اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑﻪ". )ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺻﺪﻳﻖ.(1993 ، وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺠﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﻋﺒﺎرة "ﻣﻔﻬﻮم ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴًﺎ" ،ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﺛﺒﻮﺗﻪ أو أﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ إﻟﻰ أﺧ ﺮى ؛ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻮ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴﺎ واﻟﺜﺒ ﺎت اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻌﻨ ﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﺗﻐﻴﻴ ﺮﻩ أو ﺗﻌﺪﻳﻠ ﻪ وه ﻮ أﻣ ﺮ ﻣﻬ ﻢ وﺣﻴ ﻮي ﻓ ﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. آﻤ ﺎ أن ﻋﺒ ﺎرة" :درﺟ ﺔ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟ ﺸﺨﺺ وﺳ ﻠﻮآﻪ" ﺗﻌﻨ ﻰ وﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ﻋﻨ ﺼﺮ ﻣ ﻦ أه ﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻤﻘ ﺼﻮد ﺑ ﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋ ﻲ ه ﻮ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﻔ ﺴﻴﺮ ﻣ ﺪﻟﻮل أي ﻣﻔﻬﻮم ﺗﻔﺴﻴﺮًا ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺣﻴﺚ اﻟﻮﺟﻮد واﻟﻮاﻗﻊ ،وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻼﺣﻈﻪ أو ﻧﺸﺎهﺪﻩ أو ﻧﻘﻴﺴﻪ أو ﻧﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻮاﻧﺐ هﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم. وآﻠﻤ ﺔ "درﺟ ﺔ" ﺗﻌﻨ ﻲ اﻟﻨ ﺴﺒﻴﺔ وه ﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎه ﺎ أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻗﻴﺎﺳ ﻪ وإﻋﻄ ﺎؤﻩ درﺟﺔ ،وﻋﺒﺎرة " اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ وﺳﻠﻮآﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ إﻳﺠﺎﺑًﺎ أو ﺳﻠﺒًﺎ ﺗﻌﻨﻰ أن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻤﺜﻞ ﻼ ﻳﻤﺘﺪ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﻴﻦ هﻤﺎ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺘﺎم أو اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺘﺎم ﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ ،وﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ ﻣﺘﺼ ً ﻋﻦ هﺬا اﻟﻤﺘﺼﻞ آﻤﺎ ﺗﺮاﻩ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺷﻜﻞ ) (1ﻳﺒﻴﻦ درﺟﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺼﻞ ه ﺬا وﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠ ﺸﻜﻞ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ واﻟ ﺬي ﻳﻤﺜ ﻞ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ هﻴﺌ ﺔ ﻣﺘ ﺼﻞ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ 1ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ،واﻟﺪرﺟﺔ 5ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺘﺎﻣ ﺔ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ 3ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮدد ﻓ ﻲ اﻟ ﺮأي ، هﺬا وﺗﻌﺒﺮ اﻟﺪرﺟﺎت 4 ، 2ﻋﻦ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺘ ﺎم أو اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺘﺎﻣ ﺔ وﺑ ﻴﻦ اﻟﺘ ﺮدد ؛ ﻓ ﺈذا ﻼ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻌﺐ أن ﻧﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺠﻴﺐ أن ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ إزاء ﻗﻤﻨ ﺎ ﺑﺘﻄﺒﻴ ﻖ اﺧﺘﺒ ﺎر ﻣ ﺎ ﻣ ﺜ ً ﻋﺒﺎرة أو ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻮاﻓ ﻖ ﺟ ﺪا أو راﻓ ﺾ ﺟ ﺪا أو ﻣﺘ ﺮدد ،وإﻧﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻮن اﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﺒ ﺎرة ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎرات هﻲ "ﻣﻮاﻓﻖ ﺟﺪا ،ﻣﻮاﻓﻖ ،ﻣﺘﺮدد ،ﻣﻌﺎرض ،ﻣﻌﺎرض ﺟﺪا". وﺗﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ آﻠﻤ ﺎ ﺗﻌ ﺪدت اﻟﺨﻴ ﺎرات ،وزادت درﺟ ﺎت اﻟﻤﺘ ﺼﻞ ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﺘ ﻴﺢ ﻓﺮﺻ ﺔ أآﺒ ﺮ ﻟﻘﻴ ﺎس ﺟﻮاﻧ ﺐ دﻗﻴﻘ ﺔ وﺗﺤﺪﻳ ﺪهﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻗ ﺪ ﻳ ﺼﻌﺐ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﺤﺪﻳ ﺪهﺎ إذا آﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻓﻖ أو راﻓﺾ ،ﻏﻴﺮ أن هﺬا اﻟﺘﻌﺪد ﻗﺪ ﻳﻜﻮن هﻮ ذاﺗﻪ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﺪم دﻗﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻧﻈﺮًا ﻟﻠﺤﻴ ﺮة واﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺪهﺎ اﻟﻤﻔﺤ ﻮص ﻓ ﻲ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻹﺟﺎﺑ ﺔ أو اﻻﺧﺘﻴ ﺎر اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻧﻈ ﺮًا ﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﺸﺘﺖ اﻟﺤ ﺎدث ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟ ﺮاء اﻟﺘﻌ ﺪد ﻓ ﻲ اﻻﺧﺘﻴ ﺎر ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑ ﺼﺪد اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎؤل ﻣﺎ. وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﺘﻌﺮﻳ ﻒ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ ﻧﺠ ﺪ أن آﻠﻤ ﺔ "اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ" ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ أن اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻜ ﻮن ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ وهﻲ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻞ دﻳﻨﺎﻣﻲ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. آ ﺬﻟﻚ ﺗ ﺸﻴﺮ ﻋﺒ ﺎرة " ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﻮآﻴﺔ " إﻟ ﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ هﻲ " :اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ " واﻟ ﺬي ﻳﻜﺘ ﺴﺐ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ودرﺟ ﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘ ﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤ ﻪ وﺧﺒﺮاﺗ ﻪ ، "اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ" )اﻟﺸﻌﻮري( ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﺛﺮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺎﻟﺘﻌﺰﻳﺰ واﻟﺘ ﺪﻋﻴﻢ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ،و"اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﺴﻠﻮآﻲ" )اﻟﻨﺰوﻋﻰ( واﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ اﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﻘﻴﻢ اﻟﻔﺮد واﺗﺠﺎهﺎت وﺗﻮﻗﻌﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ. وهﻨ ﺎك ﻣ ﻦ أﺿ ﺎف ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ،وه ﻮ "اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ").ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺻﺪﻳﻖ .(1993 ، وﻓ ﻲ رأي اﻟﺒﺎﺣﺜ ﺔ ﻓ ﺈن اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺴﻠﻮآﻲ أﻋ ﻢ وأﺷ ﻤﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ،ﺣﻴ ﺚ إن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻮﺟ ﻪ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد ﺗﻮﺟﻴ ًﻬ ﺎ ﻋﻘﻠ ﻴ ﺎ )ﻣﻌﺮﻓ ﻴ ﺎ( ووﺟ ﺪاﻧﻴًﺎ )ﺷ ﻌﻮرﻳﺎ( وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻳﻨ ﺸﺄ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻌﻘﻠ ﻲ )اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻤﻮﺟ ﻪ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ( واﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻌ ﺎﻃﻔﻲ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ )اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻤﻮﺟ ﻪ ﺷ ﻌﻮر ﻳًﺎ( ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻨﻔ ﺴﻪ ﻓﻴﻨ ﺘﺞ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﻴﻦ ﺑ ﻪ واﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻷﻓﻜﺎر. واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗﻨﻈ ﻴﻢ ﻧﻔ ﺴﻲ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴًﺎ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ وﻳ ﺴﺘﺪل ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻨ ﺎﻩ ووﺟ ﻮدﻩ ﻣ ﻦ ﺗﺮاﺑﻄ ﺎت اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻷﻓ ﺮاد إزاء ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ أو ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ أو اﻗﺘ ﺼﺎدﻳﺔ )ﺷﻌﺒﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ(40 :1994 ، وﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻤﺤﺎﻳﺪة.
واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﻣﻘﺪرة اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اآﺘﺴﺎﺑﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺪواﻓﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﻜﺘ ﺴﺒﺔ )ﻋﺰت ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻄﻮﻳﻞ (264 :1995 ، أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. هﺬا وﻳﻌﺮف ﻣﻌﺠﻢ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻄ ﺐ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ "ﻣﻌﺘﻘ ﺪ ﺷﺨ ﺼﻲ ﻳﻜﺘ ﺴﺐ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ واﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻧﻤﻂ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺗ ﺸﺘﺮك ﻓﻴ ﻪ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص أو ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ". )ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ وﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ آﻔﺎﻓﻲ (3590 :1995 ، اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻸﺷﻴﺎء واﻷﺷﺨﺎص ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻜ ﺲ اﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ اﻟ ﺴﻠﺒﻲ أو )(Semin & Fiedler, 1996: 5 اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻸﺷﻴﺎء أو اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. هﺬا وﺗﺮﺟﻊ اﻻﺗﺠﺎهﺎت إﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻔﺮد ﻟﻜ ﻞ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻤﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﻌﺎﻟﻤ ﻪ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻣﺘ ﺪاد ﻟﻜ ﻞ أﻓﻌﺎﻟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻔ ﻀﻠﻪ أو ﻻ ﻳﻔ ﻀﻠﻪ ،وآ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻷﻓﻜ ﺎر واﻷﺷﺨﺎص واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت وآﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. )(Tesser & Martin, 1996 واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﺘﻨﻈ ﻴﻢ أو اﻟﻨ ﺴﻖ اﻟﻔﺮﻳ ﺪ اﻟ ﺬي ﻳ ﻀﻢ آ ﻼ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎرف اﻟ ﺸﺨﺺ أو ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ،ودواﻓﻌﻪ أو اﻧﻔﻌﺎﻻﺗ ﻪ وﺳ ﻠﻮآﻪ أو ﺗ ﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ،اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺨ ﺬ ﻃ ﺎﺑﻊ اﻟﻘﺒ ﻮل أو اﻟ ﺮﻓﺾ ،اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ. ) ﻓﺆاد أﺑﻮ ﺣﻄﺐ ،وﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻴﺪ (55 :1997 ، اﻻﺗﺠﺎهﺎت هﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺪاد أو اﻟﺘﺄهﺐ اﻟﻌﺼﺒﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟ ﻪ ﺧﺒ ﺮة اﻟ ﺸﺨﺺ ،وﺗﻜ ﻮن ذات أﺛ ﺮ ﺗ ﻮﺟﻴﻬﻲ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔ ﺮد ﻟﺠﻤﻴ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺘﺜﻴﺮ ه ﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ،وﻗﺪ ﻳﺸﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﺪاد أو اﻟﻤﻴﻞ اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ) ﻣﺮاد ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح (1997 ، ﻳﻜﻮن ﺑﺼﺪد ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺷﻲء أو ﻣﻮﺿﻮع ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺴﻘﺔ. اﻻﺗﺠ ﺎﻩ " ﻣﻴ ﻞ ﻋ ﺎم ﻣﻜﺘ ﺴﺐ ،ﻧ ﺴﺒﻲ ﻓ ﻲ ﺛﺒﻮﺗ ﻪ ،ﻋ ﺎﻃﻔﻲ ﻓ ﻲ أﻋﻤﺎﻗ ﻪ ،ﻳ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪواﻓﻊ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ،وﻳﻮﺟﻪ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد" ) .ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة (208 :1997 ، اﻻﺗﺠﺎﻩ " ﺣﺎﻟﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠ ﻲ ﺗﻮﻟ ﺪ ﺗ ﺄﺛﻴﺮًا دﻳﻨﺎﻣ ﻴ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟ ﺸﺨﺺ وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣ ﺎ ،إﻳﺠﺎﺑ ﺎ أو ﺳ ﻠﺒًﺎ ،ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺨﺺ ،وﺗﺤﺪد ﺳﻠﻮآﻪ ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ ". )(Hewstone et al, 1997: 221 واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﺗﻘﻴ ﻴﻢ اﻳﺠ ﺎﺑﻲ وﻧ ﺴﺒﻲ ،ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﻓ ﺮاد واﻷﺷ ﻴﺎء ﻳ ﺘﻢ ﺗﺄﺳﻴ ﺴﻪ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس )(Aronson et al, 1997: 229 ﻣﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﺮد ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻴ ﻞ ﻣ ﺘﻌﻠﻢ وﺛﺎﺑ ﺖ وﻧ ﺴﺒﻲ ،ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻤﻴ ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺆﺛﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻷﻓ ﺮاد )(Sternberg, 1997: 288 وأﻓﻜﺎرهﻢ وﺳﻠﻮآﻬﻢ. ﻼ أو ﺣ ﺪﺛًﺎ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗﻨﻈ ﻴﻢ داﺋ ﻢ ﻧ ﺴﺒﻴﺎ ﻻﻋﺘﻘ ﺎدات ﻣﺘﺪاﺧﻠ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﻒ وﺗﻘ ﻴﻢ وﺗ ﺪﻋﻢ ﻓﻌ ً )(Margaret & Frank, 1997: 30 ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع أو ﻣﻮﻗﻒ.
واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻠﻔ ﺮد اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻜ ﻮن ﺑﻨ ﺎ ًء ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺘﻘ ﺪات أو ﺗﺼﻮرات ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع ﻣﺎ أو أﺷﺨﺎص ﻣﻌﻴﻨ ﻴﻦ واﻟﺘ ﻲ ﺗﺪﻓﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻷﺣﻴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﺒﻌﺾ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت أو اﻟﺴﻠﻮآﻴﺎت ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﻴﻦ وﻳﺘﺤﺪد ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت درﺟ ﺔ رﻓﻀﻪ أو ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع أو هﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص) .ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ (490 :1998 ، واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﻧﻈ ﻢ داﺋﻤ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻘﻴﻴﻤ ﺎت اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ أو اﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ واﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ ، وﻣﻴﻮل اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻊ أو ﺿﺪ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ،وه ﻲ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔ ﺮد ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺷ ﻴﺎء أو اﻟﺤﻮادث أو اﻷﺷﺨﺎص اﻵﺧﺮﻳﻦ أو اﻷﻧﺸﻄﺔ. )ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو (214 :1998 ، اﻻﺗﺠﺎﻩ اﺳﺘﻌﺪاد أو ﺗﺄهﺐ ﻋﺼﺒﻲ وﻧﻔﺴﻲ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻔﺮد ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻤﺆﺛﺮ ﻣﻌ ﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ﻓﻴﺘﺤﺪد ﺷﻜﻞ إدراآﻪ وﺷﻌﻮرﻩ وﺳﻠﻮآﻪ ﺗﺠﺎﻩ اﻷﺷﻴﺎء واﻷﺷﺨﺎص( Khalil, 1998) . اﻻﺗﺠﺎﻩ اﺳﺘﻌﺪاد ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻣ ﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ ﻳﺤ ﺪد ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد إزاء اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ واﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻷﺷﺨﺎص اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ إﻣﺎ ﺑﻘﺒﻮﻟﻬﺎ أو رﻓﻀﻬﺎ. )أ( )ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ أﺣﻤﺪ (24 : 1999 ، وﻳﻌﺮﻓ ﻪ ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﻤ ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳ ﺔ 1999ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠ ﻲ ﺗﻮﻟ ﺪ ﺗ ﺄﺛﻴﺮًا دﻳﻨﺎﻣﻴًﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﺗ ﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ،ﺳ ﻮاء أآﺎﻧ ﺖ ﺑ ﺎﻟﺮﻓﺾ أم ﺑﺎﻹﻳﺠ ﺎب ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ وﻣﺸﻜﻼت ) .أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﻠﻘﺎﻧﻰ ،ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﺠﻤﻞ (7 :1999 ، وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺒﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜ ﻮن ﻧﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﺨﺒ ﺮات واﻟﺘﺠ ﺎرب اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﻻﺗﺨﺎذ ﻣﻮاﻗﻒ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒﻮل ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻀﺎﻳﺎ أو أﺷﺨﺎص أو أﻣﺎآﻦ. )ﻋﻠﻲ ﻋﺴﻜﺮ (129 :2000 ، واﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻴﻞ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ أو ﺿﺪ ﻣﻮﺿﻮع أو ﺷﺨﺺ أو ﻓﻜﺮة ...إﻟﺦ. )اﻧﺘﺼﺎر ﻳﻮﻧﺲ (277 :2000 ، واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺘ ﺼﻞ ﺑﻤﻮﻗ ﻒ أو ﻣﻮﺿ ﻮع ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗﺠﻌ ﻞ اﻟﻤﺮء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ أو اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﻀﻠﺔ. )ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﺑﺮ (320 :2000 ، اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮد اﻟ ﺸﻌﻮرﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،وﻗ ﺪ ﻳﻜﻮن هﺬا اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻮﺟﺐ أو ﺳﺎﻟﺐ أي ﻳﺤﺪد ﺷﻌﻮر اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ أو ﺿﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. )(Erwin: 2001: 4 اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد وﺷﻌﻮرﻩ وﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺎ أو ﻣﻦ ﺷﺨﺺ أو ﺷﻲء ﻣﻌﻴﻦ. )(White, 2001: 37 اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ أﺳﻠﻮب ﻣﻨﻈﻢ ﻣﺘﺴﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ واﻟ ﺸﻌﻮر ورد اﻟﻔﻌ ﻞ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨ ﺎس واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،أو ﺗﺠﺎﻩ أي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ. )ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻴﺺ (47 :2001 ،
هﺬا وﻳﻌﺮف اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ه ﻮ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ وراء رأي اﻟ ﺸﺨﺺ أو اﻋﺘﻘ ﺎدﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ ،ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ رﻓ ﻀﻪ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع أو ﻗﺒﻮﻟ ﻪ و درﺟ ﺔ ه ﺬا اﻟ ﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒﻮل. )(Weiner et al: 2003: 261 اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬﻩ اﻟﻔﺮد أو اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒ ﺪﻳﻬﺎ إزاء ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻴﻦ أو ﺣ ﺪﻳﺚ ﻣﻌﻴﻦ أو ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ،ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻤ ﺮورﻩ ﺑﺨﺒ ﺮة ﻣﻌﻴﻨ ﺔ أو ﺑﺤﻜ ﻢ ﺗ ﻮاﻓﺮ ﻇ ﺮوف أو ﺷ ﺮوط ﺗﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟ ﺸﻲء أو اﻟﺤ ﺪث أو اﻟﻘ ﻀﻴﺔ ،وه ﻮ ﻣﻔﻬ ﻮم ﻳﻌﻜ ﺲ ﻣﺠﻤ ﻮع اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻔ ﺮد ،آﻤ ﺎ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ ﻧﺤﻮه ﺎ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻷﻓ ﺮاد ﺑﺤﻜ ﻢ أن ه ﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت أو اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ﺗﻜ ﻮن ﺟﺪﻟﻴ ﺔ ﺑﺎﻟ ﻀﺮورة أي ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ،وﺗﺘﺴﻢ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺎﻟﻘﺒﻮل ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨ ﺔ أو ﺑ ﺎﻟﺮﻓﺾ ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ أﻳﻀًﺎ. )ﺣﺴﻦ ﺷﺤﺎﺗﺔ وﺁﺧﺮون (16 :2003 ، اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ ﻓﺮﺿ ﻲ أو ﻣﺘﻐﻴ ﺮ آﺎﻣ ﻞ أو ﻣﺘﻮﺳ ﻂ ﻳﻘ ﻊ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺜﻴ ﺮ واﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ وه ﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻧﻔ ﺴﻲ أو ﺗﻬﻴ ﺆ ﻋ ﺼﺒﻲ ﻣﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻮﺟﺒ ﺔ واﻟ ﺴﺎﻟﺒﺔ ﻧﺤ ﻮ أﺷ ﺨﺎص أو أﺷﻴﺎء أو ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أو ﻣﻮاﻗﻒ أو رﻣﻮز ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ هﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ. )ﺣﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم زهﺮان (136 :2003 ، واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﻣﺸﺎﻋﺮ وﻣﻴﻮل اﻟﻔﺮد واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻹﺟﺤﺎف ،واﻻﻧﺤﻴﺎز ،واﻷﻓﻜ ﺎر اﻟﻤ ﺴﺒﻘﺔ ، واﻟﻤﺨ ﺎوف ،واﻟﺘﻬﺪﻳ ﺪات ،واﻟﻤﻌﺘﻘ ﺪات اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ(Dorn, et al, 2003: 17) . وﻳﻌﺮف ﺑﻮﺟﺎردس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "هﻮ ﻣﻴﻞ اﻟﻔﺮد اﻟﺬي ﻳﻨﺤﻮ ﺳﻠﻮآﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ أو ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻨﻬ ﺎ ﻣﺘ ﺄﺛﺮًا ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﺎﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻟﻤﻮﺟﺒ ﺔ أو اﻟ ﺴﺎﻟﺒﺔ ﺗﺒ ًﻌ ﺎ ﻟﻘﺮﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ أو ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻨﻬﺎ" ،وﻳﺸﻴﺮ ﺑﻮﺟﺎردس ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻟﻠﺘﺄهﺐ هﻤ ﺎ :أن ﻳﻜ ﻮن ﻟﺤﻈ ﻴ ﺎ ، أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ذا أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ آﻞ ﻣﺴﺘﻮى ﻣ ﻦ ه ﺬﻳﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪة ﺑ ﺸﻲء ﻣ ﻦ اﻹﻳﺠﺎز: .1اﻟﺘﺄهﺐ اﻟﻤﺆﻗﺖ أو اﻟﻠﺤﻈﻲ: وﻳﻨ ﺘﺞ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﺤ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ اﻟﻠﺤﻈ ﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮد وﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻓﻴﻬ ﺎ ، وﻳﻤﺜﻞ ذﻟ ﻚ ،اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺠ ﺎﺋﻊ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ إﺣ ﺴﺎﺳﻪ ﺑ ﺎﻟﺠﻮع ،وﻳﻨﺘﻬ ﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻬﻴ ﺆ اﻟﻤﺆﻗ ﺖ ﺑﻤﺠﺮد إﺣﺴﺎس اﻟﺠﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺸﺒﻊ(Perloff, 2003: 38) . .2اﻟﺘﻬﻴﺆ ذا اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ: وﻳﺘﻤﻴﺰ ه ﺬا اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑﺎﻟﺜﺒ ﺎت واﻻﺳ ﺘﻘﺮار ،وﻳﻤﺜ ﻞ ذﻟ ﻚ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﺻ ﺪﻳﻖ ﻟ ﻪ ،ﻓﻬ ﻮ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴﺎ ،ﻻ ﻳﺘ ﺄﺛﺮ ﻏﺎﻟ ًﺒ ﺎ ،آﺎﻟﻤ ﻀﺎﻳﻘﺎت اﻟﻌ ﺎﺑﺮة ،وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﻤ ﻦ أه ﻢ ﺧ ﺼﺎﺋﺺ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت أﻧﻪ ﺗﺄهﺐ أو ﺗﻬﻴﺆ ،ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺜﺒﺎت أو اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﺴﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﺗﻄ ﻮر اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ. وﻋﻠﻴ ﻪ ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﺣ ﺼﻴﻠﺔ ﺗ ﺄﺛﺮ اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺎﻟﻤﺜﻴﺮات اﻟﻌﺪﻳ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺪر ﻋ ﻦ اﺗ ﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ وأﻧﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،واﻟﺘﺮاث اﻟﺤﻀﺎري ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻓﻄﺮﻳﺔ. )(Perloff, 2003: 38
واﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺗﺮآﻴ ﺐ ﺗ ﺸﺎرآﻲ ﺑ ﺴﻴﻂ ﻓﻬﻨ ﺎك ﻧﻘﻄ ﺔ ﻣ ﺎ ﺗﻤﺜ ﻞ ه ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ وأﺧ ﺮى ﺗﻘﻴﻴﻤﻴﺔ وراﺑﻂ ﻳﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻘﻄﺘﻴﻦ ،ﻓﻔﻲ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻘﻮﻳ ﺔ ﻻﺑ ﺪ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟ ﺮاﺑﻂ ﻗﻮ ﻳ ﺎ وﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﺗﻨ ﺸﻂ ﻓﻴ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﺜ ﻞ ه ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺳ ﻮف ﻳﻨﺘﻘ ﻞ ه ﺬا اﻟﻨ ﺸﺎط إﻟ ﻰ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻳﻢ وﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﻨ ﺸﺄ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺘ ﺸﺎرآﻲ أو اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ،أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻬﻲ ﻟ ﻦ ﺗﻨ ﺸﻂ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ ؛ وذﻟ ﻚ ﻷن اﻟ ﺮاﺑﻂ اﻟ ﺬي ﻳ ﺼﻞ ﺑ ﻴﻦ ه ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ واﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ ﻟ ﻦ ﻳﻨﻘ ﻞ اﻟﺘﻨﺸﻴﻂ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺸﻂ ﻧﻘﻄﺔ هﺪف اﻻﺗﺠﺎﻩ(Weiner, et al, 2003: 261) . واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ه ﻮ ﺣﺎﻟ ﺔ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻋﻘﻠ ﻲ ﻋ ﺼﺒﻲ ﺗ ﻢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس اﻟﺘﺠ ﺎرب اﻟﺸﺨ ﺼﻴﺔ ، وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻟﻜﻞ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﺘﻌﺪاد. )ﻓﺎروق ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻠﻴﺔ ،و أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺰآﻲ .(46 :2004 ، آﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺣﺎﻟﺔ أو وﺿﻌًﺎ ﻧﻔﺴﻴًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد ) (Orientationﻳﺤﻤﻞ ﻃﺎﺑﻌًﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴﺎ أو ﺳﻠﺒ ﻴﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺷﻲء أو ﻣﻮﻗﻒ أو ﻓﻜﺮة أو ﻣ ﺎ ﺷ ﺎﺑﻪ ﻣ ﻊ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻟﻼﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﺤ ﺪدة ﻣ ﺴﺒﻘًﺎ ﻧﺤ ﻮ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر أو آﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻬﺎ) .ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺪس و ﻣﺤﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺗﻮق (416 :2005 ، واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ" ﺷﻌﻮر أو اﻋﺘﻘﺎد ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺗﺠﺎﻩ أﺷﺨﺎص ﺑﻌﻴﻨﻬﻢ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أو أﻓﻜ ﺎر أو وﻇﺎﺋﻒ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت(Landy & Conte, 2006: 339) . وﻣﻤﺎ ﺳ ﺒﻖ وﺑﻌ ﺪ اﻻﻃ ﻼع ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ واﻟﺘﻌﺮﻳﻔ ﺎت اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜ ﺔ أن ﺗﻌﺮف اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ: "ﻣﻴﻞ أو ﺗﺄهﺐ ﻧﻔ ﺴﻲ ﻣﻜﺘ ﺴﺐ ﻳﺘﻤﻴ ﺰ ﺑﺎﻟﺜﺒ ﺎت اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ﻳﻮﺟ ﻪ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔ ﺮد وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﺜﻴﺮات ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ أﺷ ﻴﺎء أو أﻓ ﺮاد أو ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت ﺗ ﺴﺘﺪﻋﻲ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ وﻳﻌﺒ ﺮ ﻋﻨﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺤ ﺐ أو اﻟﻜﺮاهﻴ ﺔ أو اﻟ ﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒ ﻮل ﻓﻬ ﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻃﺎﺑ ﻌ ﺎ اﻳﺠﺎﺑ ﻴ ﺎ أو ﺳ ﻠﺒﻴﺎ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺷ ﻴﺎء أو اﻷﻓ ﺮاد أو اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ". آﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﺗﻌﺮف اﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻠﻤﺎت رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻧ ﻪ "ه ﻮ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻋﻘﻠ ﻲ ووﺟ ﺪاﻧﻲ ﻣﻜﺘ ﺴﺐ وﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴﺎ ﻟ ﺪي ﻣﻌﻠﻤ ﺔ اﻟﺮوﺿ ﺔ واﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺪد ﺳ ﻠﻮآﻬﺎ واﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ واﻟﺬي ﻳ ﻨﻌﻜﺲ ﺑ ﺪورﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪى ﺗﻘﺒ ﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ أو ﻣ ﺪى رﻓ ﻀﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻊ ﻃﻔ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳ ﺔ" ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﺗﺤ ﺪدﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻘﻴ ﺎس اﻟﻤ ﺴﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴ ﺔ ،ﺣﻴ ﺚ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﻴﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮل واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻄﻔ ﻞ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻤﻨﺨﻔ ﻀﺔ ﻋﻦ اﻟﺮﻓﺾ واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻃﻔﻞ اﻟﺮوﺿﺔ.
أهﻤﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎهﺎت: ﺗﺤﺘ ﻞ دراﺳ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﻜﺎ ًﻧ ﺎ ﺑ ﺎر ًزا ﻓ ﻲ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺪراﺳ ﺎت اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ وﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻴ ﺎدﻳﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة ،ذﻟ ﻚ أن ﺟ ﻮهﺮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺠ ﺎﻻت ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻴﺴﺮة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ،وإﺿﻌﺎف اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻌﻮﻗ ﺔ ،ﺑ ﻞ إن اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ هﻮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ذاﺗ ﻪ أو ﻧﺤ ﻮ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ أو ﻧﺤﻮ ﻋﺎﻟﻤﻪ. أن ﺗﺮاآﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻲ ذهﻦ اﻟﻤﺮء وزﻳﺎدة اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺼﺮف ﻃ ﺎ ﺳ ﻠﻮآﻴﺔ روﺗﻴﻨﻴ ﺔ ﻣﺘﻜ ﺮرة ،وﻳ ﺴﻬﻞ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑﻬ ﺎ ،وﻣ ﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧ ﺮي ﻓﻬ ﻲ ﺗﺠﻌ ﻞ وﺗ ﺼﺒﺢ أﻧﻤﺎ ً اﻻﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺼﺮف أﻣﺮًا ﻣﻤﻜﻨًﺎ وﻣﻴﺴﺮًا ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ آﺎﻧ ﺖ دراﺳ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻋﻨ ﺼﺮًا أﺳﺎﺳ ﻴﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻔ ﺴﻴﺮ اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﺤ ﺎﻟﻲ واﻟﺘﻨﺒ ﺆ )ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو (217 :1998 ، ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻔﺮد واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أﻳﻀًﺎ. ﺗﻤﺜ ﻞ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﻤ ﺆﺛﺮة ﻓ ﻲ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔ ﺮد اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﺳ ﺘﻌﺪاداﺗﻪ ،ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮم ﺑﺘﻮﺟﻴ ﻪ ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻓﻴﻬ ﺎ ،واﻟﻘ ﺼﺪ ﺑﺎﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ ﻣ ﺎ ﻳﺘ ﺼﻞ ﺑﺄﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﻔﺮد وﻣﺎ ﻳﺼﺎﺣﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻠﻮك. )ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻣﻨﺼﻮر وزآﺮﻳﺎ اﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﻔﻘﻲ (225 :2001 ، ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ: ﻳﺘﺮآﺐ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ: • • •
اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻷول :ﺗﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻦ ﺷﻌﻮر إﻳﺠﺎﺑﻲ أو ﺳﻠﺒﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺷﻲء ﻣﺎ. اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺪاد ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺗﻘﻴﻴﻢ أو اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء. اﻟﻌﻨ ﺼﺮ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ :اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺗﺘ ﻀﻤﻦ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ )اﻟﻮﺟ ﺪان( واﻟ ﺴﻠﻮك )اﻷﻓﻌ ﺎل( واﻹدراك )(Brown, 2006 : 49 )اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ(.
وﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺛﻼث هﻲ: • • •
اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ :وﻳﻀﻢ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻵراء واﻷﻓﻜﺎر ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ :وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﺮد واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺴﻠﻮآﻲ :وﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻳﺎ أو اﻟﻤﻴﻞ ﻟﻠﺴﻠﻮك أو اﻟﺘﺼﺮف ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﻌ ﻴﻦ إزاء ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. )(Breckler, 1997) & (Brehm & Kassin, 1996: 32
وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ: اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓﻲCognitive component : وهﻮ ﻳﻌﺪ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ،وﻳﺘ ﻀﻤﻦ اﻟﻤﻌ ﺎرف وﻣﻌﺘﻘ ﺪات اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ،وهﻮ اﻟﺬي ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ودرﺟ ﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘ ﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤ ﻪ ، وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﺘﻲ ﺁﻟﺖ إﻟﻰ اﻟﻔﺮد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻘﻞ أو اﻟﺘﻠﻘﻴﻦ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑ ﻪ اﻟﻔ ﺮد ﻣ ﻦ ﺁراء و وﺟﻬ ﺎت ﻧﻈ ﺮ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ اآﺘ ﺴﺒﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺧﺒﺮاﺗ ﻪ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣ ﻊ ﻣﺜﻴ ﺮات ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﻋﺪادﻩ و ﺗﻬﻴﺌﺘﻪ و ﺗﺄهﺒﻪ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ ،وﺗﻘﻮﻳﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ واﻟﻈ ﺮوف اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻨﻤﻄﻲ اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﺑﻬﺎ. )ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ) ، (361-360 :1998 ،ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ) ، (١٦٧ :١٩٩٩ ،ﺳ ﻬﻴﺮ آﺎﻣ ﻞ أﺣﻤﺪ (72 :2001 ، .2اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ Affective component : ﻳﺘﺄﺛﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﻟﺘﻌﺰﻳﺰ واﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻻﻧ ﺸﺮاح أو اﻻﻧﻘﺒ ﺎض اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺎ ﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وهﺬﻩ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﺤﻨﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻟﻔﺮد اﻟﻨﻤﻄﻲ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ. )ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ) ، (١٦٧ : ١٩٩٩ ،ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ أﺣﻤﺪ (72 :2001 ، .3اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺴﻠﻮآﻲBehavioral component : ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻤﺜ ﻞ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻟ ﻪ ،ﻓﻴﻤﺜ ﻞ اﻧﻌﻜﺎﺳ ﺎ ﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﻔ ﺮد واﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ وﺗﻮﻗﻌ ﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ،واﻟﺨﻄﻮات اﻹﺟﺮاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘ ﺼﺮﻓﺎت اﻹﻧ ﺴﺎن إزاء ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑﻤ ﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻟﻪ أو رﻓﻀﻪ ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ اﻟﻨﻤﻄﻲ ﺣﻮﻟﻪ وإﺣﺴﺎﺳﻪ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ،ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟ ﺴﻠﻮك ﺣﻴ ﺚ ﻳﻌ ﺪ ﻣﻨﺒﺌ ًﺎ ﻟﻠ ﺴﻠﻮك اﻟﻤ ﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ،ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺗﻨﺒ ﻰء ﺑ ﺸﻜﻞ ﻗ ﻮي ﺑﺎﻟ ﺴﻠﻮك ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻷﻓﺮاد ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﺒﺮات ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻬ ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ وﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜ ﺮر ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺪث ﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﺠﺎﻩ ،وهﻮ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ﻣ ﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺜﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ،وﻣﻦ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ أن اﻟﻔﺮد ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﻠﻮك ﻣﻌﻴﻦ ﺗﻌﺒﻴ ﺮًا ﻋ ﻦ إدراآ ﻪ ﻟ ﺸﻲء ﻣ ﺎ وﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗ ﻪ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟ ﺸﻲء وﻋﺎﻃﻔﺘ ﻪ واﻧﻔﻌﺎﻟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ ه ﺬا اﻟ ﺸﻲء ،وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟ ﺴﻠﻮآﻲ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ه ﻮ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﻄ ﺎف ،ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺘﻜﺎﻣ ﻞ ﺟﻮاﻧ ﺐ اﻹدراك وأﺑﻌ ﺎدﻩ وﻳﻜ ﻮن اﻟﻔ ﺮد ﺑﻨ ﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ رﺻ ﻴﺪًا ﻣ ﻦ اﻟﺨﺒ ﺮة واﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺎﻋﺪ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ أو اﻻﻧﻔﻌ ﺎل ﻳﻘﻮم اﻟﻔﺮد ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك أو ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ هﺬا اﻻﻧﻔﻌﺎل وهﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮة وهﺬا اﻹدراك. )ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ) ، (361-360 :1998 ،ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ) ، (١٦8 :١٩٩٩ ،ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣ ﻞ أﺣﻤﺪ (Laura & Dolores, 2006) ، (72 :2001 ، وﺗﺮاﻩ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺑﺄﻧﻪ هﻮ :اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﻤﺎط واﻻﺳﺘﻌﺪادات اﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت إﻳﺠﺎﺑًﺎ أو ﺳﻠﺒًﺎ وﺗﻮﺟﻪ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد وﺗﺪﻓﻌﻪ ﻷن ﻳﺴﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﺗﺠﺎهﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤ ﻮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻮاﺿ ﻴﻊ ،وﺗﺪﻓﻌ ﻪ ﻷن ﻳ ﺴﻠﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺤ ﻮ ﺳ ﻠﺒﻲ إذا آﺎن ﻳﺤﻤﻞ اﺗﺠﺎهﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ.
ﻣﻜﻮﻧﺎت اﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻠﻤﺎت رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﻦ: ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﺮض اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺛﻼﺛ ﺔ ه ﻲ :اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ، واﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ،واﻟﻤﻜﻮن اﻟﺴﻠﻮآﻲ. وإذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ آﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻟﺮﻳ ﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻓﺴﻮف ﺗﺠﺪ أن: •
اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ :ﻳﺘ ﻀﻤﻦ اﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﺨﺒ ﺮات واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﺔ ،واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈﺮه ﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻬﻨﺔ.
•
وذﻟﻚ ﺑﺪورة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﻮاﺣﻲ اﻟ ﺸﻌﻮرﻳﺔ أو اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ وﺗﺤﺪد ﻣﺪي رﻏﺒﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘﻬ ﺎ أو ﺗﺮآﻬ ﺎ ،ﻓﻔ ﻲ رأي اﻟﺒﺎﺣﺜ ﺔ أﻧ ﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻜﻮﻧﻴﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ.
•
أﻣ ﺎ اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟ ﺴﻠﻮآﻲ ﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ :ﻓﻴﻤﺜﻠ ﻪ ﻧﺰﻋ ﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ و ﻣﻴﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺮك اﻟﻤﻬﻨﺔ آﻮﺳﻴﻠﺔ ﻹﻧﻬﺎء دورهﺎ آﻤﻌﻠﻤﺔ ﺑﺮﻳﺎض اﻷﻃﻔ ﺎل أو اﻻﺳ ﺘﻤﺮار ﻓﻴﻬ ﺎ وه ﺬا اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺴﻠﻮآﻲ ﻳﺘﻮاﻓﻖ أو ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺷ ﻌﻮر اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬ ﺎ وﻣﻌﺎرﻓﻬ ﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺮآﻬﺎ ﻟﻤﻬﻨﺘﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ أﺑﻌ ﺎد اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ و ﻧﻔ ﺴﻴﺔ وﻣﺎدﻳ ﺔ ﺳ ﺎﻋﺪت ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﺴﻠﺐ أو اﻹﻳﺠﺎب.
ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ: ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻰ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺣ ﺼﻴﻠﺔ ﺗ ﺄﺛﺮ اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺎﻟﻤﺜﻴﺮات اﻟﻌﺪﻳ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺪر ﻋ ﻦ اﺗ ﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌ ﺔ و أﻧﻤ ﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ و اﻟﺘ ﺮاث اﻟﺤ ﻀﺎري ﻟﻸﺟﻴ ﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﺮد ؛ ﻟﺬا ﻓﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ و ﻟﻴ ﺴﺖ ﻓﻄﺮﻳ ﺔ أو ﻣﻮروﺛ ﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺪد ﻗﻮاﻋ ﺪ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد وﺳ ﻂ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻷﻗﺮان ،وأﻳﻀًﺎ اﻟﻔﺮوق ﻓ ﻲ اﻟﻄﺒﻘ ﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ... ،إﻟ ﺦ( ،وآ ﺬﻟﻚ اﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ وه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﻗﻮاﻋﺪ وﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺴﻠﻮك واﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴ ﺔ اﻟ ﺴﺎﺋﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ،واﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أﻳ ﻀﺎ ﺳ ﻮاء أآﺎﻧﺖ ﺻﺮﻳﺤﺔ أم ﺿﻤﻨﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن هﻲ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ درﺟ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮﺣ ﺪ واﻻﺗ ﺴﺎق ، وﻟﻜ ﻦ اﻟﺨﺒ ﺮة اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻟﻠﻔ ﺮد ﺗﻨ ﺘﺞ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت واﻵراء ،ﻓﻌﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜ ﺎل ﺗﺠﺎرب اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة ،وﻗﻴﻢ اﻷﺳﺮة ،وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤ ﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤ ﻲ ،وأﺧﻼﻗﻴ ﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴ ﺔ هﻲ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻷﻓﺮاد ،وﻳﻜﻔﻲ اﻟﻘﻮل :إن ﺁﺑﺎءﻧﺎ ،واﻷﻗ ﺮان ، واﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ ،وآ ﺬﻟﻚ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻷﻋ ﻼم ،وﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﻋ ﺮاف اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ ﺗﻠﻌ ﺐ دورا ﻣﻬ ﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻤﻠﻬﺎ. )(Pennington, et al, 1999: 71-72
وهﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻳﺸﺘﺮط ﺗﻮاﻓﺮهﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ ،ﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠﺎزهﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: •
ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﺨﺒﺮة :أي ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﺨﺒﺮات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺤﻮ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻢ هﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮات آﻮﺣﺪة ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ أﺣﻜﺎم اﻟﻔﺮد و اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ.
• ﺗﻜﺮار اﻟﺨﺒﺮة :ﻓﻠﻜﻲ ﻳﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻜﺮر اﻟﺨﺒﺮة. •
ﺣ ﺪة اﻟﺨﺒ ﺮة :ﻓﺎﻻﻧﻔﻌ ﺎل اﻟﺤ ﺎد ﻳﻌﻤ ﻖ اﻟﺨﺒ ﺮة و ﻳﺠﻌﻠﻬ ﺎ أﺑﻌ ﺪ ﻏ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺴﻴﺔ اﻟﻔ ﺮد وأآﺜ ﺮ ارﺗﺒﺎﻃًﺎ ﺑﻨﺰوﻋﻪ وﺳﻠﻮآﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺤﺘﻮى اﻟﺨﺒﺮة.
•
ﺗﻤﺎﻳﺰ اﻟﺨﺒﺮة :أي أن ﺗﻜﻮن اﻟﺨﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳ ﻬﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻣﺤ ﺪدة اﻷﺑﻌ ﺎد واﺿ ﺤﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺘ ﻮى ﺗﺼﻮرﻩ و إدراآﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺑﻴﺌﺘﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
•
اﻧﺘﻘﺎل أﺛﺮ اﻟﺨﺒﺮة :ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﺨﺒﺮة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺼﻮر أو اﻟﺘﺨﻴﻞ أو اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. )ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻳﻞ اﻟﻐﺎﻣﺪي (26 :2001 ،
وﺗﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺷﺮوط ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺸﻜﻞ أآﺜ ﺮ وﺿ ﻮﺣًﺎ وﻗﺮﺑ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗﻄﺒﻴﻘﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻄﻔ ﻞ ،وذﻟ ﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: •
ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﺨﺒﺮة :إن ﺧﺒﺮات اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ واﻟﺘﻲ اآﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬ ﺎ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻟﻤﺎدﻳ ﺔ ،ﻓﻬ ﺬﻩ اﻟﺨﺒ ﺮات ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺗﻌﻤ ﻞ ﻧﺤ ﻮ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ أو ﻣﻮﻗﻔﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻬﻨﺘﻬ ﺎ ﺳ ﻮاء ﺑﺎﻟ ﺴﻠﺐ أو اﻹﻳﺠ ﺎب ،واﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ هﻨ ﺎ ﺗﻘ ﻮم ﺑﺘﻌﻤ ﻴﻢ ه ﺬﻩ اﻟﺨﺒ ﺮات وﺗﻘ ﻮم ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﺑﺈﺻ ﺪار اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ.
•
ﺗﻜﺮار اﻟﺨﺒﺮة :إن ﺗﻜﺮار ﺧﺒﺮة اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺛﺒﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﻋﻤﻠﻬﺎ أﻋﻠﻰ ﺑﺪرﺟﺔ أآﺒ ﺮ ﻋﻤ ﺎ إذا آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮة ﻣﺆﻗﺘﺔ أو ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺆﻗﺖ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺰول أﺛﺮﻩ.
•
ﺣ ﺪة اﻟﺨﺒ ﺮة :إن ﺗﻔﺎﻋ ﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻷﺧ ﺮى ﻓ ﻲ ﻣﺤ ﻴﻂ ﻋﻤﻠﻬ ﺎ وﻃﺒﻴﻌ ﺔ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﺧﺘﻼﻓ ﻪ ﺑ ﺎﺧﺘﻼف اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ وﺗﻌ ﺪدهﺎ ،وﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻌ ﺪم وﺟ ﻮد اﻟﺘﺄهﻴ ﻞ اﻟﺘﺮﺑ ﻮي اﻟﻜ ﺎﻓﻰ ﻟﻴﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﻬ ﺎ آ ﻞ ذﻟﻚ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻻت ﺣﺎدة ﺗﻌﻤﻖ ﺧﺒﺮﺗﻬ ﺎ ،وﺗﺠﻌﻠﻬ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻣﻮﻗﻔ ﺎ ﺛﺎﺑﺘ ﺎ ﻧ ﺴﺒﻴﺎ ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠﻬﺎ.
•
اﻧﺘﻘﺎل أﺛﺮ اﻟﺨﺒﺮة :اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘ ﺼﻮر أو اﻟﺘﺨﻴ ﻞ أو اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ؛ ﻓﺎﺗﺨﺎذ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻟﻘﺮار اﺳﺘﻤﺮارهﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ آﻤﻌﻠﻤ ﺔ ﻟﺮﻳ ﺎض اﻷﻃﻔ ﺎل أو ﺗﺮآﻬ ﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﺑﺘﻔﺎﻋﻠﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ داﺧﻞ اﻟﺮوﺿﺔ و ﺧﺎرﺟﻬﺎ.
ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت: ﻳﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد وﻳﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻤﺘﺒﺎدل ﺑ ﻴﻦ ه ﺬا اﻟﻔ ﺮد وﺑﻴﺌﺘ ﻪ ﺑﻜﻞ ﻣ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﺼﺎﺋﺺ وﻣﻘﻮﻣ ﺎت ،وﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ آﻮﻧ ﻪ ﺳ ﺎﻟﺒًﺎ أو ﻣﻮﺟﺒًﺎ إﻧﻤﺎ هﻮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط اﻟﻔﺮد وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ) .ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ .(360 :1998 ، وﻳﻤﺮ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺜﻼث ﻣﺮاﺣﻞ هﻲ: .1اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻹدراآﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ: وهﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺪرك ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻔ ﺮد اﻟﻤﺜﻴ ﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻪ وﻳﺘﻌ ﺮف ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ،وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺨﺒ ﺮات واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺒﺢ إﻃ ﺎرا ﻣﻌﺮﻓ ﻴ ﺎ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺜﻴ ﺮات واﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ ،وﻳﻜ ﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﻇ ﺎهﺮة إدراآﻴ ﺔ أو ﻣﻌﺮﻓﻴ ﺔ ﺗﺘ ﻀﻤﻦ ﺗﻌ ﺮف اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﻋﻠ ﻰ ﺑﻌ ﺾ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ واﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻤﺤﺘ ﻮى اﻟﻌ ﺎم ﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﻴﺶ ﻓﻴ ﻪ ،وهﻜ ﺬا ﻗ ﺪ ﻳﺘﺒﻠ ﻮر اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ ﺣ ﻮل أﺷ ﻴﺎء ﻣﺎدﻳ ﺔ آﺎﻟ ﺪار اﻟﻬﺎدﺋ ﺔ واﻟﻤﻘﻌﺪ اﻟﻤﺮﻳﺢ ،وﺣ ﻮل ﻧ ﻮع ﺧ ﺎص ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد ،آ ﺎﻹﺧﻮة واﻷﺻ ﺪﻗﺎء ،وﺣ ﻮل ﻧ ﻮع ﻣﺤ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت آﺎﻷﺳﺮة وﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻨﺎدي ،وﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ آﺎﻟﻨﺨﻮة واﻟﺸﺮف واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ. .2ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻤﻮ اﻟﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺷﻲء ﻣﻌﻴﻦ: وهﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻘﻮم اﻟﻔﺮد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﻘﻴﻴﻢ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣ ﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺜﻴ ﺮات واﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ ،وﻳ ﺴﺘﻨﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ هﺬﻩ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻹﻃﺎر اﻹدراآﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺘﻐﻴ ﺮات ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ،ﻣﺜ ﻞ: ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﺷﻴﺎء وﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات ذاﺗﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ :ﺻﻮرة اﻟ ﺬات وأﺑﻌ ﺎد اﻟﺘﻄ ﺎﺑﻖ واﻟﺘ ﺸﺎﺑﻪ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،وهﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻴﺔ اﻟﻔﺮد وأﺣﺎﺳﻴﺴﻪ وﻣ ﺸﺎﻋﺮﻩ ،وﺗﻌ ﺮف ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ أﻳ ﻀﺎ ﻼ ﻓ ﺈن أي ﻃﻌ ﺎم ﻗ ﺪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴ ﺔ :وﺗﺘﻤﻴ ﺰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﺑﻤﻴ ﻞ اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻴﻦ ،ﻓﻤ ﺜ ً ﻳﺮﺿﻲ اﻟﺠﺎﺋﻊ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻔ ﺮد ﻳﻤﻴ ﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﻨﺎف ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم ،وﻗ ﺪ ﻳﻤﻴ ﻞ إﻟ ﻰ ﺗﻨ ﺎول ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺒﺤﺮ ،وﺑﻤﻌﻨﻰ أدق ﻓﺈن هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣ ﻦ ﻧ ﺸﻮء اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗ ﺴﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺧﻠ ﻴﻂ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻹﺣﺴﺎﺳﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ. .3ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺒﻮت واﻻﺳﺘﻘﺮار: إن اﻟﺜﺒ ﻮت واﻟﻤﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﺧ ﺘﻼف أﻧﻮاﻋ ﻪ ودرﺟﺎﺗ ﻪ ﻳ ﺴﺘﻘﺮ وﻳﺜﺒ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺘﻄﻮر إﻟﻰ اﺗﺠﺎﻩ ﻧﻔﺴﻲ ،ﻓﺎﻟﺜﺒﻮت هﻮ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ،وﺗﻌ ﺮف ه ﺬا اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻳﺔ :وه ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳ ﺮ أو إﺻ ﺪار اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑﺎﻟﻨ ﺴﺒﺔ ﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟﻔ ﺮد ﻣ ﻊ ﻋﻨ ﺼﺮ ﻣ ﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻓﺈذا آﺎن ذﻟﻚ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻮﺟﺒًﺎ ﻳﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﺪي اﻟﻔﺮد واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ. )ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ (361-360 :1998 ، أﻧﻮاع اﻻﺗﺠﺎهﺎت: ﺗﻌ ﺪدت ﺗﻘ ﺴﻴﻤﺎت اﻻﺗﺠﺎه ﺎت و أﻧﻮاﻋﻬ ﺎ ﺑ ﺎﺧﺘﻼف اﻟﺰاوﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﻈ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: •
اﺗﺠﺎهﺎت ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ أو ﻓﺮدﻳﺔ: واﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ هﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس آﺈﻋﺠ ﺎب اﻟﻨ ﺎس ﺑﺰﻋﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ أو ﺑﻄﻞ دﻳﻨﻲ ،أﻣﺎ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﻓ ﺮدًا ﻋﻦ ﺁﺧﺮ آﺈﻋﺠﺎب اﻟﻔﺮد ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﺑﻔﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس.
•
اﺗﺠﺎهﺎت ﻋﻠﻨﻴﺔ وﺳﺮﻳﺔ: اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﻠﻨﻲ هﻮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓﻴ ﻪ اﻟﻔ ﺮد أﻣ ﺎم اﻟﻨ ﺎس ،أﻣ ﺎ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺴﺮي ﻓﻬ ﻮ ﺟ ﺎ ﻓ ﻲ إﻇﻬ ﺎرﻩ ،وﻳﺤ ﺎول إﺧﻔ ﺎءﻩ واﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑ ﻪ ﻟﻨﻔ ﺴﻪ ﺑ ﻞ ﻗ ﺪ ﻳﻨﻜ ﺮﻩ اﺗﺠﺎﻩ ﻳﺠﺪ اﻟﻔ ﺮد ﺣﺮ ً أﺣﻴﺎﻧﺎ إذا ﺳﺌﻞ ﻋﻨﻪ.
•
اﺗﺠﺎهﺎت ﻗﻮﻳﺔ وﺿﻌﻴﻔﺔ: ﻓﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻘﻮﻳﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺎة اﻹﻧ ﺴﺎن ،وﺗﺠﻌﻠ ﻪ ﻳ ﺴﻠﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺳﻠﻮآًﺎ ﺟﺎدًا ﻣﺜﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟ ﺪﻳﻦ ،أﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻒ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻮﻗ ًﻔ ﺎ ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻪ وﻻ اﺣﺘﻤﺎﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﺪة اﻻﺗﺠﺎﻩ.
•
اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻮﺟﺒﺔ وﺳﺎﻟﺒﺔ: اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺤ ﻮ ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ﻧﺤ ﻮ ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻴﻦ آ ﺎﻟﻔﻦ ﻣ ﺜﻼ ،أﻣ ﺎ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻨﺢ ﺑﺎﻟﻔﺮد ﺑﻌﻴﺪًا ﻧﺤﻮ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ آﺎﻹدﻣﺎن ﻣﺜﻼ.
•
اﺗﺠﺎهﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ: واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم هﻮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﻮن ﻣﻌﻤﻤ ﺎ Generalizedﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت ﻣﺘﻌ ﺪدة ، وﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﺛﺒﺎﺗًﺎ واﺳﺘﻘﺮارًا ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺨ ﺎص ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺨ ﺎص ه ﻮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﻮن ﻣﺤﺪودًا ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻧﻮﻋﻲ ﻣﺤﺪد. )ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ أﺣﻤﺪ (104-103 :2001،
وهﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﺁﺧﺮان ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت هﻤﺎ: • •
اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ :أي ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ. اﺗﺠﺎهﺎت أﺧﺮي ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮر.
واﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت أآﺜ ﺮ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ واﻷﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺸﻰء أو ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻣﺎ(Brock & Green, 2005: 20) . ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأهﻤﻴﺘﻬﺎ: ﺗﺘﻤﻴﺰ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ وﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ،وﻟﻴﺴﺖ وراﺛﻴﺔ وﻻدﻳﺔ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺘﻜﻮن وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺜﻴﺮات وﻣﻮاﻗﻒ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻳﺸﺘﺮك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻓﻴﻬﺎ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻻ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻓﺮاغ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ داﺋﻤًﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﺮد وﻣﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ.)ﻣﻬﺎ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ هﺎﺷﻢ وﺁﺧﺮون (264-263 :2006 ، اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻮﺿﺢ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮد وﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻟﻬ ﺎ ﺻ ﻔﺔ اﻟﺜﺒ ﺎت واﻻﺳ ﺘﻤﺮار اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ ﺗﻌ ﺪﻳﻠﻬﺎ وﺗﻐﻴﻴﺮه ﺎ ﺗﺤ ﺖ)ﻣﻬﺎ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ هﺎﺷﻢ وﺁﺧﺮون (264-263 :2006 ، ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺘﻌﺪد وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺜﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ. ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻌﺪ ﻣﻨﺒﺌًﺎ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻔﺮد ،ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺤ ﺪد ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﺳ ﻠﻮكاﻟﻔﺮد وﻳﻔﺴﺮﻩ(Erwin, 2001: 15) . اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺎ. -اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮد وﻣﻮﺿﻮع أو ﺷﻲء ﻣﺎ ،وﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈ ﺔ اﻟ ﺴﻠﻮك ﻧﺤ ﻮ
اﻟﻤﻮﺿﻮع واﻟﺸﻲء اﻟﻤﻌﻴﻦ. اﻻﺗﺠﺎﻩ دﻳﻨﺎﻣﻲ ،أي ﻳﺤﺮك ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻈﻢ ﺣﻮﻟﻬﺎ. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺳﻠﺒﻴﺎ أو ﻣﺤﺎﻳﺪًا ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻗﻮﻳﺎ أو ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻧﺤﻮ ﺷﻲء أو ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ. ﺗﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎهﺎت وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺜﻴﺮات وﻣﻮاﻗﻒ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻳﺸﺘﺮك ﻋﺪد ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد أو اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎتﻓﻴﻬﺎ. ﻻ ﺗﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻦ ﻓﺮاغ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ داﺋﻤًﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﺮد وﻣﻮﺿﻮع ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎتاﻟﺒﻴﺌﺔ. ﺗﺘﻔﺎوت اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻲ وﺿﻮﺣﻬﺎ وﺟﻼﺋﻬﺎ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ هﻮ واﺿ ﺢ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﻢ ،وﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻏ ﺎﻣﺾوﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ. )ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو (216-215 :1998 ، وﻇﺎﺋﻒ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ: ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎل أهﻢ وﻇﺎﺋﻒ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺤﺪد اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت واﻷﺷﺨﺎص. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻣﺘﺜﺎل اﻟﻔﺮد ﻟﻌﺎدات وﻗﻴﻢ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻔﺮد ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺰود اﻟﻔﺮد ﺑﺼﻮرة ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ دواﻓﻊ اﻟﻔﺮد ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻪ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻠﻔﺮد اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ دونﺗﺮدد. )ﻳﻮﺳﻒ ﻗﻄﺎﻣﻲ وﻧﺎﻳﻔﺔ ﻗﻄﺎﻣﻲ (165 :1998 ، اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻨﻈﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻹدراآﻴﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻨ ﻮاﺣﻲ اﻟﻤﻮﺟ ﻮدةﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺮد. اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺗ ﻨﻌﻜﺲ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد وﻓ ﻲ أﻗﻮاﻟ ﻪ وأﻓﻌﺎﻟ ﻪ وﺗﻔﺎﻋﻠ ﻪ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎتاﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻠﻔﺮد اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻠﻮك واﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة ﻓ ﻲﻼ. ﺷﻲء ﻣﻦ اﻻﺗﺴﺎق واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ دون ﺗﺮدد أو ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮة ﺗﻔﻜﻴﺮًا ﻣﺴﺘﻘ ً اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺒﻠﻮر وﺗﻮﺿﺢ ﺻﻮرة اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮد وﻋﺎﻟﻤﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻮﺟﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﻸﺷﺨﺎص واﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﺛﺎﺑﺘﺔ. اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﻔ ﺮد ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺤ ﺲ وﻳ ﺪرك وﻳﻔﻜ ﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﺤ ﺪدة إزاء ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺌ ﺔاﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻳﺮة اﻟﻔﺮد ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻮد ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ وﻗﻴﻢ وﻣﻌﺘﻘﺪات.)ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة (213-212 :1997 ، اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﻢ اﻟﻔﺮد ،وﺗﻮﺟﻪ ﺳ ﻠﻮآﻪ ،وﺗ ﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ إﺣ ﺪاث اﻟﺘﻮاﻓ ﻖ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻣ ﻊاﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ(Brock et al., 2005: 20) . اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺳﻴﺮ اﻟﺴﻠﻮك ﻧﺤﻮ وﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺳﻴﺮًا ﻣﺴﺘﻘﺮا ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ.)ﻓﺎروق ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻠﻴﺔ ،و أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺰآﻲ .(46 :2004 ، اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻨﺎﺷﻂ اﻟﻔﺮد و إدراآﺎﺗﻪ ﻣﻌﻨﻰ ودﻻﻟﺔ ،آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاﻓﻪ.)ﻧﺒﻴﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺣﺎﻓﻆ (231 :١٩٩٧ ، ﻳﺪرب اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻷﻓﺮاد ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺨﺒ ﺮات اﻟ ﺴﺎرة ﻟﻴﻜﺮروه ﺎ وﻳ ﺪﻋﻤﻮهﺎ واﻟﺨﺒ ﺮاتاﻟﻀﺎرة ﻟﻴﺤﺎوﻟﻮا اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ وﻧﺒﺬهﺎ) .ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ (203 :1999 ،
ﻃﺮق ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت: ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎس ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﻧﻌﻨ ﻲ إﻋﻄ ﺎء اﻷرﻗ ﺎم ﻟﻸﺷ ﻴﺎء ﻃﺒ ًﻘ ﺎ ﻟﻘﻮاﻋ ﺪ ﻣﺤ ﺪدة ، وﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﺗﻌﻜ ﺲ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﺧ ﺼﺎﺋﺺ اﻷرﻗ ﺎم اﻟﻌﻼﻗ ﺎت ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء ﺑﻌ ﻀﻬﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ ،وهﻨ ﺎك ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻠﻘﻴﺎس وه ﻲ ﺗﺘﻤﻴ ﺰ ﺑﺈﻋﻄ ﺎء ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء ،واﻟﺘ ﻲ )(Bohner & Wanke, 2002: 20 ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻦ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﻋﻄﺎؤهﺎ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴ ًﻌ ﺎ أن اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن اﺗﺠﺎه ﺎت ﺑ ﺪاﺧﻠﻬﻢ إﻻ أﻧﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ أن ﻧﻘ ﺮأ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ وﻧﻼﺣﻈ ﻪ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ،وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﻗ ﺪ ﻧ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺮﺟ ﻊ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻟﻰ أﺷﻴﺎء أو أﺣﺪاث ﻣﺎ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ. )(Brock & Green, 2005: 18 ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻣﻌﻘ ﺪة وﻣﺘ ﺸﺎﺑﻜﺔ ،ﻓ ﺎﻷﻓﺮاد ﻗ ﺪ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻳﺤ ﺪث ه ﻮ أن ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ وردود اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺤﻮ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﻈﻞ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ داﺋ ﻢ ﻃ ﻮال اﻟﻮﻗ ﺖ ،وﻻ ﺗﻘ ﻒ ﻋﻨ ﺪ ﺣ ﺪ ﺛﺎﺑ ﺖ ؛ ﻟ ﺬا ﻓ ﺈن اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻷوﻟﻲ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻚ هﺬا اﻟﺘﺮاﺑﻂ وﺗﺒ ﺴﻴﻂ ه ﺬا اﻟﺘﻌﻘﻴ ﺪ ،ﻓﻌﻨ ﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻗﺪ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻂ ،ﻓﻘﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ دﻗﻴﻘ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻧﺮﻳ ﺪ ﻗﻴﺎﺳﻪ ،ﺣﻴﺚ إن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺼﺎﺋﺺ ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻣ ﺼﻄﻠﺢ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻏﺎﻟ ًﺒ ﺎ ﻣ ﺎ ﻳ ﺸﻴﺮون إﻟ ﻰ اﻟﺨﺎﺻ ﻴﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ﺔ واﻟﺘﻘﻮﻳﻤﻴ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ،ﻓﺎﻟﺨﺎﺻ ﻴﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ﻣ ﺪي ﻣ ﺎ ﻳ ﺸﻌﺮ ﺑ ﻪ اﻟﻔ ﺮد ﺗﺠ ﺎﻩ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ آ ﻮن ه ﺬا اﻟ ﺸﻌﻮر ﺿﺎ ﺑﺎﻹﻳﺠ ﺎب أو اﻟ ﺴﻠﺐ ،ﻣﻌ ﻪ أم ﺿ ﺪﻩ ،ﺟﻴ ﺪًا أم ﺳ ﻴﺌًﺎ ،ﻣﻔ ﻀﻞ أم ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔ ﻀﻞ ،ﻣﺆﻳ ﺪًا أم ﻣﻌﺎر ً وهﻜﺬا ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺻﻤﻤﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻘﻴﺎس اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت. )(Brock & Green, 2005: 19-20 ه ﺬا وﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ،ﻓ ﺈذا أراد ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﺗﺠﺎﻩ ﻓﺮد ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻌﻠﻴﻪ إﻳﺠﺎد ﻃﺮق أﺧﺮي ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ،وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻄ ﻮﻳﺮ أدوات ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ )(Bohner & Wanke, 2002: 19 ﻟﻘﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت. وهﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺘﺎن ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻘﻴﺎس ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت: •
اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻘﻴ ﺎس :وه ﻲ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬ ﺎ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻤﺮاد ﻗﻴﺎس اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ.
• اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة :ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻨﺘﺎج اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻦ أدﻟﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻓﺎﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎه ﺎت ﺻ ﻤﻤﺖ ﻟﺘﻜ ﺸﻒ ﺑﻌ ﺾ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﻬﺎ ،وهﻲ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻲ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ. )(Bohner & Wanke, 2002: 19
.1اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻘﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت: أ .إﻳﺠﺎد اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﺆﻳﺪة و اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ :هﺬا اﻹﺣ ﺼﺎء ﻟﻼﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺆﻳ ﺪة واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم. وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أهﻤﻠﺖ اﻵن ﻟﻌﺪم دﻗﺘﻬﺎ ،إذ آﺎﻧﺖ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻮر ﻣ ﺴﺮﻓﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ و آﺎن ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻬﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻨﻌﻢ أو ﻻ ﺗﻀﺒﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺳﺌﻠﺔ أﺧﺮى. ب .اﺳﺘﺨﺪام ﺳﻼﻟﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت :وهﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن رﺋﻴﺴﻴﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻟﻢ هﻤﺎ: .اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ :هﻲ آ ﺴﻠﻢ اﻟﻤ ﺴﺎﻓﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻟﺒﻮﺟ ﺎدروس ،و ﻳﻘ ﺎل ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺴﻼﻟﻢ: إﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﺠﺮﺑ ﺔ ﻷن اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻳﺤ ﺪد ﻣﻘ ﺪﻣًﺎ ﺗﺮﺗﻴ ﺐ اﻟﻌﺒ ﺎرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟ ﺮﻓﺾ ،وﻟﻬ ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻼﻟﻢ ﻋﻴ ﺐ ه ﻮ أن ﺗﺮﺗﻴ ﺐ اﻟﻌﺒ ﺎرات ﺑﺤ ﺴﺐ درﺟ ﺔ اﻟﺘﻐﻠ ﺐ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷﻓﺮاد. ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ أﻻ ﻳﺘﻔ ﻖ اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ اﻟ ﺬي ﻳﻘﺘﺮﺣ ﻪ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻣ ﻊ اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ اﻟ ﺬي ﻳﻘﺘﺮﺣ ﻪ اﻟﻤﺨﺘﺒ ﺮون ، وﻹﺻﻼح هﺬا اﻟﻌﻴﺐ اﻧﺸﺄ ﺛﺮﺳﺘﻮن اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻤﺴﻤﺎة ﺑﺎﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ. .اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻨﻔﺴﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ :ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻷﺑﺤ ﺎث اﻟﻨﻔ ﺴﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ، وﻣﻦ هﻨﺎ ﺟﺎء اﺳﻤﻬﺎ ،و ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ هﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﺘﺒﺔ ،و ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻨﻔﺴﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ: ..اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ :ه ﻲ وﺿ ﻊ اﻻﺧﺘﺒ ﺎر ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ﺗﺠﺮﻳﺒ ﻲ ،وذﻟ ﻚ ﺑ ﺈﺟﺮاء ﺑﺤ ﺚ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻴﻨ ﺔ ﻣﺤ ﺪودة ،آﻤ ﺎ ﻧﺤ ﺪد ﺑﺎﻟ ﻀﺒﻂ دﻻﻟ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺘ ﻀﻤﻨﺔ ﻓ ﻲ أﺳ ﺌﻠﺔ اﻟ ﺴﻠﻢ ﻋﻨ ﺪ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﺴﺄﻟﻬﻢ. ..اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :هﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺿﺒﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻘﺘﺮح اﺧﺘﺒﺎرهﻢ. )(Bohner & Wanke, 2002: 19-20 .2اﻟﻄﺮق ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻘﻴﺎس : أ .اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻹآﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ. ب .دراﺳ ﺔ ﺗ ﻮارﻳﺦ اﻟﺤﻴ ﺎة :إن دراﺳ ﺔ اﻟﺘ ﻮارﻳﺦ اﻟﺬاﺗﻴ ﺔ ﻟﻠﺤﻴ ﺎة دراﺳ ﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻳﻮﺿ ﺢ ﺑﻌ ﺾ اﻻﺗﺠﺎهﺎت. ﻋ ﺎ ﻣ ﻦ اﻹدراك اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿ ﻮع ،ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺪم ج .اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻜﻨﻴﻜﺎت اﻹﺳﻘﺎﻃﻴﺔ :وه ﻲ ﺗﻤﺜ ﻞ ﻧﻮ ً ﺑﺮوﺷﺎﻧﺴﻜﻲ ﻟﻄﻼب أﻣ ﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺻ ﻮرا ﻣ ﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﺤﻒ ،ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﺸﺎهﺪ ﺗﺘ ﻀﻤﻦ ﺻ ﺮاﻋﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ آﺎﻟﺒﻄﺎﻟ ﺔ و اﻹﺿ ﺮاب ،وﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺪﻟﻮل اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣﻠﺘﺒ ﺴًﺎ ،وآ ﺎن ﻗ ﺪ ﻗ ﺎس ﻣﻘ ﺪﻣًﺎ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻈﻬﺮ أن أوﺻﺎف اﻟﻄﻼب ﻟﻠﺼﻮر اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أﺷﺪ اﻻﺧﺘﻼف. د .اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ دراﺳ ﺔ ﺳ ﻠﻮك اﻟ ﺸﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ﺔ :و ﻏ ﺮض ه ﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺼﺮاﺣﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ. و ﻟﻜﻦ ﺿﺒﻂ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟ ﺴﻠﻮك ﻣ ﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻘ ﺪة ؛ ﻷﻧ ﻪ ﻻ ﺷ ﻲء ﻳﺜﺒ ﺖ أن
ﺻ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻗ ﻮال ؛ ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ﺟﻤﻴ ﻊ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﺸﺨ ﺼﻴﺔ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ اﻷﻓﻌ ﺎل أآﺜ ﺮ إﺧﻼ ً ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ ؛ ﻷﻧﻬﺎ إن ﻟﻢ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺮ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن. و هﻨ ﺎك اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﻮث واﻟﺪراﺳ ﺎت اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ وﺟ ﻮد أﻧ ﻮاع وﻃ ﺮق ﻋﺪﻳ ﺪة ﻟﻘﻴ ﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﺜﻞ: أ .ﻃﺮق ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻟﻠﻔﺮد: وﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﻄ ﺮق ﺗﻘ ﺪﻣًﺎ ﻧﻈ ﺮًا ﻟﻼﻋﺘﻤ ﺎد ﻓﻴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻔﺘﺎءات واﻟﺤ ﺼﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻟﻌﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ وﻗﺖ وﺟﻴﺰ. ب .ﻃﺮق ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ أو اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻟﺤﺮآﻲ ﻟﻠﻔﺮد: ﻼ ،وﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻜﺮار اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ إن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺤﺮآﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﺗﺘﻄﻠﺐ وﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳ ً ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ :اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﻣﻼﺣﻈ ﺔ ذهﺎﺑ ﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ أو ﻟﺘﺄدﻳﺔ اﻟﺼﻼة أو ﻣﻼﺣﻈ ﺔ اﻟ ﺸﺨﺺ اﻟ ﺬي ﻳﺘ ﺮدد ﻋﻠ ﻰ ﻧ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻜﺘﺒ ﺎت أو ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﺮآﻦ أو اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻠﺼﺤﻒ داﺋﻤًﺎ ،وهﻜﺬا. )(Bohner & Wanke, 2002: 19-20 ج .ﻃﺮق ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد: وه ﻲ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ ردود اﻟ ﺸﺨﺺ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺆﺛﺮات ،وه ﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻓ ﺮاد ،وﻳﻼﺣ ﻆ أن ﻗﻴ ﺎس اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﻨﺎء اﺧﺘﺒﺎر ﺧﺎص أو ﻣﻘﻴﺎس ﺧﺎص ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض. )(Bohner & Wanke, 2002: 19-20 أﻧﻮاع اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت: هﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ؛ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة. .1اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت ،وﻣﻨﻬﺎ: أ .اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴ ﺔ أو اﻟﺘﺮآﻴﺒﻴ ﺔ :وه ﻲ ﻣﻘ ﺎﻳﻴﺲ ذات ﻧﻬﺎﻳ ﺎت ﻣﻐﻠﻘ ﺔ ،وﺗ ﺰود اﻟﻤﻔﺤ ﻮص ﺑﻌ ﺪد ﻣﺤﺪود ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ رأﻳﻪ. ب .اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺮآﺒ ﺔ :وه ﻲ ﻣﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﻌﻄ ﻲ ﻟﻸﻓ ﺮاد اﻟﻔﺮﺻ ﺔ ﻟﻮﺻ ﻒ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﺨﺎص وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺷﺮح أﻓﻜ ﺎرهﻢ ،واﻟﻤﻴ ﺰة اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻴﺔ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻴﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻷﻓﺮاد ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺰودﻧﺎ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎت آﺜﻴ ﺮة ﻣﺜ ﻞ أﺳ ﺒﺎب ﺗﺒﻨ ﻲ اﻷﻓ ﺮاد ﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ،وآ ﺬﻟﻚ ﺗﻌﻜ ﺲ اﻻﺧﺘﻼﻓ ﺎت ﺑ ﻴﻦ اﻷﻓ ﺮاد ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻔﻬﻤ ﻮن ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮع ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ. )(Brock, et al 2005: 21 هﺬا و ﻣﺎزاﻟﺖ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﺗﻌﺪ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﻤ ﺪاﺧﻞ ﻟﻘﻴ ﺎس اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ،وﻟ ﻴﺲ هﻨ ﺎك ﺷﻚ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻣﻔﻴ ﺪة ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ،وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺄن ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻔﻀﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎس ،وﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ: أن اﻷﻓ ﺮاد ﻟﻴ ﺴﻮا داﺋ ًﻤ ﺎ ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻬ ﻮن ﻗ ﻀﺎﻳﺎ ﺣ ﺴﺎﺳﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﻴﺒﻮن ﻋﻨﻬﺎ إﺟﺎﺑ ﺎت ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﻓﻴﻬ ﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﺮﻏﻮﺑ ﺔ ﻣ ﻦ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳﻌﺒ ﺮوا
ﻋﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺼﺮاﺣﺔ. ﺑﻌ ﺾ اﻷﻓ ﺮاد ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﺪﻳﻬﻢ وﻋ ﻲ ﺗ ﺎم ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ آ ﺄن ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﻔ ﺮد ﻋﻠ ﻰ وﻋ ﻲ ودراﻳ ﺔآﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺄن ﻟﺪﻳﻪ ردود ﻓﻌ ﻞ ﺳ ﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻮاﻗ ﻒ أو أﺷ ﻴﺎء ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ إﺟﺎﺑﺎﺗ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ اﺗﺠﺎهﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء. )(Brock, et al 2005: 32 .2اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت: ﺗﻌ ﺪ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة أآﺜ ﺮ ﻓﺎﺋ ﺪة ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ؛ وذﻟ ﻚ ﻷﻧﻬ ﺎ ﺗ ﺘﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ ﻗﻴﺎس ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ﺮف ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟ ﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟ ﺪى اﻷﻓ ﺮاد ،وه ﻲ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ اﻟﻼإرادﻳ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﻬﺎ ،وهﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة. أ .ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻮك ،وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ: ▪ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻔﻘﻮد: ﻳﻔﺘﺮض هﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب أن اﻷﻓ ﺮاد ﺳ ﻮف ﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ ﺁراﺋﻬ ﻢ ﺑ ﺼﺮاﺣﺔ ووﺿ ﻮح ،وﻳﺒ ﺪأ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺆﻳ ﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮع أو اﻟﻔﻜﺮة ﻣﺤﻞ اﻟﺪراﺳﺔ ،واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﺎرض هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة أو اﻟﻤﻮﺿ ﻮع وﻳﻜﺘ ﺐ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻌﻨ ﻮان ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت ،وﻋﻨ ﻮان اﻟﺒﺎﺣ ﺚ أﻳﻀًﺎ وﺗﻮزع هﺬﻩ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ وراء هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أن أي ﻓ ﺮد ﻳﺠ ﺪ أﺣ ﺪ هﺬﻩ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت ﺳﻮف ﻳﻔﺘﺮض أن اﻟﺨﻄﺎب ﺳﻘﻂ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺨﻄ ﺄ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ،ﻓ ﺈذا آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻔﺮد اﻟﺬي وﺟﺪ اﻟﺨﻄﺎب ﻳﺘﻮاﻓﻖ رأﻳﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﺮﺳﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﺴﻮف ﻳﻘ ﻮم ﺑﺎﻟﻤ ﺴﺎﻋﺪة ، وذﻟﻚ ﺑﺈرﺳﺎل هﺬا اﻟﺨﻄﺎب إﻟﻰ اﻟﻌﻨ ﻮان اﻟﻤﻜﺘ ﻮب ﻋﻠﻴ ﻪ ،أﻣ ﺎ إذا آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ ﺗﺘﺒﻨ ﻲ ﺳﻴﺎﺳ ﺔ ﻳﻌﺎرﺿﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﺮﺳﻞ ه ﺬا اﻟﺨﻄ ﺎب ،وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺣ ﺴﺎب ﻧ ﺴﺒﺔ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت اﻟﻤ ﺴﺘﺮﺟﻌﺔ ،ﻓ ﺈذا آﺎﻧ ﺖ هﻨ ﺎك ﻧ ﺴﺒﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﻤﺆﻳﺪة ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺮأي أو اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻓ ﺴﻮف ﻳ ﺴﺘﻨﺘﺞ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ أن أﻏﻠﺒﻴ ﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻳﺆﻳ ﺪون ه ﺬا اﻟ ﺮأي ،وﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻣ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎس أن ﻳﺰودﻧ ﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻤﺪى ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﻜﻦ دﻗ ﺔ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻟﻴ ﺴﺖ واﺿ ﺤﺔ ،ﻓ ﻀﻼ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺰودﻧﺎ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺎت آ ﻞ ﻓ ﺮد ﻷﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺘﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ أن آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ أرﺳﻞ اﻟﺨﻄﺎب ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة. )(Brock & Green, 2005: 32-33 ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺰﻋﺔ اﻟﻔﺮد أو ﺗﺤﻴﺰﻩ: وه ﻮ ﻣ ﺪﺧﻞ ﻋ ﺎم ﺁﺧ ﺮ ﻟﻘﻴ ﺎس اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ،وﻳ ﺘﻢ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ﻗﻴ ﺎس درﺟﺔ اﻟﻨﺰﻋ ﺔ أو اﻻﻧﺤﻴ ﺎز ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺼﺪر ﺑﻬ ﺎ اﻟﻨ ﺎس أﺣﻜ ﺎﻣﻬﻢ ،واﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤ ﻞ أن ﺗﻌﻜﺲ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﻪ اﻟﻘﻴﺎس ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس اﻟﻨﺰﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ▪ أﺳﻠﻮب اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺨﻄﺄ: وﻳﻘ ﻮم ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻋﻠ ﻰ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑ ﺸﺄن اﻗﺘﺮاﺣﻬ ﺎ ،واﻟﻬ ﺪف ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ه ﻮ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟﻬ ﺎ إﺟﺎﺑ ﺎت ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺪﺋﻲ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﻔﺤﻮﺻ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﺎﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻋﻠ ﻰ دراﻳ ﺔ ﻏﻴﺮ آﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺎت وﺗﺸﺘﻤﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺳﺆال ﻋﻠ ﻰ اﻗﺘ ﺮاح ﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ إﻳﺠ ﺎﺑﻲ أو ﺳ ﻠﺒﻲ ،
واﻟﻐﺮض اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻦ وراء هﺬا اﻷﺳﻠﻮب هﻮ أن اﻷﻓﺮاد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻬ ﻮن أﺳ ﺌﻠﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن إﺟﺎﺑﺘﻬ ﺎ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺨﻤﻴﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ وه ﺬا اﻟﺘﺨﻤ ﻴﻦ اﻟﻌ ﺸﻮاﺋﻲ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷ ﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﻣ ﻊ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺎب درﺟﺔ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺣ ﺴﺎب درﺟ ﺔ اﻟﺘﺨﻤ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ،ﻓ ﺈذا ﺧﻤ ﻦ اﻟ ﺸﺨﺺ إﺟﺎﺑ ﺔ ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘ ﻀﻤﻦ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣﺮﻏﻮ ًﺑ ﺎ ﻓﻬ ﺬا ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ أن ه ﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺪﻳﻪ اﺗﺠﺎهﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﺆال. وﻓﻲ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻂ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﻤ ﺴﺘﻬﺪف ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﻴ ﺎس اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣ ﻊ أﺳ ﺌﻠﺔ أﺧ ﺮي زاﺋ ﺪة ﻻ ﺗ ﺴﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ ﺣ ﺴﺎب اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ،وه ﺬا اﻟﻤ ﺰج ﻳ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻮﺿ ﻴﺢ اﻟﻬ ﺪف اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﻴﺎس وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﺧﺘﺒ ﺎر ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓ ﻲ دون اﻻﺿ ﻄﺮار ﻷن ﻳ ﺴﺘﺠﻮب اﻟﻤﻔﺤﻮﺻ ﻴﻦ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻟﻠﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ. )(Brock & Green, 2005: 32-33 ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت: رﺑﻤﺎ ﻳﺒ ﺪو ﻟﻠﻮهﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت أﻣ ﺮ ﺑ ﺴﻴﻂ ،ﻓﺒﻤ ﺎ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﺘﻌﻠﻤ ﺔ ، ﻓﻼﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺷﺪﺗﻬﺎ أو اﺳﺘﺒﺪال ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﻏﻮب ﻣﻨﻬ ﺎ أﻣ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﻤﻜ ﺎن ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ أو ﺗﺴﺘﺒﺪل ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟ ﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘ ﻲ ُﺗ ﺘﻌﻠﻢ أو ﺗﻜﺘ ﺴﺐ ﺑﻬ ﺎ ،ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑﻌ ﺪ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻣﻨﺪﻣﺠًﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺴﻠﻮآﻲ آﻜﻞ ،وﺗﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠ ﺎﻩ واﺣ ﺪ ﻟ ﻴﺲ ﻼ ﻷﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺗﻀﻔﻲ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد ،وﻏﺎﻟﺒ ﺎ ﻣ ﺎ ﺗ ﻨﺠﺢ اﻟﻤﺤ ﺎوﻻت ﺳﻬ ً ﺟﻴ ﺪة اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﻟﺘﻌ ﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻔﻜ ﺮة اﻟﻤﻌﺘﻘ ﺪة ﻓﻘ ﻂ دون ﺗﻌ ﺪﻳﻞ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ وﻧﺰﻋ ﺎت ردود اﻟﻔﻌ ﻞ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻗ ﺪ ﻳﻌ ﻮد اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور اﻟﻮﻗ ﺖ إﻟ ﻰ وﺿ ﻌﺔ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ أو ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ ﺗﺤﺖ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ) .ﺳ ﻌﻴﺪ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﻴﺺ -71 :2001 ، (72 وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻗﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺘﻌ ﺪﻳﻞ واﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ،وهﻨ ﺎك اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﺮق اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺑﻬ ﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻣﻦ أهﻤﻬﺎ: •
ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺮﺟﻌ ﻲ :إن اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ أي ﻣﻮﺿ ﻮع ﻳﺘ ﺄﺛﺮ وﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﺑﺈﻃ ﺎرﻩ اﻟﻤﺮﺟﻌ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ واﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤ ﺪرآﺎت وﻳ ﺆﺛﺮ ﻓﻴ ﻪ ،وه ﺬا اﻻرﺗﺒ ﺎط اﻟﻮﺛﻴ ﻖ ﻳﺆآ ﺪ أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﺣﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ.
•
ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻤ ﻲ إﻟﻴﻬ ﺎ اﻟﻔ ﺮد :ﺣﻴ ﺚ إن ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ﺔ أﺛ ﺮًا ﻓ ﻲ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد وﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ وﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ وﻗﻴﻤﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء ﻣﻌﺎﻳﻴﺮه ﺎ ،وﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن ﺗﺘﻐﻴ ﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ,وهﻮ ﻣﻊ ﻣﻀﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻠﻮآﻪ واﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ ﻟﺘﺘﻤﺎﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،إذا ﺣﺪث ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ وإدراك اﻟﻔﺮد ذﻟﻚ.
•
اﻻﺗ ﺼﺎل اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ :ﻳ ﺴﻤﺢ ﻟﻠﻔ ﺮد ﺑ ﺄن ﻳﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣ ﻦ ﺟﻮاﻧ ﺐ ﺟﺪﻳﺪة ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮﻩ.
•
ﻼ أن اﺗﺠﺎه ﺎت ﺗﺘﻐﻴ ﺮ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ﺑﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ :ﻓ ﻨﻼﺣﻆ ﻣ ﺜ ً اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺪرﺳًﺎ.
•
أﺛﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ووﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم :ﺗﻘ ﻮم وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم ﺑﺘﻘ ﺪﻳﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ واﻷﻓﻜ ﺎر
واﻵراء ﺣ ﻮل ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣ ﺎ أو ﻗ ﻀﻴﺔ ﻣ ﺎ ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻠﻘ ﻲ ﺿ ﻮءًا ﻳ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ إﻟ ﻰ اﻹﻳﺠﺎب أو اﻟﺴﻠﺐ. •
ﺗ ﺄﺛﻴﺮ اﻷﺣ ﺪاث اﻟﻤﻬﻤ ﺔ :ﻳ ﺆﺛﺮ ﺗﻐﻴ ﺮ اﻷﺣ ﺪاث ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻹﻃ ﺎر اﻟﻤﺮﺟﻌ ﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺆﺛﺮ ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ،آ ﺬﻟﻚ ﺗﺘ ﺄﺛﺮ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت وﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮه ﺎ ﺑﺎﻹﻗﻨ ﺎع ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﺳﺘﺨﺪام رأي اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ واﻟﺨﺒﺮاء. )ﺣﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم زهﺮان (171-163 :2003 ،
وهﻨﺎك ﻃﺮق أﺧﺮي ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت أو ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ ،وهﺬﻩ اﻟﻄﺮق هﻲ: •
ﺗﻐﻴﻴﺮ أوﺿﺎع اﻟﻔ ﺮد ،ﻓ ﺎﻟﻔﺮد ﻳﻤ ﺮ ﺧ ﻼل ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﺑﺄوﺿ ﺎع ﻣﺘﻌ ﺪدة وﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،وآﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﺗﺘﻌ ﺪد اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺧﺘﻼف أوﺿﺎﻋﻪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﺗﻼؤﻣًﺎ واﺗﺴﺎﻗًﺎ ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺠﺪﻳﺪة.
•
اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﺴﺮي ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ،ﻓﻘﺪ ﻳﻀﻄﺮ اﻟﻔﺮد أﺣﻴﺎﻧًﺎ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻐﻴ ﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻈﺮوف أو اﻟﺸﺮوط اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻪ آﻈﺮوف اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أو اﻟﻤﻬﻨﺔ أو اﻟﺴﻜﻦ.
•
اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮ وﺗﻌ ﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ أو ﺗﻐﻴ ﺮا آﻤ ﻴ ﺎ أو ﻧﻮﻋ ًﻴ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ،وﺗﻠﻌ ﺐ وﺳ ﺎﺋﻂ اﻻﺗ ﺼﺎل وﻋﻤﻠﻴﺎﺗ ﻪ دورًا ﺑ ﺎرزًا ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت.
•
اﻟﺨﺒﺮة اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ،ﻓﻤ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن ﻧﺘﻮﻗ ﻊ زﻳ ﺎدة ﻓ ﺮص ﺗﻐﻴ ﺮ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت أو ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ ،ﺑﺎزدﻳﺎد ﺗﻌﺮض اﻟﻔﺮد ﻟﺨﺒﺮات ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع.
•
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺮار اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،وهﻲ أﻗﻮي اﻟﻄﺮق ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻐﻴ ﺮ ﻣﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد ﻓﺈن اﻷﻓﺮاد ﺗﺘﻐﻴﺮ أﻳﻀًﺎ ،وﺗﻘﻞ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ.
•
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻌﺐ اﻷدوار ،وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد اﻟﻤ ﺮاد ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣ ﺎ أن ﻼ ،آ ﺄن ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺪﺧﻨﻴﻦ ،أن ﻳﻠﻌﺒ ﻮا دور ﻏﻴ ﺮ ﻳﻠﻌﺒ ﻮا دورًا ﻳﺨ ﺎﻟﻒ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ أﺻ ً اﻟﻤﺪﺧﻨﻴﻦ وﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ رﺳﺎﻟﺔ إﻗﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺧﻨﻴﻦ ﻟﺤﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ.
•
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﺤﺐ اﻟﻘﺪم ،وﺗ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ إﻗﻨ ﺎع ﺻ ﺎﺣﺐ اﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻌ ﻴﻦ أن ﻳﻘ ﺪم ﺧﺪﻣ ﺔ ﺑ ﺴﻴﻄﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ ﻻ ﺑﻘ ﺪر ﺑ ﺴﻴﻂ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﻗﻔ ﻪ واﻟﺘﺰاﻣﺎﺗ ﻪ ،وﻓ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻣﻮاﻗﻔ ﻪ واﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ،ﻓﻴﻘ ﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻣﺘﻨ ﺎز ً اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﺘﻨﺎزل اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺤﻄﻴﻢ دﻓﺎﻋﺎت ﺻﺎﺣﺐ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ،وﻳ ﺼﺒﺢ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أآﺜ ﺮ اﺳﺘﻌﺪادا ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻨﺎزﻻت أﺧﺮى ﻳﻘﺘﺮب ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اآﺘﺴﺎب اﺗﺠﺎهﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻳﻌﺪل ﻓﻴﻬﺎ أو ﻳﻐﻴﺮ ﻣ ﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. )ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو (228-227 :1998 ،
وﻟﻘ ﺪ أﺑ ﺮزت اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﻮث ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻴﻦ رﺋﻴ ﺴﻴﺘﻴﻦ ﻟﻠﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ إﺣ ﺪاث ﺗﻌ ﺪﻳﻞ أو ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻻﺗﺠﺎهﺎت: •
اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ:Route the Central :
وﻳﺴﺘﺮﺷﺪ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ :إن أﻗﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ اﻟﺨﻂ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻓ ﺈذا رﻏﺒ ﺖ ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠ ﺎﻩ ﺷ ﺨﺺ ﻣﻌ ﻴﻦ ،ﻓﻤ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻚ إﻻ أن ﺗﺒ ﺪأ ﺑﻤﻨﺎﻗ ﺸﺔ ﻣﺘﻌﻤﻘ ﺔ وﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﻟﻠﻘ ﻀﺎﻳﺎ )اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ أي اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت( اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻜ ﻮن ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ،وه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻳﻨﺎﺳ ﺐ ﺷﺨﺼًﺎ ﻣﻬﺘﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ،آﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠ ﻰ ﻓﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ و ﺑﻌﺒ ﺎرة أﺧ ﺮي ﻳﻨﺎﺳﺐ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻓ ﻲ إﺟ ﺮاء اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻟﻤ ﻦ ه ﻢ ﻳﻬﺘﻤ ﻮن ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اهﺘﻤ ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ أو اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. •
اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ:Route the Peripheral :
وﻳﻬﺘﻢ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴ ﺔ ﺑﻬ ﺪف اﻹﻗﻨ ﺎع أو اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻤﻴ ﻮل واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ،وﻣ ﻦ اﻷﻣﺜﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻣﻘ ﺪار ﺟﺎذﺑﻴ ﺔ Appeal and Aattractivenessﻣﻘﺪم أو ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ واﺳﺘﺤﻮاذﻩ ﻋﻠﻰ اهﺘﻤﺎم اﻟﻤﺸﺎهﺪﻳﻦ وإﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ،آ ﺬﻟﻚ اﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ واﻟﻀﻮﺋﻴﺔ وهﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ هﻮ أآﺜﺮ ﻧﺠﺎﺣًﺎ أو ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﺸﺎهﺪ أو اﻟﻤﺘﻠﻘ ﻲ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻬ ﺘﻢ آﺜﻴ ﺮا ﺑﺎﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﻘ ﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘ ﺼﻞ ﺑﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ. )ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻮدة اﻟﺮﻳﻤﺎوي (385 :2006 ، ﻼ ﻣﺤﺪودًا ﺑﺎﺗﺒﺎع اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻵﺗﻴﺔ: هﺬا وﻗﺪ أوﺿﺤﺖ اﻟﺪراﺳﺎت أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﺪﻳ ً .1 .2 .3 .4
دروس ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻦ اﻵراء اﻟﺘﻲ ﻳﻘ ﻒ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺨﺺ ﻣﻮﻗﻔ ًﺎ ﻋ ﺪاﺋﻴﺎ وﻣﺤﺎوﻟ ﺔ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻤﺠﺎدﻟ ﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻬﺎ وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ. إﻧﺸﺎء اﺗﺼﺎﻻت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ. ﻋﺮض اﻷﻓﻼم. ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺤﺪودة.
ﺗﻠﻚ هﻲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ،وﻟﻨﻨﻈﺮ اﻵن ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ: .1اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ :ﻟﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺿﺌﻴﻠﺔ. .2اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ: وهﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ أآﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ،وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻘﺒﻠﻴ ﺔ ﺿ ﺪ اﻟ ﺴﻮد ،إﻧ ﺸﺎء اﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﻄﻼب اﻟﺒﻴﺾ واﻟﺴﻮد ،وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ اﻟﻄﻼب اﻟﺒ ﻴﺾ ﺑﺎﻟﻮﺿ ﻊ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻟﻠﺴﻮد ،وﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر هﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻼﺟًﺎ ﻟﻼﺗﺼﺎل اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻲ. .3اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ: ﺗﺆﺛﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﺣﻘﺎﺋﻖ وأﻓﻜﺎر ﻓ ﻲ دﻋ ﻢ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﻟﻸﻓ ﺮاد ،وﺗﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤﻌﺘﻘ ﺪات أو ﺗﻌ ﺪﻳﻠﻬﺎ واﻟﺘﻮاﻓ ﻖ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ،وﻟﻘ ﺪ اﺳ ﺘﺨﺪﻣﺖ اﻷﻓ ﻼم اﻟ ﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ آﻮﺳ ﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌ ﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ،وﻣﺜ ﺎل ذﻟ ﻚ اﻷﻓ ﻼم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺼﻐﺎر
اﻟﺠﺎﻧﺤﻴﻦ واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺒﺮز اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﻬﻢ وأﺛﺮت ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﺣ ﺎﺟﺘﻬﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻄﻒ واﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗ ﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺑ ﺎﻟﻄﺮق اﻟﺤﺪﻳﺜ ﺔ ،وأه ﻢ ﻋﺎﻣ ﻞ هﻨ ﺎ ه ﻮ "ﻋ ﺪد اﻷﻓ ﻼم" و "ﺗﻜﺮارهﺎ" أﻣﺎ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻲ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. )ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة (214-213 :1997 ،و )ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ ،و ﺷﺤﺎﺗﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎن (35 :2002 ، .4اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ: هﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﻳﺸﻴﻊ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ،وهﻰ أآﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ. )ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة (214-213 :1997 ، اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺪي ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ: ﻣﻤ ﺎ ﺳ ﺒﻖ ﻳﺘ ﻀﺢ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮه ﺎ وﻟﻜ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻘ ﺎوم اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت أرﺑﻊ هﻲ: إذا آﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺒﻜﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة. إذا آﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺎﻻرﺗﺒﺎط وﺑﺎﻟﺘﺤﻮﻳﻞ. إذا آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﺷﺒﺎع اﻟﺤﺎﺟﺎت. -إذا أدﻣﺠﺖ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد وأﺳﻠﻮب ﺳﻠﻮآﻪ.
)ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻴﺺ (72 :2001 ،
وهﻨﺎك ﻋﺪدًا ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ،وهﺬﻩ اﻟﺨ ﺼﺎﺋﺺ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻠﻌ ﺐ دورًا ﻣﻬ ﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺪي ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ و اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،وﻣﻦ أهﻤﻬﺎ: اﻟﺘﻄ ﺮف :Extremenessﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺘﻄﺮﻓ ﺔ – إﻳﺠﺎ ًﺑ ﺎ وﺳ ﻠﺒًﺎ -ﺗﻜ ﻮن أﻗ ﻞ ﻗﺎﺑﻠﻴ ﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ.
•
•
اﻻﺗﺴﺎق :Consistencyﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ آﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ.
•
اﻟﺘﻌﺪد Multiplicity:ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﺎﺑﻠﻴ ﺔ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﺗﺒ ًﻌ ﺎ ﻟﺪرﺟ ﺔ ﺗﻌ ﺪد ﻋﻨﺎﺻ ﺮﻩ ،ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺒﺴﻴﻂ أآﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺘﻌﺪد أو اﻟﻤﺮآﺐ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﺮآ ﺐ أآﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺒﺴﻴﻂ.
•
ﻣﺮآﺰﻳﺔ اﻻﺗﺠﺎﻩ :ﻓﺈذا آﺎن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻨﺒﻊ ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﻢ أﺳﺎﺳ ﻴﺔ ﻟ ﺪي اﻟﻔ ﺮد ﻓ ﺴﻮف ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻌﺐ إﺣﺪاث أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻴﻪ. )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ (331-330 :2001 ،
وﺗﺮي اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن اﻟﺘﻄﺮف واﻻﺗﺴﺎق هﻤﺎ ﻣﻦ أهﻢ هﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ إﺳﻬﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد وذﻟﻚ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ: •
اﻟﺘﻄﺮف :ﻓﻜﻠﻤ ﺎ زاد اﻟﺘﻄ ﺮف ﻓ ﻲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻗﻠ ﺖ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻐﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻜ ﺲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﻗ ﻞ ﺗﻄﺮﻓًﺎ ﻓﺈن ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﺗﻜﻮن أآﺒﺮ.
•
اﻻﺗﺴﺎق :أي اﻟﺘ ﺮاﺑﻂ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺤ ﺎدث ﺑ ﻴﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ واﺗﺠﺎه ﺎت أﺧ ﺮي ﺣﻴ ﺚ ﺗ ﺮﺗﺒﻂ اﺗﺠﺎه ﺎت
اﻟﻔﺮد ﺑﺎﺗﺠﺎهﺎت أﺧﺮي ﻟﺪﻳﻪ ،وﻳﺘﻜﻮن هﺬا اﻟﺘﺮاﺑﻂ أو ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺠﻌﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻟ ﺪي اﻟﻔﺮد أآﺜﺮ ﻗﻮة وأآﺜﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﺣﺪاث اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻴﻪ. وﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻤﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻮﺿﺢ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺬي ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ وهﻮ... "اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ"vocational attitude of teacher : وﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ" :ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻨﺔ ،وهﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋﻨ ﻪ ﻋ ﺎدة ﺑ ﺎﻟﻠﻔﻆ أو ﺳ ﻠﻮآﻴﺎ ،أي أن هﻨ ﺎك ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺼﺪر ﻋﻨ ﻪ اﻟﻘ ﻮل أو اﻟﻔﻌ ﻞ ،وﻳﻌﻜ ﺲ ﺗﺼﻮرﻩ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ وﻣﺪى ﻗﺒﻮﻟﻪ وﺳﻌﺎدﺗﻪ ﺑﺎﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﻬﺎ ،وهﺬا ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺪرﺟ ﺔ ﻋﺎﻟﻴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺴﺘﻮى إﺗﻘﺎﻧ ﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ". )أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﻠﻘﺎﻧﻰ و ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﺠﻤﻞ (8 :1999 ، واﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠ ﻪ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ إدراآ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻳﻘﺪﻣ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ إﺷ ﺒﺎع ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﺤﻘﻴﻖ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺬاﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻓﻊ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ وآﻔﺎءﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ. )دﻻل اﻟﻬﺪهﻮد (385 :1994 ، وه ﻮ "ﻣﺤ ﺼﻠﺔ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﻠ ﻢ اﻻﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت أو اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ") .ﺣﺴﻦ ﺷﺤﺎﺗﺔ وﺁﺧﺮون (16 :2003 ، وﻳﻀﻊ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ و ﻧ ﻮر أﺣﻤ ﺪ اﻟﺮﻣ ﺎدي 2003ﺗﻌﺮﻳ ًﻔ ﺎ إﺟﺮاﺋ ﻴ ﺎ ﻟﻤﻔﻬ ﻮم " اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﻟﻠﻄﻔﻞ" ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺔ اﻟﺘ ﺪرﻳﺲ ه ﻮ "اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻄﺎﻟﺒ ﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ أو ﻣﻌﻠﻤ ﺔ رﻳﺎض اﻷﻃﻔ ﺎل ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑ ﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟ ﺮﻓﺾ ﻟﻌ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤﺜﻴ ﺮات اﻟﻤﺮﺗﺒﻄ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳ ﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻨ ﺔ ،آﻨﻈﺮﺗﻬ ﺎ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬ ﺎ ،وﻣﻮﻗﻔﻬ ﺎ ﻧﺤ ﻮ ﻧﻈ ﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﻟﻤﻬﻨﺘﻬﺎ ،وﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل ،وﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ آﻔﺎءﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ" )ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ وﻧﻮر أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻣﺎدي (76 – 75 :2003 ، هﺬا وﺳﺘﺘﺒﻨﻰ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ و ﻧ ﻮر أﺣﻤ ﺪ اﻟﺮﻣ ﺎدي ﺣﻴ ﺚ إﻧ ﻪ اﻟﺘﻌﺮﻳ ﻒ اﻷآﺜﺮ ﺻﻠ ًﺔ وارﺗﺒﺎﻃًﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪدهﺎ ﺣﺎﻟﻴًﺎ. اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ: ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧﺘﻨ ﺎول اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﻘ ﻮل ﺑﺄﻧﻨ ﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ ﻋﻤﻠ ﺔ واﺣ ﺪة ﻟﻬ ﺎ وﺟﻬﺎن هﻤﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،ﻓﺎﻟﻔﺮد ذو اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻳﻜ ﻮن أآﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﻘﺒﻮل اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ وأآﺜﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات) .ﻋﻠﻲ ﻋﺴﻜﺮ (129 :2000، واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﺮف ﺑﺄﻧ ﻪ "ﺗﻘﺒ ﻞ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻌﻤﻠ ﻪ واﻟ ﺬي ﻳﺘ ﺄﺛﺮ ﺑﺠﻮاﻧ ﺐ ﻋﺪﻳ ﺪة ، وه ﻰ ﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻷﺟ ﺮﻩ وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟﻠﻈ ﺮوف اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ،وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ وﻣﺤﺘ ﻮى اﻟﻌﻤ ﻞ ،وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟ ﺰﻣﻼء ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ ،وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟ ﻨﻤﻂ اﻟﺮﺋﺎﺳ ﺔ وﻓ ﺮص اﻟﺘﺮﻗﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ )ﺷﻌﺒﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﺴﻴﺴﻲ .(26 :1992 ، اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻘﺒﻮل ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺠﻮاﻧﺐ".
وﻳﺴﻠﻢ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺄن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺼﻌﺐ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬ ﺎ أو ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ وذﻟ ﻚ ﻟﻮﺟ ﻮدﻩ داﺧ ﻞ ﺷ ﻌﻮر اﻹﻧ ﺴﺎن إﻻ أن هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اه ﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿ ﻮع وأﻃﻠ ﻖ اﻟﺘﻔ ﺴﻴﺮات واﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ﻟﻠﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أو ﺟﺰﺋﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﻮع اﻟﻌﻤﻞ. ) ﻣﻌﺰوز ﻋﻼوﻧﺔ ،وﻳﺤﻴﻲ ﻧﺪى (59 :2005 ، وﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻌﺐ وﺿ ﻊ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ ﻣﺤ ﺪد ﻟﻠﺮﺿ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺣﻴ ﺚ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ اﻟﺮﺿ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻬﻨ ﺔ ﻷﺧﺮى وﻣﻦ ﻓﺮد ﻵﺧ ﺮ وﻣ ﻦ وﻗ ﺖ ﻵﺧ ﺮ ﻷﻧ ﻪ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﺘ ﺴﻢ ﺑﺎﻟﺜﺒ ﺎت اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ،وﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪي إﺷﺒﺎع اﻟﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻳﺠﺐ أن ﻧﻤﻴ ﺰ ﺑ ﻴﻦ رﺿ ﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻋ ﻦ ﻋﻤﻠﻪ و اﻹرﺿﺎء اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﺎﻟﺮﺿﺎ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻹﺟﻤ ﺎﻟﻲ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ، واﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮاﻧﺐ ﺑﻴﺌﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻔﺮد ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻹرﺿﺎء ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ وآﻔﺎءﺗﻪ. )ﻋﺰة ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ (14 :1996 ، وﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﻘ ﺪم ﻳﺠ ﺪر اﻹﺷ ﺎرة ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺨﻠ ﻂ اﻟ ﺸﺎﺋﻊ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻔﻬ ﻮﻣﻲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ Professional Attitudeواﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ Vocational Satisfactionﺣﻴ ﺚ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ،ﺣﻴﺚ إن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﻲ أﺣﺪ ﺟﻮاﻧﺒﻪ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻼﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺮﺿﺎ ﻓﻬﻮ إﻣﺎ ﻣﺼﺎﺣﺐ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أو ﻧ ﺎﺗﺞ ﻋﻨﻬ ﺎ ؛ وﻟﻬ ﺬا ﻧﺠ ﺪ أن اﻟﺮﺿ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ أﺛ ﺮ ﺳ ﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ،أﻣﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮد ﻧﺤﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،وﻋﻨ ﺪ ﻗﻴ ﺎس اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻧﻘ ﻴﺲ ﻻ ،أﻣﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺗﺪور ﺣﻮل هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ،أي ﻧﻘﻴﺲ ﺑﻌﺪًا واﺣﺪًا ﻣﻮﺟﺒًﺎ أو ﺳﺎﻟﺒًﺎ أو ﻣﺘﻌﺎد ً )ﻋﻮﻳﺪ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻤﺸﻌﺎن (30 :1993 ، اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻠﻴﺲ أﺣﺎدى اﻟﺒﻌﺪ ؛ ﻷن اﻟﻔ ﺮد ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن راﺿ ﻴًﺎ ﻋ ﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠ ﻪ وﻏﻴ ﺮ )ﻋﻮﻳﺪ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻤﺸﻌﺎن (30 :1993 ، ض ﻋﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻪ. را ٍ آﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻧﺘﺎج ﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻪ وﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ واﻟﻤ ﺆﺛﺮات اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ،وﻣ ﻦ أﻗ ﺮب اﻟﻤ ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ، واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ،ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ ،واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨﺘﻪ واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺪاد ﻷن ﻳﺘﺼﺮف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ أو ﻣﺤﺎﻳﺪة ﺿﻤﻦ إﻃ ﺎر وﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺤﺪدة ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﺔ ،واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﻤﻠﻪ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ إدراآ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ إﺷﺒﺎع ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﺤﻘﻴﻖ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺬاﺗﻪ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻓﻊ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ وآﻔﺎءﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ. )ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ زهﺮان (37 :1995 ، واﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ه ﻮ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ اﻟ ﺸﻌﻮرﻳﺔ اﻟ ﺴﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻴﺰه ﺎ اﻻرﺗﻴ ﺎح واﻟﻘﻨﺎﻋ ﺔ واﻟﺴﻌﺎدة ،واﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺸﻌﺮ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ أﺛﻨ ﺎء ﻋﻤﻠ ﻪ ،ﺣ ﻴﻦ ﻳ ﺴﺘﺨﺪم ﻗﺪراﺗ ﻪ وﻣﻬﺎراﺗ ﻪ واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺎﺣﺐ وﺗﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠ ﻰ إﺷ ﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗ ﻪ )اﻟﺤﻴﻮﻳ ﻪ ،واﻟﻨﻔ ﺴﻴﻪ ،واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﻪ ،وﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﻴﻮﻟ ﻪ ،وﻗﻴﻤ ﻪ ، )ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ زهﺮان (37 :1995 ، وﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻪ ،وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ،وأهﺪاﻓﻪ(. ه ﺬا وﺗﺒ ﺪو اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ واﻷداء اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻣﺤ ﻞ اهﺘﻤ ﺎم اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﻴﻦ ،وﺗﺸﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺑ ﺎﻷداء اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن هﺬﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻣ ﺪى أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﺟ ﺎ" ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﻤﺮ ﻋﺎ ًﻣ ﺎ ﺗﻘ ﻒ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮى أن "اﻟﻌﻤ ﺎل اﻟ ﺴﻌﺪاء أآﺜ ﺮ إﻧﺘﺎ ً اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻷداء اﻟﻤﻬﻨﻲ واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ. )(Brief, 1998: 4
واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ "ﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻘﻴﻴﻤًﺎ ﻣﻌﺮﻓﻴﺎ أو وﺟﺪاﻧﻴﺎ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﻣ ﺎ ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ أو ﻋﺪم اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ،واﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬ ﺎ ه ﻲ ﻣﻴ ﻞ أو ﻧﺰﻋ ﺔ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻨﻴﺔ أو ﺳﺮﻳﺔ ،ﻓﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪة ﻣﻦ هﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،وذﻟ ﻚ ﻷﻧﻬ ﺎ ﺗﻌﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻠﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ،آﻤ ﺎ أن اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻳﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ(Brief, 1998: 86) . وﻳﻌﺮف ﻟﻮك Lockeاﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ "ﺣﺎﻟ ﺔ وﺟﺪاﻧﻴ ﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ أو ﻣﺮﺿ ﻴﺔ ﻧﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ )(Brief: 1998, P. 4 ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻪ أو ﺧﺒﺮاﺗﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ. واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ اﺗﺠﺎﻩ وﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﺑﻴﻦ "ﻣﺎ أرﻳﺪﻩ" و "ﻣﺎ أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ" ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻨﺔ. )(Landy & Conte, 2006: 393 وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘ ﻀﺢ أن هﻨ ﺎك ﻓﺮﻗ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أن اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ آﻤﺮادف ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ. ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺮﺿﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﺮﺿﺎ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ،وآﺬﻟﻚ أوﺿ ﺢ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗ ﺔ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠﻴﻤﺎن اﻟﺨ ﻀﺮي وﻣﺤﻤ ﺪ أﺣﻤ ﺪ ﺳ ﻼﻣﺔ ﻓ ﻲ أن اﻟﺮﺿ ﺎ ﻣ ﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴ ﺔ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻣﺮادﻓﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ هﻮ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻼﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻟ ﺪى اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠ ﻪ ،واﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ ﻧﺤﻮ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. )ﻋﺰة ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ (23 :1996 ، ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻌﻠﻤﺎت رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﻦ: وهﻨﺎك ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺴﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤ ﺴﻴﻦ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ ،وﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ: .1ﺧﻠ ﻖ ﻓ ﺮص ﻟﻠﺘﻌ ﺎون ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت وﺑ ﺎﻗﻲ اﻷﻋ ﻀﺎء اﻟﻤ ﺸﺎرآﻴﻦ ﻟﻬ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺆﺳ ﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ﺔ وﺿﺮورة إﺷﺮاآﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﻳﺔ(Hargreaves, 1995: 25) . .2ﺗﺮك ﻣ ﺴﺎﺣﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻘﻼل ﻟﻠﻤﻌﻠﻤ ﺔ ،وﺗ ﻀﻤﻴﻦ ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻟﺘﺨﺘ ﺎر اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ واﻟﻜﻴﻔﻴ ﺔ اﻟﻤﺜﻠﻲ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮهﺎ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻬﺎ ،ﻓﺤﺮﻳﺔ اﻹرادة ﺗﺴﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﺗﻄ ﻮر اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ )(Ryan & Deci, 2000) ، (Smylie, 1995 وازدهﺎرهﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ. .3ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺿﻤﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﺎت. )(Cochran-Smith & Lytle 1999 .4اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺮوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ،وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻣﺠﺮﻳﺎت وأﻋﺒﺎء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ. )(Schon, 1995 .5ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺬات ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻨﻤﻲ اﻟﺸﺨﺺ اﺗﺠﺎهًﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻧﺤ ﻮ ذاﺗ ﻪ ﻟ ﻴﺲ آﻤﻌﻠ ﻢ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻦ آﻤﺘﻌﻠﻢ أﻳﻀًﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻟﺪﻳ ﻪ رﻏﺒ ﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘ ﺪرﻳﺐ اﻟﻤ ﺴﺘﻤﺮ ؛ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻷهﺪاف. .6ﺿﺮورة أن ﺗﺘﻌﺮف اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪراﺗﻬﺎ ،و أن ﺗﺤﺪد ﺗﻮﻗﻌﺎت واﻗﻌﻴ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات ﺗﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاﻓﻬﺎ(White, 2001: 37) .
اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت: و هﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: أو ًﻻ :ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ :ﻟـ آﺎرل هﻮﻓﻼﻧﺪ Hovland ﻳﺮى أﺻﺤﺎب ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ أن اﻻﺗﺠﺎهﺎت آﺎﻟﻌ ﺎدات Habitsوﻣﺜ ﻞ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ أو اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﺒﺎدىء اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل اﻷﺧﺮى ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﺗﺤﺪد أﻳﻀًﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت. وﻳ ﺮﺗﺒﻂ ﻣﻨﺤ ﻰ اﻟ ﺘﻌﻠﻢ ارﺗﺒﺎﻃ ﺎ وﺛﻴﻘ ًﺎ ب"آ ﺎرل هﻮﻓﻼﻧ ﺪ" ، Carl Hovlandوﺁﺧ ﺮﻳﻦ واﻻﻓﺘ ﺮاض اﻷﺳﺎﺳ ﻲ ﺧﻠ ﻒ ه ﺬا اﻟﻤﻨﺤ ﻰ ه ﻮ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﺘﻌﻠﻤ ﺔ ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺘﻌﻠﻢ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺎدات اﻷﺧ ﺮى ،ﻓﻜﻤ ﺎ ﻳﻜﺘ ﺴﺐ اﻷﻓ ﺮاد اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ ،ه ﻢ أﻳ ﻀًﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤ ﻮن اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ واﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄ ﺔ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ ،ﻓﻴ ﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻔ ﺮد أن ﻳﻜﺘ ﺴﺐ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﺮاﺑﻂ ، Associationوﺗﺘﻜ ﻮن اﻟﺘﺮاﺑﻄ ﺎت ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬ ﺮ اﻟﻤﻨﺒﻬ ﺎت ﻓ ﻲ ﻇ ﺮوف وأﻣ ﺎآﻦ ﻣﺘ ﺸﺎﺑﻬﺔ ،ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻄﻼب ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ أو اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أو اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن آﻠﻤﺔ "ﻧﺎزي" ﺑﻨﻐﻤﺔ ﻋﺪواﻧﻴ ﺔ ﻓﻬ ﻢ ﻳﺮﺑﻄ ﻮن ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ وهﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﺮض ﻷﺷﻴﺎء إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ "آﻔﻴﻠﻢ ﺳ ﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺑ ﻪ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ" ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺮﺑﻂ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ وه ﺬا اﻟﻔ ﻴﻠﻢ ,آﻤ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺤ ﺪث اﻟ ﺘﻌﻠﻢ أﻳ ﻀًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘ ﺪﻋﻴﻢ ، Reinforcementﻓ ﺈذا أﺧ ﺬﻧﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﺪروس ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ ،واﺳ ﺘﻤﺘﻌﻨﺎ ﺑﻬ ﺎ ، ﺳ ﺎ أﺧ ﺮى ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌﻠ ﻢ ،وأﺧﻴ ﺮًا ﻓ ﺈن ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺳﻮف ﻳ ﺪﻋﻢ ﻟ ﺪﻳﻨﺎ اﻟﻤﻴ ﻞ ﻷن ﻧﺄﺧ ﺬ درو ً اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪ ، Imitationﻓﺎﻟ ﺸﺨﺺ ﻳﻘﻠ ﺪ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎﻧﻮا ﻳﻤﺜﻠ ﻮن أهﻤﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﻨ ﺴﺒﺔ ﻟ ﻪ ،إذن ﻓ ﺎﻟﺘﺮاﺑﻂ واﻟﺘ ﺪﻋﻴﻢ واﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪ ه ﻲ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣ ﺎت اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻴﺔ ﻓ ﻲ ﺗﻌﻠ ﻢ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ،ﻓﻤﻨﺤ ﻰ ﺗﻌﻠ ﻢ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻣﻨﺤ ﻰ ﺑ ﺴﻴﻄًﺎ ،إذ ﻳ ﺮى اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﺼﺪر ﻟﻠﺘ ﺄﺛﻴﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ،ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻬﺎت وﻳﺘﻌﻠﻤﻮن ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ إﺣ ﺪى ﻋﻤﻠﻴ ﺎت اﻟ ﺘﻌﻠﻢ ،آﻤ ﺎ أن ه ﺬا اﻟ ﺘﻌﻠﻢ ﻳﺤﺪد اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﺨﺺ ،وﻳﻀﻤﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨﻬ ﺎﺋﻲ ﻟﻜ ﻞ اﻟﺘﺮاﺑﻄ ﺎت واﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮاآﻤ ﺖ ﻋﺒ ﺮ اﻟﻌﻤ ﺮ ﻟ ﺪى اﻟﻔ ﺮد ،ﻓﺘﻘ ﻮﻳﻢ اﻟ ﺸﺨﺺ اﻟﻨﻬ ﺎﺋﻲ – ﻟﻤﻮﺿ ﻮع أو ﻓﻜ ﺮة أو ﻗ ﻀﻴﺔ – ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮة اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ. .1ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺒﺎﻋﺚ: وﻳ ﺮى ﻣﺆﻳ ﺪو ه ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ أن اﻟ ﺸﺨﺺ ﻳﺘﺒﻨ ﻰ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﺮﻳ ﺪﻩ وﻳﻌﻄﻴ ﻪ أآﺒ ﺮ ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ اﻻهﺘﻤ ﺎم ،ﻓﻬﻨ ﺎك ﺣ ﺴﺎب ﻟﻠﺘﻜ ﺎﻟﻴﻒ Castsواﻟﻔﻮاﺋ ﺪ Benefitsﻷي ﻗ ﻀﻴﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻀﺎﻳﺎ ،وﻳ ﺴﻌﻰ اﻟﻔﺮد ﻷن ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ أآﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ،وﺗﺘﻠﺨﺺ ﻧﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻓ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﻘ ﺪﻳﺮ وزن آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪات واﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺎت ﻟﺠﻮاﻧ ﺐ ﻋﺪﻳ ﺪة ،واﺧﺘﻴ ﺎر أﺣﺴﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻞ ،ﻓﺸﻌﻮر اﻟﻄﺎﻟﺐ أن اﻟﺤﻔﻞ ﻣﻤﺘﻊ وﺷﻴﻖ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﺗﺠﺎ ًه ﺎ إﻳﺠﺎﺑ ًﻴ ﺎ ﻧﺤ ﻮ اﻟﺤﻔ ﻞ ،وﻟﻜﻨ ﺔ ﻳﻌﺮف أن اﻟﻮاﻟ ﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳ ﺪان ﺣ ﻀﻮر ه ﺬا اﻟﺤﻔ ﻞ ،وﻳﻌ ﺮف أﻳ ﻀًﺎ أن ذﻟ ﻚ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ دراﺳ ﺘﻪ ، وهﺬا ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﺗﺠﺎهًﺎ ﺳ ﻠﺒﻴﺎ ﻧﺤ ﻮ ﺣ ﻀﻮر اﻟﺤﻔ ﻞ ،وﻃﺒﻘ ًﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﻮى أو اﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪات ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺒﻮاﻋﺚ ﺗﺤﺪد اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ،وﻣﻦ اﻟ ﺼﻮر اﻟ ﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ: أ .ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ Cognitive Response Theory وﺗﻔﺘﺮض هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺻ ﻔﻬﺎ"ﺟ ﺮﻳﻦ وﻟ ﺪ" ، Green Waldو"ﺑﻴﺘ ﻲ" ، Pettyو "أو ﺳﺘﺮوم" ، Ostremو"ﺑﺮوك" Brockأن اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻷﻓﻜ ﺎر اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ )أو اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ( ،وأن ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜ ﺎر ﻟﻬ ﺎ أهﻤﻴﺘﻬ ﺎ ،وﻳﻤﻜ ﻦ ﻼ ﻳﺴﺒﺐ ﺳ ﻤﺎع ﺧﺒ ﺮًا ﻣ ﺆداﻩ ﻣﻨ ﻊ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت آﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺨﺎﻃﺐ ،ﻓﻤﺜ ً
اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻦ آﺒﺎر اﻟﺴﻦ واﻟﻤﻌ ﻮﻗﻴﻦ ،اﻟ ﺸﻌﻮر ﺑ ﺎﻷﻟﻢ واﻟ ﻀﻴﻖ ﻟ ﺪى اﻟﻤﺘﻠﻘ ﻲ )اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ( ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺐ اﻟﺸﺨﺺ ﺳﻤﺎع ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺮة أﺧﺮى ،وﻟﻜﻦ إذا ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺧﺒ ﺮًا ﺑ ﺄن اﻟﺪوﻟ ﺔ ﺳ ﻮف ﺗﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ﻰ ذوى اﻟ ﺪﺧﻮل اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ؛ ﺑﻬ ﺪف ﻋ ﻼج اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ،ﻓﻔﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﺳ ﻮف ﻧﺆﻳ ﺪ اﻟﻜ ﻼم وﻧﺤ ﺐ ﺳ ﻤﺎﻋﻪ ،وه ﺬا ﻳﻤﺜ ﻞ )اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴ ﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ( ،إذا ﻓﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﻋ ﻦ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻘﺪم إﻟﻴﻪ ؛ ﻷن اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ. )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ , (303-293 :2001 ، )(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234 ب .ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻮﻗﻊ – اﻟﻘﻴﻤﺔExpectancy – Value Approach : وﻗ ﺪ ﺻ ﺎغ ه ﺬا اﻟﻤﻨﺤ ﻲ "إدوارز" ، Edwardsﺣﻴ ﺚ ﻳﺘﺒﻨ ﻰ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت أو اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺆدى ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﺠﻨﺐ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ ،ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ :ﻧﻔﺘﺮض أﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺬهﺐ إﻟﻰ ﺣﻔﻠﺔ ﻟﻴﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﺻﺪﻗﺎء ،ﻓ ﻼ ﺷ ﻚ أﻧﻨ ﺎ ﺳ ﻨﻔﻜﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜ ﻞ هﺬﻩ اﻟﺼﺤﺒﺔ واﻟﻤﺘﻌﺔ وﻋﺪم اﻟ ﺬهﺎب ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻟﻠﺤﻔ ﻞ ،ﻓﻜ ﻞ ﻣﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻘ ﻮم ﺑﺤﺴﺎب اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻗﻴﻤﺔ هﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻘﺮار ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﻓﺎﻟﻨ ﺎس داﺋ ًﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺎوﻟﻮن أن ﻳﺰﻳﺪوا ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻬﻢ واﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺤﺼﻠﺔ آﻞ ﻣﻦ :ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،وﺗﻮﻗﻊ أن هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺳﻮف ﻳﻘﺪم هﺬا اﻟﻨﺎﺗﺞ. ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ :اﻟﻤﻨﺤﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ: ﻳﺆآ ﺪ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻨ ﺎس ﻳﺒﺤﺜ ﻮن ﻋ ﻦ اﻟﺘ ﻮازن أو اﻟﺘﻨ ﺎﻏﻢ Harmonyواﻻﺗ ﺴﺎق Consistencyﺑ ﻴﻦ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ وﺳ ﻠﻮآﻬﻢ ،وﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺤ ﺪد ﻳﺆآ ﺪ أﺻ ﺤﺎب هﺬا اﻟﻤﻨﺤﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺒ ﻮل اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻣ ﻊ "اﻟﺒﻨ ﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ" Cognitive Structure اﻟﻜﻠﻰ ﻟﻠﺸﺨﺺ. وﻳ ﺸﻤﻞ اﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﻋ ﺪدًا ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺎت اﻟﻤﺘ ﺸﺎﺑﻬﺔ إﻟ ﻰ ﺣ ﺪ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ واﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻷﺳﺎﺳ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻒ وراءه ﺎ واﺣ ﺪ ﻓﺠﻤﻴﻌﻬ ﺎ ﺗﻔﺘ ﺮض أن اﻷﻓ ﺮاد ﻳ ﺴﻌﻮن ﻟﻠﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻻﺗ ﺴﺎق ﺑ ﻴﻦ ﻣﻌ ﺎرﻓﻬﻢ ،ﻓﺎﻟ ﺸﺨﺺ اﻟ ﺬي ﻳﻮﺟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻟﻘﻴﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀًﺎ ﻳﺠﺎهﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﺴﻘﺔ وﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ ،وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻔﺮد ﻻﺳﺘﻤﺮار أو إﻋﺎدة اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ داﻓﻌًﺎ أوﻟﻴﺎ. )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ , (303-293 :2001 ، )(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234 وﺗﻮﺟﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻜﺎل أو ﻧﻤﺎذج أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ،ﻧﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: .1ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻮازن :Balance Theory وهﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﺘﻲ أﺳ ﺴﻬﺎ "ه ﺎ ﻳ ﺪر" ، Heider وﺗﺘﻀﻤﻦ ﺿ ﻐﻮط اﻻﺗ ﺴﺎق ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺆﺛﺮات داﺧ ﻞ اﻟﻨ ﺴﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺴﻴﻂ Simple Cognitive ، Systemواﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﻦ ،واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أو ﺗﻘﻮﻳﻤﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﻬﻤﺎ. )(Oskamp & Schultz, 2005: 234
ﻓﻬﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎت )ﺗﻘﻴ ﻴﻢ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻠﻤﻮﺿ ﻮع اﻷول ،وﺗﻘﻴﻴﻤ ﻪ ﻟﻠﻤﻮﺿ ﻮع اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،واﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﻦ( ،وﺗﻤﺖ ﺻﻴﺎﻏﺔ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: )O = (P) x (X ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻴﺮ ) (Pإﻟﻰ اﻟﺸﺨﺺ ،و) (Oإﻟﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ ،و) (Xإﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ. وﻳﻮﺿﺢ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن أو ﻋﺪم اﻟﺘﻮازن.
ﺷﻜﻞ ) (2ﻳﻮﺿﺢ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻮازن وﻋﺪم اﻟﺘﻮازن ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ هﻴﺪر )(Oskamp & Schultz, 2005: 234 وﻧﻈﺮًا ﻷن اﻟﺪاﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻊ اﻷﺷﺨﺎص ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮازن ه ﻮ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺘﻨ ﺎﻏﻢ Harmonyوإﻋﻄﺎء ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﺪرآﺎت ،وﺗﺤﻘﻴﻖ أﻓﻀﻞ ﺻﻮرة ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﻌﻼﻗ ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ،ﻓﻨﻈﺎم اﻟﺘﻮازن ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ،وﻧﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻜﺮهﻬﻢ. وﻳﻨﺸﺄ ﻋﺪم اﻟﺘﻮازن ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻮﺟ ﺪ اﺗﻔ ﺎق ﻣ ﻊ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﻜ ﺮهﻬﻢ ،أو ﻋ ﺪم اﺗﻔ ﺎق ﻣ ﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ،ﻓﻌﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ "ﺑﺄﻧﻨ ﺎ ﻧﺤ ﺐ أن ﻧﺘﻔ ﻖ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻧﺤﺒ ﻪ أو ﻧﻜﺮهﻪ ،آﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﻜﺮﻩ أن ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﺒﻪ أو ﻧﻜﺮهﻪ". وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻮازن هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺣﺪوﺛﻪ ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﻨﺒﺆات أن اﻟﻀﻐﻮط ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮازن ﺗﻜﻮن ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﺮﻩ أو ﻧﻌﺎرض اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ. )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ , (303-293 :2001 ، )(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234 وﻗﺪ أﻃﻠﻖ "ﻧﻴﻮآﻤﺐ" Newcombﻋﻠﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻼﺗ ﻮازن Imbalanceوﻓﻜﺮﺗ ﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ هﻲ أﻧﻨﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻻ ﻧﻬﺘﻢ آﺜﻴﺮًا ﺑﻤﺎ إذا آﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ أو ﻻ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ﻻ ﻧﺮﻏﺒ ﻪ ، إذ إﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻧﻨﻬﻰ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻧﻨﺴﻰ آﻞ ﺷﻲء ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع آﻠﻴ ًﺔ. واﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺼﻮر"ﻧﻴﻮآﻤﺐ" ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓ ﻲ أﻧ ﺔ ﻳ ﺼﻒ اﻻﺗ ﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﺑﻤ ﺼﻄﻠﺤﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻼ ﻣﻘﻨﻌًﺎ ﻟﻔﻬﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ،آﻤ ﺎ أﻧ ﺔ ﻳﺮآ ﺰ اﻧﺘﺒﺎهﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أآﺜ ﺮ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ أهﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل ،وﻳﻘﺪم دﻟﻴ ً ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﻴﻢ واﻻﺗﺠﺎهﺎت ،ﻓﻨﻤﻮذج اﻟﺘﻮازن ﻳﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﻴﻦ آﺄﻧﻪ إﻋﺎدة ﻟﺤﻞ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق. )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ , (303-293 :2001 ، )(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234
.2ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ :Cognitive Affective Consistency اﻟ ﺸﻜﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ أو اﻟﻤﺮاﺟﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻻﺗ ﺴﺎق ه ﻲ أن اﻷﺷ ﺨﺎص ﻳﺤ ﺎوﻟﻮن داﺋ ًﻤ ﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ ﻣﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ ،ﻓﻤﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ وﻣﻌﺎرﻓﻨﺎ وﺗﺒﺮﻳﺮاﺗﻨﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت ﺗﺘﺤ ﺪد ﻓ ﻲ ﺟ ﺰء ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣ ﺸﺎﻋﺮﻧﺎ وﺗﻔ ﺼﻴﻼﺗﻨﺎ ،واﻟﻌﻜ ﺲ ﺻ ﺤﻴﺢ أي أن ﺗﻘﻮﻳﻤﺎﺗﻨ ﺎ وﻣ ﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺗﺘ ﺄﺛﺮ ﺑﻤﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ ،وﻳﺘﺴﻖ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﺼﻮرﻧﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬﻤ ﺎ ﻳﺘ ﻀﻤﻨﺎن ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣﻜﻮﻧ ﺎت: )اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻮﺟﺪان واﻟﺴﻠﻮك(. وﻳﻘﺪم "روزﻧﺒﺮج" Rosenbergاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﺘﻐﻴ ﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪان واﻟﺸﻌﻮر ﺣﻴﺎل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻘﻴﻤﺔ أو اﻻﺗﺠﺎﻩ: ﻓﺄو ً ﻻ :ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ودراﺳﺔ اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺤ ﻮﺛﻴﻦ )اﻟﺒ ﻴﺾ( ﻧﺤ ﻮ اﻟ ﺴﻮد واﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ :ﻗ ﺎم ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻢ اﻟ ﺼﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴ ﺔ )اﻟﺒ ﻴﺾ( وأﺧﺒ ﺮهﻢ ﺑ ﺄن اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻮد ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮت إﻟ ﻰ ﻋﻜ ﺲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻌ ﺎم اﻟ ﺴﺎﺋﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﻧﺤ ﻮ اﻟ ﺴﻮد ،أي أن "روزﻧﺒﺮج" ﻗﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻔﺤﻮﺻﻴﻦ اﻟﺒﻴﺾ ﻧﺤﻮ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻮد ،واﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﻤﻬﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا هﻲ أن اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻣ ﺸﺎﻋﺮهﻢ دون ﺗﺰوﻳ ﺪهﻢ ﺑ ﺄي ﻣﻌ ﺎرف ﺟﺪﻳ ﺪة ،وأوﺿ ﺢ "روزﻧﺒ ﺮج" أن اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت واﻟﻘ ﻴﻢ ﻳﺤ ﺪث ﻧﺘﻴﺠ ﺔ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ آ ﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻢ ،أو اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻟﺘﻠﻘﻴﻦ اﻟﻤﻔﺤﻮﺻﻴﻦ ،واﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺬﻟﻚ(Oskamp & Schultz, 2005: . )233 – 234 وﺗﻌﺘﺒﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷهﻤﻴﺔ ؛ ﻷن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳ ﺘﻢ اآﺘ ﺴﺎﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ )اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ( دون أي ﻣﻌﺎرف ﺗﺆﻳﺪ ذﻟ ﻚ ،ﻓﺎﻟﻄﻔ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺐ اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ،ﻷن واﻟﺪﻳﻪ ﻳﻔﻀﻼن ذﻟﻚ ،ﻓ ﻼ ﺗﻮﺟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ ﻣﻌ ﺎرف ﻗﻮﻳ ﺔ ﺗﺆﻳ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﻟﻜﻨ ﻪ ﻳﻜﺘ ﺴﺐ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﻓﺎﻷﻓﺮاد ﻳﺘﺒﻨﻮن أﺣﻴﺎ ًﻧ ﺎ اﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﻌﻴﻨ ﺔ دون وﺟ ﻮد ﻣﻌ ﺎرف ﻗﻮﻳ ﺔ ﺗﺆﻳﺪهﺎ ﺛﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ هﺬﻩ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. )(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234 .3ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲA Theory of Cognitive Dissonance : وﺗﺮﺗﺒﻂ هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ "ﻟﻴﻮن ﻓ ﺴﺘﻨﺠﺮ" ، Festingerوﻗ ﺪ ﻇﻠ ﺖ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ،ﺣﺘﻰ اﻗﺘﺮح ﻓﺴﺘﻨﺠﺮ ﻓﻜﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس أن اﻟﺘﻨ ﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ه ﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺎﻻت ﻣﻦ اﻹﺛﺎرة اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﺗﺤ ﻮل دون إﺣ ﺪاث اﻻﺗ ﺴﺎق اﻟﻤﻨ ﺸﻮد ﺑ ﻴﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ واﻟ ﺴﻠﻮك. )(Erwin, 2001: 81 وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳ ﺘﻢ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑ ﺄن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت واﻟ ﺴﻠﻮك داﺋ ًﻤ ﺎ ﺗﻤﻴ ﻞ إﻟ ﻰ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣﺘ ﺴﻘﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﺪرﺟﺔ أن اﻟﻔﺮد ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﺑﻴﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ وﺳﻠﻮآﻪ ،وأن ﻳﻜ ﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺪاﻓﻊ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ وﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻹﻗﻼل ﻣﻦ ﺣﺪة هﺬا اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ. )(Semin & Fiedler, 1996: 6
وﺗﺘﺮآﺰ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺣﻮل ﻣﺼﺪرﻳﻦ أﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻟﻌﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﺴﻠﻮك: ﺁﺛﺎر ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار .Post decision Dissonance ﺁﺛﺎر اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﻀﺎد ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ.ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎه ﺎ اﻟﻔ ﺮد وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﻈ ﺮًا ﻷن اﻟﻔ ﺮد اﺗﺨ ﺬ ﻗ ﺮارﻩ دون ﺗ ﺮوى أو ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ وﻗﻴﻤ ﻪ ه ﺬﻩ ،أﻣ ﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺂﺛ ﺎر اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﻀﺎد ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻋﻤ ﻞ ﻣﻌ ﻴﻦ وﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﻗﻴﻤ ﺔ ،ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ،ﻓﻬ ﻮ ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﻗﻴﻤ ﺔ وأهﻤﻴ ﺔ ؛ ﻷﻧ ﻪ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻟﺤ ﺼﻮل ﻣ ﻦ وراﺋ ﻪ ﻋﻠ ﻰ آ ﺴﺐ ﻣﺎدي ،وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﻟ ﺴﻠﻮك ،وﺗﻮﺻ ﻒ أﺷ ﻜﺎل ﻋ ﺪم اﻻﺗ ﺴﺎق ه ﺬﻩ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ ﺣﺎﻻت ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ،واﻟﺴﺒﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ه ﻮ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴ ﺎت ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻗﻴﻢ اﻟﻔﺮد واﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ ، )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ , (303-293 :2001 ، )(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234 ﻓﺎﻟﺠﻨ ﺪي اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺎرب ﺿ ﺪ اﻟﻌ ﺪو إذا ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﺪﻳ ﻪ اﺗﺠ ﺎﻩ واﺿ ﺢ واﻗﺘﻨ ﺎع ﺑ ﺄن اﻟﺤ ﺮب ﺗﻤﺜ ﻞ ﻗﻴﻤ ﺔ آﺒﺮى ﻷهﺪاف أﺧﺮى ،ﻓﺄﻧﺔ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﻓﺮ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴ ﻪ وﻳﻠﺰﻣ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺪﻓﺎع ،وﻗﻴﻤﻪ واﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺤﺮب ،وﺗﻔﺘﺮض ه ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ أن هﻨ ﺎك ﺿ ﻐﻮﻃًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ وﻗﻴﻤﻪ وﺳﻠﻮآﻪ. )ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ،وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ (303-293 :2001 ، ﺗﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ: ﺑﻌﺪ ﻋﺮض أهﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻨﺎك ﻋﺪة ﻧﻘﺎط أرادت اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﺗﻠﻘ ﻲ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وهﻲ: ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺼﻮرﺗﻴﻦ ﻟﻤﻨﺤﻰ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎن ﻣﻊ ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺘﺤ ﺪد ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ ،وﻣ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟﻔ ﺮوق ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ أن ﻧﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﺗﻬﻤ ﻞ أﺻﻮل اﻻﺗﺠﺎﻩ وﺗﺄﺧﺬ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻮازن Balanceﺑﻴﻦ اﻟﺒﻮاﻋﺚ ،وهﻨﺎك ﻓﺮق ﺁﺧﺮ ه ﻮ أن ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﺗﺆآ ﺪ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻨ ﺎس ﻳ ﺴﻌﻮن داﺋ ًﻤ ﺎ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻜﺎﺳ ﺐ ،وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺤ ﺪث ﺻ ﺮاع ﺑ ﻴﻦ اﻷهﺪاف ،ﻓﺎﻟﻨ ﺎس ﻳﺘﺒﻨ ﻮن اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟ ﺬي ﻳﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻜﺎﺳ ﺒﻬﻢ ) ﻓﺎﺧﺘﻴ ﺎر اﻟ ﺼﺪﻳﻖ ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس اﻟﻤﻜﺎﺳ ﺐ واﻟﺨ ﺴﺎﺋﺮ اﻟﻨﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺼﺪاﻗﺔ( ،ﻓﻨﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﺴﺘﻘﻠﻮن وﺻ ﻨﺎع ﻗ ﺮار – ﻓ ﻲ اﻟﻮﺟ ﻪ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻳﻨﻈ ﺮ أﺻ ﺤﺎب ﻣﻨﺤ ﻰ اﻟ ﺘﻌﻠﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬ ﻢ ﻣﺘﺄﺛﺮون ﺑﺎﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ. وﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم أدى ﻋﺪد ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣ ﻞ – ﻋﻠ ﻰ ﻧﻄ ﺎق واﺳ ﻊ – ﻣ ﻊ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ،وﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﺨ ﺼﺎﺋﺺ :ﻏﻤ ﻮض ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ ، واﻻﻓﺘﻘ ﺎد إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣﻘﻨﻨ ﺔ إﺟﺮاﺋ ﻴ ﺎ ﻟﻠﺘﺤﻘ ﻖ ﻣﻨﻬ ﺎ ،وإهﻤ ﺎل اﻟﻔ ﺮوق ﺑ ﻴﻦ اﻷﻓ ﺮاد ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﻨ ﺎﻓﺮ ،وﺗﻔ ﻀﻴﻞ اﻟﺤﺠ ﺞ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆدى ﻹﻧﻘﺎﺻ ﻪ ،وﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻻﺗ ﺴﺎق ﻓﻤ ﺎ ه ﻮ ﻣﺘ ﺴﻖ ﻟ ﺪى أﺣ ﺪ اﻷﻓﺮاد ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ،وآﺬﻟﻚ إهﻤﺎل اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ واﻟﻀﻐﻮط اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ.