ﻩﺎﺠﺗﻻا مﻮﻬﻔﻣ Attitude - gulfkids.com

ﻩﺎﺠﺗﻻا مﻮﻬﻔﻣ Attitude ﺪﻤﺤﻣ ﻞﻣﺎآ ﻢﻴهاﺮﺑإ مﺎﻬﺳ ةﺮهﺎﻘﻟا ﺔﻌﻣﺎﺟ (لﺎﻔﻃﻷا ضﺎﻳر)...

552 downloads 266 Views 382KB Size
‫ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎﻩ‬ ‫‪Attitude‬‬ ‫ﺳﻬﺎم إﺑﺮاهﻴﻢ آﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ )رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎهﺮة‬ ‫إن ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎه ﺎت آ ﺎن وﺳ ﻴﻈﻞ ﻣ ﻦ أه ﻢ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ وأآﺜﺮه ﺎ‬ ‫ﺛﺮا ًء ‪ ،‬ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪ هﻲ اﻟﻤﺤﻮر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌﻠﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﻓ ﺎﻷﻓﺮاد ﻳﺤﻤﻠ ﻮن ﺑ ﺪاﺧﻠﻬﻢ ﻋ ﺪدًا‬ ‫آﺒﻴﺮًا ﺟﺪ‪‬ا ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء وﻧﺤ ﻮ ﻏﻴ ﺮهﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد وآ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻮ أﻧﻔ ﺴﻬﻢ‬ ‫أﻳﻀًﺎ ؛ وﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮاﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻧ ﺴﻌﻰ ﻟﻠﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻵﺧ ﺮﻳﻦ‬ ‫وإﺧﺒﺎرهﻢ ﻋﻦ أﻓﻜﺎرﻧﺎ وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺁراﺋﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺬي ﻧﺴﻠﻜﻪ‪.‬‬ ‫)‪(Pennington, et al, 1999‬‬ ‫و ﻗ ﺪ ذه ﺐ ﺟﻴ ﻒ ﺟ ﻲ ‪ 2006 Gee‬ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑ ﺔ "‪ "The Winner's Attitude‬إﻟ ﻰ أن‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد ﺗﻘﺮر ﻣﺪى ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﺘﻮﻳﻴﻦ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ واﻟﺸﺨ ﺼﻲ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﺪﻳﻨﺎ اﺗﺠﺎه ﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠﻨ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ه ﺬا ﺳ ﻴﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻤﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺨﻄ ﻲ واﻟﺘﻐﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﻌﻮﻗ ﺎت واﻹﺣﺒﺎﻃ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻮاﺟﻬﻨ ﺎ وﺗﻌ ﻮق ﻧﺠﺎﺣﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﻞ ‪ ،‬أﻣ ﺎ إذا آﺎﻧ ﺖ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻨ ﺎ‬ ‫ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻄﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﺘﺒﻨﻲ أآﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻹﺣﺒﺎﻃﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧﻬﺎ أن‬ ‫)‪(Gee & Gee, 2006: 57- 59‬‬ ‫ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﺸﻞ ﻓﻲ أداء هﺬا اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺒﻌﺾ أﻣﺜﺎل ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻧﻴﻠﻲ ‪ 2006 Nealy‬ﻣﻘﻮﻟ ﺔ "إﻧ ﻚ إذا ﺁﻣﻨ ﺖ ﺑﻘ ﻮة ﻓ ﻲ أن‬ ‫ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﺎ ﺳ ﻮف ﻳﺘﻐﻴ ﺮ ﻓﺈﻧ ﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﺳ ﻴﺤﺪث رﺑﻤ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻏ ﺪًا أو ﺑﻌ ﺪ ﻏ ﺪ وﻟﻜﻨ ﻪ ﺣﺘﻤ ﺎ ﺳ ﻴﺤﺪث ه ﺬا‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ" ﻓﺈﻳﻤﺎن اﻟﻔﺮد ﺑﺄﻓﻜﺎرﻩ وﺗﺒﻨﻴﻪ ﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻴﻦ ﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر هﻮ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪ ﻳﺪﻓﻌ ﻪ وﻳﻮﺟ ﻪ ﺳ ﻠﻮآﻪ‬ ‫ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﻬﺪف إﻟﻴﻪ‪(Nealy, 2006) .‬‬ ‫وﻳﺆآﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ أهﻤﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎهﺎت آﺪواﻓﻊ ﻟﻠﺴﻠﻮك إذ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻧ ﻮاﺗﺞ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﻨ ﺸﺌﺔ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺣﻴ ﺚ ﻳﻜ ﻮن آ ﻞ ﻓ ﺮد اﺗﺠﺎه ﺎت ﻧﺤ ﻮ اﻷﻓ ﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت واﻟﻤﻮاﻗ ﻒ واﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل‪ :‬إن آﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﺒﻴﺌﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع اﺗﺠﺎﻩ‬ ‫ﻣﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺗﻌ ﺪدت ﺗﻌﺮﻳﻔ ﺎت اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺣﻴ ﺚ ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ واﺣ ﺪ ﻣﺤ ﺪد ﻳﻌﺘ ﺮف ﺑ ﻪ ﺟﻤﻴ ﻊ‬ ‫اﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺪان ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺬي ذاع أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ و اﻟﺬي ﻳﺰال ﻳﺤﻮز اﻟﻘﺒ ﻮل ﻟ ﺪى‬ ‫ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ و هﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺟﻮردون أﻟﺒﻮرت "اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد أو اﻟﺘﺄهﺐ اﻟﻌ ﺼﺒﻲ‬ ‫و اﻟﻨﻔﺴﻲ‪ ،‬ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺒ ﺮة اﻟ ﺸﺨﺺ‪ ،‬و ﺗﻜ ﻮن ذات ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﺗ ﻮﺟﻴﻬﻲ أو دﻳﻨ ﺎﻣﻲ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫اﻟﻔﺮد ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت و اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ هﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ"‪(O'Keefe, 2002: 6) .‬‬ ‫و ﻳﻌﺮف اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﺳﺘﻌﺪاد أو ﺗﻬﻴ ﺆ ﻋﻘﻠ ﻲ وﻋ ﺼﺒﻲ ‪ ،‬ﺧﻔ ﻲ ‪ ،‬ﻣ ﺘﻌﻠﻢ ‪ ،‬ﻣ ﻨﻈﻢ ﺣ ﻮل‬ ‫اﻟﺨﺒﺮة ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺤﺒﺒﺔ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺒﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫)زاﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺠﻴﺮ اﻟﺤﺎرﺛﻲ ‪(53 :1992 ،‬‬

‫وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ آﻤﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ه ﻮ داﻓ ﻊ ﻣﻜﺘ ﺴﺐ ﻳﺘ ﻀﺢ‬ ‫ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺪاد وﺟﺪاﻧﻲ ﻟﻪ درﺟﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﺒﺎت ﻳﺤﺪد ﺷﻌﻮر اﻟﻔﺮد ‪ ،‬وﻳﻠﻮن ﺳﻠﻮآﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴ ﺚ ﺗﻔ ﻀﻴﻠﻬﺎ أو ﻋ ﺪم ﺗﻔ ﻀﻴﻠﻬﺎ ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ﻳﺤﺒﻬ ﺎ وﻳﻤﻴ ﻞ إﻟﻴﻬ ﺎ )إن آ ﺎن اﺗﺠﺎه ﻪ ﻧﺤﻮه ﺎ‬ ‫إﻳﺠﺎﺑ ‪‬ﻴ ﺎ( أو ﻳﻜﺮهﻬ ﺎ وﻳﻨﻔ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ )إن آ ﺎن اﺗﺠﺎه ﻪ ﻧﺤﻮه ﺎ ﺳ ﻠﺒﻴ‪‬ﺎ( أﻣ ﺎ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻓﻘ ﺪ ﻳﻜ ﻮن‬ ‫ﺷﺨ ﺼًﺎ ﻣﻌﻴﻨ ًﺎ أو ﺟﻤﺎﻋ ﺔ ﻣ ﺎ أو ﺷ ﻌﺒًﺎ ﻣ ﺎ أو ﻣ ﺎدة ﻋﻠﻤﻴ ﺔ أو ﻣ ﺬهﺒًﺎ أﻳ ﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴ‪‬ﺎ ﻣ ﺎ أو ﻓﻜ ﺮة ﻣ ﺎ أو‬ ‫)ﻓ ﺮج ﻋﺒ ﺪ اﻟﻘ ﺎدر ﻃ ﻪ وﺁﺧ ﺮون ‪،‬‬ ‫ﻣﺸﺮوﻋًﺎ ﻣﺎ وهﻜﺬا ﺗﺘﻌﺪد ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ وﺗﺘﻨﻮع‪.‬‬ ‫‪(23 :1993‬‬ ‫وﻧﺠﺪ ﺗﻌﺮﻳﻔًﺎ أﺧ ﺮ ﻳ ﺮى أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻣﻮﻗ ﻒ اﻟﻔ ﺮد إزاء ﻗ ﻀﻴﺔ أو ﻓ ﺮد أو ﺟﻤﺎﻋ ﺔ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ آﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻹﻳﺠﺎب أو اﻟﺴﻠﺐ أو اﻟﺤﻴﺎدﻳﺔ ‪ ،‬واﻻﺗﺠﺎﻩ ﺳ ﻮا ًء أآ ﺎن ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮد أم اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ أو إﺻﺪار ﺣﻜﻢ ﻣﻌ ﻴﻦ ‪ ،‬وآ ﻞ ﺣﻜ ﻢ ﻳﺘ ﻀﻤﻦ ﻗﻴﻤ ﺔ إﻣ ﺎ‬ ‫ﻣﻮﺟﺒ ﺔ أو ﺳ ﺎﻟﺒﺔ وﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ه ﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤ ﺔ ﻳﺘﺤ ﺪد اﻻﺗﺠ ﺎﻩ وﺗﺘﺤ ﺪد وﺟﻬﺘ ﻪ ‪ ،‬واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻋﻤﻠﻴ ﺔ‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻗﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ‪ ،‬وهﻨ ﺎك اﺗﺠﺎه ﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺴﺘﻮي اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ‪ ،‬وه ﻲ ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ اﻟ ﺮأي اﻟﻌ ﺎم‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ﺔ ‪ ،‬وﻳﻤﻜ ﻦ ﺗ ﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ أو اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ‪ ،‬وﻳﺘﻮﻗ ﻒ اﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻔ ﺮد أو‬ ‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ آﺜﻴﺮة ﻣﻦ أهﻤﻬﺎ ﻧﻮع وﻣﻘﺪار اﻟﻔﺎﺋﺪة أو اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻳﺘﺮﺗ ﺐ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺛﻢ درﺟﺔ اﻟﻤﺮوﻧﺔ أو اﻟﺠﻤﻮد اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ اﻟﻔﺮد أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬ ‫)ﺷﺎآﺮ ﻗﻨﺪﻳﻞ ‪ ،‬ﻓﻲ )ﻓﺮج ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر وﺁﺧﺮﻳﻦ ‪.(24-23 :1993 ،‬‬ ‫وآﺬﻟﻚ هﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮى أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻴ ﻞ ﻧﻔ ﺴﻲ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋﻨ ﻪ ﺑﺘﻘﻴ ﻴﻢ ﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ ﺑﺪرﺟ ﺔ أو‬ ‫ﺑ ﺄﺧﺮى ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔ ﻀﻴﻞ أو ﻋ ﺪم اﻟﺘﻔ ﻀﻴﻞ ‪ ،‬وﻳ ﺸﻴﺮ اﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ إﻟ ﻰ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴ ﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ‬ ‫واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻮاء أآﺎﻧﺖ ﺻﺮﻳﺤﺔ أم ﺿﻤﻨﻴﺔ‪(Eagley, & Chaiken, 1993: 1) .‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ‪" :‬هﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ درﺟ ﺔ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫إﻣﺎ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب أو اﻟﺮﻓﺾ ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ‬ ‫واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺧﺒﺮات اﻟﻔ ﺮد وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗ ﻪ وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻷﺷ ﻴﺎء واﻷﺷ ﺨﺎص اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ‬ ‫ﺑﻪ"‪.‬‬ ‫)ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺻﺪﻳﻖ‪.(1993 ،‬‬ ‫وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺠﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﻋﺒﺎرة "ﻣﻔﻬﻮم ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴًﺎ"‪ ،‬ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻻﺗﺠﺎﻩ‬ ‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﻣﺪ ﻓﻲ ﺛﺒﻮﺗﻪ أو أﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ إﻟﻰ أﺧ ﺮى ؛ وإﻧﻤ ﺎ ه ﻮ‬ ‫ﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴ‪‬ﺎ واﻟﺜﺒ ﺎت اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻌﻨ ﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ ﺗﻐﻴﻴ ﺮﻩ أو ﺗﻌﺪﻳﻠ ﻪ وه ﻮ أﻣ ﺮ ﻣﻬ ﻢ وﺣﻴ ﻮي ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫آﻤ ﺎ أن ﻋﺒ ﺎرة‪" :‬درﺟ ﺔ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟ ﺸﺨﺺ وﺳ ﻠﻮآﻪ" ﺗﻌﻨ ﻰ وﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ﻋﻨ ﺼﺮ ﻣ ﻦ أه ﻢ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋﻲ ﺣﻴﺚ إن اﻟﻤﻘ ﺼﻮد ﺑ ﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻹﺟﺮاﺋ ﻲ ه ﻮ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﻔ ﺴﻴﺮ ﻣ ﺪﻟﻮل أي‬ ‫ﻣﻔﻬﻮم ﺗﻔﺴﻴﺮًا ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺣﻴﺚ اﻟﻮﺟﻮد واﻟﻮاﻗﻊ ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻼﺣﻈﻪ أو ﻧﺸﺎهﺪﻩ أو ﻧﻘﻴﺴﻪ أو ﻧﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴ ﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻮاﻧﺐ هﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم‪.‬‬ ‫وآﻠﻤ ﺔ "درﺟ ﺔ" ﺗﻌﻨ ﻲ اﻟﻨ ﺴﺒﻴﺔ وه ﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎه ﺎ أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻗﻴﺎﺳ ﻪ وإﻋﻄ ﺎؤﻩ‬ ‫درﺟﺔ ‪ ،‬وﻋﺒﺎرة " اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ وﺳﻠﻮآﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ إﻳﺠﺎﺑًﺎ أو ﺳﻠﺒًﺎ ﺗﻌﻨﻰ أن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻤﺜﻞ‬ ‫ﻼ ﻳﻤﺘﺪ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﻴﻦ هﻤﺎ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺘﺎم أو اﻟﺮﻓﺾ اﻟﺘﺎم ﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ ‪ ،‬وﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ‬ ‫ﻣﺘﺼ ً‬ ‫ﻋﻦ هﺬا اﻟﻤﺘﺼﻞ آﻤﺎ ﺗﺮاﻩ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫ﺷﻜﻞ )‪ (1‬ﻳﺒﻴﻦ درﺟﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺼﻞ‬ ‫ه ﺬا وﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠ ﺸﻜﻞ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ واﻟ ﺬي ﻳﻤﺜ ﻞ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ هﻴﺌ ﺔ ﻣﺘ ﺼﻞ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ ‪ 1‬ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ‪ ،‬واﻟﺪرﺟﺔ ‪ 5‬ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺘﺎﻣ ﺔ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ ‪ 3‬ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺮدد ﻓ ﻲ اﻟ ﺮأي ‪،‬‬ ‫هﺬا وﺗﻌﺒﺮ اﻟﺪرﺟﺎت ‪ 4 ، 2‬ﻋﻦ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺘ ﺎم أو اﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺔ اﻟﺘﺎﻣ ﺔ وﺑ ﻴﻦ اﻟﺘ ﺮدد ؛ ﻓ ﺈذا‬ ‫ﻼ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻌﺐ أن ﻧﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺠﻴﺐ أن ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ رأﻳ ﻪ إزاء‬ ‫ﻗﻤﻨ ﺎ ﺑﺘﻄﺒﻴ ﻖ اﺧﺘﺒ ﺎر ﻣ ﺎ ﻣ ﺜ ً‬ ‫ﻋﺒﺎرة أو ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻮاﻓ ﻖ ﺟ ﺪ‪‬ا أو راﻓ ﺾ ﺟ ﺪ‪‬ا أو ﻣﺘ ﺮدد ‪ ،‬وإﻧﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻮن اﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﺒ ﺎرة‬ ‫ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎرات هﻲ "ﻣﻮاﻓﻖ ﺟﺪ‪‬ا ‪ ،‬ﻣﻮاﻓﻖ ‪ ،‬ﻣﺘﺮدد ‪ ،‬ﻣﻌﺎرض ‪ ،‬ﻣﻌﺎرض ﺟﺪ‪‬ا"‪.‬‬ ‫وﺗﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ آﻠﻤ ﺎ ﺗﻌ ﺪدت اﻟﺨﻴ ﺎرات ‪ ،‬وزادت درﺟ ﺎت اﻟﻤﺘ ﺼﻞ‬ ‫ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﺘ ﻴﺢ ﻓﺮﺻ ﺔ أآﺒ ﺮ ﻟﻘﻴ ﺎس ﺟﻮاﻧ ﺐ دﻗﻴﻘ ﺔ وﺗﺤﺪﻳ ﺪهﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻗ ﺪ ﻳ ﺼﻌﺐ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﺗﺤﺪﻳ ﺪهﺎ إذا‬ ‫آﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻓﻖ أو راﻓﺾ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ أن هﺬا اﻟﺘﻌﺪد ﻗﺪ ﻳﻜﻮن هﻮ ذاﺗﻪ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﺪم دﻗﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻧﻈﺮًا ﻟﻠﺤﻴ ﺮة واﻟﻤﻌﺎﻧ ﺎة اﻟﺘ ﻲ ﻳﺠ ﺪهﺎ اﻟﻤﻔﺤ ﻮص ﻓ ﻲ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻹﺟﺎﺑ ﺔ أو اﻻﺧﺘﻴ ﺎر‬ ‫اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻧﻈ ﺮًا ﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﺸﺘﺖ اﻟﺤ ﺎدث ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟ ﺮاء اﻟﺘﻌ ﺪد ﻓ ﻲ اﻻﺧﺘﻴ ﺎر ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺑ ﺼﺪد‬ ‫اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎؤل ﻣﺎ‪.‬‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﺘﻌﺮﻳ ﻒ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ ﻧﺠ ﺪ أن آﻠﻤ ﺔ "اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ" ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ أن اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻜ ﻮن‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ وهﻲ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻞ دﻳﻨﺎﻣﻲ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪.‬‬ ‫آ ﺬﻟﻚ ﺗ ﺸﻴﺮ ﻋﺒ ﺎرة " ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﻮآﻴﺔ " إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ هﻲ‪ " :‬اﻟﺠﺎﻧﺐ‬ ‫اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ " واﻟ ﺬي ﻳﻜﺘ ﺴﺐ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ودرﺟ ﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘ ﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤ ﻪ وﺧﺒﺮاﺗ ﻪ ‪،‬‬ ‫"اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ" )اﻟﺸﻌﻮري( ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺄﺛﺮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺎﻟﺘﻌﺰﻳﺰ واﻟﺘ ﺪﻋﻴﻢ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ‪ ،‬و"اﻟﺠﺎﻧ ﺐ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮآﻲ" )اﻟﻨﺰوﻋﻰ( واﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ اﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﻘﻴﻢ اﻟﻔﺮد واﺗﺠﺎهﺎت وﺗﻮﻗﻌﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬ ‫وهﻨ ﺎك ﻣ ﻦ أﺿ ﺎف ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وه ﻮ "اﻟﺠﺎﻧ ﺐ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ"‪).‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺻﺪﻳﻖ ‪.(1993 ،‬‬ ‫وﻓ ﻲ رأي اﻟﺒﺎﺣﺜ ﺔ ﻓ ﺈن اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺴﻠﻮآﻲ أﻋ ﻢ وأﺷ ﻤﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺣﻴ ﺚ إن‬ ‫اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻮﺟ ﻪ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد ﺗﻮﺟﻴ ًﻬ ﺎ ﻋﻘﻠ ‪‬ﻴ ﺎ )ﻣﻌﺮﻓ ‪‬ﻴ ﺎ( ووﺟ ﺪاﻧﻴًﺎ )ﺷ ﻌﻮرﻳ‪‬ﺎ( وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻳﻨ ﺸﺄ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻌﻘﻠ ﻲ )اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻤﻮﺟ ﻪ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ( واﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻌ ﺎﻃﻔﻲ‬ ‫اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ )اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻤﻮﺟ ﻪ ﺷ ﻌﻮر ‪‬ﻳًﺎ( ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻨﻔ ﺴﻪ ﻓﻴﻨ ﺘﺞ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﻴﻦ ﺑ ﻪ‬ ‫واﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻬﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻷﻓﻜﺎر‪.‬‬ ‫واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗﻨﻈ ﻴﻢ ﻧﻔ ﺴﻲ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴًﺎ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ وﻳ ﺴﺘﺪل ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻨ ﺎﻩ‬ ‫ووﺟ ﻮدﻩ ﻣ ﻦ ﺗﺮاﺑﻄ ﺎت اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻷﻓ ﺮاد إزاء ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ أو ﺳﻴﺎﺳ ﻴﺔ أو اﻗﺘ ﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫)ﺷﻌﺒﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ‪(40 :1994 ،‬‬ ‫وﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻤﺤﺎﻳﺪة‪.‬‬

‫واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﻣﻘﺪرة اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اآﺘﺴﺎﺑﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺪواﻓﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﻜﺘ ﺴﺒﺔ‬ ‫)ﻋﺰت ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻄﻮﻳﻞ ‪(264 :1995 ،‬‬ ‫أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫هﺬا وﻳﻌﺮف ﻣﻌﺠﻢ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻄ ﺐ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ "ﻣﻌﺘﻘ ﺪ ﺷﺨ ﺼﻲ ﻳﻜﺘ ﺴﺐ‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ واﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻧﻤﻂ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺗ ﺸﺘﺮك ﻓﻴ ﻪ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص أو ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ"‪.‬‬ ‫)ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ وﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ آﻔﺎﻓﻲ ‪(3590 :1995 ،‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻸﺷﻴﺎء واﻷﺷﺨﺎص ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻜ ﺲ اﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ اﻟ ﺴﻠﺒﻲ أو‬ ‫)‪(Semin & Fiedler, 1996: 5‬‬ ‫اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻸﺷﻴﺎء أو اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫هﺬا وﺗﺮﺟﻊ اﻻﺗﺠﺎهﺎت إﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻔﺮد ﻟﻜ ﻞ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻤﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﻌﺎﻟﻤ ﻪ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺪ‬ ‫ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻣﺘ ﺪاد ﻟﻜ ﻞ أﻓﻌﺎﻟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻔ ﻀﻠﻪ أو ﻻ ﻳﻔ ﻀﻠﻪ ‪ ،‬وآ ﺬﻟﻚ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻷﻓﻜ ﺎر‬ ‫واﻷﺷﺨﺎص واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت وآﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫)‪(Tesser & Martin, 1996‬‬ ‫واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﺘﻨﻈ ﻴﻢ أو اﻟﻨ ﺴﻖ اﻟﻔﺮﻳ ﺪ اﻟ ﺬي ﻳ ﻀﻢ آ ﻼ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎرف اﻟ ﺸﺨﺺ أو‬ ‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ‪ ،‬ودواﻓﻌﻪ أو اﻧﻔﻌﺎﻻﺗ ﻪ وﺳ ﻠﻮآﻪ أو ﺗ ﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ‪ ،‬اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺨ ﺬ ﻃ ﺎﺑﻊ اﻟﻘﺒ ﻮل أو اﻟ ﺮﻓﺾ ‪ ،‬اﻟﻤﻮاﻓﻘ ﺔ‬ ‫أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ‪.‬‬ ‫) ﻓﺆاد أﺑﻮ ﺣﻄﺐ ‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻴﺪ ‪(55 :1997 ،‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت هﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺪاد أو اﻟﺘﺄهﺐ اﻟﻌﺼﺒﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟ ﻪ ﺧﺒ ﺮة‬ ‫اﻟ ﺸﺨﺺ ‪ ،‬وﺗﻜ ﻮن ذات أﺛ ﺮ ﺗ ﻮﺟﻴﻬﻲ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔ ﺮد ﻟﺠﻤﻴ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺘﺜﻴﺮ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﺸﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﺪاد أو اﻟﻤﻴﻞ اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد ﻋﻨ ﺪﻣﺎ‬ ‫) ﻣﺮاد ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ‪(1997 ،‬‬ ‫ﻳﻜﻮن ﺑﺼﺪد ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺷﻲء أو ﻣﻮﺿﻮع ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺴﻘﺔ‪.‬‬ ‫اﻻﺗﺠ ﺎﻩ " ﻣﻴ ﻞ ﻋ ﺎم ﻣﻜﺘ ﺴﺐ ‪ ،‬ﻧ ﺴﺒﻲ ﻓ ﻲ ﺛﺒﻮﺗ ﻪ ‪ ،‬ﻋ ﺎﻃﻔﻲ ﻓ ﻲ أﻋﻤﺎﻗ ﻪ ‪ ،‬ﻳ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪواﻓﻊ‬ ‫اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻳﻮﺟﻪ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد"‪ ) .‬ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة ‪(208 :1997 ،‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ " ﺣﺎﻟﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠ ﻲ ﺗﻮﻟ ﺪ ﺗ ﺄﺛﻴﺮًا دﻳﻨﺎﻣ ‪‬ﻴ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟ ﺸﺨﺺ وﺳ ﻠﻮآﻪ‬ ‫ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣ ﺎ ‪ ،‬إﻳﺠﺎﺑ ﺎ أو ﺳ ﻠﺒًﺎ ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ‬ ‫واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺨﺺ ‪ ،‬وﺗﺤﺪد ﺳﻠﻮآﻪ ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ "‪.‬‬ ‫)‪(Hewstone et al, 1997: 221‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﺗﻘﻴ ﻴﻢ اﻳﺠ ﺎﺑﻲ وﻧ ﺴﺒﻲ ‪ ،‬ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﻓ ﺮاد واﻷﺷ ﻴﺎء ﻳ ﺘﻢ ﺗﺄﺳﻴ ﺴﻪ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس‬ ‫)‪(Aronson et al, 1997: 229‬‬ ‫ﻣﻌﺘﻘﺪات اﻟﻔﺮد ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻴ ﻞ ﻣ ﺘﻌﻠﻢ وﺛﺎﺑ ﺖ وﻧ ﺴﺒﻲ ‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻤﻴ ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺆﺛﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻷﻓ ﺮاد‬ ‫)‪(Sternberg, 1997: 288‬‬ ‫وأﻓﻜﺎرهﻢ وﺳﻠﻮآﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﻼ أو ﺣ ﺪﺛًﺎ‬ ‫اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗﻨﻈ ﻴﻢ داﺋ ﻢ ﻧ ﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ﻻﻋﺘﻘ ﺎدات ﻣﺘﺪاﺧﻠ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﻒ وﺗﻘ ﻴﻢ وﺗ ﺪﻋﻢ ﻓﻌ ً‬ ‫)‪(Margaret & Frank, 1997: 30‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮع أو ﻣﻮﻗﻒ‪.‬‬

‫واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻠﻔ ﺮد اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻜ ﻮن ﺑﻨ ﺎ ًء ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺘﻘ ﺪات أو‬ ‫ﺗﺼﻮرات ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع ﻣﺎ أو أﺷﺨﺎص ﻣﻌﻴﻨ ﻴﻦ واﻟﺘ ﻲ ﺗﺪﻓﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻷﺣﻴ ﺎن إﻟ ﻰ اﻟﻘﻴ ﺎم‬ ‫ﺑﺒﻌﺾ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت أو اﻟﺴﻠﻮآﻴﺎت ﺣﻴﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﻴﻦ وﻳﺘﺤﺪد ﻣﻦ ﺧﻼل هﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت درﺟ ﺔ‬ ‫رﻓﻀﻪ أو ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع أو هﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص‪) .‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪(490 :1998 ،‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﻧﻈ ﻢ داﺋﻤ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻘﻴﻴﻤ ﺎت اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ أو اﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ واﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ ‪،‬‬ ‫وﻣﻴﻮل اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻊ أو ﺿﺪ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ‪ ،‬وه ﻲ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔ ﺮد ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺷ ﻴﺎء أو‬ ‫اﻟﺤﻮادث أو اﻷﺷﺨﺎص اﻵﺧﺮﻳﻦ أو اﻷﻧﺸﻄﺔ‪.‬‬ ‫)ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو ‪(214 :1998 ،‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ اﺳﺘﻌﺪاد أو ﺗﺄهﺐ ﻋﺼﺒﻲ وﻧﻔﺴﻲ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻔﺮد ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻤﺆﺛﺮ ﻣﻌ ﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ‬ ‫ﻓﻴﺘﺤﺪد ﺷﻜﻞ إدراآﻪ وﺷﻌﻮرﻩ وﺳﻠﻮآﻪ ﺗﺠﺎﻩ اﻷﺷﻴﺎء واﻷﺷﺨﺎص‪( Khalil, 1998) .‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ اﺳﺘﻌﺪاد ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻣ ﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ ﻳﺤ ﺪد ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد إزاء اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ واﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت‬ ‫واﻷﺷﺨﺎص اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ إﻣﺎ ﺑﻘﺒﻮﻟﻬﺎ أو رﻓﻀﻬﺎ‪.‬‬ ‫)أ(‬ ‫)ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ أﺣﻤﺪ ‪(24 : 1999 ،‬‬ ‫وﻳﻌﺮﻓ ﻪ ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﻤ ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳ ﺔ ‪ 1999‬ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠ ﻲ ﺗﻮﻟ ﺪ ﺗ ﺄﺛﻴﺮًا‬ ‫دﻳﻨﺎﻣﻴًﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﺗ ﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ‪ ،‬ﺳ ﻮاء أآﺎﻧ ﺖ ﺑ ﺎﻟﺮﻓﺾ أم ﺑﺎﻹﻳﺠ ﺎب‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ وﻣﺸﻜﻼت‪ ) .‬أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﻠﻘﺎﻧﻰ ‪ ،‬ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﺠﻤﻞ ‪(7 :1999 ،‬‬ ‫وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻻﺳ ﺘﻌﺪاد اﻟﻌﻘﻠ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺒﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻜ ﻮن ﻧﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﺨﺒ ﺮات واﻟﺘﺠ ﺎرب اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﻻﺗﺨﺎذ ﻣﻮاﻗﻒ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒﻮل ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻀﺎﻳﺎ أو أﺷﺨﺎص أو أﻣﺎآﻦ‪.‬‬ ‫)ﻋﻠﻲ ﻋﺴﻜﺮ ‪(129 :2000 ،‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻴﻞ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ أو ﺿﺪ ﻣﻮﺿﻮع أو ﺷﺨﺺ أو ﻓﻜﺮة ‪...‬إﻟﺦ‪.‬‬ ‫)اﻧﺘﺼﺎر ﻳﻮﻧﺲ ‪(277 :2000 ،‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻧﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺘ ﺼﻞ ﺑﻤﻮﻗ ﻒ أو ﻣﻮﺿ ﻮع ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗﺠﻌ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﺮء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ أو اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﻀﻠﺔ‪.‬‬ ‫)ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﺑﺮ ‪(320 :2000 ،‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮد اﻟ ﺸﻌﻮرﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ‪ ،‬وﻗ ﺪ‬ ‫ﻳﻜﻮن هﺬا اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻮﺟﺐ أو ﺳﺎﻟﺐ أي ﻳﺤﺪد ﺷﻌﻮر اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ أو ﺿﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫)‪(Erwin: 2001: 4‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد وﺷﻌﻮرﻩ وﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺎ أو ﻣﻦ ﺷﺨﺺ أو ﺷﻲء ﻣﻌﻴﻦ‪.‬‬ ‫)‪(White, 2001: 37‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ أﺳﻠﻮب ﻣﻨﻈﻢ ﻣﺘﺴﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ واﻟ ﺸﻌﻮر ورد اﻟﻔﻌ ﻞ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨ ﺎس واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت‬ ‫واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬أو ﺗﺠﺎﻩ أي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫)ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻴﺺ ‪(47 :2001 ،‬‬

‫هﺬا وﻳﻌﺮف اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ه ﻮ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ وراء رأي اﻟ ﺸﺨﺺ أو اﻋﺘﻘ ﺎدﻩ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ ‪ ،‬ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ رﻓ ﻀﻪ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع أو ﻗﺒﻮﻟ ﻪ و درﺟ ﺔ ه ﺬا اﻟ ﺮﻓﺾ أو‬ ‫اﻟﻘﺒﻮل‪.‬‬ ‫)‪(Weiner et al: 2003: 261‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬﻩ اﻟﻔﺮد أو اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒ ﺪﻳﻬﺎ إزاء ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻴﻦ أو ﺣ ﺪﻳﺚ‬ ‫ﻣﻌﻴﻦ أو ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻤ ﺮورﻩ ﺑﺨﺒ ﺮة ﻣﻌﻴﻨ ﺔ أو ﺑﺤﻜ ﻢ‬ ‫ﺗ ﻮاﻓﺮ ﻇ ﺮوف أو ﺷ ﺮوط ﺗﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟ ﺸﻲء أو اﻟﺤ ﺪث أو اﻟﻘ ﻀﻴﺔ ‪ ،‬وه ﻮ ﻣﻔﻬ ﻮم ﻳﻌﻜ ﺲ ﻣﺠﻤ ﻮع‬ ‫اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻔ ﺮد ‪ ،‬آﻤ ﺎ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت واﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ‬ ‫ﻧﺤﻮه ﺎ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻷﻓ ﺮاد ﺑﺤﻜ ﻢ أن ه ﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت أو اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ﺗﻜ ﻮن ﺟﺪﻟﻴ ﺔ ﺑﺎﻟ ﻀﺮورة أي‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ‪ ،‬وﺗﺘﺴﻢ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺎﻟﻘﺒﻮل ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨ ﺔ أو ﺑ ﺎﻟﺮﻓﺾ ﺑ ﺪرﺟﺎت‬ ‫ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ أﻳﻀًﺎ‪.‬‬ ‫)ﺣﺴﻦ ﺷﺤﺎﺗﺔ وﺁﺧﺮون ‪(16 :2003 ،‬‬ ‫اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ ﻓﺮﺿ ﻲ أو ﻣﺘﻐﻴ ﺮ آﺎﻣ ﻞ أو ﻣﺘﻮﺳ ﻂ ﻳﻘ ﻊ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺜﻴ ﺮ واﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ وه ﻮ‬ ‫ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻧﻔ ﺴﻲ أو ﺗﻬﻴ ﺆ ﻋ ﺼﺒﻲ ﻣﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻮﺟﺒ ﺔ واﻟ ﺴﺎﻟﺒﺔ ﻧﺤ ﻮ أﺷ ﺨﺎص أو‬ ‫أﺷﻴﺎء أو ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أو ﻣﻮاﻗﻒ أو رﻣﻮز ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ هﺬﻩ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‪.‬‬ ‫)ﺣﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم زهﺮان ‪(136 :2003 ،‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﻣﺸﺎﻋﺮ وﻣﻴﻮل اﻟﻔﺮد واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻹﺟﺤﺎف ‪ ،‬واﻻﻧﺤﻴﺎز‪ ،‬واﻷﻓﻜ ﺎر اﻟﻤ ﺴﺒﻘﺔ ‪،‬‬ ‫واﻟﻤﺨ ﺎوف ‪ ،‬واﻟﺘﻬﺪﻳ ﺪات ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘﻘ ﺪات اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ‪(Dorn, et al, 2003: 17) .‬‬ ‫وﻳﻌﺮف ﺑﻮﺟﺎردس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "هﻮ ﻣﻴﻞ اﻟﻔﺮد اﻟﺬي ﻳﻨﺤﻮ ﺳﻠﻮآﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ‬ ‫اﻟﺒﻴﺌﺔ أو ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻨﻬ ﺎ ﻣﺘ ﺄﺛﺮًا ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﺎﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻟﻤﻮﺟﺒ ﺔ أو اﻟ ﺴﺎﻟﺒﺔ ﺗﺒ ًﻌ ﺎ ﻟﻘﺮﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ أو‬ ‫ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻨﻬﺎ" ‪ ،‬وﻳﺸﻴﺮ ﺑﻮﺟﺎردس ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻟﻠﺘﺄهﺐ هﻤ ﺎ‪ :‬أن ﻳﻜ ﻮن ﻟﺤﻈ ‪‬ﻴ ﺎ ‪،‬‬ ‫أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ذا أﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ‪ ،‬وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ آﻞ ﻣﺴﺘﻮى ﻣ ﻦ ه ﺬﻳﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪة ﺑ ﺸﻲء ﻣ ﻦ‬ ‫اﻹﻳﺠﺎز‪:‬‬ ‫‪ .1‬اﻟﺘﺄهﺐ اﻟﻤﺆﻗﺖ أو اﻟﻠﺤﻈﻲ‪:‬‬ ‫وﻳﻨ ﺘﺞ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﺤ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ اﻟﻠﺤﻈ ﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮد وﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻓﻴﻬ ﺎ ‪،‬‬ ‫وﻳﻤﺜﻞ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺠ ﺎﺋﻊ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ إﺣ ﺴﺎﺳﻪ ﺑ ﺎﻟﺠﻮع ‪ ،‬وﻳﻨﺘﻬ ﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻬﻴ ﺆ اﻟﻤﺆﻗ ﺖ‬ ‫ﺑﻤﺠﺮد إﺣﺴﺎس اﻟﺠﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺸﺒﻊ‪(Perloff, 2003: 38) .‬‬ ‫‪ .2‬اﻟﺘﻬﻴﺆ ذا اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ‪:‬‬ ‫وﻳﺘﻤﻴﺰ ه ﺬا اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑﺎﻟﺜﺒ ﺎت واﻻﺳ ﺘﻘﺮار ‪ ،‬وﻳﻤﺜ ﻞ ذﻟ ﻚ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﺻ ﺪﻳﻖ ﻟ ﻪ ‪ ،‬ﻓﻬ ﻮ‬ ‫ﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ‪ ،‬ﻻ ﻳﺘ ﺄﺛﺮ ﻏﺎﻟ ًﺒ ﺎ ‪ ،‬آﺎﻟﻤ ﻀﺎﻳﻘﺎت اﻟﻌ ﺎﺑﺮة ‪ ،‬وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﻤ ﻦ أه ﻢ ﺧ ﺼﺎﺋﺺ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت أﻧﻪ ﺗﺄهﺐ أو ﺗﻬﻴﺆ ‪ ،‬ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺜﺒﺎت أو اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﺴﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﺗﻄ ﻮر‬ ‫اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻴ ﻪ ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﺣ ﺼﻴﻠﺔ ﺗ ﺄﺛﺮ اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺎﻟﻤﺜﻴﺮات اﻟﻌﺪﻳ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺪر ﻋ ﻦ اﺗ ﺼﺎﻟﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ وأﻧﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬واﻟﺘﺮاث اﻟﺤﻀﺎري ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻓﻄﺮﻳﺔ‪.‬‬ ‫)‪(Perloff, 2003: 38‬‬

‫واﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺗﺮآﻴ ﺐ ﺗ ﺸﺎرآﻲ ﺑ ﺴﻴﻂ ﻓﻬﻨ ﺎك ﻧﻘﻄ ﺔ ﻣ ﺎ ﺗﻤﺜ ﻞ ه ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ وأﺧ ﺮى‬ ‫ﺗﻘﻴﻴﻤﻴﺔ وراﺑﻂ ﻳﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻘﻄﺘﻴﻦ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻘﻮﻳ ﺔ ﻻﺑ ﺪ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟ ﺮاﺑﻂ ﻗﻮ ‪‬ﻳ ﺎ وﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ‬ ‫اﻟ ﺬي ﺗﻨ ﺸﻂ ﻓﻴ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﺜ ﻞ ه ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺳ ﻮف ﻳﻨﺘﻘ ﻞ ه ﺬا اﻟﻨ ﺸﺎط إﻟ ﻰ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻳﻢ وﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﻨ ﺸﺄ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺘ ﺸﺎرآﻲ أو اﻟﺘﻌ ﺎوﻧﻲ ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟ ﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻟ ﻦ ﺗﻨ ﺸﻂ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ ؛ وذﻟ ﻚ ﻷن اﻟ ﺮاﺑﻂ اﻟ ﺬي ﻳ ﺼﻞ ﺑ ﻴﻦ ه ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ واﻟﺘﻘﻴ ﻴﻢ ﻟ ﻦ ﻳﻨﻘ ﻞ‬ ‫اﻟﺘﻨﺸﻴﻂ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺸﻂ ﻧﻘﻄﺔ هﺪف اﻻﺗﺠﺎﻩ‪(Weiner, et al, 2003: 261) .‬‬ ‫واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ه ﻮ ﺣﺎﻟ ﺔ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻋﻘﻠ ﻲ ﻋ ﺼﺒﻲ ﺗ ﻢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس اﻟﺘﺠ ﺎرب اﻟﺸﺨ ﺼﻴﺔ ‪،‬‬ ‫وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻟﻜﻞ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﺘﻌﺪاد‪.‬‬ ‫)ﻓﺎروق ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻠﻴﺔ ‪ ،‬و أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺰآﻲ ‪.(46 :2004 ،‬‬ ‫آﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺣﺎﻟﺔ أو وﺿﻌًﺎ ﻧﻔﺴﻴًﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد )‪ (Orientation‬ﻳﺤﻤﻞ ﻃﺎﺑﻌًﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴ‪‬ﺎ أو‬ ‫ﺳﻠﺒ ‪‬ﻴﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺷﻲء أو ﻣﻮﻗﻒ أو ﻓﻜﺮة أو ﻣ ﺎ ﺷ ﺎﺑﻪ ﻣ ﻊ اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻟﻼﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﺤ ﺪدة ﻣ ﺴﺒﻘًﺎ ﻧﺤ ﻮ‬ ‫ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر أو آﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻬﺎ‪) .‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺪس و ﻣﺤﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺗﻮق ‪(416 :2005 ،‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ" ﺷﻌﻮر أو اﻋﺘﻘﺎد ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ﺗﺠﺎﻩ أﺷﺨﺎص ﺑﻌﻴﻨﻬﻢ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أو أﻓﻜ ﺎر أو‬ ‫وﻇﺎﺋﻒ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت‪(Landy & Conte, 2006: 339) .‬‬ ‫وﻣﻤﺎ ﺳ ﺒﻖ وﺑﻌ ﺪ اﻻﻃ ﻼع ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ واﻟﺘﻌﺮﻳﻔ ﺎت اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜ ﺔ أن‬ ‫ﺗﻌﺮف اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪:‬‬ ‫"ﻣﻴﻞ أو ﺗﺄهﺐ ﻧﻔ ﺴﻲ ﻣﻜﺘ ﺴﺐ ﻳﺘﻤﻴ ﺰ ﺑﺎﻟﺜﺒ ﺎت اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ﻳﻮﺟ ﻪ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔ ﺮد وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﺤ ﻮ‬ ‫اﻟﻤﺜﻴﺮات ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ أﺷ ﻴﺎء أو أﻓ ﺮاد أو ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت ﺗ ﺴﺘﺪﻋﻲ اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ وﻳﻌﺒ ﺮ ﻋﻨﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺤ ﺐ أو‬ ‫اﻟﻜﺮاهﻴ ﺔ أو اﻟ ﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒ ﻮل ﻓﻬ ﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ ﻃﺎﺑ ‪‬ﻌ ﺎ اﻳﺠﺎﺑ ‪‬ﻴ ﺎ أو ﺳ ﻠﺒﻴ‪‬ﺎ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺷ ﻴﺎء أو اﻷﻓ ﺮاد أو‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ"‪.‬‬ ‫آﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﺗﻌﺮف اﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻠﻤﺎت رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻧ ﻪ "ه ﻮ‬ ‫اﺳ ﺘﻌﺪاد ﻋﻘﻠ ﻲ ووﺟ ﺪاﻧﻲ ﻣﻜﺘ ﺴﺐ وﺛﺎﺑ ﺖ ﻧ ﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ﻟ ﺪي ﻣﻌﻠﻤ ﺔ اﻟﺮوﺿ ﺔ واﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺪد ﺳ ﻠﻮآﻬﺎ‬ ‫واﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل أو ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ واﻟﺬي ﻳ ﻨﻌﻜﺲ ﺑ ﺪورﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪى ﺗﻘﺒ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ أو ﻣ ﺪى رﻓ ﻀﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻊ ﻃﻔ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳ ﺔ" ‪ ،‬وه ﻮ ﻣ ﺎ ﺗﺤ ﺪدﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻘﻴ ﺎس اﻟﻤ ﺴﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴ ﺔ ‪ ،‬ﺣﻴ ﺚ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌ ﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﻴﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮل واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻄﻔ ﻞ ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺗ ﺪل اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻤﻨﺨﻔ ﻀﺔ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺮﻓﺾ واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻃﻔﻞ اﻟﺮوﺿﺔ‪.‬‬

‫أهﻤﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫ﺗﺤﺘ ﻞ دراﺳ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﻜﺎ ًﻧ ﺎ ﺑ ﺎر ًزا ﻓ ﻲ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺪراﺳ ﺎت اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ وﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻴ ﺎدﻳﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة ‪ ،‬ذﻟ ﻚ أن ﺟ ﻮهﺮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺠ ﺎﻻت‬ ‫ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻴﺴﺮة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أهﺪاف اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬وإﺿﻌﺎف اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻌﻮﻗ ﺔ ‪ ،‬ﺑ ﻞ‬ ‫إن اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ هﻮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ذاﺗ ﻪ أو ﻧﺤ ﻮ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ أو‬ ‫ﻧﺤﻮ ﻋﺎﻟﻤﻪ‪.‬‬ ‫أن ﺗﺮاآﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻲ ذهﻦ اﻟﻤﺮء وزﻳﺎدة اﻋﺘﻤﺎدﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺼﺮف‬ ‫ﻃ ﺎ ﺳ ﻠﻮآﻴﺔ روﺗﻴﻨﻴ ﺔ ﻣﺘﻜ ﺮرة ‪ ،‬وﻳ ﺴﻬﻞ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑﻬ ﺎ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧ ﺮي ﻓﻬ ﻲ ﺗﺠﻌ ﻞ‬ ‫وﺗ ﺼﺒﺢ أﻧﻤﺎ ً‬ ‫اﻻﻧﺘﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺼﺮف أﻣﺮًا ﻣﻤﻜﻨًﺎ وﻣﻴﺴﺮًا ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ آﺎﻧ ﺖ دراﺳ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻋﻨ ﺼﺮًا أﺳﺎﺳ ﻴ‪‬ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻔ ﺴﻴﺮ اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﺤ ﺎﻟﻲ واﻟﺘﻨﺒ ﺆ‬ ‫)ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو ‪(217 :1998 ،‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻔﺮد واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أﻳﻀًﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﻤﺜ ﻞ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﻤ ﺆﺛﺮة ﻓ ﻲ ﻣ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔ ﺮد اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ واﺳ ﺘﻌﺪاداﺗﻪ ‪ ،‬ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮم ﺑﺘﻮﺟﻴ ﻪ‬ ‫ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌ ﻴﺶ ﻓﻴﻬ ﺎ ‪ ،‬واﻟﻘ ﺼﺪ ﺑﺎﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ ﻣ ﺎ ﻳﺘ ﺼﻞ‬ ‫ﺑﺄﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﻔﺮد وﻣﺎ ﻳﺼﺎﺣﺐ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻠﻮك‪.‬‬ ‫)ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻣﻨﺼﻮر وزآﺮﻳﺎ اﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﻔﻘﻲ ‪(225 :2001 ،‬‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ‪:‬‬ ‫ﻳﺘﺮآﺐ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻷول‪ :‬ﺗﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻦ ﺷﻌﻮر إﻳﺠﺎﺑﻲ أو ﺳﻠﺒﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺷﻲء ﻣﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻮ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺪاد ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺗﻘﻴﻴﻢ أو اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻨ ﺼﺮ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ‪ :‬اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺗﺘ ﻀﻤﻦ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ )اﻟﻮﺟ ﺪان( واﻟ ﺴﻠﻮك )اﻷﻓﻌ ﺎل( واﻹدراك‬ ‫)‪(Brown, 2006 : 49‬‬ ‫)اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ(‪.‬‬

‫وﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺛﻼث هﻲ‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪ :‬وﻳﻀﻢ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻵراء واﻷﻓﻜﺎر ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ‪ :‬وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﺮد واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺴﻠﻮآﻲ‪ :‬وﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻳﺎ أو اﻟﻤﻴﻞ ﻟﻠﺴﻠﻮك أو اﻟﺘﺼﺮف ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﻌ ﻴﻦ إزاء ﻣﻮﺿ ﻮع‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫)‪(Breckler, 1997) & (Brehm & Kassin, 1996: 32‬‬

‫وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻜﻮﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪Cognitive component :‬‬ ‫وهﻮ ﻳﻌﺪ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وﻳﺘ ﻀﻤﻦ اﻟﻤﻌ ﺎرف وﻣﻌﺘﻘ ﺪات اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬وهﻮ اﻟﺬي ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ودرﺟ ﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘ ﻪ وﺗﻌﻠﻴﻤ ﻪ ‪،‬‬ ‫وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﺘﻲ ﺁﻟﺖ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻔﺮد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻘﻞ أو اﻟﺘﻠﻘﻴﻦ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ،‬وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑ ﻪ اﻟﻔ ﺮد‬ ‫ﻣ ﻦ ﺁراء و وﺟﻬ ﺎت ﻧﻈ ﺮ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ اآﺘ ﺴﺒﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺧﺒﺮاﺗ ﻪ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣ ﻊ ﻣﺜﻴ ﺮات ه ﺬا‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﻋﺪادﻩ و ﺗﻬﻴﺌﺘﻪ و ﺗﺄهﺒﻪ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﻘﻮﻳﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ واﻟﻈ ﺮوف‬ ‫اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻨﻤﻄﻲ اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫)ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪) ، (361-360 :1998 ،‬ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ‪) ، (١٦٧ :١٩٩٩ ،‬ﺳ ﻬﻴﺮ آﺎﻣ ﻞ‬ ‫أﺣﻤﺪ ‪(72 :2001 ،‬‬ ‫‪ .2‬اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ‪Affective component :‬‬ ‫ﻳﺘﺄﺛﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﻟﺘﻌﺰﻳﺰ واﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻻﻧ ﺸﺮاح أو اﻻﻧﻘﺒ ﺎض اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺎ ﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬وهﺬﻩ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﺤﻨﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺗﻔﻜﻴﺮ اﻟﻔﺮد اﻟﻨﻤﻄﻲ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ‪.‬‬ ‫)ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ‪) ، (١٦٧ : ١٩٩٩ ،‬ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ أﺣﻤﺪ ‪(72 :2001 ،‬‬ ‫‪ .3‬اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺴﻠﻮآﻲ‪Behavioral component :‬‬ ‫ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻤﺜ ﻞ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻟ ﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﻤﺜ ﻞ اﻧﻌﻜﺎﺳ ﺎ ﻟﻘ ﻴﻢ اﻟﻔ ﺮد واﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ وﺗﻮﻗﻌ ﺎت‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ،‬واﻟﺨﻄﻮات اﻹﺟﺮاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘ ﺼﺮﻓﺎت اﻹﻧ ﺴﺎن إزاء ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑﻤ ﺎ ﻳ ﺪل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻟﻪ أو رﻓﻀﻪ ﺑﻨﺎ ًء ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ اﻟﻨﻤﻄﻲ ﺣﻮﻟﻪ وإﺣﺴﺎﺳﻪ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟ ﺴﻠﻮك‬ ‫ﺣﻴ ﺚ ﻳﻌ ﺪ ﻣﻨﺒﺌ ًﺎ ﻟﻠ ﺴﻠﻮك اﻟﻤ ﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺗﻨﺒ ﻰء ﺑ ﺸﻜﻞ ﻗ ﻮي ﺑﺎﻟ ﺴﻠﻮك ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن‬ ‫اﻷﻓﺮاد ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﺒﺮات ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻬ ﺪف اﻻﺗﺠ ﺎﻩ وﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜ ﺮر ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺪث‬ ‫ﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬وهﻮ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻓ ﻲ ﻣﻮﻗ ﻒ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻧﺤﻮ ﻣﺜﻴﺮ ﻣﻌﻴﻦ ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ أن اﻟﻔﺮد ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﻠﻮك ﻣﻌﻴﻦ ﺗﻌﺒﻴ ﺮًا ﻋ ﻦ إدراآ ﻪ ﻟ ﺸﻲء ﻣ ﺎ‬ ‫وﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗ ﻪ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟ ﺸﻲء وﻋﺎﻃﻔﺘ ﻪ واﻧﻔﻌﺎﻟ ﻪ ﻧﺤ ﻮ ه ﺬا اﻟ ﺸﻲء ‪ ،‬وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻤﻜ ﻮن‬ ‫اﻟ ﺴﻠﻮآﻲ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ه ﻮ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﻄ ﺎف ‪ ،‬ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺘﻜﺎﻣ ﻞ ﺟﻮاﻧ ﺐ اﻹدراك وأﺑﻌ ﺎدﻩ وﻳﻜ ﻮن اﻟﻔ ﺮد ﺑﻨ ﺎء‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ رﺻ ﻴﺪًا ﻣ ﻦ اﻟﺨﺒ ﺮة واﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺎﻋﺪ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻟﻌﺎﻃﻔ ﺔ أو اﻻﻧﻔﻌ ﺎل‬ ‫ﻳﻘﻮم اﻟﻔﺮد ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك أو ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ هﺬا اﻻﻧﻔﻌﺎل وهﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮة وهﺬا اﻹدراك‪.‬‬ ‫)ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪) ، (361-360 :1998 ،‬ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ‪) ، (١٦8 :١٩٩٩ ،‬ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣ ﻞ‬ ‫أﺣﻤﺪ ‪(Laura & Dolores, 2006) ، (72 :2001 ،‬‬ ‫وﺗﺮاﻩ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺑﺄﻧﻪ هﻮ‪ :‬اﻟﻤﻜﻮن اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻧﻤﺎط واﻻﺳﺘﻌﺪادات اﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت إﻳﺠﺎﺑًﺎ أو ﺳﻠﺒًﺎ وﺗﻮﺟﻪ ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد وﺗﺪﻓﻌﻪ ﻷن ﻳﺴﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ‬ ‫إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﺗﺠﺎهﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤ ﻮ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻮاﺿ ﻴﻊ ‪ ،‬وﺗﺪﻓﻌ ﻪ ﻷن ﻳ ﺴﻠﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺤ ﻮ ﺳ ﻠﺒﻲ‬ ‫إذا آﺎن ﻳﺤﻤﻞ اﺗﺠﺎهﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺎ‪.‬‬

‫ﻣﻜﻮﻧﺎت اﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﻠﻤﺎت رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﻦ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﺮض اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺛﻼﺛ ﺔ ه ﻲ‪ :‬اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ‪،‬‬ ‫واﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ‪ ،‬واﻟﻤﻜﻮن اﻟﺴﻠﻮآﻲ‪.‬‬ ‫وإذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ آﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻟﺮﻳ ﺎض‬ ‫اﻷﻃﻔﺎل ﻓﺴﻮف ﺗﺠﺪ أن‪:‬‬ ‫•‬

‫اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ‪ :‬ﻳﺘ ﻀﻤﻦ اﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﺨﺒ ﺮات‬ ‫واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﺔ ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈﺮه ﺎ‬ ‫ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻬﻨﺔ‪.‬‬

‫•‬

‫وذﻟﻚ ﺑﺪورة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻤﻜﻮن اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﻮاﺣﻲ اﻟ ﺸﻌﻮرﻳﺔ أو اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ وﺗﺤﺪد ﻣﺪي رﻏﺒﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺘﻬ ﺎ أو ﺗﺮآﻬ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻔ ﻲ رأي اﻟﺒﺎﺣﺜ ﺔ أﻧ ﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻜﻮﻧﻴﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫•‬

‫أﻣ ﺎ اﻟﻤﻜ ﻮن اﻟ ﺴﻠﻮآﻲ ﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ‪ :‬ﻓﻴﻤﺜﻠ ﻪ ﻧﺰﻋ ﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ و ﻣﻴﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫اﺧﺘﻴﺎر ﺗﺮك اﻟﻤﻬﻨﺔ آﻮﺳﻴﻠﺔ ﻹﻧﻬﺎء دورهﺎ آﻤﻌﻠﻤﺔ ﺑﺮﻳﺎض اﻷﻃﻔ ﺎل أو اﻻﺳ ﺘﻤﺮار ﻓﻴﻬ ﺎ وه ﺬا‬ ‫اﻟﻤﻴﻞ اﻟﺴﻠﻮآﻲ ﻳﺘﻮاﻓﻖ أو ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺷ ﻌﻮر اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬ ﺎ وﻣﻌﺎرﻓﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺮآﻬﺎ ﻟﻤﻬﻨﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ أﺑﻌ ﺎد اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ و ﻧﻔ ﺴﻴﺔ وﻣﺎدﻳ ﺔ ﺳ ﺎﻋﺪت‬ ‫ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﺴﻠﺐ أو اﻹﻳﺠﺎب‪.‬‬

‫ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ‪:‬‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻰ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺣ ﺼﻴﻠﺔ ﺗ ﺄﺛﺮ اﻟﻔ ﺮد‬ ‫ﺑ ﺎﻟﻤﺜﻴﺮات اﻟﻌﺪﻳ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺪر ﻋ ﻦ اﺗ ﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌ ﺔ و أﻧﻤ ﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ و اﻟﺘ ﺮاث اﻟﺤ ﻀﺎري ﻟﻸﺟﻴ ﺎل‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﺮد ؛ ﻟﺬا ﻓﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ و ﻟﻴ ﺴﺖ‬ ‫ﻓﻄﺮﻳ ﺔ أو ﻣﻮروﺛ ﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺪد ﻗﻮاﻋ ﺪ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد وﺳ ﻂ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ‬ ‫اﻷﻗﺮان ‪ ،‬وأﻳﻀًﺎ اﻟﻔﺮوق ﻓ ﻲ اﻟﻄﺒﻘ ﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ‪ ... ،‬إﻟ ﺦ( ‪ ،‬وآ ﺬﻟﻚ اﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ وه ﻲ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺗﻨﻈﻢ ﻗﻮاﻋﺪ وﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺴﻠﻮك واﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻷﺧﻼﻗﻴ ﺔ اﻟ ﺴﺎﺋﺪة ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أﻳ ﻀﺎ ﺳ ﻮاء‬ ‫أآﺎﻧﺖ ﺻﺮﻳﺤﺔ أم ﺿﻤﻨﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن هﻲ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ درﺟ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮﺣ ﺪ واﻻﺗ ﺴﺎق ‪،‬‬ ‫وﻟﻜ ﻦ اﻟﺨﺒ ﺮة اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻟﻠﻔ ﺮد ﺗﻨ ﺘﺞ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت واﻵراء ‪ ،‬ﻓﻌﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜ ﺎل‬ ‫ﺗﺠﺎرب اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة ‪ ،‬وﻗﻴﻢ اﻷﺳﺮة ‪ ،‬وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺤ ﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤ ﻲ ‪ ،‬وأﺧﻼﻗﻴ ﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴ ﺔ‬ ‫هﻲ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﻴﻦ اﻷﻓﺮاد ‪ ،‬وﻳﻜﻔﻲ اﻟﻘﻮل‪ :‬إن ﺁﺑﺎءﻧﺎ ‪ ،‬واﻷﻗ ﺮان ‪،‬‬ ‫واﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ ‪ ،‬وآ ﺬﻟﻚ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻷﻋ ﻼم ‪ ،‬وﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﻋ ﺮاف اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ ﺗﻠﻌ ﺐ دورا ﻣﻬ ‪‬ﻤ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫)‪(Pennington, et al, 1999: 71-72‬‬

‫وهﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻳﺸﺘﺮط ﺗﻮاﻓﺮهﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠﺎزهﺎ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫•‬

‫ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﺨﺒﺮة ‪ :‬أي ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﺨﺒﺮات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺤﻮ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﻢ هﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮات آﻮﺣﺪة‬ ‫ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ أﺣﻜﺎم اﻟﻔﺮد و اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ‪.‬‬

‫• ﺗﻜﺮار اﻟﺨﺒﺮة ‪ :‬ﻓﻠﻜﻲ ﻳﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻜﺮر اﻟﺨﺒﺮة‪.‬‬ ‫•‬

‫ﺣ ﺪة اﻟﺨﺒ ﺮة ‪ :‬ﻓﺎﻻﻧﻔﻌ ﺎل اﻟﺤ ﺎد ﻳﻌﻤ ﻖ اﻟﺨﺒ ﺮة و ﻳﺠﻌﻠﻬ ﺎ أﺑﻌ ﺪ ﻏ ﻮرًا ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺴﻴﺔ اﻟﻔ ﺮد وأآﺜ ﺮ‬ ‫ارﺗﺒﺎﻃًﺎ ﺑﻨﺰوﻋﻪ وﺳﻠﻮآﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺤﺘﻮى اﻟﺨﺒﺮة‪.‬‬

‫•‬

‫ﺗﻤﺎﻳﺰ اﻟﺨﺒﺮة ‪ :‬أي أن ﺗﻜﻮن اﻟﺨﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳ ﻬﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻣﺤ ﺪدة اﻷﺑﻌ ﺎد واﺿ ﺤﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺘ ﻮى‬ ‫ﺗﺼﻮرﻩ و إدراآﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﺎﺛﻠﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺑﻴﺌﺘﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫•‬

‫اﻧﺘﻘﺎل أﺛﺮ اﻟﺨﺒﺮة ‪ :‬ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﺨﺒﺮة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺼﻮر أو اﻟﺘﺨﻴﻞ أو اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‪.‬‬ ‫)ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻳﻞ اﻟﻐﺎﻣﺪي ‪(26 :2001 ،‬‬

‫وﺗﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺷﺮوط ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺸﻜﻞ أآﺜ ﺮ وﺿ ﻮﺣًﺎ وﻗﺮﺑ ًﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺗﻄﺒﻴﻘﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻄﻔ ﻞ ‪ ،‬وذﻟ ﻚ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫•‬

‫ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﺨﺒﺮة ‪ :‬إن ﺧﺒﺮات اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ واﻟﺘﻲ اآﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫وﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻟﻤﺎدﻳ ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬ ﺬﻩ اﻟﺨﺒ ﺮات ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫اﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺗﻌﻤ ﻞ ﻧﺤ ﻮ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ أو ﻣﻮﻗﻔﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻬﻨﺘﻬ ﺎ ﺳ ﻮاء ﺑﺎﻟ ﺴﻠﺐ أو‬ ‫اﻹﻳﺠ ﺎب ‪ ،‬واﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ هﻨ ﺎ ﺗﻘ ﻮم ﺑﺘﻌﻤ ﻴﻢ ه ﺬﻩ اﻟﺨﺒ ﺮات وﺗﻘ ﻮم ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﺑﺈﺻ ﺪار اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫•‬

‫ﺗﻜﺮار اﻟﺨﺒﺮة‪ :‬إن ﺗﻜﺮار ﺧﺒﺮة اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺛﺒﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﻋﻤﻠﻬﺎ أﻋﻠﻰ ﺑﺪرﺟﺔ أآﺒ ﺮ ﻋﻤ ﺎ‬ ‫إذا آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮة ﻣﺆﻗﺘﺔ أو ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺆﻗﺖ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺰول أﺛﺮﻩ‪.‬‬

‫•‬

‫ﺣ ﺪة اﻟﺨﺒ ﺮة‪ :‬إن ﺗﻔﺎﻋ ﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻷﺧ ﺮى ﻓ ﻲ ﻣﺤ ﻴﻂ ﻋﻤﻠﻬ ﺎ وﻃﺒﻴﻌ ﺔ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﺧﺘﻼﻓ ﻪ ﺑ ﺎﺧﺘﻼف اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ وﺗﻌ ﺪدهﺎ ‪ ،‬وﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻌ ﺪم وﺟ ﻮد اﻟﺘﺄهﻴ ﻞ اﻟﺘﺮﺑ ﻮي اﻟﻜ ﺎﻓﻰ‬ ‫ﻟﻴﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﻬ ﺎ آ ﻞ‬ ‫ذﻟﻚ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻻت ﺣﺎدة ﺗﻌﻤﻖ ﺧﺒﺮﺗﻬ ﺎ ‪ ،‬وﺗﺠﻌﻠﻬ ﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻣﻮﻗﻔ ﺎ ﺛﺎﺑﺘ ﺎ ﻧ ﺴﺒﻴ‪‬ﺎ ﻧﺤ ﻮ‬ ‫ﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫•‬

‫اﻧﺘﻘﺎل أﺛﺮ اﻟﺨﺒﺮة‪ :‬اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘ ﺼﻮر أو اﻟﺘﺨﻴ ﻞ أو‬ ‫اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ؛ ﻓﺎﺗﺨﺎذ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻟﻘﺮار اﺳﺘﻤﺮارهﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ آﻤﻌﻠﻤ ﺔ ﻟﺮﻳ ﺎض اﻷﻃﻔ ﺎل أو ﺗﺮآﻬ ﺎ ﻟﻬ ﺬا‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ آﺒﻴﺮ ﺑﺘﻔﺎﻋﻠﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ داﺧﻞ اﻟﺮوﺿﺔ و ﺧﺎرﺟﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫ﻳﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد وﻳﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻤﺘﺒﺎدل ﺑ ﻴﻦ ه ﺬا اﻟﻔ ﺮد وﺑﻴﺌﺘ ﻪ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻣ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﺼﺎﺋﺺ وﻣﻘﻮﻣ ﺎت ‪ ،‬وﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ آﻮﻧ ﻪ ﺳ ﺎﻟﺒًﺎ أو‬ ‫ﻣﻮﺟﺒًﺎ إﻧﻤﺎ هﻮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط اﻟﻔﺮد وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ‪) .‬ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪.(360 :1998 ،‬‬ ‫وﻳﻤﺮ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺜﻼث ﻣﺮاﺣﻞ هﻲ‪:‬‬ ‫‪ .1‬اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻹدراآﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ‪:‬‬ ‫وهﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺪرك ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻔ ﺮد اﻟﻤﺜﻴ ﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻪ وﻳﺘﻌ ﺮف ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﺘﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺨﺒ ﺮات واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺒﺢ إﻃ ﺎرا ﻣﻌﺮﻓ ‪‬ﻴ ﺎ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﺜﻴ ﺮات واﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ ‪ ،‬وﻳﻜ ﻮن‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﻇ ﺎهﺮة إدراآﻴ ﺔ أو ﻣﻌﺮﻓﻴ ﺔ ﺗﺘ ﻀﻤﻦ ﺗﻌ ﺮف اﻟﻔ ﺮد ﺑ ﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺑﻌ ﺾ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ واﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻤﺤﺘ ﻮى اﻟﻌ ﺎم ﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﻴﺶ ﻓﻴ ﻪ ‪ ،‬وهﻜ ﺬا ﻗ ﺪ ﻳﺘﺒﻠ ﻮر اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ ﺣ ﻮل أﺷ ﻴﺎء ﻣﺎدﻳ ﺔ آﺎﻟ ﺪار اﻟﻬﺎدﺋ ﺔ‬ ‫واﻟﻤﻘﻌﺪ اﻟﻤﺮﻳﺢ ‪ ،‬وﺣ ﻮل ﻧ ﻮع ﺧ ﺎص ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد ‪ ،‬آ ﺎﻹﺧﻮة واﻷﺻ ﺪﻗﺎء ‪ ،‬وﺣ ﻮل ﻧ ﻮع ﻣﺤ ﺪد ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت آﺎﻷﺳﺮة وﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻨﺎدي ‪ ،‬وﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ آﺎﻟﻨﺨﻮة واﻟﺸﺮف واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻤﻮ اﻟﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺷﻲء ﻣﻌﻴﻦ‪:‬‬ ‫وهﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻘﻮم اﻟﻔﺮد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﻘﻴﻴﻢ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣ ﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺜﻴ ﺮات واﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ ‪ ،‬وﻳ ﺴﺘﻨﺪ‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ هﺬﻩ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻹﻃﺎر اﻹدراآﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺘﻐﻴ ﺮات ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺜ ﻞ‪:‬‬ ‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﺷﻴﺎء وﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮات ذاﺗﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﺻﻮرة اﻟ ﺬات وأﺑﻌ ﺎد اﻟﺘﻄ ﺎﺑﻖ واﻟﺘ ﺸﺎﺑﻪ‬ ‫واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ‪ ،‬وهﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻴﺔ اﻟﻔﺮد وأﺣﺎﺳﻴﺴﻪ وﻣ ﺸﺎﻋﺮﻩ ‪ ،‬وﺗﻌ ﺮف ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ أﻳ ﻀﺎ‬ ‫ﻼ ﻓ ﺈن أي ﻃﻌ ﺎم ﻗ ﺪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴ ﺔ‪ :‬وﺗﺘﻤﻴ ﺰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ ﺑﻤﻴ ﻞ اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻴﻦ ‪ ،‬ﻓﻤ ﺜ ً‬ ‫ﻳﺮﺿﻲ اﻟﺠﺎﺋﻊ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﻔ ﺮد ﻳﻤﻴ ﻞ إﻟ ﻰ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﻨﺎف ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻄﻌ ﺎم ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻳﻤﻴ ﻞ إﻟ ﻰ ﺗﻨ ﺎول‬ ‫ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺒﺤﺮ ‪ ،‬وﺑﻤﻌﻨﻰ أدق ﻓﺈن هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣ ﻦ ﻧ ﺸﻮء اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺗ ﺴﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺧﻠ ﻴﻂ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻹﺣﺴﺎﺳﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺒﻮت واﻻﺳﺘﻘﺮار‪:‬‬ ‫إن اﻟﺜﺒ ﻮت واﻟﻤﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﺧ ﺘﻼف أﻧﻮاﻋ ﻪ ودرﺟﺎﺗ ﻪ ﻳ ﺴﺘﻘﺮ وﻳﺜﺒ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ‬ ‫ﻳﺘﻄﻮر إﻟﻰ اﺗﺠﺎﻩ ﻧﻔﺴﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﺒﻮت هﻮ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وﺗﻌ ﺮف ه ﺬا اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻳﺔ‪ :‬وه ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳ ﺮ أو إﺻ ﺪار اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑﺎﻟﻨ ﺴﺒﺔ ﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟﻔ ﺮد ﻣ ﻊ ﻋﻨ ﺼﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا آﺎن ذﻟﻚ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻮﺟﺒًﺎ ﻳﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﺪي اﻟﻔﺮد واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬ ‫)ﺳﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪(361-360 :1998 ،‬‬ ‫أﻧﻮاع اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫ﺗﻌ ﺪدت ﺗﻘ ﺴﻴﻤﺎت اﻻﺗﺠﺎه ﺎت و أﻧﻮاﻋﻬ ﺎ ﺑ ﺎﺧﺘﻼف اﻟﺰاوﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﻈ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫•‬

‫اﺗﺠﺎهﺎت ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ أو ﻓﺮدﻳﺔ‪:‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ هﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﺸﺘﺮآﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس آﺈﻋﺠ ﺎب اﻟﻨ ﺎس‬ ‫ﺑﺰﻋﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ أو ﺑﻄﻞ دﻳﻨﻲ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﻓ ﺮدًا‬ ‫ﻋﻦ ﺁﺧﺮ آﺈﻋﺠﺎب اﻟﻔﺮد ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﺑﻔﺌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‪.‬‬

‫•‬

‫اﺗﺠﺎهﺎت ﻋﻠﻨﻴﺔ وﺳﺮﻳﺔ‪:‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﻠﻨﻲ هﻮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓﻴ ﻪ اﻟﻔ ﺮد أﻣ ﺎم اﻟﻨ ﺎس ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺴﺮي ﻓﻬ ﻮ‬ ‫ﺟ ﺎ ﻓ ﻲ إﻇﻬ ﺎرﻩ ‪ ،‬وﻳﺤ ﺎول إﺧﻔ ﺎءﻩ واﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑ ﻪ ﻟﻨﻔ ﺴﻪ ﺑ ﻞ ﻗ ﺪ ﻳﻨﻜ ﺮﻩ‬ ‫اﺗﺠﺎﻩ ﻳﺠﺪ اﻟﻔ ﺮد ﺣﺮ ً‬ ‫أﺣﻴﺎﻧﺎ إذا ﺳﺌﻞ ﻋﻨﻪ‪.‬‬

‫•‬

‫اﺗﺠﺎهﺎت ﻗﻮﻳﺔ وﺿﻌﻴﻔﺔ‪:‬‬ ‫ﻓﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻘﻮﻳﺔ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺎة اﻹﻧ ﺴﺎن ‪ ،‬وﺗﺠﻌﻠ ﻪ ﻳ ﺴﻠﻚ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺳﻠﻮآًﺎ ﺟﺎدًا ﻣﺜﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟ ﺪﻳﻦ ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻒ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻮﻗ ًﻔ ﺎ‬ ‫ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻪ وﻻ اﺣﺘﻤﺎﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﺪة اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬

‫•‬

‫اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻮﺟﺒﺔ وﺳﺎﻟﺒﺔ‪:‬‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺤ ﻮ ﺑ ﺎﻟﻔﺮد ﻧﺤ ﻮ ﺷ ﻲء ﻣﻌ ﻴﻦ آ ﺎﻟﻔﻦ ﻣ ﺜﻼ ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت‬ ‫اﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻨﺢ ﺑﺎﻟﻔﺮد ﺑﻌﻴﺪًا ﻧﺤﻮ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ آﺎﻹدﻣﺎن ﻣﺜﻼ‪.‬‬

‫•‬

‫اﺗﺠﺎهﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ‪:‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻌﺎم هﻮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﻮن ﻣﻌﻤﻤ ﺎ ‪ Generalized‬ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت ﻣﺘﻌ ﺪدة ‪،‬‬ ‫وﻳﻜﻮن أآﺜﺮ ﺛﺒﺎﺗًﺎ واﺳﺘﻘﺮارًا ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺨ ﺎص ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺨ ﺎص ه ﻮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﻮن‬ ‫ﻣﺤﺪودًا ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻧﻮﻋﻲ ﻣﺤﺪد‪.‬‬ ‫)ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ أﺣﻤﺪ ‪(104-103 :2001،‬‬

‫وهﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﺁﺧﺮان ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت هﻤﺎ‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬

‫اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ‪ :‬أي ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪.‬‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎت أﺧﺮي ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮر‪.‬‬

‫واﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت أآﺜ ﺮ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ‬ ‫واﻷﺣﺎﺳﻴﺲ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺸﻰء أو ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻣﺎ‪(Brock & Green, 2005: 20) .‬‬ ‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأهﻤﻴﺘﻬﺎ‪:‬‬ ‫ﺗﺘﻤﻴﺰ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ وﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ‪ ،‬وﻟﻴﺴﺖ وراﺛﻴﺔ وﻻدﻳﺔ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺘﻜﻮن وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺜﻴﺮات وﻣﻮاﻗﻒ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻳﺸﺘﺮك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻻ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻓﺮاغ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ داﺋﻤًﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﺮد وﻣﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬‫)ﻣﻬﺎ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ هﺎﺷﻢ وﺁﺧﺮون ‪(264-263 :2006 ،‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻮﺿﺢ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮد وﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻟﻬ ﺎ ﺻ ﻔﺔ اﻟﺜﺒ ﺎت واﻻﺳ ﺘﻤﺮار اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ ﺗﻌ ﺪﻳﻠﻬﺎ وﺗﻐﻴﻴﺮه ﺎ ﺗﺤ ﺖ‬‫)ﻣﻬﺎ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ هﺎﺷﻢ وﺁﺧﺮون ‪(264-263 :2006 ،‬‬ ‫ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺘﻌﺪد وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺜﻴﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ‪.‬‬‫ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻌﺪ ﻣﻨﺒﺌًﺎ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻔﺮد ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺤ ﺪد ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﺳ ﻠﻮك‬‫اﻟﻔﺮد وﻳﻔﺴﺮﻩ‪(Erwin, 2001: 15) .‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس ‪ ،‬وﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻬﺎ‪.‬‬‫‪ -‬اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮد وﻣﻮﺿﻮع أو ﺷﻲء ﻣﺎ ‪ ،‬وﻳﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈ ﺔ اﻟ ﺴﻠﻮك ﻧﺤ ﻮ‬

‫اﻟﻤﻮﺿﻮع واﻟﺸﻲء اﻟﻤﻌﻴﻦ‪.‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎﻩ دﻳﻨﺎﻣﻲ ‪ ،‬أي ﻳﺤﺮك ﺳﻠﻮك اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻈﻢ ﺣﻮﻟﻬﺎ‪.‬‬‫ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﺳﻠﺒﻴ‪‬ﺎ أو ﻣﺤﺎﻳﺪًا ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻗﻮﻳ‪‬ﺎ أو ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻧﺤﻮ ﺷﻲء أو ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ‪.‬‬‫ ﺗﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎهﺎت وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺜﻴﺮات وﻣﻮاﻗﻒ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻳﺸﺘﺮك ﻋﺪد ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد أو اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت‬‫ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ ﻻ ﺗﺘﻜﻮن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻦ ﻓﺮاغ ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ داﺋﻤًﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﺮد وﻣﻮﺿﻮع ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت‬‫اﻟﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬ ‫ ﺗﺘﻔﺎوت اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻲ وﺿﻮﺣﻬﺎ وﺟﻼﺋﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ هﻮ واﺿ ﺢ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﻢ ‪ ،‬وﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻏ ﺎﻣﺾ‬‫وﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬ ‫)ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو ‪(216-215 :1998 ،‬‬ ‫وﻇﺎﺋﻒ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎل أهﻢ وﻇﺎﺋﻒ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺤﺪد اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت واﻷﺷﺨﺎص‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻣﺘﺜﺎل اﻟﻔﺮد ﻟﻌﺎدات وﻗﻴﻢ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻔﺮد ﻣﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺰود اﻟﻔﺮد ﺑﺼﻮرة ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ دواﻓﻊ اﻟﻔﺮد ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻪ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻠﻔﺮد اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ دون‬‫ﺗﺮدد‪.‬‬ ‫)ﻳﻮﺳﻒ ﻗﻄﺎﻣﻲ وﻧﺎﻳﻔﺔ ﻗﻄﺎﻣﻲ ‪(165 :1998 ،‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻨﻈﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻹدراآﻴﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺣﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻨ ﻮاﺣﻲ اﻟﻤﻮﺟ ﻮدة‬‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺮد‪.‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺗ ﻨﻌﻜﺲ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻮك اﻟﻔ ﺮد وﻓ ﻲ أﻗﻮاﻟ ﻪ وأﻓﻌﺎﻟ ﻪ وﺗﻔﺎﻋﻠ ﻪ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺎت‬‫اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻠﻔﺮد اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻠﻮك واﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة ﻓ ﻲ‬‫ﻼ‪.‬‬ ‫ﺷﻲء ﻣﻦ اﻻﺗﺴﺎق واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ دون ﺗﺮدد أو ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮة ﺗﻔﻜﻴﺮًا ﻣﺴﺘﻘ ً‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﺒﻠﻮر وﺗﻮﺿﺢ ﺻﻮرة اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮد وﻋﺎﻟﻤﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻮﺟﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﻸﺷﺨﺎص واﻷﺷﻴﺎء واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﺛﺎﺑﺘﺔ‪.‬‬‫ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﻔ ﺮد ﻋﻠ ﻰ أن ﻳﺤ ﺲ وﻳ ﺪرك وﻳﻔﻜ ﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﺤ ﺪدة إزاء ﻣﻮﺿ ﻮﻋﺎت اﻟﺒﻴﺌ ﺔ‬‫اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻳﺮة اﻟﻔﺮد ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻮد ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ وﻗﻴﻢ وﻣﻌﺘﻘﺪات‪.‬‬‫)ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة ‪(213-212 :1997 ،‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﻢ اﻟﻔﺮد ‪ ،‬وﺗﻮﺟﻪ ﺳ ﻠﻮآﻪ ‪ ،‬وﺗ ﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ إﺣ ﺪاث اﻟﺘﻮاﻓ ﻖ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ﻣ ﻊ‬‫اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ‪(Brock et al., 2005: 20) .‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺳﻴﺮ اﻟﺴﻠﻮك ﻧﺤﻮ وﺟﻬﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺳﻴﺮًا ﻣﺴﺘﻘﺮ‪‬ا ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ‪.‬‬‫)ﻓﺎروق ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻠﻴﺔ ‪ ،‬و أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺰآﻲ ‪.(46 :2004 ،‬‬ ‫ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻨﺎﺷﻂ اﻟﻔﺮد و إدراآﺎﺗﻪ ﻣﻌﻨﻰ ودﻻﻟﺔ ‪ ،‬آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاﻓﻪ‪.‬‬‫)ﻧﺒﻴﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺣﺎﻓﻆ ‪(231 :١٩٩٧ ،‬‬ ‫ ﻳﺪرب اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻷﻓﺮاد ﻋﻠﻰ آﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺨﺒ ﺮات اﻟ ﺴﺎرة ﻟﻴﻜﺮروه ﺎ وﻳ ﺪﻋﻤﻮهﺎ واﻟﺨﺒ ﺮات‬‫اﻟﻀﺎرة ﻟﻴﺤﺎوﻟﻮا اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ وﻧﺒﺬهﺎ‪) .‬ﻣﺎهﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ‪(203 :1999 ،‬‬

‫ﻃﺮق ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎس ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﻧﻌﻨ ﻲ إﻋﻄ ﺎء اﻷرﻗ ﺎم ﻟﻸﺷ ﻴﺎء ﻃﺒ ًﻘ ﺎ ﻟﻘﻮاﻋ ﺪ ﻣﺤ ﺪدة ‪،‬‬ ‫وﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﺗﻌﻜ ﺲ ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ ﺧ ﺼﺎﺋﺺ اﻷرﻗ ﺎم اﻟﻌﻼﻗ ﺎت ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء ﺑﻌ ﻀﻬﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ ‪ ،‬وهﻨ ﺎك‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻠﻘﻴﺎس وه ﻲ ﺗﺘﻤﻴ ﺰ ﺑﺈﻋﻄ ﺎء ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ‬ ‫)‪(Bohner & Wanke, 2002: 20‬‬ ‫ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻦ اﻷرﻗﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﻋﻄﺎؤهﺎ‪.‬‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴ ًﻌ ﺎ أن اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن اﺗﺠﺎه ﺎت ﺑ ﺪاﺧﻠﻬﻢ إﻻ أﻧﻨ ﺎ‬ ‫ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ أن ﻧﻘ ﺮأ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ وﻧﻼﺣﻈ ﻪ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﻗ ﺪ ﻧ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺮﺟ ﻊ‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻟﻰ أﺷﻴﺎء أو أﺣﺪاث ﻣﺎ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬ ‫)‪(Brock & Green, 2005: 18‬‬ ‫ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت ه ﻲ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻣﻌﻘ ﺪة وﻣﺘ ﺸﺎﺑﻜﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺎﻷﻓﺮاد ﻗ ﺪ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﻓﻜ ﺎر‬ ‫واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻳﺤ ﺪث ه ﻮ أن ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ وردود اﻟﻔﻌ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﺤﻮ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﻈﻞ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ داﺋ ﻢ ﻃ ﻮال اﻟﻮﻗ ﺖ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘ ﻒ ﻋﻨ ﺪ ﺣ ﺪ ﺛﺎﺑ ﺖ ؛ ﻟ ﺬا ﻓ ﺈن‬ ‫اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻷوﻟﻲ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻚ هﺬا اﻟﺘﺮاﺑﻂ وﺗﺒ ﺴﻴﻂ ه ﺬا اﻟﺘﻌﻘﻴ ﺪ ‪ ،‬ﻓﻌﻨ ﺪ‬ ‫ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻗﺪ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻂ ‪ ،‬ﻓﻘﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ دﻗﻴﻘ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻧﺮﻳ ﺪ‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﻪ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ إن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺼﺎﺋﺺ ‪ ،‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺴﺘﺨﺪﻣﻮن‬ ‫ﻣ ﺼﻄﻠﺢ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻏﺎﻟ ًﺒ ﺎ ﻣ ﺎ ﻳ ﺸﻴﺮون إﻟ ﻰ اﻟﺨﺎﺻ ﻴﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ﺔ واﻟﺘﻘﻮﻳﻤﻴ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺨﺎﺻ ﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ﻣ ﺪي ﻣ ﺎ ﻳ ﺸﻌﺮ ﺑ ﻪ اﻟﻔ ﺮد ﺗﺠ ﺎﻩ ﺷ ﻲء ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ آ ﻮن ه ﺬا اﻟ ﺸﻌﻮر‬ ‫ﺿﺎ‬ ‫ﺑﺎﻹﻳﺠ ﺎب أو اﻟ ﺴﻠﺐ ‪ ،‬ﻣﻌ ﻪ أم ﺿ ﺪﻩ ‪ ،‬ﺟﻴ ﺪًا أم ﺳ ﻴﺌًﺎ ‪ ،‬ﻣﻔ ﻀﻞ أم ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔ ﻀﻞ ‪ ،‬ﻣﺆﻳ ﺪًا أم ﻣﻌﺎر ً‬ ‫وهﻜﺬا ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺻﻤﻤﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻘﻴﺎس اﻟﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت‪.‬‬ ‫)‪(Brock & Green, 2005: 19-20‬‬ ‫ه ﺬا وﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ،‬ﻓ ﺈذا أراد ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ اﺗﺠﺎﻩ ﻓﺮد ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻌﻠﻴﻪ إﻳﺠﺎد ﻃﺮق أﺧﺮي ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻄ ﻮﻳﺮ أدوات ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ‬ ‫)‪(Bohner & Wanke, 2002: 19‬‬ ‫ﻟﻘﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪.‬‬ ‫وهﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺘﺎن ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻘﻴﺎس ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫•‬

‫اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻘﻴ ﺎس‪ :‬وه ﻲ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬ ﺎ‬ ‫ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻤﺮاد ﻗﻴﺎس اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫• اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة‪ :‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﻨﺘﺎج اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻦ أدﻟﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة‬ ‫ﻓﺎﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎه ﺎت ﺻ ﻤﻤﺖ ﻟﺘﻜ ﺸﻒ ﺑﻌ ﺾ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻜ ﻮن‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وهﻲ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻲ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫)‪(Bohner & Wanke, 2002: 19‬‬

‫‪ .1‬اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻘﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫أ‪ .‬إﻳﺠﺎد اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﺆﻳﺪة و اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ‪ :‬هﺬا اﻹﺣ ﺼﺎء ﻟﻼﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺆﻳ ﺪة‬ ‫واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم‪.‬‬ ‫وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أهﻤﻠﺖ اﻵن ﻟﻌﺪم دﻗﺘﻬﺎ ‪ ،‬إذ آﺎﻧﺖ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻮر ﻣ ﺴﺮﻓﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ و آﺎن ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻓﻬﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻨﻌﻢ أو ﻻ ﺗﻀﺒﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺳﺌﻠﺔ أﺧﺮى‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اﺳﺘﺨﺪام ﺳﻼﻟﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪ :‬وهﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن رﺋﻴﺴﻴﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻟﻢ هﻤﺎ‪:‬‬ ‫‪ .‬اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ‪ :‬هﻲ آ ﺴﻠﻢ اﻟﻤ ﺴﺎﻓﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻟﺒﻮﺟ ﺎدروس ‪ ،‬و ﻳﻘ ﺎل ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺴﻼﻟﻢ‪:‬‬ ‫إﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﺠﺮﺑ ﺔ ﻷن اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻳﺤ ﺪد ﻣﻘ ﺪﻣًﺎ ﺗﺮﺗﻴ ﺐ اﻟﻌﺒ ﺎرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻘﺒﻮل أو‬ ‫اﻟ ﺮﻓﺾ ‪ ،‬وﻟﻬ ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻼﻟﻢ ﻋﻴ ﺐ ه ﻮ أن ﺗﺮﺗﻴ ﺐ اﻟﻌﺒ ﺎرات ﺑﺤ ﺴﺐ درﺟ ﺔ اﻟﺘﻐﻠ ﺐ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ‬ ‫ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻷﻓﺮاد‪.‬‬ ‫ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ أﻻ ﻳﺘﻔ ﻖ اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ اﻟ ﺬي ﻳﻘﺘﺮﺣ ﻪ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻣ ﻊ اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ اﻟ ﺬي ﻳﻘﺘﺮﺣ ﻪ اﻟﻤﺨﺘﺒ ﺮون ‪،‬‬ ‫وﻹﺻﻼح هﺬا اﻟﻌﻴﺐ اﻧﺸﺄ ﺛﺮﺳﺘﻮن اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻤﺴﻤﺎة ﺑﺎﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .‬اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻨﻔﺴﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ‪ :‬ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻷﺑﺤ ﺎث اﻟﻨﻔ ﺴﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ‪،‬‬ ‫وﻣﻦ هﻨﺎ ﺟﺎء اﺳﻤﻬﺎ‪ ،‬و ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ هﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻌﺘﺒﺔ ‪ ،‬و ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻨﻔﺴﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﻴﻦ‪:‬‬ ‫‪ ..‬اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ‪ :‬ه ﻲ وﺿ ﻊ اﻻﺧﺘﺒ ﺎر ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ﺗﺠﺮﻳﺒ ﻲ ‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﺑ ﺈﺟﺮاء ﺑﺤ ﺚ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻴﻨ ﺔ‬ ‫ﻣﺤ ﺪودة ‪ ،‬آﻤ ﺎ ﻧﺤ ﺪد ﺑﺎﻟ ﻀﺒﻂ دﻻﻟ ﺔ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺘ ﻀﻤﻨﺔ ﻓ ﻲ أﺳ ﺌﻠﺔ اﻟ ﺴﻠﻢ ﻋﻨ ﺪ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ‬ ‫ﻧﺴﺄﻟﻬﻢ‪.‬‬ ‫‪ ..‬اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬هﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺿﺒﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﻘﺘﺮح اﺧﺘﺒﺎرهﻢ‪.‬‬ ‫)‪(Bohner & Wanke, 2002: 19-20‬‬ ‫‪ .2‬اﻟﻄﺮق ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻘﻴﺎس ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻹآﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬دراﺳ ﺔ ﺗ ﻮارﻳﺦ اﻟﺤﻴ ﺎة‪ :‬إن دراﺳ ﺔ اﻟﺘ ﻮارﻳﺦ اﻟﺬاﺗﻴ ﺔ ﻟﻠﺤﻴ ﺎة دراﺳ ﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻳﻮﺿ ﺢ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪.‬‬ ‫ﻋ ﺎ ﻣ ﻦ اﻹدراك اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿ ﻮع ‪ ،‬ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺪم‬ ‫ج‪ .‬اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻜﻨﻴﻜﺎت اﻹﺳﻘﺎﻃﻴﺔ ‪ :‬وه ﻲ ﺗﻤﺜ ﻞ ﻧﻮ ً‬ ‫ﺑﺮوﺷﺎﻧﺴﻜﻲ ﻟﻄﻼب أﻣ ﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺻ ﻮرا ﻣ ﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﺤﻒ ‪ ،‬ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﺸﺎهﺪ ﺗﺘ ﻀﻤﻦ ﺻ ﺮاﻋﺎت‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ آﺎﻟﺒﻄﺎﻟ ﺔ و اﻹﺿ ﺮاب ‪ ،‬وﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺪﻟﻮل اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣﻠﺘﺒ ﺴًﺎ ‪ ،‬وآ ﺎن ﻗ ﺪ ﻗ ﺎس ﻣﻘ ﺪﻣًﺎ‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻈﻬﺮ أن أوﺻﺎف اﻟﻄﻼب ﻟﻠﺼﻮر اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أﺷﺪ اﻻﺧﺘﻼف‪.‬‬ ‫د‪ .‬اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ دراﺳ ﺔ ﺳ ﻠﻮك اﻟ ﺸﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻮاﻗﻌﻴ ﺔ‪ :‬و ﻏ ﺮض ه ﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ‬ ‫اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺼﺮاﺣﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﺸﻔﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫و ﻟﻜﻦ ﺿﺒﻂ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟ ﺴﻠﻮك ﻣ ﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻘ ﺪة ؛ ﻷﻧ ﻪ ﻻ ﺷ ﻲء ﻳﺜﺒ ﺖ أن‬

‫ﺻ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷﻗ ﻮال ؛ ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ﺟﻤﻴ ﻊ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻟﺸﺨ ﺼﻴﺔ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ‬ ‫اﻷﻓﻌ ﺎل أآﺜ ﺮ إﺧﻼ ً‬ ‫ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ ؛ ﻷﻧﻬﺎ إن ﻟﻢ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن‪.‬‬ ‫و هﻨ ﺎك اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﻮث واﻟﺪراﺳ ﺎت اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ وﺟ ﻮد أﻧ ﻮاع وﻃ ﺮق ﻋﺪﻳ ﺪة ﻟﻘﻴ ﺎس‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﺜﻞ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬ﻃﺮق ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻟﻠﻔﺮد‪:‬‬ ‫وﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﻄ ﺮق ﺗﻘ ﺪﻣًﺎ ﻧﻈ ﺮًا ﻟﻼﻋﺘﻤ ﺎد ﻓﻴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺘﻔﺘﺎءات واﻟﺤ ﺼﻮل ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻟﻌﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ وﻗﺖ وﺟﻴﺰ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ﻃﺮق ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ أو اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻟﺤﺮآﻲ ﻟﻠﻔﺮد‪:‬‬ ‫ﻼ ‪ ،‬وﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻜﺮار اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ‬ ‫إن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺤﺮآﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﺗﺘﻄﻠﺐ وﻗﺘًﺎ ﻃﻮﻳ ً‬ ‫ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ‪ :‬اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨﻔ ﺴﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﻣﻼﺣﻈ ﺔ ذهﺎﺑ ﻪ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ أو ﻟﺘﺄدﻳﺔ اﻟﺼﻼة أو ﻣﻼﺣﻈ ﺔ اﻟ ﺸﺨﺺ اﻟ ﺬي ﻳﺘ ﺮدد ﻋﻠ ﻰ ﻧ ﻮع ﻣﻌ ﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻜﺘﺒ ﺎت أو‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﺮآﻦ أو اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻟﻠﺼﺤﻒ داﺋﻤًﺎ‪ ،‬وهﻜﺬا‪.‬‬ ‫)‪(Bohner & Wanke, 2002: 19-20‬‬ ‫ج‪ .‬ﻃﺮق ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد‪:‬‬ ‫وه ﻲ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ ردود اﻟ ﺸﺨﺺ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺆﺛﺮات ‪ ،‬وه ﺬا‬ ‫اﻷﺳﻠﻮب ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻓ ﺮاد ‪ ،‬وﻳﻼﺣ ﻆ أن ﻗﻴ ﺎس اﻻﺗﺠ ﺎﻩ‬ ‫ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﻨﺎء اﺧﺘﺒﺎر ﺧﺎص أو ﻣﻘﻴﺎس ﺧﺎص ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض‪.‬‬ ‫)‪(Bohner & Wanke, 2002: 19-20‬‬ ‫أﻧﻮاع اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫هﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ؛ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪ ،‬وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬ ‫‪ .1‬اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت ‪ ،‬وﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴ ﺔ أو اﻟﺘﺮآﻴﺒﻴ ﺔ‪ :‬وه ﻲ ﻣﻘ ﺎﻳﻴﺲ ذات ﻧﻬﺎﻳ ﺎت ﻣﻐﻠﻘ ﺔ ‪ ،‬وﺗ ﺰود اﻟﻤﻔﺤ ﻮص ﺑﻌ ﺪد‬ ‫ﻣﺤﺪود ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ رأﻳﻪ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺮآﺒ ﺔ‪ :‬وه ﻲ ﻣﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﻌﻄ ﻲ ﻟﻸﻓ ﺮاد اﻟﻔﺮﺻ ﺔ ﻟﻮﺻ ﻒ‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻬﻢ اﻟﺨﺎص وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺷﺮح أﻓﻜ ﺎرهﻢ ‪ ،‬واﻟﻤﻴ ﺰة اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻴﺔ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ‬ ‫ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻴﺪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻷﻓﺮاد ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺰودﻧﺎ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎت آﺜﻴ ﺮة ﻣﺜ ﻞ أﺳ ﺒﺎب ﺗﺒﻨ ﻲ‬ ‫اﻷﻓ ﺮاد ﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ‪ ،‬وآ ﺬﻟﻚ ﺗﻌﻜ ﺲ اﻻﺧﺘﻼﻓ ﺎت ﺑ ﻴﻦ اﻷﻓ ﺮاد ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻔﻬﻤ ﻮن ﺑﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬ ‫)‪(Brock, et al 2005: 21‬‬ ‫هﺬا و ﻣﺎزاﻟﺖ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﺗﻌﺪ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ اﻟﻤ ﺪاﺧﻞ ﻟﻘﻴ ﺎس اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ‪ ،‬وﻟ ﻴﺲ هﻨ ﺎك‬ ‫ﺷﻚ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻜ ﻮن ﻣﻔﻴ ﺪة ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺄن ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ‬ ‫اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻔﻀﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎس ‪ ،‬وﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ‪:‬‬ ‫ أن اﻷﻓ ﺮاد ﻟﻴ ﺴﻮا داﺋ ًﻤ ﺎ ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻬ ﻮن ﻗ ﻀﺎﻳﺎ ﺣ ﺴﺎﺳﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ ‪،‬‬‫ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﻴﺒﻮن ﻋﻨﻬﺎ إﺟﺎﺑ ﺎت ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﻓﻴﻬ ﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﺮﻏﻮﺑ ﺔ ﻣ ﻦ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳﻌﺒ ﺮوا‬

‫ﻋﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺼﺮاﺣﺔ‪.‬‬ ‫ ﺑﻌ ﺾ اﻷﻓ ﺮاد ﻗ ﺪ ﻻ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﺪﻳﻬﻢ وﻋ ﻲ ﺗ ﺎم ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ آ ﺄن ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﻔ ﺮد ﻋﻠ ﻰ وﻋ ﻲ ودراﻳ ﺔ‬‫آﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺄن ﻟﺪﻳﻪ ردود ﻓﻌ ﻞ ﺳ ﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻮاﻗ ﻒ أو أﺷ ﻴﺎء ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ إﺟﺎﺑﺎﺗ ﻪ ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ اﺗﺠﺎهﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻧﺤﻮ هﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء‪.‬‬ ‫)‪(Brock, et al 2005: 32‬‬ ‫‪ .2‬اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫ﺗﻌ ﺪ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة أآﺜ ﺮ ﻓﺎﺋ ﺪة ﻣ ﻦ اﻟﻤﻘ ﺎﻳﻴﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ؛ وذﻟ ﻚ ﻷﻧﻬ ﺎ ﺗ ﺘﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗﻴﺎس ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ﺮف ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟ ﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟ ﺪى اﻷﻓ ﺮاد ‪ ،‬وه ﻲ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ اﻟﻼإرادﻳ ﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وهﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻮك ‪ ،‬وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ‪:‬‬ ‫▪ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻔﻘﻮد‪:‬‬ ‫ﻳﻔﺘﺮض هﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب أن اﻷﻓ ﺮاد ﺳ ﻮف ﻳﻌﺒ ﺮون ﻋ ﻦ ﺁراﺋﻬ ﻢ ﺑ ﺼﺮاﺣﺔ ووﺿ ﻮح ‪ ،‬وﻳﺒ ﺪأ‬ ‫هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺆﻳ ﺪ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع أو اﻟﻔﻜﺮة ﻣﺤﻞ اﻟﺪراﺳﺔ ‪ ،‬واﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت ﺗﺮﺳ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺗﻌﺎرض هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة أو اﻟﻤﻮﺿ ﻮع وﻳﻜﺘ ﺐ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻌﻨ ﻮان ﻋﻠ ﻰ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت ‪ ،‬وﻋﻨ ﻮان اﻟﺒﺎﺣ ﺚ‬ ‫أﻳﻀًﺎ وﺗﻮزع هﺬﻩ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ وراء هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أن أي ﻓ ﺮد ﻳﺠ ﺪ أﺣ ﺪ‬ ‫هﺬﻩ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت ﺳﻮف ﻳﻔﺘﺮض أن اﻟﺨﻄﺎب ﺳﻘﻂ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺨﻄ ﺄ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا آ ﺎن ه ﺬا‬ ‫اﻟﻔﺮد اﻟﺬي وﺟﺪ اﻟﺨﻄﺎب ﻳﺘﻮاﻓﻖ رأﻳﻪ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﺮﺳﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﺴﻮف ﻳﻘ ﻮم ﺑﺎﻟﻤ ﺴﺎﻋﺪة ‪،‬‬ ‫وذﻟﻚ ﺑﺈرﺳﺎل هﺬا اﻟﺨﻄﺎب إﻟﻰ اﻟﻌﻨ ﻮان اﻟﻤﻜﺘ ﻮب ﻋﻠﻴ ﻪ ‪ ،‬أﻣ ﺎ إذا آﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ ﺗﺘﺒﻨ ﻲ ﺳﻴﺎﺳ ﺔ‬ ‫ﻳﻌﺎرﺿﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﺮﺳﻞ ه ﺬا اﻟﺨﻄ ﺎب ‪ ،‬وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت‬ ‫ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺣ ﺴﺎب ﻧ ﺴﺒﺔ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑ ﺎت اﻟﻤ ﺴﺘﺮﺟﻌﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا آﺎﻧ ﺖ هﻨ ﺎك ﻧ ﺴﺒﺔ‬ ‫آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﻤﺆﻳﺪة ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺮأي أو اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻓ ﺴﻮف ﻳ ﺴﺘﻨﺘﺞ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ أن أﻏﻠﺒﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻳﺆﻳ ﺪون ه ﺬا اﻟ ﺮأي ‪ ،‬وﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻬ ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻣ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎس أن ﻳﺰودﻧ ﺎ‬ ‫ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻤﺪى ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ دﻗ ﺔ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻟﻴ ﺴﺖ واﺿ ﺤﺔ ‪ ،‬ﻓ ﻀﻼ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺰودﻧﺎ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺎت آ ﻞ ﻓ ﺮد ﻷﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺘﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ أن آ ﻞ ﺷ ﺨﺺ‬ ‫أرﺳﻞ اﻟﺨﻄﺎب ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﺎﻣ‪‬ﺎ ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة‪.‬‬ ‫)‪(Brock & Green, 2005: 32-33‬‬ ‫ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺰﻋﺔ اﻟﻔﺮد أو ﺗﺤﻴﺰﻩ‪:‬‬ ‫وه ﻮ ﻣ ﺪﺧﻞ ﻋ ﺎم ﺁﺧ ﺮ ﻟﻘﻴ ﺎس اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة ‪ ،‬وﻳ ﺘﻢ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس ﻗﻴ ﺎس‬ ‫درﺟﺔ اﻟﻨﺰﻋ ﺔ أو اﻻﻧﺤﻴ ﺎز ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺼﺪر ﺑﻬ ﺎ اﻟﻨ ﺎس أﺣﻜ ﺎﻣﻬﻢ ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤ ﻞ أن‬ ‫ﺗﻌﻜﺲ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ ‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜﻠﻪ اﻟﻘﻴﺎس ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس اﻟﻨﺰﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫▪ أﺳﻠﻮب اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺨﻄﺄ‪:‬‬ ‫وﻳﻘ ﻮم ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻋﻠ ﻰ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑ ﺸﺄن اﻗﺘﺮاﺣﻬ ﺎ ‪ ،‬واﻟﻬ ﺪف ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ه ﻮ اﺧﺘﻴ ﺎر اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟﻬ ﺎ إﺟﺎﺑ ﺎت ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺪﺋﻲ ‪ ،‬وﻟﻜ ﻦ اﻟﻤﻔﺤﻮﺻ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣ ﻮن ﺑﺎﻹﺟﺎﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻋﻠ ﻰ دراﻳ ﺔ‬ ‫ﻏﻴﺮ آﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺎت وﺗﺸﺘﻤﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺳﺆال ﻋﻠ ﻰ اﻗﺘ ﺮاح ﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ إﻳﺠ ﺎﺑﻲ أو ﺳ ﻠﺒﻲ ‪،‬‬

‫واﻟﻐﺮض اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻦ وراء هﺬا اﻷﺳﻠﻮب هﻮ أن اﻷﻓﺮاد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻬ ﻮن أﺳ ﺌﻠﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن إﺟﺎﺑﺘﻬ ﺎ‬ ‫ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺨﻤﻴﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ وه ﺬا اﻟﺘﺨﻤ ﻴﻦ اﻟﻌ ﺸﻮاﺋﻲ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷ ﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﻣ ﻊ‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺎب درﺟﺔ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺣ ﺴﺎب درﺟ ﺔ اﻟﺘﺨﻤ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺧﻤ ﻦ اﻟ ﺸﺨﺺ إﺟﺎﺑ ﺔ ﻣ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘ ﻀﻤﻦ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣﺮﻏﻮ ًﺑ ﺎ ﻓﻬ ﺬا ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ أن ه ﺬا‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺪﻳﻪ اﺗﺠﺎهﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﺆال‪.‬‬ ‫وﻓﻲ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻂ اﻷﺳ ﺌﻠﺔ اﻟﻤ ﺴﺘﻬﺪف ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﻴ ﺎس اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣ ﻊ أﺳ ﺌﻠﺔ أﺧ ﺮي‬ ‫زاﺋ ﺪة ﻻ ﺗ ﺴﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ ﺣ ﺴﺎب اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ﺔ ﻟﻼﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وه ﺬا اﻟﻤ ﺰج ﻳ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻮﺿ ﻴﺢ اﻟﻬ ﺪف‬ ‫اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﻴﺎس وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﺧﺘﺒ ﺎر‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓ ﻲ دون اﻻﺿ ﻄﺮار ﻷن ﻳ ﺴﺘﺠﻮب اﻟﻤﻔﺤﻮﺻ ﻴﻦ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻟﻠﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ‪.‬‬ ‫)‪(Brock & Green, 2005: 32-33‬‬ ‫ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫رﺑﻤﺎ ﻳﺒ ﺪو ﻟﻠﻮهﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت أﻣ ﺮ ﺑ ﺴﻴﻂ ‪ ،‬ﻓﺒﻤ ﺎ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﺘﻌﻠﻤ ﺔ ‪،‬‬ ‫ﻓﻼﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺷﺪﺗﻬﺎ أو اﺳﺘﺒﺪال ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﻏﻮب ﻣﻨﻬ ﺎ أﻣ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﻬﻮﻟﺔ ﺑﻤﻜ ﺎن ‪ ،‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ أو ﺗﺴﺘﺒﺪل ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟ ﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘ ﻲ ُﺗ ﺘﻌﻠﻢ أو ﺗﻜﺘ ﺴﺐ ﺑﻬ ﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑﻌ ﺪ ﻧ ﺸﺄﺗﻪ‬ ‫ﻳﺼﺒﺢ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻣﻨﺪﻣﺠًﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺴﻠﻮآﻲ آﻜﻞ ‪ ،‬وﺗﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠ ﺎﻩ واﺣ ﺪ ﻟ ﻴﺲ‬ ‫ﻼ ﻷﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺟﺰءًا ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺗﻀﻔﻲ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺒ ﺎ ﻣ ﺎ ﺗ ﻨﺠﺢ اﻟﻤﺤ ﺎوﻻت‬ ‫ﺳﻬ ً‬ ‫ﺟﻴ ﺪة اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﻟﺘﻌ ﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻔﻜ ﺮة اﻟﻤﻌﺘﻘ ﺪة ﻓﻘ ﻂ دون ﺗﻌ ﺪﻳﻞ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ وﻧﺰﻋ ﺎت‬ ‫ردود اﻟﻔﻌ ﻞ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻗ ﺪ ﻳﻌ ﻮد اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور اﻟﻮﻗ ﺖ إﻟ ﻰ وﺿ ﻌﺔ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻓﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ أو ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ ﺗﺤﺖ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ‪) .‬ﺳ ﻌﻴﺪ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﻴﺺ ‪-71 :2001 ،‬‬ ‫‪(72‬‬ ‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻗﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺘﻌ ﺪﻳﻞ واﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ‪ ،‬وهﻨ ﺎك اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﺮق اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻣﻦ أهﻤﻬﺎ‪:‬‬ ‫•‬

‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺮﺟﻌ ﻲ‪ :‬إن اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ أي ﻣﻮﺿ ﻮع ﻳﺘ ﺄﺛﺮ وﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ﺑﺈﻃ ﺎرﻩ اﻟﻤﺮﺟﻌ ﻲ‬ ‫اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ واﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤ ﺪرآﺎت وﻳ ﺆﺛﺮ ﻓﻴ ﻪ ‪ ،‬وه ﺬا اﻻرﺗﺒ ﺎط اﻟﻮﺛﻴ ﻖ ﻳﺆآ ﺪ أن ﺗﻐﻴﻴ ﺮ‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﺣﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺮﺟﻌﻲ‪.‬‬

‫•‬

‫ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻨﺘﻤ ﻲ إﻟﻴﻬ ﺎ اﻟﻔ ﺮد‪ :‬ﺣﻴ ﺚ إن ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ﺔ أﺛ ﺮًا ﻓ ﻲ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد‬ ‫وﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ وﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ وﻗﻴﻤﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء ﻣﻌﺎﻳﻴﺮه ﺎ ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن ﺗﺘﻐﻴ ﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ‬ ‫ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ‪ ,‬وهﻮ ﻣﻊ ﻣﻀﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻠﻮآﻪ واﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ‬ ‫ﻟﺘﺘﻤﺎﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ‪ ،‬إذا ﺣﺪث ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ وإدراك اﻟﻔﺮد ذﻟﻚ‪.‬‬

‫•‬

‫اﻻﺗ ﺼﺎل اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ‪ :‬ﻳ ﺴﻤﺢ ﻟﻠﻔ ﺮد ﺑ ﺄن ﻳﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻣ ﻦ ﺟﻮاﻧ ﺐ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪة ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮﻩ‪.‬‬

‫•‬

‫ﻼ أن اﺗﺠﺎه ﺎت‬ ‫ﺗﺘﻐﻴ ﺮ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد واﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ ﺑﺘﻐﻴ ﺮ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ‪ :‬ﻓ ﻨﻼﺣﻆ ﻣ ﺜ ً‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺪرﺳًﺎ‪.‬‬

‫•‬

‫أﺛﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ووﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم‪ :‬ﺗﻘ ﻮم وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم ﺑﺘﻘ ﺪﻳﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ واﻷﻓﻜ ﺎر‬

‫واﻵراء ﺣ ﻮل ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣ ﺎ أو ﻗ ﻀﻴﺔ ﻣ ﺎ ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻠﻘ ﻲ ﺿ ﻮءًا ﻳ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻹﻳﺠﺎب أو اﻟﺴﻠﺐ‪.‬‬ ‫•‬

‫ﺗ ﺄﺛﻴﺮ اﻷﺣ ﺪاث اﻟﻤﻬﻤ ﺔ‪ :‬ﻳ ﺆﺛﺮ ﺗﻐﻴ ﺮ اﻷﺣ ﺪاث ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻹﻃ ﺎر اﻟﻤﺮﺟﻌ ﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ؛ ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺆﺛﺮ‬ ‫ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ‪ ،‬آ ﺬﻟﻚ ﺗﺘ ﺄﺛﺮ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت وﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮه ﺎ ﺑﺎﻹﻗﻨ ﺎع ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ‬ ‫اﺳﺘﺨﺪام رأي اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ واﻟﺨﺒﺮاء‪.‬‬ ‫)ﺣﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم زهﺮان ‪(171-163 :2003 ،‬‬

‫وهﻨﺎك ﻃﺮق أﺧﺮي ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت أو ﺗﻐﻴﻴﺮهﺎ ‪ ،‬وهﺬﻩ اﻟﻄﺮق هﻲ‪:‬‬ ‫•‬

‫ﺗﻐﻴﻴﺮ أوﺿﺎع اﻟﻔ ﺮد ‪ ،‬ﻓ ﺎﻟﻔﺮد ﻳﻤ ﺮ ﺧ ﻼل ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﺑﺄوﺿ ﺎع ﻣﺘﻌ ﺪدة وﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ‪ ،‬وآﺜﻴ ﺮًا ﻣ ﺎ ﺗﺘﻌ ﺪد‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺧﺘﻼف أوﺿﺎﻋﻪ ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﺗﻼؤﻣًﺎ واﺗﺴﺎﻗًﺎ ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺠﺪﻳﺪة‪.‬‬

‫•‬

‫اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﺴﺮي ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻀﻄﺮ اﻟﻔﺮد أﺣﻴﺎﻧًﺎ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﺘﻐﻴ ﺮ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫اﻟﻈﺮوف أو اﻟﺸﺮوط اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻴﻪ آﻈﺮوف اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أو اﻟﻤﻬﻨﺔ أو اﻟﺴﻜﻦ‪.‬‬

‫•‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮ وﺗﻌ ﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ أو‬ ‫ﺗﻐﻴ ﺮا آﻤ ‪‬ﻴ ﺎ أو ﻧﻮﻋ ًﻴ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ‪ ،‬وﺗﻠﻌ ﺐ وﺳ ﺎﺋﻂ اﻻﺗ ﺼﺎل وﻋﻤﻠﻴﺎﺗ ﻪ دورًا ﺑ ﺎرزًا ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪.‬‬

‫•‬

‫اﻟﺨﺒﺮة اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ‪ ،‬ﻓﻤ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ أن ﻧﺘﻮﻗ ﻊ زﻳ ﺎدة ﻓ ﺮص ﺗﻐﻴ ﺮ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت أو‬ ‫ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﻴﻦ ‪ ،‬ﺑﺎزدﻳﺎد ﺗﻌﺮض اﻟﻔﺮد ﻟﺨﺒﺮات ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع‪.‬‬

‫•‬

‫ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺮار اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ‪ ،‬وهﻲ أﻗﻮي اﻟﻄﺮق ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ‪ ،‬ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻐﻴ ﺮ ﻣﻌ ﺎﻳﻴﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮد ﻓﺈن اﻷﻓﺮاد ﺗﺘﻐﻴﺮ أﻳﻀًﺎ ‪ ،‬وﺗﻘﻞ ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ‪.‬‬

‫•‬

‫ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻌﺐ اﻷدوار ‪ ،‬وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻷﻓ ﺮاد اﻟﻤ ﺮاد ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣ ﺎ أن‬ ‫ﻼ ‪ ،‬آ ﺄن ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺪﺧﻨﻴﻦ ‪ ،‬أن ﻳﻠﻌﺒ ﻮا دور ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻳﻠﻌﺒ ﻮا دورًا ﻳﺨ ﺎﻟﻒ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ أﺻ ً‬ ‫اﻟﻤﺪﺧﻨﻴﻦ وﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ رﺳﺎﻟﺔ إﻗﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺧﻨﻴﻦ ﻟﺤﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺮك اﻟﺘﺪﺧﻴﻦ‪.‬‬

‫•‬

‫ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﺤﺐ اﻟﻘﺪم ‪ ،‬وﺗ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ إﻗﻨ ﺎع ﺻ ﺎﺣﺐ اﺗﺠ ﺎﻩ ﻣﻌ ﻴﻦ أن ﻳﻘ ﺪم ﺧﺪﻣ ﺔ ﺑ ﺴﻴﻄﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ‬ ‫ﻻ ﺑﻘ ﺪر ﺑ ﺴﻴﻂ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﻗﻔ ﻪ واﻟﺘﺰاﻣﺎﺗ ﻪ ‪ ،‬وﻓ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ‬ ‫ﻣﻮاﻗﻔ ﻪ واﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﻘ ﺪﻣﻬﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻣﺘﻨ ﺎز ً‬ ‫اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﺘﻨﺎزل اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺤﻄﻴﻢ دﻓﺎﻋﺎت ﺻﺎﺣﺐ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وﻳ ﺼﺒﺢ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أآﺜ ﺮ‬ ‫اﺳﺘﻌﺪادا ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻨﺎزﻻت أﺧﺮى ﻳﻘﺘﺮب ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اآﺘﺴﺎب اﺗﺠﺎهﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻳﻌﺪل ﻓﻴﻬﺎ أو ﻳﻐﻴﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬ ‫)ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﺎدو ‪(228-227 :1998 ،‬‬

‫وﻟﻘ ﺪ أﺑ ﺮزت اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﻮث ﻃ ﺮﻳﻘﺘﻴﻦ رﺋﻴ ﺴﻴﺘﻴﻦ ﻟﻠﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ إﺣ ﺪاث ﺗﻌ ﺪﻳﻞ أو ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫•‬

‫اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪:Route the Central :‬‬

‫وﻳﺴﺘﺮﺷﺪ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ‪ :‬إن أﻗﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ اﻟﺨﻂ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا‬ ‫رﻏﺒ ﺖ ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠ ﺎﻩ ﺷ ﺨﺺ ﻣﻌ ﻴﻦ ‪ ،‬ﻓﻤ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻚ إﻻ أن ﺗﺒ ﺪأ ﺑﻤﻨﺎﻗ ﺸﺔ ﻣﺘﻌﻤﻘ ﺔ وﻣﺒﺎﺷ ﺮة ﻟﻠﻘ ﻀﺎﻳﺎ‬ ‫)اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ أي اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت( اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻜ ﻮن ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻳﻨﺎﺳ ﺐ‬ ‫ﺷﺨﺼًﺎ ﻣﻬﺘﻤ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬آﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠ ﻰ ﻓﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ و ﺑﻌﺒ ﺎرة أﺧ ﺮي‬ ‫ﻳﻨﺎﺳﺐ ه ﺬا اﻷﺳ ﻠﻮب ﻓ ﻲ إﺟ ﺮاء اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻟﻤ ﻦ ه ﻢ ﻳﻬﺘﻤ ﻮن ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ اهﺘﻤ ﺎﻣﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ أو اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫•‬

‫اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪:Route the Peripheral :‬‬

‫وﻳﻬﺘﻢ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴ ﺔ ﺑﻬ ﺪف اﻹﻗﻨ ﺎع أو اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻟﻤﻴ ﻮل واﻻﺗﺠﺎه ﺎت ‪ ،‬وﻣ ﻦ اﻷﻣﺜﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻣﻘ ﺪار ﺟﺎذﺑﻴ ﺔ ‪Appeal and‬‬ ‫‪ Aattractiveness‬ﻣﻘﺪم أو ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ واﺳﺘﺤﻮاذﻩ ﻋﻠﻰ اهﺘﻤﺎم اﻟﻤﺸﺎهﺪﻳﻦ وإﻋﺠﺎﺑﻬﻢ ‪ ،‬آ ﺬﻟﻚ‬ ‫اﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ واﻟﻀﻮﺋﻴﺔ وهﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ هﻮ أآﺜﺮ ﻧﺠﺎﺣًﺎ أو ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﺸﺎهﺪ أو‬ ‫اﻟﻤﺘﻠﻘ ﻲ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻬ ﺘﻢ آﺜﻴ ﺮا ﺑﺎﻷﻓﻜ ﺎر واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﻘ ﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘ ﺼﻞ ﺑﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت‬ ‫اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫)ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻮدة اﻟﺮﻳﻤﺎوي ‪(385 :2006 ،‬‬ ‫ﻼ ﻣﺤﺪودًا ﺑﺎﺗﺒﺎع اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬ ‫هﺬا وﻗﺪ أوﺿﺤﺖ اﻟﺪراﺳﺎت أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﺗﻌﺪﻳ ً‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫دروس ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻦ اﻵراء اﻟﺘﻲ ﻳﻘ ﻒ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟ ﺸﺨﺺ ﻣﻮﻗﻔ ًﺎ ﻋ ﺪاﺋﻴ‪‬ﺎ وﻣﺤﺎوﻟ ﺔ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻤﺠﺎدﻟ ﺔ‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻬﺎ وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬ ‫إﻧﺸﺎء اﺗﺼﺎﻻت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﺮض اﻷﻓﻼم‪.‬‬ ‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺤﺪودة‪.‬‬

‫ﺗﻠﻚ هﻲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ‪ ،‬وﻟﻨﻨﻈﺮ اﻵن ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‪:‬‬ ‫‪ .1‬اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ :‬ﻟﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺿﺌﻴﻠﺔ‪.‬‬ ‫‪ .2‬اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‪:‬‬ ‫وهﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ أآﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻘﺒﻠﻴ ﺔ ﺿ ﺪ اﻟ ﺴﻮد ‪ ،‬إﻧ ﺸﺎء‬ ‫اﺗﺼﺎل ﺑﻴﻦ اﻟﻄﻼب اﻟﺒﻴﺾ واﻟﺴﻮد ‪ ،‬وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ اﻟﻄﻼب اﻟﺒ ﻴﺾ ﺑﺎﻟﻮﺿ ﻊ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ‬ ‫ﻟﻠﺴﻮد ‪ ،‬وﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر هﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻋﻼﺟًﺎ ﻟﻼﺗﺼﺎل اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫‪ .3‬اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ‪:‬‬ ‫ﺗﺆﺛﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﺣﻘﺎﺋﻖ وأﻓﻜﺎر ﻓ ﻲ دﻋ ﻢ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت‬ ‫اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﻟﻸﻓ ﺮاد ‪ ،‬وﺗﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤﻌﺘﻘ ﺪات أو ﺗﻌ ﺪﻳﻠﻬﺎ واﻟﺘﻮاﻓ ﻖ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ‪ ،‬وﻟﻘ ﺪ‬ ‫اﺳ ﺘﺨﺪﻣﺖ اﻷﻓ ﻼم اﻟ ﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ آﻮﺳ ﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌ ﺪﻳﻞ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ‪ ،‬وﻣﺜ ﺎل ذﻟ ﻚ اﻷﻓ ﻼم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺼﻐﺎر‬

‫اﻟﺠﺎﻧﺤﻴﻦ واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺒﺮز اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﻬﻢ وأﺛﺮت ﻋﻠﻴﻬﻢ ‪ ،‬وﺣ ﺎﺟﺘﻬﻢ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻌﻄﻒ واﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗ ﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺑ ﺎﻟﻄﺮق اﻟﺤﺪﻳﺜ ﺔ ‪ ،‬وأه ﻢ ﻋﺎﻣ ﻞ هﻨ ﺎ ه ﻮ "ﻋ ﺪد اﻷﻓ ﻼم" و‬ ‫"ﺗﻜﺮارهﺎ" أﻣﺎ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻲ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫)ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة ‪ (214-213 :1997 ،‬و )ﺳﻬﻴﺮ آﺎﻣﻞ ‪ ،‬و ﺷﺤﺎﺗﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎن ‪(35 :2002 ،‬‬ ‫‪ .4‬اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‪:‬‬ ‫هﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﻳﺸﻴﻊ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ‪ ،‬وهﻰ أآﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ‪.‬‬ ‫)ﻣﺨﺘﺎر ﺣﻤﺰة ‪(214-213 :1997 ،‬‬ ‫اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺪي ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ‪:‬‬ ‫ﻣﻤ ﺎ ﺳ ﺒﻖ ﻳﺘ ﻀﺢ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮه ﺎ وﻟﻜ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻘ ﺎوم اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ‬ ‫ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت أرﺑﻊ هﻲ‪:‬‬ ‫ إذا آﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺒﻜﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة‪.‬‬‫ إذا آﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺎﻻرﺗﺒﺎط وﺑﺎﻟﺘﺤﻮﻳﻞ‪.‬‬‫ إذا آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﺷﺒﺎع اﻟﺤﺎﺟﺎت‪.‬‬‫‪ -‬إذا أدﻣﺠﺖ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻔﺮد وأﺳﻠﻮب ﺳﻠﻮآﻪ‪.‬‬

‫)ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻴﺺ ‪(72 :2001 ،‬‬

‫وهﻨﺎك ﻋﺪدًا ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ‪ ،‬وهﺬﻩ اﻟﺨ ﺼﺎﺋﺺ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻠﻌ ﺐ دورًا ﻣﻬ ‪‬ﻤ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﺪي ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ و اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ‪ ،‬وﻣﻦ أهﻤﻬﺎ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﻄ ﺮف ‪ :Extremeness‬ﻓﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺘﻄﺮﻓ ﺔ – إﻳﺠﺎ ًﺑ ﺎ وﺳ ﻠﺒًﺎ ‪ -‬ﺗﻜ ﻮن أﻗ ﻞ ﻗﺎﺑﻠﻴ ﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ‪.‬‬

‫•‬

‫•‬

‫اﻻﺗﺴﺎق ‪ :Consistency‬ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺎ زاد اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻻﺗﺠﺎﻩ آﺎن‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ‪.‬‬

‫•‬

‫اﻟﺘﻌﺪد ‪ Multiplicity:‬ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﺎﺑﻠﻴ ﺔ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﺗﺒ ًﻌ ﺎ ﻟﺪرﺟ ﺔ ﺗﻌ ﺪد ﻋﻨﺎﺻ ﺮﻩ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠ ﺎﻩ‬ ‫اﻟﺒﺴﻴﻂ أآﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺘﻌﺪد أو اﻟﻤﺮآﺐ ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜ ﻮن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﺮآ ﺐ‬ ‫أآﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﺒﺴﻴﻂ‪.‬‬

‫•‬

‫ﻣﺮآﺰﻳﺔ اﻻﺗﺠﺎﻩ‪ :‬ﻓﺈذا آﺎن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻨﺒﻊ ﻣ ﻦ ﻗ ﻴﻢ أﺳﺎﺳ ﻴﺔ ﻟ ﺪي اﻟﻔ ﺮد ﻓ ﺴﻮف ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻌﺐ‬ ‫إﺣﺪاث أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻴﻪ‪.‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪(331-330 :2001 ،‬‬

‫وﺗﺮي اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن اﻟﺘﻄﺮف واﻻﺗﺴﺎق هﻤﺎ ﻣﻦ أهﻢ هﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ إﺳﻬﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻔ ﺮد‬ ‫وذﻟﻚ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫•‬

‫اﻟﺘﻄﺮف‪ :‬ﻓﻜﻠﻤ ﺎ زاد اﻟﺘﻄ ﺮف ﻓ ﻲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻗﻠ ﺖ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻐﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻜ ﺲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﻗ ﻞ‬ ‫ﺗﻄﺮﻓًﺎ ﻓﺈن ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﺗﻜﻮن أآﺒﺮ‪.‬‬

‫•‬

‫اﻻﺗﺴﺎق‪ :‬أي اﻟﺘ ﺮاﺑﻂ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺤ ﺎدث ﺑ ﻴﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ واﺗﺠﺎه ﺎت أﺧ ﺮي ﺣﻴ ﺚ ﺗ ﺮﺗﺒﻂ اﺗﺠﺎه ﺎت‬

‫اﻟﻔﺮد ﺑﺎﺗﺠﺎهﺎت أﺧﺮي ﻟﺪﻳﻪ ‪ ،‬وﻳﺘﻜﻮن هﺬا اﻟﺘﺮاﺑﻂ أو ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺠﻌﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻟ ﺪي‬ ‫اﻟﻔﺮد أآﺜﺮ ﻗﻮة وأآﺜﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ إﺣﺪاث اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻴﻪ‪.‬‬ ‫وﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻤﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻮﺿﺢ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺬي ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ وهﻮ‪...‬‬ ‫"اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ"‪vocational attitude of teacher :‬‬ ‫وﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ‪" :‬ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻨﺔ ‪ ،‬وهﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻳﻌﺒ ﺮ‬ ‫ﻋﻨ ﻪ ﻋ ﺎدة ﺑ ﺎﻟﻠﻔﻆ أو ﺳ ﻠﻮآﻴ‪‬ﺎ ‪ ،‬أي أن هﻨ ﺎك ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺼﺪر ﻋﻨ ﻪ اﻟﻘ ﻮل أو اﻟﻔﻌ ﻞ ‪ ،‬وﻳﻌﻜ ﺲ‬ ‫ﺗﺼﻮرﻩ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ وﻣﺪى ﻗﺒﻮﻟﻪ وﺳﻌﺎدﺗﻪ ﺑﺎﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وهﺬا ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺪرﺟ ﺔ ﻋﺎﻟﻴ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺴﺘﻮى إﺗﻘﺎﻧ ﻪ‬ ‫ﻟﻠﻌﻤﻞ"‪.‬‬ ‫)أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﻠﻘﺎﻧﻰ و ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﺠﻤﻞ ‪(8 :1999 ،‬‬ ‫واﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠ ﻪ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ إدراآ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻳﻘﺪﻣ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ إﺷ ﺒﺎع‬ ‫ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﺤﻘﻴﻖ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺬاﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻓﻊ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ وآﻔﺎءﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫)دﻻل اﻟﻬﺪهﻮد ‪(385 :1994 ،‬‬ ‫وه ﻮ "ﻣﺤ ﺼﻠﺔ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﻠ ﻢ اﻻﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت أو‬ ‫اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ"‪) .‬ﺣﺴﻦ ﺷﺤﺎﺗﺔ وﺁﺧﺮون ‪(16 :2003 ،‬‬ ‫وﻳﻀﻊ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ و ﻧ ﻮر أﺣﻤ ﺪ اﻟﺮﻣ ﺎدي ‪ 2003‬ﺗﻌﺮﻳ ًﻔ ﺎ إﺟﺮاﺋ ‪‬ﻴ ﺎ ﻟﻤﻔﻬ ﻮم " اﻻﺗﺠ ﺎﻩ‬ ‫ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﻟﻠﻄﻔﻞ" ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺔ اﻟﺘ ﺪرﻳﺲ ه ﻮ "اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻄﺎﻟﺒ ﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ أو ﻣﻌﻠﻤ ﺔ‬ ‫رﻳﺎض اﻷﻃﻔ ﺎل ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑ ﺎﻟﻘﺒﻮل أو اﻟ ﺮﻓﺾ ﻟﻌ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤﺜﻴ ﺮات اﻟﻤﺮﺗﺒﻄ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻤﻮاﻗﻒ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳ ﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻨ ﺔ ‪ ،‬آﻨﻈﺮﺗﻬ ﺎ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬ ﺎ ‪ ،‬وﻣﻮﻗﻔﻬ ﺎ ﻧﺤ ﻮ ﻧﻈ ﺮة اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ‬ ‫ﻟﻤﻬﻨﺘﻬﺎ ‪ ،‬وﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل ‪ ،‬وﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ آﻔﺎءﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ"‬ ‫)ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ وﻧﻮر أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻣﺎدي ‪(76 – 75 :2003 ،‬‬ ‫هﺬا وﺳﺘﺘﺒﻨﻰ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺑﺨﻴﺖ و ﻧ ﻮر أﺣﻤ ﺪ اﻟﺮﻣ ﺎدي ﺣﻴ ﺚ إﻧ ﻪ اﻟﺘﻌﺮﻳ ﻒ‬ ‫اﻷآﺜﺮ ﺻﻠ ًﺔ وارﺗﺒﺎﻃًﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪدهﺎ ﺣﺎﻟﻴًﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ‪:‬‬ ‫ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧﺘﻨ ﺎول اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﻘ ﻮل ﺑﺄﻧﻨ ﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ ﻋﻤﻠ ﺔ واﺣ ﺪة ﻟﻬ ﺎ‬ ‫وﺟﻬﺎن هﻤﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﺮد ذو اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻳﻜ ﻮن‬ ‫أآﺜﺮ اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﻘﺒﻮل اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ وأآﺜﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات‪) .‬ﻋﻠﻲ ﻋﺴﻜﺮ ‪(129 :2000،‬‬ ‫واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﺮف ﺑﺄﻧ ﻪ "ﺗﻘﺒ ﻞ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻌﻤﻠ ﻪ واﻟ ﺬي ﻳﺘ ﺄﺛﺮ ﺑﺠﻮاﻧ ﺐ ﻋﺪﻳ ﺪة ‪،‬‬ ‫وه ﻰ ﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻷﺟ ﺮﻩ وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟﻠﻈ ﺮوف اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ‪ ،‬وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ وﻣﺤﺘ ﻮى اﻟﻌﻤ ﻞ ‪ ،‬وﺗﻘﺒﻠ ﻪ‬ ‫ﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟ ﺰﻣﻼء ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ ‪ ،‬وﺗﻘﺒﻠ ﻪ ﻟ ﻨﻤﻂ اﻟﺮﺋﺎﺳ ﺔ وﻓ ﺮص اﻟﺘﺮﻗﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫)ﺷﻌﺒﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﺴﻴﺴﻲ ‪.(26 :1992 ،‬‬ ‫اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻘﺒﻮل ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺠﻮاﻧﺐ"‪.‬‬

‫وﻳﺴﻠﻢ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺄن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺼﻌﺐ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬ ﺎ أو‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ وذﻟ ﻚ ﻟﻮﺟ ﻮدﻩ داﺧ ﻞ ﺷ ﻌﻮر اﻹﻧ ﺴﺎن إﻻ أن هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اه ﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿ ﻮع وأﻃﻠ ﻖ اﻟﺘﻔ ﺴﻴﺮات‬ ‫واﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ﻟﻠﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أو ﺟﺰﺋﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﻮع اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫) ﻣﻌﺰوز ﻋﻼوﻧﺔ ‪ ،‬وﻳﺤﻴﻲ ﻧﺪى ‪(59 :2005 ،‬‬ ‫وﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻌﺐ وﺿ ﻊ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ ﻣﺤ ﺪد ﻟﻠﺮﺿ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺣﻴ ﺚ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ اﻟﺮﺿ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻬﻨ ﺔ‬ ‫ﻷﺧﺮى وﻣﻦ ﻓﺮد ﻵﺧ ﺮ وﻣ ﻦ وﻗ ﺖ ﻵﺧ ﺮ ﻷﻧ ﻪ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﺘ ﺴﻢ ﺑﺎﻟﺜﺒ ﺎت اﻟﻨ ﺴﺒﻲ ‪ ،‬وﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪي‬ ‫إﺷﺒﺎع اﻟﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻳﺠﺐ أن ﻧﻤﻴ ﺰ ﺑ ﻴﻦ رﺿ ﺎ اﻟﻔ ﺮد ﻋ ﻦ‬ ‫ﻋﻤﻠﻪ و اﻹرﺿﺎء اﻟﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺮﺿﺎ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻹﺟﻤ ﺎﻟﻲ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ‪،‬‬ ‫واﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮاﻧﺐ ﺑﻴﺌﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻔﺮد ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻹرﺿﺎء ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ وآﻔﺎءﺗﻪ‪.‬‬ ‫)ﻋﺰة ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ‪(14 :1996 ،‬‬ ‫وﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗﻘ ﺪم ﻳﺠ ﺪر اﻹﺷ ﺎرة ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺨﻠ ﻂ اﻟ ﺸﺎﺋﻊ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻔﻬ ﻮﻣﻲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ‬ ‫‪ Professional Attitude‬واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ‪ Vocational Satisfaction‬ﺣﻴ ﺚ ﻳﺨﺘﻠ ﻒ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ‬ ‫ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ إن اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﻲ أﺣﺪ ﺟﻮاﻧﺒﻪ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻼﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺮﺿﺎ ﻓﻬﻮ إﻣﺎ ﻣﺼﺎﺣﺐ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أو ﻧ ﺎﺗﺞ ﻋﻨﻬ ﺎ ؛ وﻟﻬ ﺬا ﻧﺠ ﺪ أن اﻟﺮﺿ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ أﺛ ﺮ ﺳ ﺎﺑﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮد ﻧﺤﻮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻋﻨ ﺪ ﻗﻴ ﺎس اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻧﻘ ﻴﺲ‬ ‫ﻻ ‪ ،‬أﻣﺎ‬ ‫اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺗﺪور ﺣﻮل هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬أي ﻧﻘﻴﺲ ﺑﻌﺪًا واﺣﺪًا ﻣﻮﺟﺒًﺎ أو ﺳﺎﻟﺒًﺎ أو ﻣﺘﻌﺎد ً‬ ‫)ﻋﻮﻳﺪ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻤﺸﻌﺎن ‪(30 :1993 ،‬‬ ‫اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻠﻴﺲ أﺣﺎدى اﻟﺒﻌﺪ ؛ ﻷن اﻟﻔ ﺮد ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن راﺿ ﻴًﺎ ﻋ ﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠ ﻪ وﻏﻴ ﺮ‬ ‫)ﻋﻮﻳﺪ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻤﺸﻌﺎن ‪(30 :1993 ،‬‬ ‫ض ﻋﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻪ‪.‬‬ ‫را ٍ‬ ‫آﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻧﺘﺎج ﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻪ وﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ‬ ‫واﻟﻤ ﺆﺛﺮات اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ‪ ،‬وﻣ ﻦ أﻗ ﺮب اﻟﻤ ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ‪،‬‬ ‫واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ ‪ ،‬واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﻧﺤ ﻮ‬ ‫ﻣﻬﻨﺘﻪ واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﻌﺪاد ﻷن ﻳﺘﺼﺮف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ أو ﻣﺤﺎﻳﺪة ﺿﻤﻦ إﻃ ﺎر‬ ‫وﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺤﺪدة ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﺔ ‪ ،‬واﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﻲ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﻤﻠﻪ ﻳﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ إدراآ ﻪ ﻟﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﻘﺪﻣﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ إﺷﺒﺎع ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﺤﻘﻴﻖ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﺬاﺗﻪ ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻓﻊ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ وآﻔﺎءﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫)ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ زهﺮان ‪(37 :1995 ،‬‬ ‫واﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ه ﻮ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ اﻟ ﺸﻌﻮرﻳﺔ اﻟ ﺴﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻴﺰه ﺎ اﻻرﺗﻴ ﺎح واﻟﻘﻨﺎﻋ ﺔ‬ ‫واﻟﺴﻌﺎدة ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺸﻌﺮ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ أﺛﻨ ﺎء ﻋﻤﻠ ﻪ ‪ ،‬ﺣ ﻴﻦ ﻳ ﺴﺘﺨﺪم ﻗﺪراﺗ ﻪ وﻣﻬﺎراﺗ ﻪ واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﺎﺣﺐ‬ ‫وﺗﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠ ﻰ إﺷ ﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗ ﻪ )اﻟﺤﻴﻮﻳ ﻪ ‪ ،‬واﻟﻨﻔ ﺴﻴﻪ ‪ ،‬واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﻪ ‪ ،‬وﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﻴﻮﻟ ﻪ ‪ ،‬وﻗﻴﻤ ﻪ ‪،‬‬ ‫)ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻣﺪ زهﺮان ‪(37 :1995 ،‬‬ ‫وﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻪ ‪ ،‬وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ‪ ،‬وأهﺪاﻓﻪ(‪.‬‬ ‫ه ﺬا وﺗﺒ ﺪو اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ واﻷداء اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻣﺤ ﻞ اهﺘﻤ ﺎم اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬ ‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﻴﻦ ‪ ،‬وﺗﺸﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻪ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺑ ﺎﻷداء اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻟﻠﻔ ﺮد ‪،‬‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن هﺬﻩ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻣ ﺪى أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﻴﻦ‬ ‫ﺟ ﺎ" ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﻤﺮ‬ ‫ﻋﺎ ًﻣ ﺎ ﺗﻘ ﻒ ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮى أن "اﻟﻌﻤ ﺎل اﻟ ﺴﻌﺪاء أآﺜ ﺮ إﻧﺘﺎ ً‬ ‫اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻷداء اﻟﻤﻬﻨﻲ واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ‪.‬‬ ‫)‪(Brief, 1998: 4‬‬

‫واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ "ﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻘﻴﻴﻤًﺎ ﻣﻌﺮﻓﻴ‪‬ﺎ أو وﺟﺪاﻧﻴ‪‬ﺎ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﻣ ﺎ ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ أو ﻋﺪم اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ‪ ،‬واﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬ ﺎ ه ﻲ ﻣﻴ ﻞ أو ﻧﺰﻋ ﺔ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت‬ ‫إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ أو ﺳﻠﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻨﻴﺔ أو ﺳﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪة ﻣﻦ هﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﻷﻧﻬ ﺎ‬ ‫ﺗﻌﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻠﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ ‪ ،‬آﻤ ﺎ أن اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﻳﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ اﻟﺘﻔﺎﻋ ﻞ‬ ‫ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﻬﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ‪(Brief, 1998: 86) .‬‬ ‫وﻳﻌﺮف ﻟﻮك ‪ Locke‬اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ "ﺣﺎﻟ ﺔ وﺟﺪاﻧﻴ ﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ أو ﻣﺮﺿ ﻴﺔ ﻧﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ‬ ‫)‪(Brief: 1998, P. 4‬‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻪ أو ﺧﺒﺮاﺗﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‪.‬‬ ‫واﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ هﻮ اﺗﺠﺎﻩ وﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﺑﻴﻦ "ﻣﺎ أرﻳﺪﻩ" و "ﻣﺎ أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ" ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻨﺔ‪.‬‬ ‫)‪(Landy & Conte, 2006: 393‬‬ ‫وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘ ﻀﺢ أن هﻨ ﺎك ﻓﺮﻗ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺿ ﺎ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ واﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أن‬ ‫اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻤﻬﻨﻲ آﻤﺮادف ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﺮﺿﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﺮﺿﺎ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬وآﺬﻟﻚ أوﺿ ﺢ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗ ﺔ آ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺳ ﻠﻴﻤﺎن اﻟﺨ ﻀﺮي وﻣﺤﻤ ﺪ أﺣﻤ ﺪ ﺳ ﻼﻣﺔ ﻓ ﻲ أن اﻟﺮﺿ ﺎ ﻣ ﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴ ﺔ ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻴﺲ‬ ‫ﻣﺮادﻓﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﺎﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ هﻮ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻟﻼﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻟ ﺪى اﻟﻔ ﺮد ﻧﺤ ﻮ ﻋﻤﻠ ﻪ ‪ ،‬واﻻﺗﺠﺎه ﺎت‬ ‫اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﺮﻓﺾ ﻧﺤﻮ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬ ‫)ﻋﺰة ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ ‪(23 :1996 ،‬‬ ‫ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﻌﻠﻤﺎت رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺤﻮ ﻣﻬﻨﺘﻬﻦ‪:‬‬ ‫وهﻨﺎك ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺴﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺗﺤ ﺴﻴﻦ اﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت ﻧﺤ ﻮ ﻣﻬﻨ ﺘﻬﻦ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻌﻮاﻣﻞ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺧﻠ ﻖ ﻓ ﺮص ﻟﻠﺘﻌ ﺎون ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺎت وﺑ ﺎﻗﻲ اﻷﻋ ﻀﺎء اﻟﻤ ﺸﺎرآﻴﻦ ﻟﻬ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺆﺳ ﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴ ﺔ‬ ‫وﺿﺮورة إﺷﺮاآﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻹدارﻳﺔ‪(Hargreaves, 1995: 25) .‬‬ ‫‪ .2‬ﺗﺮك ﻣ ﺴﺎﺣﺔ ﻣ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻘﻼل ﻟﻠﻤﻌﻠﻤ ﺔ ‪ ،‬وﺗ ﻀﻤﻴﻦ ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﻳ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻟﺘﺨﺘ ﺎر اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ واﻟﻜﻴﻔﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﺜﻠﻲ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮهﺎ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺤﺮﻳﺔ اﻹرادة ﺗﺴﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﺗﻄ ﻮر اﻟﻤﻌﻠﻤ ﺔ‬ ‫)‪(Ryan & Deci, 2000) ، (Smylie, 1995‬‬ ‫وازدهﺎرهﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﺿﻤﻦ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﺎت‪.‬‬ ‫)‪(Cochran-Smith & Lytle 1999‬‬ ‫‪ .4‬اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺮوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻣﺠﺮﻳﺎت وأﻋﺒﺎء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫)‪(Schon, 1995‬‬ ‫‪ .5‬ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺬات ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻨﻤﻲ اﻟﺸﺨﺺ اﺗﺠﺎهًﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴ‪‬ﺎ ﻧﺤ ﻮ ذاﺗ ﻪ ﻟ ﻴﺲ آﻤﻌﻠ ﻢ‬ ‫ﻓﻘﻂ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ آﻤﺘﻌﻠﻢ أﻳﻀًﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺗﻜ ﻮن ﻟﺪﻳ ﻪ رﻏﺒ ﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘ ﺪرﻳﺐ اﻟﻤ ﺴﺘﻤﺮ ؛‬ ‫ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻷهﺪاف‪.‬‬ ‫‪ .6‬ﺿﺮورة أن ﺗﺘﻌﺮف اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪراﺗﻬﺎ ‪ ،‬و أن ﺗﺤﺪد ﺗﻮﻗﻌﺎت واﻗﻌﻴ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻘ ﺪرات ﺗﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أهﺪاﻓﻬﺎ‪(White, 2001: 37) .‬‬

‫اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎهﺎت‪:‬‬ ‫و هﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫أو ًﻻ‪ :‬ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪ :‬ﻟـ آﺎرل هﻮﻓﻼﻧﺪ ‪Hovland‬‬ ‫ﻳﺮى أﺻﺤﺎب ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ أن اﻻﺗﺠﺎهﺎت آﺎﻟﻌ ﺎدات ‪ Habits‬وﻣﺜ ﻞ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ أو اﻷﺷ ﻴﺎء‬ ‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺒﺎدىء اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل اﻷﺧﺮى ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﺗﺤﺪد أﻳﻀًﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻻﺗﺠﺎهﺎت‪.‬‬ ‫وﻳ ﺮﺗﺒﻂ ﻣﻨﺤ ﻰ اﻟ ﺘﻌﻠﻢ ارﺗﺒﺎﻃ ﺎ وﺛﻴﻘ ًﺎ ب"آ ﺎرل هﻮﻓﻼﻧ ﺪ" ‪ ، Carl Hovland‬وﺁﺧ ﺮﻳﻦ‬ ‫واﻻﻓﺘ ﺮاض اﻷﺳﺎﺳ ﻲ ﺧﻠ ﻒ ه ﺬا اﻟﻤﻨﺤ ﻰ ه ﻮ أن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﺘﻌﻠﻤ ﺔ ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺘﻌﻠﻢ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﻌ ﺎدات اﻷﺧ ﺮى ‪ ،‬ﻓﻜﻤ ﺎ ﻳﻜﺘ ﺴﺐ اﻷﻓ ﺮاد اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ ‪ ،‬ه ﻢ أﻳ ﻀًﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤ ﻮن اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ واﻟﻘ ﻴﻢ‬ ‫اﻟﻤﺮﺗﺒﻄ ﺔ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ ‪ ،‬ﻓﻴ ﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻔ ﺮد أن ﻳﻜﺘ ﺴﺐ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت واﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﺮاﺑﻂ‬ ‫‪ ، Association‬وﺗﺘﻜ ﻮن اﻟﺘﺮاﺑﻄ ﺎت ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬ ﺮ اﻟﻤﻨﺒﻬ ﺎت ﻓ ﻲ ﻇ ﺮوف وأﻣ ﺎآﻦ ﻣﺘ ﺸﺎﺑﻬﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ‬ ‫ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻄﻼب ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺪرﺳﻴﻦ أو اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أو اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن آﻠﻤﺔ "ﻧﺎزي" ﺑﻨﻐﻤﺔ ﻋﺪواﻧﻴ ﺔ ﻓﻬ ﻢ ﻳﺮﺑﻄ ﻮن‬ ‫ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ وهﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﺮض ﻷﺷﻴﺎء إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ "آﻔﻴﻠﻢ ﺳ ﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺑ ﻪ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ" ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺮﺑﻂ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺸﺎﻋﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ وه ﺬا اﻟﻔ ﻴﻠﻢ‪ ,‬آﻤ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺤ ﺪث اﻟ ﺘﻌﻠﻢ أﻳ ﻀًﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘ ﺪﻋﻴﻢ ‪ ، Reinforcement‬ﻓ ﺈذا أﺧ ﺬﻧﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻟ ﺪروس ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ ‪ ،‬واﺳ ﺘﻤﺘﻌﻨﺎ ﺑﻬ ﺎ ‪،‬‬ ‫ﺳ ﺎ أﺧ ﺮى ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌﻠ ﻢ ‪ ،‬وأﺧﻴ ﺮًا ﻓ ﺈن‬ ‫ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺳﻮف ﻳ ﺪﻋﻢ ﻟ ﺪﻳﻨﺎ اﻟﻤﻴ ﻞ ﻷن ﻧﺄﺧ ﺬ درو ً‬ ‫اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪ ‪ ، Imitation‬ﻓﺎﻟ ﺸﺨﺺ ﻳﻘﻠ ﺪ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺧﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎﻧﻮا‬ ‫ﻳﻤﺜﻠ ﻮن أهﻤﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﻨ ﺴﺒﺔ ﻟ ﻪ ‪ ،‬إذن ﻓ ﺎﻟﺘﺮاﺑﻂ واﻟﺘ ﺪﻋﻴﻢ واﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪ ه ﻲ اﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣ ﺎت اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻴﺔ ﻓ ﻲ ﺗﻌﻠ ﻢ‬ ‫اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ‪ ،‬ﻓﻤﻨﺤ ﻰ ﺗﻌﻠ ﻢ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﻣﻨﺤ ﻰ ﺑ ﺴﻴﻄًﺎ ‪ ،‬إذ ﻳ ﺮى اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬ ﻢ ﻣ ﺼﺪر ﻟﻠﺘ ﺄﺛﻴﺮ‬ ‫اﻟﺨﺎرﺟﻲ ‪ ،‬ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻬﺎت وﻳﺘﻌﻠﻤﻮن ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ إﺣ ﺪى ﻋﻤﻠﻴ ﺎت اﻟ ﺘﻌﻠﻢ ‪ ،‬آﻤ ﺎ أن ه ﺬا اﻟ ﺘﻌﻠﻢ‬ ‫ﻳﺤﺪد اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺸﺨﺺ ‪ ،‬وﻳﻀﻤﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻨﻬ ﺎﺋﻲ ﻟﻜ ﻞ اﻟﺘﺮاﺑﻄ ﺎت واﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮاآﻤ ﺖ‬ ‫ﻋﺒ ﺮ اﻟﻌﻤ ﺮ ﻟ ﺪى اﻟﻔ ﺮد ‪ ،‬ﻓﺘﻘ ﻮﻳﻢ اﻟ ﺸﺨﺺ اﻟﻨﻬ ﺎﺋﻲ – ﻟﻤﻮﺿ ﻮع أو ﻓﻜ ﺮة أو ﻗ ﻀﻴﺔ – ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮة‬ ‫اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ .1‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺒﺎﻋﺚ‪:‬‬ ‫وﻳ ﺮى ﻣﺆﻳ ﺪو ه ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ أن اﻟ ﺸﺨﺺ ﻳﺘﺒﻨ ﻰ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟ ﺬي ﻳﺮﻳ ﺪﻩ وﻳﻌﻄﻴ ﻪ أآﺒ ﺮ ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ‬ ‫اﻻهﺘﻤ ﺎم ‪ ،‬ﻓﻬﻨ ﺎك ﺣ ﺴﺎب ﻟﻠﺘﻜ ﺎﻟﻴﻒ ‪ Casts‬واﻟﻔﻮاﺋ ﺪ ‪ Benefits‬ﻷي ﻗ ﻀﻴﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻀﺎﻳﺎ ‪ ،‬وﻳ ﺴﻌﻰ‬ ‫اﻟﻔﺮد ﻷن ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ أآﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ‪ ،‬وﺗﺘﻠﺨﺺ ﻧﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﻓ ﻲ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ‬ ‫اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻓ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﻘ ﺪﻳﺮ وزن آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪات واﻟﻤﻌﺎرﺿ ﺎت ﻟﺠﻮاﻧ ﺐ ﻋﺪﻳ ﺪة ‪ ،‬واﺧﺘﻴ ﺎر‬ ‫أﺣﺴﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻞ ‪ ،‬ﻓﺸﻌﻮر اﻟﻄﺎﻟﺐ أن اﻟﺤﻔﻞ ﻣﻤﺘﻊ وﺷﻴﻖ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﺗﺠﺎ ًه ﺎ إﻳﺠﺎﺑ ًﻴ ﺎ ﻧﺤ ﻮ اﻟﺤﻔ ﻞ ‪ ،‬وﻟﻜﻨ ﺔ‬ ‫ﻳﻌﺮف أن اﻟﻮاﻟ ﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳ ﺪان ﺣ ﻀﻮر ه ﺬا اﻟﺤﻔ ﻞ ‪ ،‬وﻳﻌ ﺮف أﻳ ﻀًﺎ أن ذﻟ ﻚ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ دراﺳ ﺘﻪ ‪،‬‬ ‫وهﺬا ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ اﺗﺠﺎهًﺎ ﺳ ﻠﺒﻴ‪‬ﺎ ﻧﺤ ﻮ ﺣ ﻀﻮر اﻟﺤﻔ ﻞ ‪ ،‬وﻃﺒﻘ ًﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﻮى أو اﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪات‬ ‫ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺒﻮاﻋﺚ ﺗﺤﺪد اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟ ﺼﻮر اﻟ ﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل‬ ‫اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ‪Cognitive Response Theory‬‬ ‫وﺗﻔﺘﺮض هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺻ ﻔﻬﺎ"ﺟ ﺮﻳﻦ وﻟ ﺪ" ‪ ، Green Wald‬و"ﺑﻴﺘ ﻲ" ‪ ، Petty‬و‬ ‫"أو ﺳﺘﺮوم" ‪ ، Ostrem‬و"ﺑﺮوك" ‪ Brock‬أن اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﻟ ﺒﻌﺾ‬ ‫اﻷﻓﻜ ﺎر اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ )أو اﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ( ‪ ،‬وأن ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜ ﺎر ﻟﻬ ﺎ أهﻤﻴﺘﻬ ﺎ ‪ ،‬وﻳﻤﻜ ﻦ‬ ‫ﻼ ﻳﺴﺒﺐ ﺳ ﻤﺎع ﺧﺒ ﺮًا ﻣ ﺆداﻩ ﻣﻨ ﻊ‬ ‫اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎهﺎت آﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺨﺎﻃﺐ ‪ ،‬ﻓﻤﺜ ً‬

‫اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻦ آﺒﺎر اﻟﺴﻦ واﻟﻤﻌ ﻮﻗﻴﻦ ‪ ،‬اﻟ ﺸﻌﻮر ﺑ ﺎﻷﻟﻢ واﻟ ﻀﻴﻖ ﻟ ﺪى اﻟﻤﺘﻠﻘ ﻲ )اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ( ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺐ اﻟﺸﺨﺺ ﺳﻤﺎع ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺮة أﺧﺮى ‪ ،‬وﻟﻜﻦ إذا ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺧﺒ ﺮًا‬ ‫ﺑ ﺄن اﻟﺪوﻟ ﺔ ﺳ ﻮف ﺗﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟ ﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠ ﻰ ذوى اﻟ ﺪﺧﻮل اﻟﻜﺒﻴ ﺮة ؛ ﺑﻬ ﺪف ﻋ ﻼج اﻟﻤﺮﺿ ﻰ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﺳ ﻮف ﻧﺆﻳ ﺪ اﻟﻜ ﻼم وﻧﺤ ﺐ ﺳ ﻤﺎﻋﻪ ‪ ،‬وه ﺬا ﻳﻤﺜ ﻞ )اﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴ ﺔ‬ ‫إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ( ‪ ،‬إذا ﻓﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﻋ ﻦ رﺳ ﺎﻟﺔ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﻘﺪم إﻟﻴﻪ ؛ ﻷن اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻠﺒﻲ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪, (303-293 :2001 ،‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234‬‬ ‫ب‪ .‬ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻮﻗﻊ – اﻟﻘﻴﻤﺔ‪Expectancy – Value Approach :‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﺻ ﺎغ ه ﺬا اﻟﻤﻨﺤ ﻲ "إدوارز"‪ ، Edwards‬ﺣﻴ ﺚ ﻳﺘﺒﻨ ﻰ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت أو‬ ‫اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺆدى ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﺠﻨﺐ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﻏﻮﺑﺔ ‪ ،‬ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ :‬ﻧﻔﺘﺮض أﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ‬ ‫أن ﻧﺬهﺐ إﻟﻰ ﺣﻔﻠﺔ ﻟﻴﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﺻﺪﻗﺎء ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺷ ﻚ أﻧﻨ ﺎ ﺳ ﻨﻔﻜﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜ ﻞ‬ ‫هﺬﻩ اﻟﺼﺤﺒﺔ واﻟﻤﺘﻌﺔ وﻋﺪم اﻟ ﺬهﺎب ﻟﻠﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻟﻠﺤﻔ ﻞ ‪ ،‬ﻓﻜ ﻞ ﻣﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻘ ﻮم‬ ‫ﺑﺤﺴﺎب اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﻗﻴﻤﺔ هﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻘﺮار ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨ ﺎس داﺋ ًﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺎوﻟﻮن أن‬ ‫ﻳﺰﻳﺪوا ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻬﻢ واﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺤﺼﻠﺔ آﻞ ﻣﻦ‪ :‬ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﺗﻮﻗﻊ أن هﺬا‬ ‫اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺳﻮف ﻳﻘﺪم هﺬا اﻟﻨﺎﺗﺞ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ‪ :‬اﻟﻤﻨﺤﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪:‬‬ ‫ﻳﺆآ ﺪ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻨ ﺎس ﻳﺒﺤﺜ ﻮن ﻋ ﻦ اﻟﺘ ﻮازن أو اﻟﺘﻨ ﺎﻏﻢ‬ ‫‪ Harmony‬واﻻﺗ ﺴﺎق ‪ Consistency‬ﺑ ﻴﻦ اﺗﺠﺎه ﺎﺗﻬﻢ وﺳ ﻠﻮآﻬﻢ ‪ ،‬وﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺤ ﺪد ﻳﺆآ ﺪ أﺻ ﺤﺎب‬ ‫هﺬا اﻟﻤﻨﺤﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻗﺒ ﻮل اﻻﺗﺠﺎه ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻣ ﻊ "اﻟﺒﻨ ﺎء اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ" ‪Cognitive Structure‬‬ ‫اﻟﻜﻠﻰ ﻟﻠﺸﺨﺺ‪.‬‬ ‫وﻳ ﺸﻤﻞ اﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﻋ ﺪدًا ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺎت اﻟﻤﺘ ﺸﺎﺑﻬﺔ إﻟ ﻰ ﺣ ﺪ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ‬ ‫واﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻷﺳﺎﺳ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻒ وراءه ﺎ واﺣ ﺪ ﻓﺠﻤﻴﻌﻬ ﺎ ﺗﻔﺘ ﺮض‬ ‫أن اﻷﻓ ﺮاد ﻳ ﺴﻌﻮن ﻟﻠﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻻﺗ ﺴﺎق ﺑ ﻴﻦ ﻣﻌ ﺎرﻓﻬﻢ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ﺸﺨﺺ اﻟ ﺬي ﻳﻮﺟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻟﻘﻴﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀًﺎ ﻳﺠﺎهﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﺴﻘﺔ وﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ‬ ‫‪ ،‬وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻔﺮد ﻻﺳﺘﻤﺮار أو إﻋﺎدة اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ داﻓﻌًﺎ أوﻟﻴ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪, (303-293 :2001 ،‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234‬‬ ‫وﺗﻮﺟﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻜﺎل أو ﻧﻤﺎذج أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ‪ ،‬ﻧﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻮازن ‪:Balance Theory‬‬ ‫وهﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﺘﻲ أﺳ ﺴﻬﺎ "ه ﺎ ﻳ ﺪر" ‪، Heider‬‬ ‫وﺗﺘﻀﻤﻦ ﺿ ﻐﻮط اﻻﺗ ﺴﺎق ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤ ﺆﺛﺮات داﺧ ﻞ اﻟﻨ ﺴﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺴﻴﻂ ‪Simple Cognitive‬‬ ‫‪ ، System‬واﻟﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﻦ ‪ ،‬واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أو ﺗﻘﻮﻳﻤﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﻬﻤﺎ‪.‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 234‬‬

‫ﻓﻬﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎت )ﺗﻘﻴ ﻴﻢ اﻟﻔ ﺮد ﻟﻠﻤﻮﺿ ﻮع اﻷول ‪ ،‬وﺗﻘﻴﻴﻤ ﻪ ﻟﻠﻤﻮﺿ ﻮع اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ‪ ،‬واﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ هﺬﻳﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﻦ( ‪ ،‬وﺗﻤﺖ ﺻﻴﺎﻏﺔ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫)‪O = (P) x (X‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻴﺮ )‪ (P‬إﻟﻰ اﻟﺸﺨﺺ ‪ ،‬و)‪ (O‬إﻟﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬و)‪ (X‬إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬ ‫وﻳﻮﺿﺢ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن أو ﻋﺪم اﻟﺘﻮازن‪.‬‬

‫ﺷﻜﻞ )‪ (2‬ﻳﻮﺿﺢ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻮازن وﻋﺪم اﻟﺘﻮازن ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ هﻴﺪر‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 234‬‬ ‫وﻧﻈﺮًا ﻷن اﻟﺪاﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻊ اﻷﺷﺨﺎص ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮازن ه ﻮ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻟﺘﻨ ﺎﻏﻢ‬ ‫‪ Harmony‬وإﻋﻄﺎء ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﺪرآﺎت ‪ ،‬وﺗﺤﻘﻴﻖ أﻓﻀﻞ ﺻﻮرة ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﻌﻼﻗ ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻓﻨﻈﺎم اﻟﺘﻮازن ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ‪ ،‬وﻧﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻜﺮهﻬﻢ‪.‬‬ ‫وﻳﻨﺸﺄ ﻋﺪم اﻟﺘﻮازن ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻮﺟ ﺪ اﺗﻔ ﺎق ﻣ ﻊ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﻜ ﺮهﻬﻢ ‪ ،‬أو ﻋ ﺪم اﺗﻔ ﺎق ﻣ ﻊ‬ ‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ‪ ،‬ﻓﻌﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ "ﺑﺄﻧﻨ ﺎ ﻧﺤ ﺐ أن ﻧﺘﻔ ﻖ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻧﺤﺒ ﻪ‬ ‫أو ﻧﻜﺮهﻪ ‪ ،‬آﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﻜﺮﻩ أن ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﺒﻪ أو ﻧﻜﺮهﻪ"‪.‬‬ ‫وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻮازن هﺬﻩ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺣﺪوﺛﻪ ‪ ،‬وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﻨﺒﺆات‬ ‫أن اﻟﻀﻐﻮط ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮازن ﺗﻜﻮن ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﺮﻩ أو ﻧﻌﺎرض اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ أآﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬ ‫ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻌﻪ‪.‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪, (303-293 :2001 ،‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234‬‬ ‫وﻗﺪ أﻃﻠﻖ "ﻧﻴﻮآﻤﺐ" ‪ Newcomb‬ﻋﻠﻰ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻼﺗ ﻮازن ‪ Imbalance‬وﻓﻜﺮﺗ ﻪ‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ هﻲ أﻧﻨﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻻ ﻧﻬﺘﻢ آﺜﻴﺮًا ﺑﻤﺎ إذا آﻨﺎ ﻧﺘﻔﻖ أو ﻻ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺷ ﺨﺺ ﻣ ﺎ ﻻ ﻧﺮﻏﺒ ﻪ ‪،‬‬ ‫إذ إﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻧﻨﻬﻰ ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻧﻨﺴﻰ آﻞ ﺷﻲء ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع آﻠﻴ ًﺔ‪.‬‬ ‫واﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺼﻮر"ﻧﻴﻮآﻤﺐ" ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓ ﻲ أﻧ ﺔ ﻳ ﺼﻒ اﻻﺗ ﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ﺑﻤ ﺼﻄﻠﺤﺎت‬ ‫ﺑﺴﻴﻄﺔ‬ ‫ﻼ ﻣﻘﻨﻌًﺎ ﻟﻔﻬﻢ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ‪ ،‬آﻤ ﺎ أﻧ ﺔ ﻳﺮآ ﺰ اﻧﺘﺒﺎهﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أآﺜ ﺮ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ أهﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل‬ ‫‪ ،‬وﻳﻘﺪم دﻟﻴ ً‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﻴﻢ واﻻﺗﺠﺎهﺎت ‪ ،‬ﻓﻨﻤﻮذج اﻟﺘﻮازن ﻳﺘﻀﺢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﻴﻦ آﺄﻧﻪ إﻋﺎدة ﻟﺤﻞ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق‪.‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪, (303-293 :2001 ،‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234‬‬

‫‪ .2‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻻﺗﺴﺎق اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ‪:Cognitive Affective Consistency‬‬ ‫اﻟ ﺸﻜﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ أو اﻟﻤﺮاﺟﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻟﻤﻨﺤ ﻰ اﻻﺗ ﺴﺎق ه ﻲ أن اﻷﺷ ﺨﺎص ﻳﺤ ﺎوﻟﻮن داﺋ ًﻤ ﺎ أن‬ ‫ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ ﻣﺘﺴﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ ‪ ،‬ﻓﻤﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ وﻣﻌﺎرﻓﻨﺎ وﺗﺒﺮﻳﺮاﺗﻨﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺎت ﺗﺘﺤ ﺪد ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟ ﺰء ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣ ﺸﺎﻋﺮﻧﺎ وﺗﻔ ﺼﻴﻼﺗﻨﺎ ‪ ،‬واﻟﻌﻜ ﺲ ﺻ ﺤﻴﺢ أي أن ﺗﻘﻮﻳﻤﺎﺗﻨ ﺎ وﻣ ﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺗﺘ ﺄﺛﺮ‬ ‫ﺑﻤﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ ‪ ،‬وﻳﺘﺴﻖ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﺼﻮرﻧﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﻘﻴﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬﻤ ﺎ ﻳﺘ ﻀﻤﻨﺎن ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣﻜﻮﻧ ﺎت‪:‬‬ ‫)اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻮﺟﺪان واﻟﺴﻠﻮك(‪.‬‬ ‫وﻳﻘﺪم "روزﻧﺒﺮج" ‪ Rosenberg‬اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﺘﻐﻴ ﺮ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻮﺟﺪان واﻟﺸﻌﻮر ﺣﻴﺎل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻘﻴﻤﺔ أو اﻻﺗﺠﺎﻩ‪:‬‬ ‫ﻓﺄو ً‬ ‫ﻻ‪ :‬ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ودراﺳﺔ اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺤ ﻮﺛﻴﻦ )اﻟﺒ ﻴﺾ( ﻧﺤ ﻮ اﻟ ﺴﻮد واﻟﻌﻼﻗ ﺔ‬ ‫اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ‪ :‬ﻗ ﺎم ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻢ اﻟ ﺼﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴ ﺔ )اﻟﺒ ﻴﺾ( وأﺧﺒ ﺮهﻢ ﺑ ﺄن‬ ‫اﺗﺠﺎهﺎﺗﻬﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻮد ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮت إﻟ ﻰ ﻋﻜ ﺲ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻌ ﺎم اﻟ ﺴﺎﺋﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﻧﺤ ﻮ اﻟ ﺴﻮد ‪ ،‬أي أن‬ ‫"روزﻧﺒﺮج" ﻗﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﻔﺤﻮﺻﻴﻦ اﻟﺒﻴﺾ ﻧﺤﻮ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻮد ‪ ،‬واﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻟﻤﻬﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا‬ ‫هﻲ أن اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻣ ﺸﺎﻋﺮهﻢ دون ﺗﺰوﻳ ﺪهﻢ ﺑ ﺄي ﻣﻌ ﺎرف ﺟﺪﻳ ﺪة ‪ ،‬وأوﺿ ﺢ "روزﻧﺒ ﺮج" أن‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت واﻟﻘ ﻴﻢ ﻳﺤ ﺪث ﻧﺘﻴﺠ ﺔ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ آ ﺎﻟﺘﻨﻮﻳﻢ ‪ ،‬أو اﻷﺳ ﺎﻟﻴﺐ‬ ‫اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﻟﺘﻠﻘﻴﻦ اﻟﻤﻔﺤﻮﺻﻴﻦ ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺬﻟﻚ‪(Oskamp & Schultz, 2005: .‬‬ ‫)‪233 – 234‬‬ ‫وﺗﻌﺘﺒﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷهﻤﻴﺔ ؛ ﻷن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣ ﻦ اﻻﺗﺠﺎه ﺎت ﻳ ﺘﻢ اآﺘ ﺴﺎﺑﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل‬ ‫اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ )اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ( دون أي ﻣﻌﺎرف ﺗﺆﻳﺪ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻄﻔ ﻞ اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺐ اﻟ ﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ ‪ ،‬ﻷن‬ ‫واﻟﺪﻳﻪ ﻳﻔﻀﻼن ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻓ ﻼ ﺗﻮﺟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ ﻣﻌ ﺎرف ﻗﻮﻳ ﺔ ﺗﺆﻳ ﺪ ذﻟ ﻚ ‪ ،‬ﻟﻜﻨ ﻪ ﻳﻜﺘ ﺴﺐ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ‬ ‫اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻓﺮاد ﻳﺘﺒﻨﻮن أﺣﻴﺎ ًﻧ ﺎ اﺗﺠﺎه ﺎت ﻣﻌﻴﻨ ﺔ دون وﺟ ﻮد ﻣﻌ ﺎرف ﻗﻮﻳ ﺔ‬ ‫ﺗﺆﻳﺪهﺎ ﺛﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ هﺬﻩ اﻻﺗﺠﺎهﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ‪.‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234‬‬ ‫‪ .3‬ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪A Theory of Cognitive Dissonance :‬‬ ‫وﺗﺮﺗﺒﻂ هﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ "ﻟﻴﻮن ﻓ ﺴﺘﻨﺠﺮ" ‪ ، Festinger‬وﻗ ﺪ ﻇﻠ ﺖ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ‪ ،‬ﺣﺘﻰ اﻗﺘﺮح ﻓﺴﺘﻨﺠﺮ ﻓﻜﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس أن اﻟﺘﻨ ﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓ ﻲ ه ﻮ‬ ‫ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺎﻻت ﻣﻦ اﻹﺛﺎرة اﻟﻨﻔ ﺴﻴﺔ ﺗﺤ ﻮل دون إﺣ ﺪاث اﻻﺗ ﺴﺎق اﻟﻤﻨ ﺸﻮد ﺑ ﻴﻦ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ واﻟ ﺴﻠﻮك‪.‬‬ ‫)‪(Erwin, 2001: 81‬‬ ‫وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳ ﺘﻢ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑ ﺄن اﻻﺗﺠﺎه ﺎت واﻟ ﺴﻠﻮك داﺋ ًﻤ ﺎ ﺗﻤﻴ ﻞ إﻟ ﻰ أن ﺗﻜ ﻮن ﻣﺘ ﺴﻘﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ﻀﻬﺎ‬ ‫اﻟﺒﻌﺾ ﻟﺪرﺟﺔ أن اﻟﻔﺮد ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﺑﻴﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ وﺳﻠﻮآﻪ ‪ ،‬وأن ﻳﻜ ﻮن‬ ‫ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺪاﻓﻊ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺠﺔ وﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻹﻗﻼل ﻣﻦ ﺣﺪة هﺬا اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ‪.‬‬ ‫)‪(Semin & Fiedler, 1996: 6‬‬

‫وﺗﺘﺮآﺰ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺣﻮل ﻣﺼﺪرﻳﻦ أﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻟﻌﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﺴﻠﻮك‪:‬‬ ‫ ﺁﺛﺎر ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ‪.Post decision Dissonance‬‬‫ ﺁﺛﺎر اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﻀﺎد ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ‪.‬‬‫ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎه ﺎ اﻟﻔ ﺮد وﺳ ﻠﻮآﻪ ﻧﻈ ﺮًا ﻷن اﻟﻔ ﺮد اﺗﺨ ﺬ‬ ‫ﻗ ﺮارﻩ دون ﺗ ﺮوى أو ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺠﺎهﺎﺗ ﻪ وﻗﻴﻤ ﻪ ه ﺬﻩ ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺂﺛ ﺎر‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻤﻀﺎد ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻋﻤ ﻞ ﻣﻌ ﻴﻦ وﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﻗﻴﻤ ﺔ ‪ ،‬ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻻ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ‪ ،‬ﻓﻬ ﻮ ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﻗﻴﻤ ﺔ وأهﻤﻴ ﺔ ؛ ﻷﻧ ﻪ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻟﺤ ﺼﻮل ﻣ ﻦ وراﺋ ﻪ ﻋﻠ ﻰ آ ﺴﺐ‬ ‫ﻣﺎدي ‪ ،‬وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﺪم اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﻟ ﺴﻠﻮك ‪ ،‬وﺗﻮﺻ ﻒ أﺷ ﻜﺎل ﻋ ﺪم اﻻﺗ ﺴﺎق ه ﺬﻩ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ‬ ‫ﺣﺎﻻت ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ‪ ،‬واﻟﺴﺒﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺎﻻت ه ﻮ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴ ﺎت ﺗﻐﻴﻴ ﺮ‬ ‫ﻗﻴﻢ اﻟﻔﺮد واﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ ‪،‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬و ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪, (303-293 :2001 ،‬‬ ‫)‪(Oskamp & Schultz, 2005: 233 – 234‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺠﻨ ﺪي اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺎرب ﺿ ﺪ اﻟﻌ ﺪو إذا ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﺪﻳ ﻪ اﺗﺠ ﺎﻩ واﺿ ﺢ واﻗﺘﻨ ﺎع ﺑ ﺄن اﻟﺤ ﺮب ﺗﻤﺜ ﻞ ﻗﻴﻤ ﺔ‬ ‫آﺒﺮى ﻷهﺪاف أﺧﺮى ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺔ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﻓﺮ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴ ﻪ وﻳﻠﺰﻣ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺪﻓﺎع‬ ‫‪ ،‬وﻗﻴﻤﻪ واﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺤﺮب ‪ ،‬وﺗﻔﺘﺮض ه ﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳ ﺔ أن هﻨ ﺎك ﺿ ﻐﻮﻃًﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻔﺮد ﻧﺤﻮ اﻻﺗﺴﺎق ﺑﻴﻦ اﺗﺠﺎهﺎﺗﻪ وﻗﻴﻤﻪ وﺳﻠﻮآﻪ‪.‬‬ ‫)ﻣﻌﺘﺰ ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ‪ ،‬وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‪(303-293 :2001 ،‬‬ ‫ﺗﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻔﺴﺮة ﻟﻼﺗﺠﺎﻩ‪:‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻋﺮض أهﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻻﺗﺠﺎﻩ هﻨﺎك ﻋﺪة ﻧﻘﺎط أرادت اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ أن ﺗﻠﻘ ﻲ‬ ‫اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬وهﻲ‪:‬‬ ‫ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺼﻮرﺗﻴﻦ ﻟﻤﻨﺤﻰ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎن ﻣﻊ ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ أن اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ﻳﺘﺤ ﺪد ﻣ ﻦ‬ ‫ﺧ ﻼل ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻠﺒﻴﺔ ‪ ،‬وﻣ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟﻔ ﺮوق ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ أن ﻧﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﺗﻬﻤ ﻞ‬ ‫أﺻﻮل اﻻﺗﺠﺎﻩ وﺗﺄﺧﺬ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺘﻮازن ‪ Balance‬ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻮاﻋﺚ ‪ ،‬وهﻨﺎك ﻓﺮق ﺁﺧﺮ ه ﻮ أن‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﺗﺆآ ﺪ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻨ ﺎس ﻳ ﺴﻌﻮن داﺋ ًﻤ ﺎ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻜﺎﺳ ﺐ ‪ ،‬وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺤ ﺪث ﺻ ﺮاع ﺑ ﻴﻦ‬ ‫اﻷهﺪاف ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨ ﺎس ﻳﺘﺒﻨ ﻮن اﻟﻤﻮﻗ ﻒ اﻟ ﺬي ﻳﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻜﺎﺳ ﺒﻬﻢ ) ﻓﺎﺧﺘﻴ ﺎر اﻟ ﺼﺪﻳﻖ ﻳﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس‬ ‫اﻟﻤﻜﺎﺳ ﺐ واﻟﺨ ﺴﺎﺋﺮ اﻟﻨﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟ ﺼﺪاﻗﺔ( ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻋ ﺚ ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬ ﻢ‬ ‫ﻣ ﺴﺘﻘﻠﻮن وﺻ ﻨﺎع ﻗ ﺮار – ﻓ ﻲ اﻟﻮﺟ ﻪ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻳﻨﻈ ﺮ أﺻ ﺤﺎب ﻣﻨﺤ ﻰ اﻟ ﺘﻌﻠﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أﻧﻬ ﻢ‬ ‫ﻣﺘﺄﺛﺮون ﺑﺎﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬ ‫وﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم أدى ﻋﺪد ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣ ﻞ‬ ‫– ﻋﻠ ﻰ ﻧﻄ ﺎق واﺳ ﻊ – ﻣ ﻊ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ اﻻﺗﺠ ﺎﻩ ‪ ،‬وﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﺨ ﺼﺎﺋﺺ‪ :‬ﻏﻤ ﻮض ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ ‪،‬‬ ‫واﻻﻓﺘﻘ ﺎد إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﻣﻘﻨﻨ ﺔ إﺟﺮاﺋ ‪‬ﻴ ﺎ ﻟﻠﺘﺤﻘ ﻖ ﻣﻨﻬ ﺎ ‪ ،‬وإهﻤ ﺎل اﻟﻔ ﺮوق ﺑ ﻴﻦ اﻷﻓ ﺮاد ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺘﻨ ﺎﻓﺮ ‪ ،‬وﺗﻔ ﻀﻴﻞ اﻟﺤﺠ ﺞ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆدى ﻹﻧﻘﺎﺻ ﻪ ‪ ،‬وﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻻﺗ ﺴﺎق ﻓﻤ ﺎ ه ﻮ ﻣﺘ ﺴﻖ ﻟ ﺪى أﺣ ﺪ‬ ‫اﻷﻓﺮاد ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ‪ ،‬وآﺬﻟﻚ إهﻤﺎل اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ واﻟﻀﻐﻮط اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‪.‬‬