tc yüzüncü yil üni̇versi̇tesi̇ sosyal bi̇li̇mler ... - Kutub.info

كتاب )من الفكر والقلب( مناجاة قلب كسير، وردة، أميرة ...

1 downloads 312 Views 761KB Size
T.C.

YÜZÜNCÜ YIL ÜNİVERSİTESİ SOSYAL BİLİMLER ENSTİTÜSÜ TEMEL İSLAM BİLİMLERİ ANABİLİM DALI ARAP DİLİ VE BELAGATI BİLİM DALI

MUHAMMED SAİD RAMAZAN EL-BUTÎ VE EDEBİ ERSERLERİ

SEMİNER

DANIŞMAN YRD. DOÇ. DR. ABDULHADİ TİMURTAŞ

HAZIRLAYAN OSMAN EL-HUSİN

VAN- 2015

1

‫محمدسعيد رمضان البوطي‬ ‫وآثاره األدبية‬ ‫إشراف‬ ‫الدكتور‬ ‫عبد الهادي تيمورتاش‬

‫اعداد الطالب‬ ‫عثمان الحسين‬ ‫وان‪2015-‬‬

‫‪2‬‬

‫‪22‬‬

‫‪122222678‬‬

‫مقدمة‬ ‫الحمد هلل وسالم على عباده الذين اصفى وبعد‪:‬‬ ‫كما أن هللا سبحانه جعل النجوم منارات للمسترشدين‪ ،‬وعالمات للسائرين‪ ،‬كذلك جعل في‬ ‫األرض هداة لألجيال الصاعدين‪ ،‬وأئمة للمقتدين‪.‬‬ ‫حاجة الناس إلى قامات شامخات‪ ،‬وهامات عاليات في كل اختصاص وفي كل مجال هو أمان‬ ‫لهم من الضياع‪ ،‬وصمام أمان من التيه‪.‬‬ ‫وعالمنا محمد سعيد رمضان البوطي هو عالم راسخ وطود شامخ في فنون شتى ومجاالت‬ ‫عدة في العلوم فهو إمام في الفقه وأصوله‪ ،‬والعقيدة االسالمية‪ ،‬والتصوف ‪،‬واألدب العربي‬ ‫والدعوة إلى هللا تعالى‪.‬‬ ‫فهو مدرسة جامعة للعلوم يشهد له بذلك علمه ومؤلفاته ومنهاجه ويشهد له أهل‬ ‫اإلختصاصات واهل العلم‪.‬‬ ‫عالمنا محمد سعيد البوطي الذي نذر نفسه وعمره وحياته وطاقاته للعلم والتعليم نشراً وإلقاءاً‬ ‫وتأليفا ً وتعليما ً ‪ ،‬ترك ثروة علمية نافعة لألجيال والسائلين‪ ،‬يستفيد منها الفقيه واألديب‬ ‫والمتصوف واألصولي وغيرهم‬ ‫ونحن بدورنا سلطنا الضوء على شخصيته األدبية وآثاره األدبية وقمنا ببيان موجز لهذا‬ ‫الجانب الثّر‪.‬‬ ‫وكتابتي لهذا البحث هو عرفانا ً بجميله ووفاءاً لصنيعه إذ أنني صحبته أعواما ً‬ ‫ُ‬ ‫واستفدت منه‬ ‫ألوانا ً وتأثرنا من علومه ونهجه وسلوكه وبكاءه ودموعه‪.‬‬ ‫رحم هللا الدكتور محمد سعيد حيا ً وميتا ً وعهداً أننا سنتابع السير على خطاه ومنهاجه‪.‬‬ ‫وصلى هللا وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫‪3‬‬

‫تمهيد‬ ‫هذا بحث يتعلق بشخصية علمية كبيرة أال وهي شخصية الدكتور محمد سعيد رمضان‬ ‫البوطي رحمه هللا‪ .‬قال الدكتور عبد الهادي تيمورتاش ((إن العالم اإلسالمي يعرف أن‬ ‫البوطي عال ٌم اسالمي كبير وله مؤلفاته الكثيرة في هذ المضمار التي تفيض بالفائدة والعلم‬ ‫‪،‬أما شخصيته األدبية فماتزال في الظل ‪،‬وهي غير معلومة عند الكثيرين‪.‬‬ ‫هذا اإلمام تأثر في شبابه في شخصيات أدبية كبيرة كما أنه تأثر في مؤلفاتهم ‪،‬أمثال مصطفى‬ ‫صادق الرافعي‪ ،‬والمنفلوطي ‪،‬والمنفلوطي‪....‬وغيرهم ‪.‬‬ ‫ث َّم بعد ذلك أقبل على العلوم الشرعية مرة اُخرى ملتفتا ً عن العلوم األدبية‪1)).‬‬ ‫وإننا في بحثا سنكشف عن الجانب األدبي الكبير في شخصية البوطي فقسمنا البحث إلى ثالثة‬ ‫أقسام رئيسة ‪.‬‬ ‫القسم األول‪ :‬ويتضمن ترجمة مقتضبة عن حياته الشخصية ونشأته والظروف التي عاش‬ ‫فيها‬ ‫وكذلك عن تحصيله العلمي‪...‬‬ ‫القسم الثاني ‪:‬خصّصناه لشخصيته األدبية وإقباله على اآلداب وآراؤه األدبية‪...‬وسبب‬ ‫إعراضه عن األدب‬ ‫القسم الثالث ‪:‬آثاره األدبية مثل مموزين وسيامند فتى األدغال ‪.....‬وغيرها‪..‬‬ ‫‪.........................................................................................................‬‬

‫‪-1‬تيمورتاش‪،‬عبد الهادي تيمورتاش‪/،‬محمد سعيد رمضان البوطي وشخصيته األدبية‪، /،‬بحث ‪،‬ص‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫مخطط البحث‬ ‫القسم األول‪:‬ترجمة الدكتور البوطي‪:‬‬ ‫‪-1‬هويته الشخصيّة‬ ‫‪-2‬طفولته‬ ‫‪-3‬بيئته االجتماعية‬ ‫‪-4‬بيئته السياسية‬ ‫‪-5‬تحصيله العلمي‬ ‫‪-6‬نشاطه الدعوي‬ ‫‪-7‬اسلوبه الدعوي‬ ‫‪-8‬عالقته في التصوف‬ ‫‪-9‬اخالقه وتقواه‬ ‫‪-10‬مؤلفاته‬ ‫‪-11‬وفاته‬ ‫القسم الثاني‪:‬البوطي األديب‬ ‫‪-1‬إقباله على األدب‬ ‫‪-2‬إعراضه عن النشاط األدبي‬ ‫‪-3‬أهمية األدب في نظره‬ ‫‪-4‬آراؤه األدبية‬ ‫‪-5‬نقده لقصيدة (ياعابد الحرمين)‬ ‫القسم الثالث‪:‬آثاره األدبية‬ ‫‪-1‬مموزين‬ ‫‪-2‬سيامند فتى األدغال‬ ‫‪-3‬البالغة النبوية‬ ‫‪-4‬نصوص من كتاب (من الفكر والقلب) مناجاة قلب كسير‪،‬وردة‪ ،‬أميرة‬ ‫‪5‬‬

‫القسم األول‬ ‫‪-1-1‬هويته الشخصية‪:‬‬ ‫االسم ‪ :‬محمد سعيد ‪ .‬اسم األب ‪:‬رمضان ‪.‬اسم األم‪ :‬منجى‬ ‫تاريخ الوالدة ‪ -1929:‬مكان الوالدة ‪ :‬قرية جيلكا – جزيرة بوطان ‪ :‬تركيا‬ ‫االقامة ‪ :‬الجمهورية العربية السورية – دمشق –حي ركن الدين‬ ‫‪-2-1‬طفولته ‪:‬‬ ‫ولد محمد سعيد في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان من والدين صالحين كريمين معروفين‬ ‫بالصالح والتقوى ‪ .‬كان والده عالما ً جليالً ووليا ً صالحا ً وفقيها ً مشهوراً ‪.‬‬ ‫عاش هذا الطفل بين احضان والديه وكان والده شديد العناية به ‪ ،‬يأخذه معه في نزهاته‬ ‫ورحالته بين الحقول يالعبه ويداعبه ‪.‬‬ ‫يقول محمد سعيد ‪(:‬وكان والدي يصطحبني معه اليها (الحقول ) في بعض االحيان يتركني‬ ‫ألعب وألهو حوله بينما هو ينهمك في قراءة القرآن ‪......‬وكنت إذ ذاك بين الثانية والثالثة من‬ ‫العمر ) ‪1‬‬ ‫ويذكر محمد سعيد مرة أخرى كيف كان يذهب بصحبة والديه الى الكروم والبساتين والحقول‬ ‫في صغره فيقول (وان من الصور النادرة المتبقية في ذهني هذا المشهد الطريف الذي‬ ‫الأنساه‪ :‬والدتي تجلس في الحقل وراء قدر كبير مليئ بالماء المغلي تغمس فيه عناقيد العنب‬ ‫التي كان يقطفها والدي من اطراف الكرم )‪2.‬‬ ‫‪..............................................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪ ،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬هذا والدي‪،/‬ص ‪،26‬دار الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط‪،1‬ت ‪1995‬‬ ‫‪-2‬البوطي ‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬هذا والدي‪،/‬ص‪.42‬‬

‫‪6‬‬

‫وبين يدينا نص يذكر فيه محمد سعيد تأريخا ً يتعلق يتسميته ووالدته فيقول‪ (:‬والأخفي القراء‬ ‫أن اسم الفضيل هو اول اسمين سماني به والدي وخبر ذلك انه سماني في اليوم السابع من‬ ‫والدتي فضيالً تيمنا ً وتبركا ً بالفضيل ابن عياض ولكن والدي لما مضى بي الى شيخه المربي‬ ‫الجليل سعيد المشهور ب سيدا ربما ليرجوه أن يحنكني ويدعو لي بالخير ‪ ،‬دعا لي مطوالً‬ ‫كما قال لي والدي ثم أصر على أن يجعلني سميا له فسماني سعيداً )‪1.‬‬ ‫وكانت والدته تعتني به وتحتفي وتقصص عليه القصص والحكايات تعليما وتثقيفا ً وتهذيبا ً‬ ‫وتسليةً‬ ‫فيقول‪:‬‬ ‫(أما قصة سيامند فهي تلك التي كانت ترويها لي أمي في ليالي الصيف المقمرة‪،‬‬ ‫فكانت تسليني وأختي الصغيرة بذلك‪2)....‬‬ ‫ثم لما بلغ من العمر ثالث عشرةَ سنة توفيت والدته‪....‬‬

‫‪........................................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬شخصيات استوقفتني‪،/‬ص ‪،19‬دار الفكردمشق‪،‬ط‪،1‬ت‪1999‬م‬ ‫‪-2‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/‬مقدمة سيامند فتى األدغال‪/‬ص‪،7‬دار الفاربي‪،‬ط‪،2‬ت‪2004‬م‬

‫‪7‬‬

‫‪-3-1‬البيئة اإلجتماعية التي نشأ فيها‬ ‫نشأ محمد سعيد في بيئة فقيرة على أطراف مدينة دمشق حي اسمه ركن الدين غالب سكانها‬ ‫من االكراد المهجرين ‪.‬‬ ‫والده عالم جليل ‪ ،‬وفقيه شافعي كبير وصل إلى دمشق مهاجراً وراح يعمل بالتجارة لتأمين‬ ‫لقمة العيش ‪ ،‬فكان يشتري الكتب والمنشورات االسلالمية ثم يسافر بها إلى شرق سوريا‬ ‫ليبيعها للطلبة ‪.‬‬ ‫ثم يعود من الجزيرة السورية باأللبان واألجبان والقمح ليبيعه في دمشق ‪.‬‬ ‫ثم توظف إماما ً وخطيبا ً في مسجد الحي الذي يسمى ‪ :‬ب (مسجد الرفاعي ) ‪.‬‬ ‫بشكل عام إتسمت حياة محمد سعيد بالفقر والبساطة ‪ ،‬وكذا الحي الذي يقيم فيه ‪،‬‬ ‫إذ هو مجمع للفقراء والطبقة الفقيرة من المجتمع من حيث المال ‪.‬‬ ‫في حين أن مدينة دمشق هي العاصمة تضج بالتجار والتجارات والصناع والصناعات‬ ‫والمنوجات والمستوردات ‪.‬‬ ‫ودمشق مدينة حية نشيطة فيها حركة دؤبة كبيرة ‪.‬‬ ‫وكذلك هي مركز الدولة والدبلوماسية والشاط السياسي ‪.‬‬ ‫ودمشق كعبة العلم والعلماء والفقهاء فال يخلو شارع من مدرسة شرعية أو من مسجد تدرس‬ ‫فيه العلوم الدينية والعربية ‪ ،‬ومن أشهر هذه المدارس ‪:‬‬ ‫مدرسة الشيخ الحبنكة الميداني – ومدرسة الشيخ بدر الدين الحسني – ومدرسة الشيخ‬ ‫الفرفور – ومدرسة الشيخ احمد كفتارو – ومعهد الفرقان ‪.‬‬ ‫ودمشق مركز الجامعات العلمية واالدبية والدينية ‪.‬‬ ‫إذاً هذه هي البيئة التي عاش فيها الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي‬

‫‪8‬‬

‫‪-4-1‬البيئة السياسية التي عاش فيها‪:‬‬ ‫شهدت سورية في الفترة التي عاش فيها د‪.‬البوطي تنقالت سياسية وتقلبات قياديةكثيرة ‪،‬‬ ‫يمكن أن نقسمها إلى ثالث مراحل‪:‬‬ ‫أ‪-‬قامت الثورة السورية الكبرى بقيادة الزعيم سلطان باشا األطرش عام‪ /1925/‬وابتدأت من‬ ‫جبل العرب وانتشرت في جميع أنحاء سورية‪ ،‬قُتل فيها أكثر من (‪)1000‬فرنسي مما دفع‬ ‫فرنسا إلى قبول المفاوضات مع الزعماء الوطنيين السوريين‪.‬‬ ‫ف ُوضع دستور للبالد ولكن سرعان ما اصطدمت بنوده بمصالح الفرنسيين ثم اُعلن عن‬ ‫انتخابات عام(‪)1931‬م‪.‬‬ ‫فتم األمر وانتخب هاشم األتاسي رئيسا ً للجمهورية السورية‪ ،‬ثم تم تعيين تاج الدين الحسيني‬ ‫رئيسا ً بعده ‪،‬ثم ُعين شكري القوتلي‪.‬‬ ‫ونالت سورية استقاللها في (‪ )17‬نيسان عام(‪)1946‬م فاعتبر هذا اليوم عيداً وطنيا ً لها‬ ‫*ب‪-‬وتمتد من عام ‪-1945‬حتى عام ‪ 1971‬م وهذه المرحلة كان فيها الغليان على أشده‬ ‫ذلك ألن سورية بدأت للتو بتشكيل دولتها ودستورها‪،‬فتعاقبت الحكومات وكثُرت اإلنقالبات‬ ‫حتى استقر األمر على شكري القوتلي رئيسا ً لسورية‪ ،‬واُ برمت اتفاقية الوحدة بين سورية‬ ‫ومصر عام ‪1958‬م باسم ميثاق الجمهورية المتحدة من قبَل جمال عبد الناصر وشكري‬ ‫القوتلي‪ ،‬واعتُبرعبد الناصر هو الرئيس لهذه الجمهورية‪ ،‬فأُلغيت الوزارات األقليمية لصالح‬ ‫وزارة البرلمان في القاهرة‪،‬ثم انتهت الوحدة بانقالب عسكري ‪1963‬م واُعلنت الجمهورية‬ ‫العربية السورية ‪،‬وتصدر األحداث حزب البعث العربي األشتراكي‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫‪-1‬ماري الشهرستاني‪/،‬تاريخ سورية تحت االنتاب الفرنسي‪1946-1920‬م‪/‬بحث‬

‫‪9‬‬

‫*ج‪-‬في بداية السبعينات من القرن الماضي استلم قيادة سورية حافظ االسد الذي بقي رئيسا ً‬ ‫حتى عام ‪/2000/‬حيث وافته المنية‬ ‫واتسمت تلك الحقبة بالهدوء واالمان واالستقرار باستثناء حادثة إخوان المسلمين التي كانت‬ ‫بين ‪ /1980/1979/‬حيث ثارت جماعة االخوان بالسالح فأخمدها حافظ االسد بالنار والقتل‬ ‫والتقتيل والسجون ومجزرة حماة هي المعلمة الكبرى لذلك ‪.‬‬ ‫وبعد عام ‪ /2000/‬آلت القيادة في سورية إلى إبنه بشار حافظ االسد التي تميزت بالضعف‬ ‫والترهل ويمكن ان نرى بوضوح ذلك من خالل نقاط ثالث ‪:‬‬ ‫‪-1‬انسحاب القوات السورية من لبنان بعد أن كانت حصاراً إلسرائيل فيها‬ ‫‪-2‬انتشار البطالة والفقر بين االوساط االجتماعية‬ ‫‪-3‬قيام الثورة السورية والتي ماتزال مستمرة في الصراع من أجل التغيير‬ ‫وسورية االن ساحة لصراع ثالثة اطراف ‪:‬‬ ‫النظام السوري‪ ،‬والمعارضة السورية‪ ،‬وتنظيم داعش ‪1.‬‬

‫‪. ............................................................................................‬‬ ‫‪-1 .‬معلوماتي الشخصية من خالل معايشتي لألحداث‬

‫‪10‬‬

‫‪-5-1‬تحصيله العلمي‪:‬‬ ‫نشأ البوطي في بيت علم وصالح ‪ ،‬فأبوه عالم يشار اليه بالبنان ‪ ،‬مشهور بالصالح الوالية‬ ‫بين علماء الشام ‪.‬‬ ‫وقد نال إبنه محمد سعيد العناية الكبرى من والده علما ً وتربية فيقول محمد سعد (فقدعهد بي‬ ‫والدي وانا في السادسة من عمري إلى إمراة فاضلة ‪ ،‬كانت تعلم االطفال قراءة القرأن‬ ‫‪،‬وأوصاها بي فكانت تهتم بي في تلقيني القرأن وتلقيه ع الوجه السليم ‪ ،‬وقد علمت فيما بعد‬ ‫انني ختمته عندها خالل ستة أشهر ‪ ،‬ثم عهد بي والدي إلى مدرسة إبتدائية اهلية خاصة ‪،‬‬ ‫ولم تكن تعنى هذه المدرسة إال بتعليم مبادئ الدين واللغة العربية والرياضيات ‪ ،‬ثم كان أبي‬ ‫بعد ذلك معلمي الوحيد فعلمني أوالً ‪:‬‬ ‫*مبادئ العقيدة االسالمية ‪.‬‬ ‫*موجز عن سيرة رسول هللا من خالل رسالة (ذخيرة اللبيب في سيرة الحبيب )‪.‬‬ ‫*مبادئ علوم االلة من نحو وصرف ‪.‬‬ ‫* حفظ ألفية ابن مالك في النحو يفسر لي كل يوم ستة ابيات وأذكر أنني حفظتها في أقل من‬ ‫سنة ولم اكن قد ناهزت البلوغ ‪1.‬‬ ‫*حفظت نظم الغاية والتقريب للعمريطي في فقه الشافعية ‪ 1200‬بيت من الشعر ‪.‬‬ ‫وبعد إنقضاء المرحلة االبتدائية إلتحق بجامع ( منجك ) عند الشيخ حسن الحبنكة الميداني‬ ‫وكان نظام المعهد داخلي أي يبقى فيه طوال االسبوع ثم يعود يوما منه الى بيته ‪.‬‬ ‫*وكذلك درس النحو والبالغة وقد حفظ عند والده كتاب عقود الجمان للسيوطي وكتبا ً اخرى‬ ‫في المنطق والمقوالت العشر وكتاب جمع الجوامع في االصول ‪.‬‬ ‫‪.............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪ /،‬هذا والدي ‪،/‬ص ‪57‬‬

‫‪11‬‬

‫*وكان ورده اليومي عشرة اجزاء من القرأن الكريم فكان يستحضر االيات ومواقعها ‪.‬‬ ‫*وفي عام ‪ 1953‬أتم دراسته في معهد التوجيه اإلسالمي الذي تحول إذ ذاك إلى معهد‬ ‫نظامي شرعي رسمي ‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1954‬ذهب إلى القاهرة الستكمال دراسته الجامعية في األزهر‪ ،‬فيحدثنا عن نفسه‬ ‫قائالً ‪( :‬ولما أنهيت دراستي الثانوية وشيئا ً مما فوقها وتحولت إلى االزهر الستكمال دراستي‬ ‫الجامعية كنت ارسل من القاهرة كل اسبوع مقاالً ادبيا ً أو اجتماعيا ً إلى جريدة االيام التي كان‬ ‫يصدرها المرحوم نصوح بابل تحت عنوان(من إسبوع إلى اسبوع ) وكان ذلك خالل عام‬ ‫‪ 1955- 1954‬ميالدي)‬ ‫*ثم عاد إلى دمشق بعد حصوله على اإلجازة في كلية الشرعية ‪ 1955‬ثم حصل على دبلوم‬ ‫التربية من كلية اللغة العربية من االزهر ‪ 1956‬م ‪.‬‬ ‫*وعين مدرسا ً للتربية اإلسالمية في حمص ‪1959‬م ‪.‬‬ ‫* ثم اصبح معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق فموفداً إلى القاهرة لنيل درجة الدكتوراة‬ ‫في الفقه اإلسالمي واصوله وكانت اطروحته بعنوان ( ضوابط المصلحة في الشريعة‬ ‫اإلسالمية ) نال عليها مرتبة الشرف األولى مع التوصية بالتبادل‬ ‫*وفي عام ‪ُ 1965‬عيّن مدرسا ً في كلية الشريعة بجامعة دمشق ‪ ،‬فأستاذاً مساعداً ‪ ،‬فأستاذاً ‪.‬‬ ‫* و ُعيّن عام ‪ 1975‬وكيالً للكلية ثم في عام‪ 1977‬عميداً لها ‪.‬‬ ‫ثم رئيسا ً لقسم العقائد واالديان ‪ ،‬وقد بقي محاضراً فيها بوصفه متقاعداً متعاقداً إلى أخر‬ ‫لحظة من حياته ‪1.‬‬ ‫‪...............................................................................................‬‬ ‫‪1‬موقع( نسيم الشام)وهو معتمد من علماء دمشق والدكتور البوطي‬

‫‪12‬‬

‫‪-6-1‬نشاطه الدعوي‪:‬‬ ‫ق ‪،‬فهو عال ٌم متمكن من أز ّمة العلوم الشرعية بشتى إختصاصاتها‪،‬‬ ‫الدكتور البوطي داعية بح ٍ‬ ‫والعلوم الدبية بمختلف أنواعها‪ ،‬ومطّل ٌع على العلوم الحديثة الكونية والفلسفية‪.‬‬ ‫باإلضافة لذلك هو حكي ٌم في دعوته فيلقي الكلمة المناسبة للشخص المناسب في الظرف‬ ‫المناسب‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫يترك مجاالً من مجاالت الدعوة‬ ‫وهو رج ٌل نذر حياته للعلم تعليما ً ودعوة وتدريسا ً فلم‬ ‫والساحة من ساحات التبليغ إال استغله لنشر الخير والدعوة إلى هللا تعالى‪.‬‬ ‫وسنذكر هنا األوساط التي نشر فيها علومه وفهومه‪:‬‬ ‫ّس في الثانويات العامة في محافظة حمص‪.‬‬ ‫**در َ‬ ‫**درّس في جامعة الال ذقية مادة البالغة النبوية والقرآنية لطالب األدب العربي فيها‪.‬‬ ‫**درّس في كلية الشريعة جامعة دمشق‪،‬وكان تدريسه للمواد التالية ‪ :‬العقيدة وأصول الفقه‬ ‫والسيرة النبوية‪....‬وغيرها من المواد العلمية‪.‬‬ ‫**درّس في جامع السنجقدار دروس دورية في كل أسبوع مرتين‪ ،‬ث ّم انتقل الى جامع تنكز‬ ‫في وسط دمشق‪،‬ثم انتقل الى جامع اإليمان وهو أكبر مسجد في دمشق‪.‬‬ ‫وأما الكتب التي درّسها في المساجد فهي السيرة النبوية‪،‬ورياض الصالحين ‪ ،‬والحكم‬ ‫العطائية‪،‬والعقيدة اإلسالمية ‪،‬وغيرها‬ ‫أما في مسجد الرفاعي فباالضافة لخطبة الجمعة كان يدرّس الرسالة القشيرية ‪ ،‬وتفسير‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حضرت كثيراً من هذه الدروس معه رحمه هللا‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬بفضل هللا تعالى‬ ‫وكان له دروس في الفقه من كتاب األشباه والنظائر للسيوطي‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫أما في اإلعالم‪:‬كان له نشاطات علمية على شاشة التلفاز وهي‪:‬‬ ‫**برنامج (دراسات قرآنية)التي دامت ربع قرن‪.‬‬ ‫**برنامج (مع البوطي) ثالثون حلقة‪.‬‬ ‫**برنامج(البوطي وقضايا الساعة) ثالثون حلقة‪.‬‬ ‫**برنامج(الجديد في إعجاز القرآن)‪.‬‬ ‫**برنامج(اإلسالم في ميزان العلم)‪.‬‬ ‫**برنامج(مشاهدات وعبر من القرآن)‪.‬‬ ‫**ندوات وحاورات تتعلق بالحضارة ومناقشة الفالسفة واإللحاديين‪.‬‬ ‫أما نشاطاته الدعوية على المستوى العربي والعالمي‪:‬‬ ‫الملتقى الفكري اإلسالمي في الجزائر‪ -‬محاضرات في مجلس البرلمان األوربي‪-‬‬ ‫مستشار في لقاءات المج ّممع الفقهي اإلسالمي – عضو هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات‬ ‫المالية اإلسالمية – عضو في جمعية‪/‬نور اإلسالم في الغرب‪/‬في فرنسا عضو في مؤسسة‬ ‫‪/‬طابا‪ /‬في أبو ظبي – عضو في المجلس األعلى الكاديمية اكسفورد‬ ‫عضو المج ّمع الملكي لبحوث الحضارة اإلسالمية في عمان‪ -‬المشرف العام على النشاط‬ ‫العلمي في الجامع األموي‪1.‬‬ ‫‪..............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬موقع‪ /‬نسيم الشام ‪ /‬ومعرفة وصحبة ذاتية للدكتور البوطي رحمه هللا‬

‫‪14‬‬

‫‪-7-1‬اسلوبه الدعوي‪:‬‬ ‫الدكتور رحمه هللا كان حكيما ً في دعوته‪ ،‬أوتي حظا ً من قوله تعالى(ومن يؤتى الحكمة فقد‬ ‫اُتي خيراً كثيراً)‪.‬‬ ‫يخاطب كل فئة بما يتالئم وثقافتها‪،‬وكل شريحة وما تحتاجن ويشهد له بذلك الواقع والنجاح‬ ‫الذي حققه ‪ ،‬كما يشهد له أهل األختصاص‪.‬‬ ‫ففي المساجد يخاطب العامة بالتمسك بالشريعة وتقوية النزعة اإليمانية ‪،‬كما أنه يتحدث عن‬ ‫األخالق والعالقات البينية ‪،‬ويكون منهجه بهذه األبحاث التي تُعنى بذلك‪ ،‬مثل كتاب رياض‬ ‫الصالحين‪،‬والسيرة النبوية‪،‬وكتاب التوابين البن أبي الدنيا‪.‬‬ ‫فهذه الكتب تالئم المستوى العام للمجتمع وخاصة العوام‪.‬‬ ‫وكان رحمه اللهيخاطب الشاردين بمايناسبهم ويحببهم في التوبة والرجوع الى هللا تعالى‬ ‫ّ‬ ‫ويذكرهم أن هللا تعالى يحبهم وباب التوبة مفتوح‪ ،‬وكم وكم حدثنا عن الفضيل بن عياض‬ ‫وقصة توبته وبشر الحافي وحادثة أوبته‪.‬‬ ‫واني ألعلم كثيراً من التائبين الذين اهتدوا على يده فعادوا إلى طريق الحق بعد أن كانوا‬ ‫غافلين سادرين عن الصراط المستقيم‪.‬‬ ‫ومن أساليب دعوته لإللحاديين أنه كان يخاطبهم بالمنطق والعلم العقلي والفكر السليم فيلجمهم‬ ‫بذلك ويجرهم إلى اإلنقياد الى ساحات االيمان ورحابه ‪ ،‬ويشهد له بذلك محاوراته للطيب‬ ‫الديزيني عميد كلية الفلسفة‪ ،‬وحواراته لجميل قدري مسؤل الحزب الشيوعي اإلشتراكي‪،‬‬ ‫وهذه الحوارات مسجلة ومحفوظة اعتمد فيها الفكر والمنطق فقط‪.‬‬ ‫أما دعوته للحكام والرؤساء واألمراء فكان يحدثهم على حب هللا وحده والتعلق بجنابه‬ ‫سبحانه‪،‬ويحببهم بالعفو عن المساجين وكم حدث حافظ األسد الرئيس السوري عن هذا‬ ‫الموضوع ‪ ،‬وكان سببا ً في خروج الكثيرين من غياهب السجن‪،‬ومما أحفظه عنه أنه كان‬ ‫يقول لهم ‪ :‬إن السهر على أمن البلد وحفظ األرواح والدماء له عند هللا األجر الكبير وهو‬ ‫يعادل عبادات النوافل بل أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫ولقد جمع كلماته وتوجيهاته للرؤساء بكتاب سماه(هذا ما قلته أمام الملوك والرؤساء)‬ ‫‪15‬‬

‫أما طالب العلم فلهم في خطابه السهم ال ُمعلى والحظ األوفر‪،‬فدروسه معهم بالتخصص‬ ‫والمنهجية األكاديمية‪ ،‬ويعلمهم طريق الدعوة إلى هللا تعالى ‪،‬ث ّم يحذرهم من أن يجعلوا الدين‬ ‫مطية لبلوغ مآربهم الدنيوية وحاجاتهم الشخصية‪ ،‬وطريقا ً الكتساب متاع الفانية ‪،‬فيقول‪:‬‬ ‫(واحذر ياأخي بعد أن شرفك هللا بهذا العلم الشرعي أن تطلب به حطام الدنيا وزخرفها‪،‬‬ ‫فتكون كذلك الذي يمسح بأسفل حذائه أعلى قسمات وجهه)‪1.‬‬ ‫والنقطة األهم في اسلوب الدكتور البوطي هي ‪ :‬امتأل قلبه رحمة وشفقة على عباد هللا تعالى‬ ‫والتواضع لهم وعدم مخاطبتهم من علياء‪،‬‬ ‫فكان يحدثنا بقصة عالم رأى شبابا ً اجتمعوا على معصية‪،‬فرفع يديه وقال ‪ :‬اللهم كما اجتمعوا‬ ‫على معصيتك اجمعهم على طاعتك‪.‬‬ ‫ثم يقول الدكتور‪:‬وأنا مذهبي مذهب هذا العالم ‪.‬‬ ‫ويقول أيضاً‪(:‬ندعوا إلى هللا تعالى من منطلق الشفقة على عباد هللا جميعا ً كي ال يقعوا غداً في‬ ‫آالم كاويةمن الندامة التي التغنيهم شيئا ً َّ‬ ‫فإن رب العباد جل جالله مادعى عباده الى دينه إال‬ ‫رحمة بهم وحبا ً في اسعادهم ‪.‬‬ ‫فأولى بك وأنت جندي أن تدعو الناس بدعوته تعالى ن وأن ال يدفعك إلى ذلك إال الرحمة‬ ‫والشفقة والغيرة عليهم‪2).‬‬

‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪،‬محمدسعيد البوطي‪/،‬مباحث الكتاب والسنة‪/‬المقدمة‪،‬جامعة دمشق‪،‬ت‪1987‬م‬ ‫‪-2‬البوطي ‪،‬محمدسعيدرمضان البوطي‪/،‬هكذا فلندعوا إلى اإلسالم‪ /‬ص‪،26‬دار الفارابي‪،‬دمشق‪،‬ت بد‬

‫‪16‬‬

‫‪-8-1‬عالقته بالتصوف‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫إن البوطي صوفي المنهج يتمثل أخالقه‪ ،‬ويسير على منهج أئمته ‪ ،‬شرب ذلك التأثر من والده‬ ‫إذ هو نقشبندي المسلك‪.‬‬ ‫ويُطلق البوطي على التصوف كلمة ‪/‬باطن االثم‪ /‬وهو االسلوب السلوكي لمعالجة أمراض‬ ‫القلوب الباطنة‪،‬من تكبر وعجب وحسد وغيرها من أمراض القلوب‪،‬ولقد كان شديد التأثر‬ ‫باإلمام الغزالي حجة اإلسالم ومنهجه الصوفي الشهير‪ ،‬ولقد ترجم له ترجمة وافية في كتابه‬ ‫‪/‬شخصيات استوقفتني‪./‬‬ ‫وكم حضرنا عنده في مسجد الرفاعي بعد صالة العصر وهو يشرح لنا كتاب الرسالة‬ ‫القشيرية التي تعتبر االصل االصيل لقواعد التصوف‪.‬‬ ‫ثم شرحه للحكم العطائية في أربع مجلدات ضخمة تدل على مدى اهتمامه بالتصوف‪.‬‬ ‫ويؤكدذلك مراسالته للشيخ احمد فتح هللا الجامي التركي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري‬ ‫والشيخ محمد رجوالمربي الحلبي وغيرهم‪.‬‬ ‫ويذكر أئمة التصوف بكل اجالل (فإن الشيخ عبد القادر الجيالني وأحمد الرفاعي هم المثل‬ ‫األعلى للمسلمين وهم وراث النبوة حقا ً وصدقاً)‪1.‬‬ ‫ثم يذكر التصوف قائالً(لعل أجمع مايكشف عن معنى التصوف يتمثل في قيمة إلتزام المسلم‬ ‫باإلسالم على صعيدين ‪:‬أوالً الساحة الدنيوية بالتعامل مع الناس‪،‬وثانيا‪:‬صفاء القصد‬ ‫واخالص القلب‪ ،‬ولقد اجمل القرآن بيان الحل للوصول إلى هذا القصد بكلمة التزكية‬ ‫وطريقها األوحد هو الذكر واالبتعاد عن مطارح الغفلة‪.‬والطريق األوحد للتخلص من‬ ‫الغفالت وايقاظ القلب على ذكر هللا ومراقبته هو التصوف الذي لم ينب عنه سواه)‪2‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫‪/-1‬مع البوطي‪/‬حاقة تلفزيونية‪،‬عام‪ 1430‬على قناة شام الفضائية‪.‬‬ ‫‪-2‬البوطي‪،‬محمدسعيد رمضان البوطي‪/،‬قضايا ساخنة‪،/‬ص‪،261‬دار الفارابي ط‪،1‬ت بد‬

‫‪17‬‬

‫‪-9-1‬أخالقه وتقواه‪:‬‬ ‫األخالق معراج الصعود إلى الملك المعبود‪ ،‬فمن علت أخالقه سما شأنه‪ّ ،‬‬ ‫وإن أديبنا البوطي‬ ‫حباه هللا من األخالق أعالها‪،‬ومن الصفات أسناها‪ ،‬فغدا يشار إليه بالبنان‪ ،‬ويذكر بالرقي في‬ ‫كل لسان‪،‬وخير من يعرفه لنا صاحبه وصديقه وهبة الزحيلي قائالً‪(:‬كان الدكتور سعيد عالما ً‬ ‫جليالً واستاذاً قديراً وداعية شامخا ً ومحدثا ً بارعاً‪ ،‬كالمه يمأل السمع والبصر والفؤاد وإنه‬ ‫أوتي من العلم الشيء الكثير حيث جمع بين العلوم العقلية والشرعية واألدبية‪.‬‬ ‫وكان بارعا ً في كل المجاالت يجمع بين الحكمة والعلم‪ ،‬ويعتبر مجدداً في كثير من الكتب‪.‬‬ ‫أحبه القاصي والداني ‪ ،‬وكان شديد الصلة باهلل أذكر أنني كنت بصحبته في احدى المؤتمرات‬ ‫فقال له أحد الملوك ‪/‬أنت من الذين إذا رؤوا ُذكر هللا تعالى‪./‬‬ ‫وما أروعه وهو يتكلم عن حب هللا تعالى ‪،‬وكان سخي الدمعة وهو من العلماء الربانيين وكان‬ ‫متواضعا ً لكنه عزيز النفس شديد التعلق بكلمة الحق)‪1.‬‬ ‫وقال عنه الدكتورجمال فاروق‪(:‬هو العالم المشهود له بالوالية والعلم والصالح والتقوى ‪،‬كان‬ ‫شديد العزوف عن الدنيا وأهلها ومناصبها‪،‬كان حريصا ً على إعزاز مكانة العلم فكنت إذا‬ ‫لقيته أتذكر قول الشافعي في الليث ابن سعد((هلل درك ياإمام لقد حزت أربع خصال لم يجتمعن‬ ‫لعالم ‪/‬العلم والعمل والزهد والكرم‪/‬‬ ‫هذه األوصاف اجتمعت في البوطي رحمه هللا تعالى)‪2.‬‬ ‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬كلمة الدكتور وهبة الزحيلي في تأبين الدكتور البوطي‪.‬‬ ‫‪-2‬تسجيل مرئي لتأبين البوطي في األزهر‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫أما عن عبادته‪:‬‬ ‫فهو إمام في التقوى والتقرب إلى هللا تعالى يسلك في ذلك كل مسلك للوصول الى مرضاة هللا‬ ‫‪.‬‬ ‫فقد عهدنا منه لزومه لصالة الجماعة في المساجد اليتوانى في ذلك واليتأخر واليتغيب عن‬ ‫ذلك اال لعذر لسفر ونحوه فبرنامجه أن يستيقظ قبل صالة الفجر بوقت يقوم فيه الى التهجد‬ ‫واالستغفار ويبقى كذلك حتى ينفجر الفجر ثم يهرع الى المسجد ليصلي مع الجماعة إماما ً ثم‬ ‫بعد الصالة يحافظ على االوراد النبوية المذكورة ثم نكرر معه مئة مرة كلمة التوحيد الإله اال‬ ‫هللا ثم يختمها بالدعاء ‪.1‬‬ ‫وهذا مما أوصاه به والده من االستيقاظ قبل الفجر للتهجد والتعبد ‪.2‬‬ ‫ومن حيث الصيام كان يصوم كثيراً فيصوماالثنين والخميس ويصوم النصف من شعبان‬ ‫وعشرة ذي الحجة وأيام الوقفات‪. 3‬‬ ‫وكان كثير التضرع والدعاء يُعلم ذلك في دروسه ومحاضراته ومسجده والمحافل العامة‬ ‫ٌ‬ ‫وخوف من هللا تعالى‬ ‫والخاصة ‪ ،‬وأكثر ما ُعرف منه كثرة البكاء التي سببها رقة في القلب‬ ‫ورجاء له ‪.‬‬ ‫وهو عظيم الحب لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم فكم كان يبكي ويُبكي من حوله وخاصة‬ ‫عند تدريس السيرة النبوية في الجامعة والمساجد ‪.‬‬ ‫كما كان ُمكثراً من قراءة القران وربما قرأ في اليوم أكثر من عشرة أجزاء ‪.4‬‬ ‫‪..............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬صحبتي ومعرفتي الشخصية له‪.‬‬ ‫‪-2‬برنامج تلفزبوني (البوطي وقضايا الساعة)‬ ‫‪-3‬عن حفيده حسن البوطي‪.‬‬ ‫‪-4‬موقع نسيم الشام االلكتروني‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪-10-1‬مؤلفاته وآثاره العلمية ‪ :‬إن البوطي ترك اكثر من ستين مؤلفا ً‪:‬‬ ‫حقوق االسالم ‪:‬‬ ‫‪-1‬ضوابط المصلحة في الشريعة االسالمية ‪.‬‬ ‫‪-2‬مباحث الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬قضايا فقهية معاصرة ‪.‬‬ ‫‪-4‬الجهاد في االسالم كيف نفهمه وكيف نمارسه ‪.‬‬ ‫‪-5‬محاضرات في الفقه المقارن ‪.‬‬ ‫‪-6‬المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع االسالمي ‪.‬‬ ‫‪-7‬المذاهب االقتصادية بين الشيوعية واالسالم ‪.‬‬ ‫‪-8‬مسائل تحديد النسل وقاية وعالجا ً ‪.‬‬ ‫حول القران ‪:‬‬ ‫‪-1‬من روائع القران‬ ‫‪-2‬اليأتيه الباطل‬ ‫‪-3‬منهج الحضارة اإلنسانية في القران‬ ‫‪-4‬منهج تربوي فريد في القران‬ ‫العقيدة ‪:‬‬ ‫‪-1‬كبرى اليقينيات الكونية‬ ‫‪-2‬االنسان مسير ام مخير‬ ‫‪-3‬مدخل الى فهم الجذور‬ ‫‪-4‬الدين والفلسفة‬ ‫‪-5‬االنسان وعدالة هللا ي االرض‬ ‫‪-6‬من هو سيد القدر في حياة االنسان‬ ‫المذاهب ‪:‬‬ ‫‪-1‬العقيدة االسالمية والفكر المعاصر‬ ‫‪-2‬السلفية مرحلة زمنية مباركة‬ ‫‪20‬‬

‫‪-3‬نقض أوهام المادية الجدلية والديالكتيك ‪.‬‬ ‫التصوف ‪:‬‬ ‫‪-1‬الحكم العطائية شرح وتحليل‬ ‫‪-2‬تجربة التربية االسالمية في ميزان البحث العلمي‬ ‫الترجمة‬ ‫‪-1‬شخصيات استوقفتني‬ ‫‪-2‬هذا والدي‬ ‫‪-3‬عائشة أم المؤمنين‬ ‫تاريخ ‪:‬‬ ‫‪-1‬فقه السيرة‬ ‫الفكر االسالمي ‪:‬‬ ‫‪-1‬االسالم مالذ المجتمعات‬ ‫‪-2‬يغالطونك إذ يقولون‬ ‫‪-3‬هذه مشكالتهم‬ ‫‪-4‬هذه مشكالتنا‬ ‫‪ -5‬منهج العودة الى االسالم‬ ‫‪-6‬هكذا فلندعوا الى االسالم‬ ‫‪-7‬االسالم ومشكالت الشباب‬ ‫‪-8‬الى كل فتاة تؤمن باهلل‬ ‫‪-9‬هللا أم االنسان اقدر على رعاية الشباب‬ ‫‪-10‬باطن األثم‬ ‫‪-11‬حرية االنسان في ظل عبوديته هلل‬ ‫‪-12‬حكم وحكمة‬ ‫‪-13‬حوار حول مشكالت حضارية‬ ‫‪-14‬من المسؤول عن تخلف المسلمين‬ ‫‪21‬‬

‫‪-15‬مشورات اجتماعية‬ ‫‪-16‬مع الناس مشورات وفتاوى‬ ‫‪-17‬االسالم والعصر تحديات وأفاق‬ ‫‪-18‬مع الطيب الديزيني‬ ‫‪-19‬التغيير مفهومه وطريقه‬ ‫‪-20‬كلمات في مناسبات‬ ‫‪-21‬هذا ماقلته امام الملوك والرؤساء‬ ‫‪-22‬البديات باكورة اعمالي الفكرية‬ ‫االدبيات ‪:‬‬ ‫‪-1‬مموزين قصة حب نبتت في االرض وأينعت في السماء‬ ‫‪-2‬سيامند إبن االدغال‬ ‫‪-3‬من الفكر والقلب ‪1.‬‬ ‫‪.................................................................................................................‬‬ ‫‪.1‬موقع نسيم الشام االلكتروني وكذا بحث للدكتور عبد الهادي تيمورتاش‪/‬محمد سعيدرمضان البوطي‪/‬‬

‫‪22‬‬

‫‪-11-1‬وفاته رحمه هللا تعالى‪:‬‬ ‫في تاريخ ‪/21/‬اذار الذي يوافق اليوم االول من فصل الربيع من عام ‪ 2013‬الموافق ‪/9/‬‬ ‫جمادى االول ‪ . 1434‬الموافق ليوم الخميس مسا ًء‬ ‫وبينما كان الدكتور على كرسي التدريس في جامع اإليمان كعادته من كل إسبوع بنشر النور‬ ‫والخير ويمأل أفئدة الحضور والمستمعين ايمانا ً وحبا ً وتعلقا باهلل تعالى‬ ‫ويفيض على عقولهم علوما ً وفهوما ً امتدت يد الغدر الفاجرة األثمة بإنفجار حصل في المسجد‬ ‫وتوفي على إثرها مباشرة متأثرة بجراحه النازفة من قلبه الذي الطالما نبض حبا ً وشفقة‬ ‫ورأفة على عباد هللا ‪.‬‬ ‫لقد رحل هذا الطود الشامخ ونزل الفارس المقدام عن صهوة جواده ‪ ،‬وآذنت شمسه بالمغيب‬ ‫بل غابت حفا ً عن عمر يناهز الرابع والثمانين‪.‬‬ ‫غادر وهو متوضئا ً طاهراً من أحب بقاع االرض الى هللا وعينه تنظر الى كالم هللا و يده‬ ‫على كالم هللا ولسانه يبلغ عن هللا على هذه الحال رحل الى هللا ‪.‬‬ ‫أرتفع ذلك الكوكب ملتحقا ً بأسالفه وأحبابه من االربانيين واالولياء والصالحين البسا ً لباس‬ ‫الشهداء المخلصين ‪.‬‬ ‫عادت تلك الروح الى فلكها النوراني التي طالما حلمت به وتغنت بربوعه واشتاقت الى‬ ‫ضيائه ‪ ،‬غادر مخلفا ً إرثا ً عظيما ً من العلم والهداية والذرية الطيبة والتالميذ المحبين‬ ‫والمخلصين ‪.‬‬ ‫دفن ذلك الجسد الطاهر في دمشق مجاوراً الشهيد صالح الدين االيوبي بالقرب من الجامع‬ ‫االموي الشهير ‪.‬‬ ‫عليه من هللا سحائب الرضوان وفيوض الرحمات وهوامع البركات الى يوم الدين ‪.‬آمين‬ ‫رحل السعي ُد فيالطول أنيني‬ ‫َ‬

‫ق فنوحُها يبكيني‬ ‫وسلوا دمش َ‬

‫ق نورُه‬ ‫ياعالما ً بالشام أشر َ‬

‫ُ‬ ‫والبركات ركن الدين‬ ‫والخي ُر‬

‫ياشيخنا مازلتَ فينا حاضرا‬

‫تمشي ونمشي خلفكم بيقين‬

‫‪23‬‬

‫القسم الثاني‬ ‫الدكتور البوطي األديب‬ ‫‪-1‬إقباله على األدب‬ ‫‪-2‬لماذا أعرض عن النشاط األدبي‬ ‫‪-3‬أهمية األدب ووظيفته في نظرالبوطي‬ ‫‪-4‬آراؤه األدبية‬ ‫‪-5‬نقده لقصيدة( ياعابد الحرمين)‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫‪-1-2‬إقباله على األدب‪:‬‬ ‫بدأ الدكتور حياته بالدراسات العربية في النحو فحفظ ألفية ابن مالك وشروحها ودراسة عقود‬ ‫الجمان في البالغة للسيوطي وقرأ كتب المنفلوطي وابراهيم المازني والعقاد وأكبّ على‬ ‫دراسة كتب األديب مصطفى صادق الرافعي كمثل (من وحي القلم )وكم كان يحثنا على‬ ‫قرأءة هذا الكتاب في دروسه ومحاضراته ومن خالل هذه الكتب وهذه الدراسات أحيت في‬ ‫نفسه األتجاه للكتابات األدبية ولقد وافقت هذه نزعته األدبية وروحه الشاعرية ‪.‬فحمل قيثارة‬ ‫اللحن األدبي الشاعري وراح يضرب على اوتارها برفق فيصدح لحناًعذبا ً صافيا ً طرب له‬ ‫كل من سمعه فكتب قصة سيامند التي دوخت القراء والتالين ثم كتب ممو زين بدموعه وقلبه‬ ‫فسالت عيون السامعين دموعا ً محرقة وكتب نص ( أميرة الحلم الذي طاف بكياني‪)...‬وتابع‬ ‫كتاباته األدبية األخرى‪.‬‬ ‫من خالل كتاباته تظهر قدرته التعبيرية العالية وبالغته السامية التي يشهد له بها كل من قرأ‬ ‫ابحاثه ومؤلفاته ‪.‬‬ ‫وكذلك كتب في البالغة فقد ألف ( البالغة النبوية ومن روائع القرآن)وأتى بالجديد في كتاباته‬ ‫وال ننسى أن كونه عاش شبابه في الخمسينيات والستينيات كانت تلك األيام أيام ثورة األدب‬ ‫والتأليف األدبي وكونه أقام في مصر لسنوات تآثر بال ُكتّاب المصريين أمثال الرافعي‬ ‫والمنفلوطي وطه حسين وغيرهم كثير ‪.‬‬ ‫ولقد قال عندما كتب ممو زين ‪(:‬يمثل هذا الكتاب باكورة أعمالي في نطاق البحث والـتأليف‬ ‫والنشر‪،‬أخرجته للقراء عام ‪1958-1957‬م يوم كانت النزعة األدبية تفيض في كياني)‪1.‬‬ ‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪،‬محمد سعيد البوطي‪/،‬مقدمة مموزين‪،/‬ص ‪،7‬دار الفكر‪1982‬م‬

‫‪25‬‬

‫وللبوطي قدرة أدبية عالية يعترف هو بها قائالً‪(:‬وإلن كنت اليوم في تصور بعض الناس ذا‬ ‫اختصاص شرعي مجرد فإنني أملك من وراء ذلك قاعدة أدبية راسخة ال أزال أعتز بها‪.‬‬ ‫ولست ممن يجهل أدب الرواية وأصولها ومقوماتها الفنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن تحت يدي مما قد كتبته ذات يوم روايات طويلة وقصصا ً قصيرة لو نثرتها ونشرتها بين‬ ‫الناس لنسجت لي صورة جديدة بل اختصاصا ً جديداً في أذهانهم)‪1.‬‬

‫‪.......................................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي ‪/‬هذه مشكالتهم‪،/‬ص‪،230‬دار الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط‪،1‬ت‪1990‬م‬

‫‪26‬‬

‫‪ -2-2‬لماذا أعرض عن النشاط االدبي‪:‬‬ ‫بدأ الدكتور حياته باإلقبال على االدب والكتابة فيه وبعد مرور سنوات طويلة التفت الى‬ ‫الجانب الديني والشرعي وراح يّدرس العلوم االسالمية ويؤلف الكتب التي تعالج مشاكل‬ ‫العصر من الوجهة الشرعية ‪.‬‬ ‫ويرجع ذلك الى إيمانه وتقواه ونشأته وصحبته لوالده منالرمضان الرجل الصالح المشهور‬ ‫بالوالية ‪.‬‬ ‫وال ننسى المناخ الدمشقي المحرض والمشجع على التدين واالهم من ذلك غيرته االيمانية‬ ‫على الشباب والمحاولة لتنبيهيهم من الفتن التي تحيق بهم وتحاك لهم وتحاول جرهم من‬ ‫ساحة االيمان الى ساحات الرذيلة والكفر ‪.‬‬ ‫ورأى الدكتور بيعينه وشهد بقلبه خطط االعداء وااللحاد والشيوعية الداعية الى إفساد‬ ‫االجيال والشباب ‪.‬‬ ‫كل ذلك دفعه لإللتفات الى الشريعة وإهمال الجانب االدبي فيقول ( وأنا منصرف الى ماترى‬ ‫من مشكالت الثقافة والعلوم والصراع مابين الحق والباطل ‪ ،‬ادعم الحق وسلطانه وأعري‬ ‫الباطل من كسوته العلمية والثقافية الزائفة فظانا الاملك فضال من الوقت للركون الى متعة‬ ‫االدب واهله والتقلب في احالمه الذهبية ) ‪1.‬‬ ‫فأهمل البوطي النشاط االدبي وأقبل على تجليه حقائق االسالم بإسلوب علمي دقيق وبموازين‬ ‫النظر والفكر والعقل فيقول (يوم انصرفت عن االدب الى هذا الذي شرفني هللا به من خدمة‬ ‫الدعوة االسالمية متمثلة في تجلية حقائق االسالم بموازين العلم والنظر ) ‪.2‬‬ ‫‪....................................................................................................‬‬ ‫‪ 1‬البوطي‪/،‬مقدمة مموزين‪،/‬ص‪2‬‬ ‫‪-2‬البوطي‪/،‬مقدمة مموزين‪ ،/‬ص‪1‬‬

‫‪27‬‬

‫ولكن نزوعه لالدب وحبه العظيم له يتسرب في كتاباته ونصوصه بين الفينة واالخرى معلنة‬ ‫شوقه له وتعلقه به بالرغم من ذلك كله اعرض عنه حبا في الدعوة الى هللا تعالى فيقول (فلو‬ ‫دعيت اليوم الى مثل إنتاج هذا العمل االدبي – مموزين ‪ -‬على نظافته وس ّموه لما فعلت ‪.‬‬ ‫ال ألني اجهل او انكر دور االدب االنساني السامي في المجتمع االسالمي وفي حجز الشباب‬ ‫عن مستنقعات االدب االسنة بل انني اول من يعترف لالدب االصيل بدوره االيجابي العظيم‬ ‫‪ ،‬غير ان العمر قصير وأعباء الدعوة في مجتماعنا ثقيلة والوقتا الذي انفقه في عمل أدبي‬ ‫مهما كان شأنه يمكن أن يبفقه من هو مثلي في إضاءة السبيل العلمي الحر أمام الحقائق‬ ‫االسالمية بين يدي جيل غشا على عينيه بهرج المدنية وزيف الشبهات الباطلة )‪1.‬‬ ‫‪...........................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪/،‬مقدمة مموزين‪ /‬ص‪3‬‬

‫‪28‬‬

‫‪-3-2‬وظيفة األدب وأهميته في نظر الدكتور البوطي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن األنسان مركبٌ من عاطفة وعقل ولكل منهما غذاء يغذيه فأما غذاء العقل فالعلم والمنطق‬ ‫وأما غذاء العاطفة فالحب والمشاعر فاألنسان بطبعه يبحث عن هذه الحكايات والقصص من‬ ‫هذا النوع‪.‬‬ ‫والدكتور يلفت األنتباه في كتاباته الى حاجة المكتبة األسالمية الى هذا األدب وينصح األدباء‬ ‫أن يكتبوا في هذا المضمار وهذا الشأن شريطة أن يكون المضمون نظيفا ً وناصعا ً وطاهراً‬ ‫والهدف من هذا األدب هو ارواء غليل الشباب وتعطشهم إلى هذا النهج ‪،‬ويطلب منهم أن‬ ‫يسيروا على خطى الرافعي في كتبه (رسائل األحزان –أوراق الورد‪ -‬الحب البائس)هذا‬ ‫األدب الذي يحفظ الشباب من وروود المنزلقات الموجودة في مستنقعات الرذيلة من القصص‬ ‫األدبية المنحطة المثيرة لغريزة الجنس والشهوة والتي تشجع على الفحش والخطيئة كتلك‬ ‫التي كتبها إحسان عبد القدوس التي تجرف الشباب الى الدون من األخالق والسفاسف من‬ ‫الطباع الردية كقصص(شفتاه‪ -‬ال أنام – أنا حرة‪ -‬لن اعيش في جلباب أبي‪-‬شيء في صدري‪-‬‬ ‫‪)....‬ومثلها كثيير‪.‬‬ ‫ويدق البوطي ناقوس الخطر من أفعال المخربين الذين يستغلون األدب في الوصول إلى‬ ‫مبتغاهم فيقول(إن جماعة تركيا الفتاة لم تستطيع أن تتسلل بأفكارها الزائفة الخطيرة وهي في‬ ‫حظيرة الخالفة اإلسالمية وعاصمتها‪،‬إال عن طريق األدب التركي ومن المعلوم أن هذه‬ ‫الحركة بدأت من المرحلة األولى من حياتها على أنها حركة ادبية مجردة ‪ ،‬ولم يكن ما ينشره‬ ‫أقطابها إذ ذاك من أمثال نامق كمال وحنا باشا ومصطفى فاضل باشا إال روايات‬ ‫وموضوعات أدبية خالصة ال يخطر في بال احد أنها تحوي بين سطورها أفكاراً معينة‬ ‫تتسرب على فكر القارئ بمجرد قراءتها‪.‬‬ ‫ولقد انتشرت تلك الروايات الدرامية التي وضعها نامق كمال‪ 1873‬انتشاراً مذهالً في‬ ‫صفوف الناشئة والطالب دون أن ينتبع حتى قراؤها إلى القيم الفكرية والسياسية التي‬ ‫استهدفها المؤلف)‪1.‬‬ ‫‪...........................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/‬من الفكر والقلب‪/‬ص‪.186‬دار الفقيه‪،‬ط األخيرة‪،‬ت‪1997‬م‬ ‫‪29‬‬

‫فيشير الدكتور إلى امكانية وضع السم في الدسم ووضع األفكار المقصودة عن طريق األدب‬ ‫والروايات إذ ان العاطفة العطشة الى األدب ستشرب كل شئ يقدم لها ثم تنفذ هذه األفكار الى‬ ‫العقل البشري ‪.‬‬ ‫ثم يذكر الدكتور كيف انتقلت هذه الحركة الى المجتمعات العربية فيقول ‪:‬‬ ‫(وعندما انتقلت الحركة األدبية بأقطابها األدباء من لبنان الى مصر أواخر العهد التركي لم‬ ‫يكن يخطر ببال عامة المثقفين من الناس أنها حركة فكرية خطيرة وليست حركة أدبية‬ ‫مجردة كما تبدو‪.‬‬ ‫ولقد مر زمن طويل على الناس وهم يقبلون على الروايات التي يكتبها جرجي زيدان إنما‬ ‫عبث عن طريق األدب بالتاريخ االسالمي عبثا ً منكراً المزيد عليه‪.‬‬ ‫والتفت الباحثون وإذا عبثه هذا قد استقر في كثير من الرؤوس)‪1‬‬ ‫والخالصة‪ :‬أن الدكتور يشير الى خطورة األدب ومكانته وأهميته‪ ،‬وإنه ينبغي على األدباء‬ ‫فهم هذا الموضوع واألعتناء به‪.‬‬ ‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪،‬محمدسعيد رمضان البوطي‪/‬من الفكر والقلب‪، /‬ص‪،187‬دار الفقيه‪،‬ط األخيرة‪،‬ت‪1997‬م‬

‫‪30‬‬

‫‪-4-2‬آراؤه األدبية‪:‬‬ ‫هل األدب يكون لغاية وهدف أم أنه لذات األدب فقط؟‬ ‫الحقيقية أن من الناس يأخذ ‪/‬األدب لألدب‪/‬مذهبة ووجهته فينطلق هائما ً في هذا المسار من‬ ‫غير هدف وي ّدعي أن األدب للمتعة فقط ولكن للدكتور البوطي رأيه في هذا فيقول ‪:‬‬ ‫األدب ‪:‬هو صياغة سامية مضمخة بالعطر تقدم الى العقول اللينة المدهلل لتحبب اليها الحقائق‬ ‫أو مايصور للناس أنه حقائق ثم ينكر هذا المنهج الذي يقول أن األدب لألدب فيقول (أن‬ ‫األدب كاللغة تماما ً بل األدب ليس اكثر من لغة متميزة )وكما أننا ال نتعلم اللغة ألجل اللغة‬ ‫كذلك ليس األدب لألدب فهل رأيت من يقتني وعا ًء ألنه وعاء أو مرآة ألنها مرآة ثم يقول (لن‬ ‫يكون لألدب معنى مالم يحمل فكرة أو رأيا ً أو مذهبا ً مما يتعلق بشؤون الحياة‪.‬وأذا سقطت‬ ‫الفكرة من األدب صار األدب هذيان)‪-1‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫إن الدكتورسلط الضوء على رواية سلمان رشدي (األيات الشيطانية )وبعد أن قراءها‬ ‫بفصولها الثمانية قال رأيه فيها ‪:‬‬ ‫وعثرت ‪،‬بل تعثرت ‪ ،‬بدالً من الشعور بالراحة النفسية بفصول ثمانية مفككة العربي منقطعة‬ ‫االوصال ‪..‬تعثرت بصور وأحداث ورؤى طيفية متباعدة عن بعضها ال تدور على محور وال‬ ‫نلتقي على مسار‪ ،‬وأشهد لقد خيّل إل ّي وأنا أعاني مرارة الصبرعلى قراءة الفصول أنني‬ ‫أتقلب في حلم مرهق ثقيل ‪...‬تعثرت بعبارات وتعبيرات وتصويرات قذرة تفوح منها رائحة‬ ‫النتن وتشمئز منها النفس ‪...‬كان هذا رداً فاضحا ً لزيف وخداع سلمان رشدي الذي طرب له‬ ‫كثيرٌممن يدعي معرفته باألدب زوراً وبهتانا ً‪.‬‬ ‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪/،‬هذه مشكالتهم‪/‬ص‪226‬‬

‫‪31‬‬

‫ويرى الدكتور ّ‬ ‫أن على جميع األدباء وأهل اللغة أن ينطلقوا في علومهم من القرآن وبالغته‬ ‫ونحوه‪:‬‬ ‫قال ذلك لما ّ أتاه شابٌ متخر ٌج من الجامعة قسم اللغة العربية وقرأ عليه آيات من القرآن بشكل‬ ‫ركيك ول ّما سأله الدكتور عن سبب ركاكة قراءته وتلعثمه قال له ‪:‬أنا مختص باألدب العربي‬ ‫ولست مختص بالدين فأجابه الدكتور‪:‬‬ ‫(أسمع ياهذا ّ‬ ‫‪:‬إن ثمة حقيقة المرية وال جدال فيها وهي أن العربية بكل قواعدها وبالغتها‬ ‫وفقه لغة مرتكزة على القرآن ‪،‬وقواعد النحو والصرف لم توجد إال يوم قام أبو االسود‬ ‫الدؤولي بشكل القرآن وضبطه وعندما يختلف النحاة في اعراب جملة أو فهم كلمة ّ‬ ‫فإن أقوى‬ ‫مايفص ُل في األمر آية من القرآن توضح ما استغلق وتكشف ما إلتبس‪.‬‬ ‫وقواعد البالغة والبيان لم تؤسس األ على محور القرآن ولم تستنبط إالّ من أسلوبه وطريقة‬ ‫تعبيره‪ .‬وعندما وضع علماء البيان أصول الكناية والمجاز واألستعارة فإنما حذوا في ذلك‬ ‫حذو القرآن وساروا على ضوئه واتبعوا طريقته وارجع الى أمهات ماكتب في البالغة تجد‬ ‫برهان هذا بأجلى مما أقول واوضح)‪1.‬‬ ‫‪.............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪/،‬من الفكر والقلب‪ ،/‬ص‪.195‬‬

‫‪32‬‬

‫‪-5-2‬نقده لقصيدة ‪/‬ياعابد الحرمين‪/‬المنسوبة البن المبارك‪:‬‬ ‫مما يدل على براعة البوطي األدبية ‪،‬ومعرفته الشعرية ‪،‬نقده لقصيدة نسبت كذبا ً إلمام جليل‬ ‫وهو عبد هللا بن المبارك‪ ،‬وهذه القصيدة يوجهها لشيخه الفضيل بن عياض كما قيل‪.‬‬ ‫ولقد أبطل البوطي نسبة القصيدة البن المبارك من تسع أوجه‪،‬منها الدينية ‪،‬وأفرد وجها ً أدبيا ً‬ ‫على بطالنها‪.‬‬ ‫ونحن سنورد القصيدة أوالً ثم نذكر الوجه الذي يتعلق بالنقد األدبي‪:‬‬ ‫ياعابد الحرمين لو أبصرتنا‬

‫لعلمت أنك بالعبادة تلعب‬

‫ولقد أتانا من مقال نبينا‬

‫قول صحيح صادق اليكذب‬

‫اليستوي وغبار خيل هللا‬

‫في أنف امرئ ودخان نار تلهب‬

‫هذا كتاب هللا ينطق بيننا‬

‫ليس الشهيد بميت‬

‫اليكذب‬

‫بوسعك إذا كنت ذا ملكة عربية وذوق أدبي‪،‬أن تقف على الفرق الكبير بين هذه األبيات‪،‬‬ ‫التي تتدنى كثير منها إلى أقصى درجات الركة‪،‬في حين أن أبياته وقصائده األخرى تتسم‬ ‫بالجزالة والرصانة‪،‬وروعة السبك‪.‬‬ ‫تأمل هذه األوصاف الثالثة التي تراها في الشطر الثاني من البيت الثاني وانظر إلى التكلف‬ ‫الذي ساقها وجمعها من غير موجب إال موجب الوزن‪.‬‬ ‫وتأمل في الواوالتي أقحمت في الشطر األول في البيت الثالث دون أي موجب‪،‬بل الموجب‬ ‫حذفها كي يتصل الفعل ‪/‬يستوي‪/‬والفاعل‪/‬غبار‪/‬وتأمل فيما وصفت به النار من موقع أو فائدة‬ ‫إال سد الفراغ الشعري ‪،‬ثم قف على الركاكة التي لن تغيب عنك مهما كانت بضاعتك األدبية‬ ‫ضعيفة مزجاة‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫في البيت الرابع والسيما الشطر الثاني منه‪ /‬ليس الشهيد بميت ال يكذب‪ /‬لقد عادت كلمة‬ ‫‪/‬اليكذب‪ /‬مرة اُخرى وليس بينها وبين المرة األولى إال بيت واحد ‪..‬وليتك تقول لي مالمعنى‬ ‫الذي اثبته وجود هذه الكلمة وما المعنى الذي يبطله فقدها؟ وليس من وجودها فائدة إال تمام‬ ‫الشطر وإصالح القافية‪.‬‬ ‫واآلن دعك من هذه الركاكة التي يتنزه عنها الشعر وتعال فتأمل في الرصانة والجزالة‬ ‫والحكمة التي يتسم بها الشعر الحقيقي البن المبارك‪:‬‬ ‫إذا صحبت في األسفار قوما ً‬ ‫بعيب الذات ذا بصر وعلم‬

‫فكن لهم كذي الرحم الشفيق‬ ‫غني النفس عن عيب الرفيق‬

‫هذا هو الشعر ال ذاك‪....‬وأشه ُد أن الذي أوتي هذه الرصانة والحكمة اليهبط لسانه إلى ذلك‬ ‫الدون من الركاكة قط‪،‬وكل الشعر الذي ينشده ابن المبارك يرقى الى مثل هذا السبك‬ ‫في الرصانة والجزالة من القول‪،‬حاشا ذلك النظم الركيك الذي اُلصق به وهو منه بريء)‪1‬‬ ‫يتبين لك من هذا النقد قدرة البوطي األدبية النقدية‪.‬‬ ‫‪...............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪/،‬شخصيات استوقفتني‪،/‬ص‪،73‬دار الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط‪ 1‬ت‪1999،‬م‪،‬‬

‫‪34‬‬

‫القسم الثالث‬ ‫األعمال األدبية للبوطي‪:‬‬ ‫‪-1‬مموزين قصة نبت في األرض وأينعت في السماء‪.‬‬ ‫‪-2‬سيامند فتى األدغال‪.‬‬ ‫‪-3‬في الحديث الشريف والبالغة النبوية‪.‬‬ ‫‪-4‬نصوص من كتاب(من الفكر والقلب)‬ ‫مناجاة قلب كسير‬ ‫أميرة‬ ‫وردة‬ ‫‪-5‬من روائع القرآن‬

‫‪35‬‬

‫‪-1-3‬مموزين‪:‬‬ ‫قصة حب نبتت في االرض وأينعت في السماء‬ ‫** ماهي قصة مموزين ؟‬ ‫هي قصة حب نشأت بين شاب وفتاة إبتدأت بالنظر ثم تطورت الى عشق وحال بينهم حائل‬ ‫الشر والقطيعة فمتنع اللقاء فتصاعد الحب واشتد أواور فتصاعد حبهم للسماء وتعلق بالواحد‬ ‫االحد رب االرض والسماء الذي أفاض الحب والجمال على الوجود ثم يتوفى العاشقان وهما‬ ‫على هذه الحالة من السمو الروحي ‪.‬‬ ‫** لماذا ترجمها البوطي الى العربية ؟‬ ‫هي قصة جرت في جزيرة بوطان شرقي تركية عام ‪ 1393‬م كتبها شعرا الشاعر الصوفي‬ ‫االديب الكردي أحمد خاني وقد جعلها في ‪ 1200‬بيت من الشعر جعل مقدمتها ‪300‬بيت‬ ‫تتعلق بالتوحيد وااليمان ثم ذكر احداث القصة شعراً باللغة الكردية ‪.‬‬ ‫قرأها البوطي كما انه سمعها من والده مراراً وكان يهدف من وراء ذلك تعريف ولده أن‬ ‫الحب الصافي هو حب القلوب الطاهرة واالرواح النقية ‪.‬‬ ‫ولقد هدف المترجم أن ينشرها لألجيال ويبين لهم معنى الحب الخالد العفيف الشريف‬ ‫المتسامي عن الشهوات الحيوانية ‪.‬‬ ‫**ولصدق القصة والشاعر الخاني والمترجم البوطي فإن القصة هذه إنتشرت في العالم‬ ‫وسارت بها الركبان مشرقة ومغربة ‪.‬‬ ‫وألن هذه القصة سُداها ولحمتها الحب ومترجمها رقيق المشاعر فقد كتبها بدموعه قبل مداد‬ ‫قلمه فهو المحب العاشق الذي يقول ‪( :‬وكيف اجهل الحب وقد ربى زهره في قلبي منذ نعومة‬ ‫اظفاري وكيف أنكر طعمه وقد اشتعل أُواره بين أضلعي منذ أن كانت هذه الضلوع لينة‬ ‫غضة التحتمل وهجه وال تطيق تباريحه ‪ .‬ولقد وهللا تضلعت من كؤوسه مرا علقما ً وماذقته‬ ‫مرة رحيقا ً وإن في نفسي اليوم لكالما ً طويالً عنه لو تركت للقلم فيه مرتعا ً وإن بين جوانحي‬ ‫غصة اليمة منه لودخلت في غمار سردها على الناس ) ‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫**العتابات النصية ‪ :‬وتشمل العنوان – حياة الكاتب – سنة اإلصدار‬ ‫*العنوان ‪ ( :‬مموزين ) هو إسم لبطلي القصة وهاتان الشخصيتان هما محور القصة‬ ‫ومركزها ودوران االحداث كلها من البداية الى النهاية ‪.‬‬ ‫وفي هذا العنوان وضوح وداللة على المضمون وهو اسلوب يجذب القارئ ويستثير فضوبه‬ ‫معرفت االرتباط مابين الشخصين واكتشاف احداث القصة ‪.‬‬ ‫*حياة الكاتب‪ :‬مرهف الحس رقيق القلب شاعري النزعة الهي االرتباط وهذه القصة توافق‬ ‫حالته الداخلية تماما ً لذلك قال أنفقت عليها من دموعي أكثر مما أنفقت من مداد قلمي ‪.‬‬ ‫*المرجع هي شع ٌر طويالً يتألف من أكثر ‪ 1200‬بيت صاغه الشاعر الصوفي أحمد الخاني‬ ‫عن قصة واقعية ‪.‬‬ ‫وكان عمل المترجم البوطي هو تحويلها من شعر الى نثر ‪.‬‬ ‫*سنة اإلصدار قال المترجم كانت هذه باكورة اعمالي في نطاق البحث والتأليف أخرجته‬ ‫للقراء ‪ 1957‬م يوم كانت النزعة االدبية تفيض في كياني ‪.‬‬ ‫**هل هذه القصة واقعية أم خيالية ؟‬ ‫أحداث هذه القصة واقعية قال البوطي ( وماهما يكن فإن مجمل أحداث هة القصة تشكل‬ ‫مأساة تاريخية واقعية ) ‪.‬‬ ‫إنها لمنتشرة السيط في االوساط الكردية في شرق االناضول وهي غناء المغنيين والمطربين‪.‬‬ ‫ويذكر المؤرخون أنها حدثا عام ‪ 1393‬م ‪.‬‬ ‫ويذكر الدكتور ان والده قال إن لبطلي هذه القصة المؤثرة قبرين معروفين في جزيرة إبن‬ ‫عمر وقد أُقيم عليهما فيما بعد مدرسة كبيرة لطالب العلوم الشرعية وكان هو طوال حين من‬ ‫الزمن واحداً من طالبها ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن امثالها واقعة في كل زمان ومكان ولكن ال أحمد خاني ينظم والبوطي ينثر ‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫**مقومات النص التعبيرية والفنية ‪:‬‬ ‫النص الذي بين أيدينا سردي وصفي يتخلله القليل جدا من الحوار ‪.‬‬ ‫فمن الوصف (ستي شعرها كستناوي في نعومة الحرير وقد تموج من سائر اطالافه في‬ ‫غزارة منسابا ً الى ماتحت المنكبين في بهاء وفتنة ‪...‬وعينين واسعتين تنظران بسهام الفتك‬ ‫تحت حاجبين ينطلق منهما مثل ماينطلق من كبد القوس واهداب ناعسة سوداء سواد الليل)‬ ‫وهذا مشهد وصفيا ً اخر ( كان الناس ينتشرون بين أجواء خمرية ساحرة تتهادى على ضفاف‬ ‫النهر الفضي فوق الروابي الخضر المطرزة بأبدع النقوش ‪) ...‬‬ ‫وفي النص يكثر التشبيه فالمتعة كانها الخمر ‪:‬‬ ‫(فيهم العاشق الذي الذي جاء يغمر جراح قلبه بكؤوس من خمر النسيان) ‪.‬‬‫(والطبيعة تسقيهم حمياها من كأس التختلف فالخمر هنا ليس اال ماأُعتصر من شذاها ) ‪.‬‬‫أما بالنسبة للحوار فقليل فمثاله مادار بين بكر واالمير زين الدين وكذلك الحوار الذي دار بين‬ ‫ممو و زين (ممو أنت يازين كنت لي نعم الدليل ‪ ...‬زين لقد كنت لي نعم الخليل )‪.‬‬ ‫والوصف في القصة تناول ‪ :‬حاالت اآلالم النفسية والتباريح القلبية التي تصيب العشاق ‪،‬‬ ‫وكذلك تناول االمكنة والطبيعة والهضاب ‪،‬وتناول ايضا االلبسة واالشكال واالجسام ‪.‬‬ ‫الشخصيات‪:‬‬ ‫الشخصيات المحورية (ممو و زين)وعليهما تدور األحداث بداية ونهاية‪.‬‬ ‫ثم يتلوها شخصيات(ستي‪،‬تاج الدين‪،‬زين الدين‪،‬بكر‪،‬هيالنة‪،‬جكو‪،‬عارف‪،‬الشيخ)‪.‬‬ ‫*ممو‪:‬شاب في مقتبل العمر يتمتع بقوام مكتمل وعقالنية وحساسية وشعور بالجمال وقع في‬ ‫براثن الحب والعشق‪...‬فأرداه عليالً‪.‬‬ ‫هو يمثل الصفاء والعفة ‪.‬تصاعدت مشاعره من حب زين الى حب هللا عز وجل‪.‬‬ ‫*زين‪:‬فتاة تتفجر اُنوثة وجماالً ‪،‬وغنجا ً ودالالً‪،‬هي الفتاة المظلومة التي سقطت فريسة الفتنة‬ ‫فحرمت من حبيبها ‪.‬صافية كحبيبها رائعة كعشيقها ‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫*األمير ‪:‬يمثل الحزم والعدل ومدارة االمور بالحكمة لكته وقع في براثن الخديعة حين إستمع‬ ‫الى بكر ووسوسته التي كانت سبب الفاجعة ‪.‬‬ ‫*تاج الدين الشاب الوفي المخلص للصداقة المضحي من أجلها المتعاون مع ممو وموضع‬ ‫أسراره ومكنون أخباره ‪.‬‬ ‫عاش معه فترة شبابه ردحا ً من الزمن ثم تزوج من ستي وحاول أن يساعد ممو لكنه‬ ‫ماستطاع أن يقدم شيئا ‪.‬‬ ‫*ستي ‪ :‬هي االخت الكبيرة لزين المملوءة جماال وأنوثة والتي هي االخرى وقعت في حب‬ ‫تاج الدين ولكن االقدار ساعدتهم وتزوجا والتئمت جروحهما ‪.‬‬ ‫* بكر‪ :‬الشخصية الخبيثة الشريرة التي تحمل سم االفعى وزعاف العقرب والتي تحاول أن‬ ‫تنفثه في كل مكان إستطاعت الوصول اليه ‪ ،‬عملها زرع الفتنة بين المحبين والتفريق بين‬ ‫المتألفين ‪.‬‬ ‫وسوس للملك وحال بين زواج ممو وزين ثم نال جزاء شره قتالً على يد الملك ‪.‬‬ ‫*هيالنة ‪ :‬العجوز الداهية الذكية التي كانت صلة الوصل بين ممو وزين وتاج وستي ثم‬ ‫إنتهى دورها في القصة ‪.‬‬ ‫*جكو و عارف و الشيخ ‪ :‬شخصيات ثانوية لم تظهر اال قليالً بأدوار ال تذكر ثم اختفت ‪.‬‬ ‫**مكان القصة ‪:‬‬ ‫جزيرة بوطان المشهورة التي تسمى جزيرة إبن عمر وهي منطقة رائعة الجمال فيها الجبال‬ ‫الشواهق المكسوة باالشجار والخضرة فيها المياة العذبة ينابيع متفجرة من هنا وهناك و‬ ‫االنهار الجارية ودجلة الزاخر بكل خير ‪.‬‬ ‫يسكنها الشعب الكردي المتصف بالصدق والطيبة وكرم الخصال يغلب عليهم صفاء الفطرة‬ ‫وسالمة الصدر ‪.‬‬ ‫وهذه القصة نموذج من مشاعرهم المتأججة بالعاطفة الصادقة ‪.‬‬ ‫**زمن القصة ‪ :‬يذكر المؤرخون أنها وقعت عام ‪ 1393‬م ‪ ،‬وترجمت نثراً ‪1957‬م ‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫**المغزى من القصة ‪:‬‬ ‫بمكن أن نجمل أهداف القصة بما يلي ‪:‬‬ ‫‪-1‬الحب الصافي والمشاعر الراقية تسمو باالنسان حتى يتصل باهلل تعالى ‪.‬‬ ‫‪-2‬الوفاء عنصر الوفاء وأُسها بين األخالء ‪.‬‬ ‫‪-3‬الخير موجود والشر كذلك في كل زمان ومكان ‪.‬‬ ‫‪-4‬ظلم القلوب واالرواح أشد بأسا ً من ظلم األجساد ‪.‬‬ ‫‪-5‬إستماع اإلنسان لصوت الشر يجعله ظالما ً أحيانا ً ‪.‬‬ ‫‪-6‬إنتصار الخير في النهاية على الشر وأعوانه ‪.‬‬ ‫‪-7‬القصة تعلم الشباب الحب العفيف النظيف ‪.‬‬ ‫‪-8‬هذا نداء لألدباء والكتاب أن يحذوا حذوا المؤلف في كتاباتهم ‪.‬‬ ‫‪-9‬الحب هو حقيقية اإلنسان وله االم وأوجاعا ً ‪ ،‬وقد ذكر القرآن حب زليخة ليوسف ‪.‬‬ ‫‪-10‬القصة مرآة ووصف لجزيرة بوطان وشعبها وحياتها ‪.‬‬ ‫** خاتمة ‪:‬‬ ‫ظهرت في هذه القصة براعة البوطي وفنه األدبي في نقل الوصف واألحداث في أجلى‬ ‫صورة وأبهى تعبير وقد أحسن حينما وزع األحداث على فقرات مثل ( إنه الحب ‪ ،‬الفتنة في‬ ‫محراب األحزان ‪ ،‬الوفاء ‪ ،‬اللقاء ‪ ،‬الوداع ‪ ،‬مناجاة ‪. ) ...‬‬ ‫والحقيقة أن وهج مشاعر الكاتب وحرارة دموعه تظهر جلية من تالفيف الحرو وتجاويف‬ ‫الكلمات ولقد ( أنف ُ‬ ‫قت عليها من دموعي أكثر مما استهلكت من مداد قلمي )‪. 1‬‬ ‫إنها بحق قصة حب نبتت في االرض وأينعت في السماء ‪.‬‬ ‫‪.........................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪/،‬مقدمة مموزين‪/‬ص‪.10‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪-2-3‬قصة سيامند فتى األدغال‪:‬‬ ‫**ماهي قصة سيامند؟‬ ‫خيرمن يلخص لنا هذه القصة مؤلفها نفسه إذ يقول‪(:‬هي قصة طفل نشأ في أحضان‬ ‫البؤس‪،‬وشب تحت جنح السى يتقلب في أحلك ألوانه ورضع لبان الظلم أشد مايكون مرارة‬ ‫وقسوة‪،‬حتى استوحش من دنيا الناس وأخذ يركن إلى أدغال الوحوش ويأنس في أوكارها‪1).‬‬ ‫وأقول‪:‬سيامند هو طفل توفيت أمه ثم توفي أبوه تاركا ً له إرثا ً عريضاً‪،‬فتزوجت إمراة أبيه‬ ‫رجالً حاقداً ظالما ً وأقام عندهم في البيت ولكنه سرعان ماطارد سيامند بالتعذيب والتهجير‬ ‫مما دفع سيامند للهجرة غلى الغابات والجبال ‪،‬ثم لجأ إلى بلدة موش فعاش عند أميرها‬ ‫فجرحته ابنته ثم هاجر باتجاه وان واحب فتاة مظلومة مثله ووافته المنية عندها‪.‬‬ ‫هذه باختصار شديد مضامين القصة‪.‬‬ ‫فهي تجسد للظلم والمظلومين وحياة المشردين المغتصبة حقوقهم‪.‬‬ ‫**لماذا ُكتبت القصة؟؟‬ ‫قال المؤلف البوطي‪:‬حملني على كتابتها الرغبة العارمة في تخليد تلك الليالي المقمرة التي كنّا‬ ‫نجلس فيها إلى أمي لتقص علينا أحداث هذه القصة الغريبة المثيرة‪....‬وكانت أمي تروسها لنا‬ ‫غير انها في الحقيقة كانت تتذكر مسقط رأسها جزيرة بوطان لتنسى غربتها التي أبعدتها عن‬ ‫أهلها ن وكانت إذا وصلت إلى الفصل األخير من القصة أخذت تتغنى بألفاظ حوار القصة‬ ‫باللحن الذي تتناقله أصوات المغنيين فيسلمها ذلك الحوار إلى البكاء منبكي معها لبكائها)‪2.‬‬ ‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي ‪/‬مقدمة سيامند‪/‬‬ ‫‪-2‬البوطي ‪/‬مقدمة سيامند‪/‬‬

‫‪41‬‬

‫**العتبات النصية للقصة‪:‬‬ ‫وتشمل ‪:‬العنوان ‪ -‬حياة الكاتب ‪ -‬المرجع ‪ -‬سنة اإلصدار‪.‬‬ ‫العنوان‪:‬سيامند فتى األدغال‪:‬وهو اسم لبطل القصة التي تحدث عنها الكاتب‪.‬‬ ‫حياة الكاتب‪ :‬الكاتب يتمتع بحس مرهف ومشاعر رقيقة وعاطفة جياشة وحنين إلى ربوع‬ ‫الوطن شأن كل الموجودات التي تعشق أوطانها‪.‬‬ ‫المرجع‪:‬استلهم الشاعر قصته من التراث الشعبي الكردي‪.‬‬ ‫سنة اإلصدار‪:‬في الخمسينيات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫**هل القصة خيالية أم واقعية؟‬ ‫القصة خيالية ‪،‬ولكنها مرتبطة الواقع ارتباطا ً قوياًفهي تتحدث عن اغتصاب حقوق‬ ‫المظلومين ومطاردتهم وتشريدهم من قبَل الطفاة والظالمين‪.‬‬ ‫**مقومات النص‪:‬‬ ‫النص سردي وصفي فهو يصف األحداث تراتبيا ً حسب تسلسلها الواقعي فاألحداث متوالية‬ ‫من غير انقطاع في سلسلتها‪.‬‬ ‫وهو وصفي يصف كل األشياء األشكال والنفوس والمضامين والمشاعر والمكان والزمان‬ ‫بشكل دقيق‪.‬‬ ‫فيقول واصفا ً المكان‪(:‬وأخذ سيامند يمشي الهوينا وهو يستنشق نسيما ً بارداً عذبا ً فوق ذلك‬ ‫الشاهق‪،‬كانت أشجار المسكة الضخمة المتفرقة فوق ذلك الصعيد تبث في النسيم عبقه‪)....‬‬ ‫ويصف أمير موش قائالً‪(:‬كان منظره كهالً اليبدو أنه تجاوز الخمسين من العمر نوكانت‬ ‫لحيته الجميلة التي خالطها الشيب وجبهته الواسعة المشرقة وعيناه الذابلتان في خشوع‪.)....‬‬ ‫ولقد تخلل النص شي ٌء من الحوار ‪:‬كالذي دار بين حامد وزوجته ‪،‬وكذلك بين سيامند وبنت‬ ‫األمير‪،‬وبين سيامند ونعمان الراعي‪.‬‬ ‫والوصف شمل المكان واألشخاص والمشاعر والظواهر‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫**شخصيات القصة‪:‬‬ ‫سيامند‪:‬هو الشخصية األساسية في القصة وعليه تدور دائرة األحداث‪،‬وهو الطفل الذي‬ ‫اُغتصب ماله وأرضه وميراث أبيه‪...‬سيامند رمز للمظلومين المشردين‪.‬‬ ‫من صفاته األنفة وإباء الضيم والشجاعة واإلقدام‪.‬‬ ‫شريف‪:‬هو جارهم الذي تزوج إمرأ حامد والد سيامند‪،‬هو مثال الجشع والظلم والحقد‬ ‫واإلستيالء على حقوق اآلخرين‪.‬‬ ‫الملك ‪:‬هو عنوان الطيبة واإليمان والعدل والرحمة واكرام الضعفاء‪.‬‬ ‫حامد‪:‬هو والد سيامند صاحب الثروة الهرم العجوز‪.‬‬ ‫حليمة‪:‬والدة شريف العطوفة االنسانة التي تحفظ الود والوفاء لجيرانها‪.‬‬ ‫خديجة زوجة حامد ‪ :‬المرأة الساذجة التي التهتم إال بشكلها وظاهرها‪.‬‬ ‫نعمان الراعي‪ :‬صاحب الفطرة الطيبة والقلب الطيب‪ ،‬كان دليالً لسيامند إلى موش‪.‬‬ ‫سينم‪:‬الفتاة الجميلة التي التقى فيها سيامن في آخر مطافه‪.‬‬ ‫اخو سينم‪ :‬الراعي ذو اإلدراك المحدود والذي يحمل بذور القسوة في تصرفاته‪.‬‬ ‫**مكان الحدث‪:‬وقعت أحداث هذه القصة شرقي األناضول ‪ ،‬بين مدينة موش ومدينة‬ ‫وان‪،‬والقرى المجاورة لها‪.‬‬ ‫**زمن القصة‪ :‬يبدو انها وقعت في الماضي قبل قرنين أو أكثلر والدليل على ذلك استخدام‬ ‫أسلحة قديمة كالسيف والرمح والخنجر والقوس‪،‬وواسطات النقل كانت الخيول واإلبل‪.‬‬ ‫**المغزى من القصة‪:‬أراد الكاتب أن يكشف عن صور الظلم الرهيب الذي يقع على‬ ‫الضعفاء‪،‬فاغتصاب الحقوق وتشريد أهلها والتنكيل بهم دأب الظالمين في كل زمان ومكان‪.‬‬ ‫وفي القصة تصوير لألنفة ورفض الضيم ومحاولة استرداد الحقوق ‪.‬فث ّم حقوق تأبى النسيان‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫**خاتمة‪ :‬يمكن لنا أن نُميّز أفكاراًفي القصة نختصرها في مايلي‪:‬‬ ‫‪-1‬فرد مظلوم هو رمز لشعوب مظلومة ( سيامند )‪.‬‬ ‫‪-2‬حقوق مغتصبة وتشريد ومالحقة من الظالمين (أفعال شريف ) ‪.‬‬ ‫‪-3‬نزعة استرداد المغتصبات والحقوق التي التنسى ( قالدة سيامند ) ‪.‬‬ ‫‪-4‬وجود العدل واأليمان والحكمة ( الملك ) ‪.‬‬ ‫‪-5‬الفطرة السليمة والناصح األمين ( الراعي نعمان ) ‪.‬‬ ‫‪-6‬الحب الصافي المنزه عن االغراض ( سيامند وسينم ) ‪.‬‬ ‫‪-7‬وجود المنتفعين الذين يضحون باالبرياء من أجل منافعهم ( الشاب الذي خطف سيامند )‬ ‫‪-8‬األنفة والعزة ورد اإلعتبار ( تصرف سيامند مع بنت الملك ) ‪.‬‬ ‫‪-9‬الفتاة المظلومة التي قهرت وماتزال ( سينم وأخوها ) ‪.‬‬ ‫‪-10‬ظلم البشر وفتكهم أفظع من فتك الضاريات (سيامند أحب األدغال هروبا ً من الظالمين)‬ ‫واألن‪:‬‬ ‫قال المؤلف ‪ :‬إن أحداث هذه القصة واقعة يسري بها حديث الركبان ويتغنى بفصلها االخير‬ ‫أشهر المطربين والمغنيين وإنها بحق من روائع قصص الشعوب ‪1.‬‬ ‫‪............................................................................................‬‬ ‫‪-1‬البوطي‪/‬خاتمة سيامند فتى األدغال‪./‬‬

‫‪44‬‬

‫‪-3-3‬في الحديث الشريف والبالغة النبوية‪:‬‬ ‫هذا الكتاب ألفه الدكتور لما كان مدرسا ً في كلية االداب في جامعة الالذقية لمادة ( اإلعجاز‬ ‫القرآني والبالغة النبوية ) ‪.‬‬ ‫والكتاب كعنوانه يتناول البالغة في الحديث النبوي ‪.‬‬ ‫وقد تم تقسيم الكتاب إلى ‪ :‬التعريف بالحديث وأنواعه ‪ ،‬ثم الفرق بين االسلوب القرآني‬ ‫والحديث النبوي ‪ ،‬وتحدث عن البالغة النبوية ‪ ،‬وختمه بتحليل لنصوص من الهدي النبوي‬ ‫ونأخذ نصا ً مما حلله ونلقي الضوء عليه ونتبين طريقة تحليل النص عند البوطي ‪.‬‬ ‫وهذا النص هو خطبة ألقاها النبي عليه الصالة والسالم عقب غزوة حنين ‪ :‬يصور البوطي‬ ‫في البداية الجو التي ألقي فيها الخطبة فيقول هي أول غزوة بعد فتح مكة غنم النبي غنائم‬ ‫كثيرة وضاعف نصيب أهل مكة منها فقال بعض األنصار ‪ :‬يغفر هللا لرسول هللا يعطي‬ ‫قريشا ً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ‪.‬‬ ‫فبلغ ذلك رسول هللا فجمعهم وخطب فيهم وأظهر فضل األنصار عليه وفضله على األنصار‪.‬‬ ‫يقول البوطي انظر الى سير الدفع العاطفي في خطابه إذ يذكر بمظاهر الفضل اإللهي ‪..‬‬ ‫ثم راح ينبههم الى الجواب الذي يجعلهم فضالً بفضل ومنة بإخرى إذ ليس ألحد الجانبين‬ ‫فضل منة على األخر ‪.‬‬ ‫ثم يفسر البوطي كلمة الجدة واللعاعة فيقول الجدة هي اإلنكماش النفسي على الشيئ ‪.‬‬ ‫واللعاعة نبت أخضر صغير البقاء له يشبه النبي الدنيا به بزخفها وخيراتها ‪.‬‬ ‫ثم يُذكر النبي أن قريشا ً ستعود بشاة والبعير وان األنصار سيعودون مع النبي الى المدينة ‪.‬‬ ‫ثم يختم بهذا البيان وتعتلج عوامل الحب لألنصار في قلب النبي ممزوجة بحرقة التأثر‬ ‫فيكشف لهم عن ذات نفسه وعما يكنّه قلبه من الحب الشديد لهم قائالً ( لو سلك الناس شعبا‪،‬‬ ‫وسلكت األنصار شعبا ً أخر لسلكت شعب األنصار ‪ ،‬االنصار شعاري والناس دثاري )‪.‬‬ ‫لقد حلل البوطي الخطبة تحليالً بالغيا ً ذاكراً االسلوب النبوي المثير للعاطفة المحرك للوجدان‬ ‫وكيف أن النبي أُوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪-4-3‬من الفكر والقلب‪:‬‬ ‫اخترنا من هذا الكتاب ثالثة نصوص فقط وهي‪:‬مناجاة قلب كسير‪،‬أميرة‪،‬وردة‪.‬‬ ‫مناجاة قلب كسير‪:‬هو نصٌ يفيض ضراعةً وانكساراً ولذة بمناجاة الحق سبحانه‪،‬فيصف حال‬ ‫قلبه ‪،‬وسبب انكساره‪،‬ثم يذكر اسباب انجباره‪.‬‬ ‫هذا التعاكس يضفي على النفس تأرجحا ً بين الخوف والرجاء‪،‬بين اللوعة واألمل‪،‬فيقول‪:‬‬ ‫كيف اليكون كسيراً وقد ذ َّل لعظيم سلطانك ودان لسابق ُح ْكمك وقضاءك‪...‬بل كيف يكون‬ ‫كسيراً ؟؟وأنت النور الذي يشع في حناياه!!!‬ ‫ثم يتفنن في خطاب هللا مظهراً ضعفه وعبوديته‪:‬ولكنني ياموالي أجدني قد تطاولت بهذا‬ ‫القول إلى مكانة ليس لي شرف الدنو إليها‪.‬‬ ‫ثم يتابع مظهراً فقره‪:‬اللهم إني ادعوك بما دعا عبدك موسى(إني لما أنزلت إل ّي من خير‬ ‫فقير‪....‬وبدعاء أيوب‪:‬إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)‪.‬‬ ‫ثم يُعّرف القلب بأنه‪:‬أقدس سر من أسرار هللا تعالى‪.‬‬ ‫ويعلن أن في الربيع الذي اخض ّر بعد أن كان شتا ًء إشارة إالهية باألمل بعد اليأس‪.‬‬ ‫والخالصة‪:‬أن هذا النص لوحة فنية رائعة الجمال سكب فيها البوطي بيانه وبالغته وأظهر‬ ‫فقره هلل وعبوديته له‪ ،‬وترجم أحاسيسة بأدب ساحر خالب وبأسلوب جذاب‪.‬‬ ‫أميرة‪ ...‬الحلم الذي طاف بكياني أربعين شهرا‪:‬‬ ‫هو نص وجداني بامتياز يخاطب فيه زوجته التي غادرت هذا العالم الدنيوي الى العالم‬ ‫األخروي فيبدأ خطابه بقوله ‪:‬‬ ‫ياأجمل حلم طاف بكياني ‪ ..‬ياسنا برق اومض في حياتي من علياء الجنان ‪.‬‬ ‫وبعبارات حارقة يذكر ألم الفراق قائالً ‪:‬‬ ‫التزال جراح قلبي تتنزى باأللم وتغرق في اللهب لم يطفئها كر الغداة والتقادم األيام ولم‬ ‫يخفف من لظاها وطأة اليأس والنسيم األمل والهاجس األحالم ‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫ثم صار كل شيئ يذكره بها شروق الشمس ومجيئ الربيع ‪:‬‬ ‫ويُقبل الربيع بخضرة مروجه وفوح زهوره ورياحينه فال أرى في ذلك إال مايذكرني بربيع‬ ‫أيامي معك ويعيدني إلى عبير الدنيا بأنفاسك‪.‬‬ ‫ويذكر سبب تعلقه بها فيقول ‪:‬‬ ‫أحببت فيك حنينك إلى هللا ‪...‬‬ ‫أحببت فيك أشواقك قلبك ورقة شعورك ‪...‬‬ ‫أحببت فيك القلب النابض بذكر هللا ‪...‬‬ ‫ويختم النص بكلمات تدمي القلب وتدمع العين ‪:‬‬ ‫فاقبلي ياحبيبتي رسالتي هذه إليك وإن جاءت متأخرة وليكن شفيعي ّ‬ ‫أن ماأنفقته مع كتابتها من‬ ‫دموع تعدل ماستهلكته من مداد ‪.‬‬ ‫الخالصة ‪ :‬النص عاطفي وجداني سكب فيه البوطي أر ّ‬ ‫ق الكلمات وأعذب العبارات التي‬ ‫تعبر عن حبه وشوقه لزوجته المتوفاة مستخدما ً القدرة البيانية العالية في وصف المشاعر‬ ‫واألحاسيس واألفكار ‪.‬‬ ‫**وردة ‪ ...‬وسط لهيب من فيح الصحراء ‪.‬‬ ‫نص كتبه الدكتور أثناء رؤيته لوردة في صحراء فيقول ‪:‬‬ ‫تتفح الورود عادة في المروج الخضر وبين الحدائق والجنان أما هذه الوردة فقد رأيتها وحيدة‬ ‫غريبة في بيداء ملتهبة قاحلة التطوف بها نسمة تحركها وليس من حولها عرق أخضر يحنو‬ ‫عليها فاجتاحني من هذا المنظر الغريب شعور من األسى ‪.‬‬ ‫إذاً هذا الدافع والمحرك لكتابة هذا النص ويدل على حساسية البوطي ورقة مشاعره تجاه‬ ‫األشياء ‪ .‬ثم يستله ُم من وضع هذه الوردة نشيداً فلفسيا ً حزينا ً ‪:‬‬ ‫مهما سما الجمال وتكامل في ذاته فلن يظهر رؤاه إال للعين التي تتأمله ولن يزدهر إشراقه إال‬ ‫أمام النفس التي تذوب وتنصهر في لظاه ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫ثم تغلب على البوطي الشفقة والرحمة كعادته فيخاطب الوردة قائالً ‪:‬‬ ‫هل تأذنين لي ياوردة الصحراء أن أفترش لكي من نفسي تربة لينة تسري جذورك في‬ ‫أنحائها ‪ ،‬أم هل تفضلين أن أفجر لكي من حبي القاني وآالمي النائحة وأمالي الخضر واحة‬ ‫فينانة تحيط بك عذوبتها ‪...‬‬ ‫ثم يتصاعد خطابه للوردة حتى يذكر الجميل األوحد وهو هللا سبحانه أن جميع مظاهر الجمال‬ ‫المنبسطة على الوجود هي ذرات من فيض جمال هللا ‪:‬‬ ‫غير أن هاتفا ً في أعماق كياني يهيب بي أن اتجاوز الفروع الى الجذور وأن أنتقل من‬ ‫األكوان إلى المك ّون ‪.‬‬ ‫ويختم خطابه بموساة رقيقة فيقول ‪:‬‬ ‫وإلن أوحشتك البالقع من حولك فليؤنسك حب ذلك الخالق األوحد لمعاني الجمال ‪...‬‬ ‫الخالصة ‪ :‬أظهر هذا النص النزعة األدبية للبوطي إذ أنه خاطب الوردة على أنها شخص‬ ‫ولها شعور كما فعل قبله كل األدباء الكبار الذين أنطقوا الصوامت وحركوا السواكن في‬ ‫الجوامد وكذلك عكس هذا النص حنينه إلى هللا تعالى وتذوقه للجمال الساحر الموجود في أدق‬ ‫األشياء ولقد سلك مسلك الشاعر الخاني الذي إنتقل في قصته من الخلق الى الخالق وكذا هو‬ ‫أنهى النص بتوجيه القلوب والعقول الى الجميل األوحد ‪ ....‬هللا ‪ ...‬جل شأنه ‪.‬‬

‫**من روائع القرآن‪:‬‬ ‫تأمالت علمية وأدبية في كتاب هللا عز وجل‬ ‫*متى ت َّم تأليف الكتاب ولماذا؟‬ ‫ألف البوطي هذا الكتاب عام‪1968‬م لما كان مدرسا ً في جامعة الالذقية وجامعة دمشق لمادة‬ ‫القرآن وبالغته في لطالب اللغة العربية‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫*سبب تأليف الكتاب‪:‬‬ ‫يقول البوطي ‪:‬إن أغلب الكتب التي ُكتبت حول القرآن وبالغته لم توفي البحث حقه‪،‬إنما‬ ‫تناولته من زوايا محددة وصغيرة‪،‬فدفعني ذلك الى تأليف هذا الكتاب‪.‬‬ ‫*ماهو مضمون الكتاب؟‬ ‫لقد تم تقسيم الكتاب الى مقدمة وتمهيدين وثالثة أبحاث‪.‬‬ ‫ففي التمهيد تحدث البوطي أن القرآن الكريم هو منبع البالغة وفيصل الحكم في المسائل‬ ‫الخالفية بين المختلفين‪،‬وما من عالم تخصص في اللغة واألدب العربي إال كان منطلقه هو‬ ‫القرآن الكريم تعلّما ً ودراسة وبحثا وفهماً‪.‬‬ ‫أما القسم األول فقد تحدث فيه عن تعريف القرآن ونزوله وجمع القرآن وابحاثا تتعلق بعلوم‬ ‫القرآن وما يدور حولها‪.‬‬ ‫أما القسم الثاني فقد خصصه للحديث عن خصائص القرآن‬ ‫أما القسم الثالث فقد اختار المؤلف خمسة نصوص للدراسة التطبيقية‪،‬فكان موضوع‬ ‫النصوص على الترتيب (إلهيات‪،‬وصف‪،‬المبادئ واإلنسانيات‪،‬القصص‪،‬الحجاج والنقاش)‬ ‫ثم قام بتفسيرهاوشرحها باسهاب من حيث اللغة والبيان و التفسير‪.‬‬ ‫والخالصة‪:‬أن الكتاب يتعلق بموضوعات شرعية تتعلق بعلوم القرآن واخرى أدبية بالغية‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫خاتمة‬ ‫بعد هذه الجولة العطرة في رياض محمد سعيد رمضان البوطي وآثاره األدبية ‪،‬يمكننا أن‬ ‫نكتب خاتمة للبحث نلملم فيها النقاط األساسية في البحث فنقول‪:‬‬ ‫‪-1‬الدكتور البوطي ولد في تركيا ثم انتقل مع والديه الى سوريا حيث عاش فيها ثمانين سنة‪.‬‬ ‫‪-2‬كرّس حياته للعلم دراسة وتدريسا وتأليفا ونشرا‪.‬‬ ‫‪-3‬تأثر علميا وسلوكيا بوالده منال رمضان الذي اُشتهر بالعلم والوالية والصالح‪.‬‬ ‫عمل مدرسا للعلوم الشرعية في الجامعات والمساجد والمحافل العربية والدولية‪.‬‬ ‫‪َ -4‬‬ ‫‪-5‬استشهد في بيت من بيوت هللا وهو يعلم خلق هللا لمعاني كتاب هللا‪.‬‬ ‫‪-6‬للبوطي اكثر من ستين مؤلفا تتعلق بالعلوم الشرعية واألدبية‪.‬‬ ‫‪-7‬ينبغي أن تسلط األضواء على حياة هذا اإلمام بدراسة كافية وافية‪.‬‬ ‫‪-8‬البوطي موسوعة لفنون شتى فهو فيلسوف وصوفي وفقيه وعقدي وأصولي‪.‬‬ ‫‪-9‬من خالل دراستنا لآلثار األدبية التي تركها البوطي يتبين لنا مدى معرفته األدبية‪.‬‬ ‫‪-10‬البوطي أديب رفيع المستوى‪ ،‬وهو اليقل رتبة عن الرافعي والمنفلوطي‪،‬ولكن لقلة آثاره‬ ‫األدبية بقيت شخصيته األدبية في الظل كما قال الدكتور عبد الهادي تيمور تاش باركه هللا‪.‬‬ ‫العلماء نجوم هداية لألجيال قال تعالى(وعالمات وبالنجم هم يهتدون)‪1‬‬ ‫وهذا البحث وفاء لحق هذا اإلمام الجليل ففي الحديث(ليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه)‪2‬‬ ‫وصلى هللا وبارك على سيدنا محمد النبي األمي وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫‪....................................................................................................‬‬ ‫‪-1‬القرآن الكريم ‪،‬سورة النحل ‪،‬اآلية رقم ‪/16/‬‬ ‫‪-2‬رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين برقم‪/429/‬‬ ‫‪50‬‬

‫المراجع والمصادر‬ ‫‪-1‬القرآن الكريم‬ ‫‪-2‬الحاكم النيسابوري‪/،‬المستدرك على الصحيحين‪،/‬دار الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط بال‪،‬ت‪1998‬م‬ ‫‪-3‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬هذا والدي‪،/‬دار الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط‪،1‬ت‪1995‬م‬ ‫‪-4‬البوطي‪،‬محمدسعيد رمضان البوطي‪/‬شخصيات‬ ‫استوقفتني‪،/‬دارالفكر‪،‬دمشق‪،‬ط‪،1‬ت‪1999‬‬ ‫‪-5‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬في الحديث الشريف والبالغة النبوية‪،/‬دار‬ ‫الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط‪،1‬ت‪2011‬م‪.‬‬ ‫‪-6‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬من الفكر والقلب‪،/‬دارالفقيه‪،‬ط األخيرة‪،‬ت‪1997‬م‬ ‫‪-7‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬هذه مشكالتهم‪،/‬دار الفكر‪،‬دمشق‪،‬ط ‪،1‬ت‪1990‬م‪.‬‬ ‫‪-8‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬سيامند فتى األدغال‪،/‬دار الفكر‪،‬ط‪،1‬ت‪1998‬م‪.‬‬ ‫‪-9‬البوطي‪،‬محمد سعيد رمضان البوطي‪/،‬ممو زين‪،/‬دار الفكر ‪،‬دمشق‪،‬ط‪،3‬ت‪1977‬م‪.‬‬ ‫‪-10‬البوطي‪،‬محمد سعيد البوطي‪/،‬هكذا فلندعوا إلى اإلسالم‪/‬دار الفارابي‪،‬ط‪،1‬ت‪1973‬م‬ ‫‪-11‬البوطي‪،‬محمد سعيد البوطي‪/‬مباحث الكتاب وال ُسنّة‪،/‬جامعة دمشق‪،‬ط‪،1‬ت‪1987‬‬ ‫‪-12‬البوطي ‪،‬محمدسعيد رمضان البوطي‪/‬قضايا ساخنة‪،/‬‬ ‫‪-13‬البوطي‪،‬محمدسعيد البوطي‪/‬من روائع القرآن‪،/‬مؤسسة الرسالة‪،‬بيروت‪،‬ط‪،1‬ت‪1999‬م‬ ‫‪-14‬ماري شهرستاني‪/،‬تاريخ سوريةتحت االنتداب الفرنسي مابين‪1946-1920‬م‪،/‬بحث‬ ‫‪-15‬تيمورتاش‪،‬عبد الهادي تيمورتاش‪/،‬محمد سعيد رمضان البوطي وشخصيته األدبية‪/‬مقالة‬ ‫‪-16‬موقع نسيم الشام اإللكتروني‪.‬‬ ‫‪-17‬البوطي‪،‬محمد سعيد البوطي‪/،‬قضايا ساخنة‪،/‬دار الفاربي دمشق‪.‬ط‪1‬‬ ‫‪/-18‬البوطي وقضايا الساعة‪/‬حلقات تلفزيونية مسجلة‪.‬قناة اإلرث النبوي‪.‬‬ ‫‪/-19‬مع البوطي‪،/‬حلقات تلفزيونية مسجلة‪،‬قناة شام السورية‪.‬‬ ‫‪-20‬حفل‪ /‬تأبين الدكتور البوطي في األزهر‪/‬حلقة تلفزيونية‪.‬‬ ‫‪-21‬معلوماتي الشخصية من خالل المصاحبة ‪.‬‬ ‫‪-22‬معلومات من حفيد البوطي‪/‬حسن توفيق البوطي‪، /‬وتلميذه محمد عبد هللا رجو الحلبي‪.‬‬ ‫‪-23‬حفل تأبين البوطي بدمشق‪/‬كلمة وهبة الزحيلي‪/‬حلقة تلفزيونية ‪،‬قناة شام السورية‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫الفهرس‬ ‫رقم الصفحة‬

‫العنوان‬

‫‪-1‬مقدمة‪3.................................................................................‬‬ ‫‪-2‬تمهيد‪4..................................................................................‬‬ ‫‪-3‬مخطط البحث‪5.......................................................................‬‬ ‫القسم األول‬‫‪-4‬هويته الشخصية وطفولته‪6..........................................................‬‬ ‫‪-5‬بيئته االجتماعية‪8.....................................................................‬‬ ‫‪-6‬بيئته السياسية‪9.......................................................................‬‬ ‫‪-7‬تحصيله العلمي‪11.....................................................................‬‬ ‫‪-8‬نشاطه الدعوي‪13.....................................................................‬‬ ‫‪-9‬اسلوبه الدعوي‪15.....................................................................‬‬ ‫‪-10‬عالقته بالتصوف‪17.................................................................‬‬ ‫‪-11‬أخالقه وتقواه‪18......................................................................‬‬ ‫‪-12‬عبادته‪19..............................................................................‬‬ ‫‪-13‬مؤلفاته وآثاره العلمية‪20............................................................‬‬ ‫‪-14‬وفاته رحمه هللا‪23....................................................................‬‬ ‫القسم الثاني‬‫‪-15‬اقباله على األدب‪25..................................................................‬‬ ‫‪-16‬اعراضه عن النشاط األدبي‪26.....................................................‬‬ ‫‪-17‬وظيفة األدب وأهميته بنظر البوطي‪29...........................................‬‬ ‫‪-18‬آراؤه األدبية‪31........................................................................‬‬ ‫‪-19‬نقده قصيدة‪/‬ياعابد الحرمين‪33...................................................../‬‬

‫‪52‬‬

‫القسم الثالث‬ ‫‪-20‬مموزين‪(..‬نقد وتحليل)‪36...............................................................‬‬ ‫‪-21‬سيامند فتى األدغال(نقد وتحليل)‪41...................................................‬‬ ‫‪-22‬في الحديث الشريف والبالغة النبوية‪45..............................................‬‬ ‫‪-23‬نصوص من الفكر والقلب‪46..........................................................‬‬ ‫‪-24‬من روائع القرآن‪48....................................................................‬‬ ‫‪-25‬خاتمة‪50..................................................................................‬‬ ‫‪-26‬المراجع والمصادر‪51.................................................................‬‬

‫‪53‬‬

54